صاحب أطول لحية فى التاريخ.. تسببت في حرقه وموته

اعتبروها قديمًا إنعكاسًا واضحًا للشخصية، فتجد همومه ومتاعبه وضعف جسمه وما يشعر به من مخاوف يطفو تارة على سطح شعره، ويستقر تارة أخرى في أعماق قلبه، فمنذ الصغر ترك لحيته التي اعتادها، فكلما تقدم به العمر ازدادت لحيته طولًا.

هو الأسترالي »هانز ستينينجر«، الذي استطاع بلحيته العجوزة أن يصبح صاحب أطول وأكبر لحية في العالم والتي بلغ طولها حوالي 1.4 متر، فكان كلما يخطو خطوة يرفع بيده لحيته ويلفها على كتفيه، حتى لايتعرقل بها وتكون عائقًا في طريقه.

فعلى غير العادة أندهش أهالي القرية بذلك الرجل صاحب اللحية الطويلة فـ أشتهر بها، وفي أحد الأيام عام 1571م، شب حريق ضخم بالبلدة، واشتعلت النيران من كل صوب واتجاه، فما كان عليه إلا أن يلوذ بالفرار حتى لايحترق بنيران أشبه بجهنم الحمراء.

ولكن ساعة القدر يعمى البصر، فبينما هو يهرول لينقذ حياته، نسى أنه صاحب اللحية الطويلة، فلم يرفعها على كتفيه لأعلى، فداس عليها عن طريق الخطأ، واختل توازنه، ووقع على الأرض، فـ انكسر عنقه، فأودت تلك الوقعة بحياته.

تتعدد القصص ولكن الموت متشابه، فالموت نهاية صماء، ليس لها ملامح، فهو لا يريد أن يعبر عن الأمتداد، سكون مفاجئ يدمر حركة الجسد، برودة تسرق حرارته، وعدُ بعدم العودة مرة أخرى، فالموت حاضر إلى درجة تمكنه من الغياب، فتتعدد النهايات، والموت واحد.