سرقات وكوارث حلت بآثار "المحروسة" مصر
كنوز في قبضة اللصوص والمهربين .. سقارة آخرها
كارثة جديدة تتعرض لها الآثار المصرية وهي سرقة 157 قطعة أثرية من مخزن سقارة المتحفي ووضع قطع مزيفة مكانها، حسبما جاء في تحقيقات النيابة، اكتشفت السرقة بعد أن ظهرت قطع أثرية من محتويات المخزن في عدة دول أوروبية بينها فرنسا وسويسرا، كارثة سقارة لم تفصلها عن كارثة بيع أحجار الأهرامات إلا أيام قليلة، ما دفع إلى فتح ملف سرقات الآثار المصرية واستعادة أهم الكوارث والسرقات التي حلت بها خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ففي الوقت الذي تتعرض فيه الآثار التاريخية في كل العراق وسوريا للتدمير نتيجة الإرهاب والاقتتال والتفجيرات، تعيش الآثار المصرية فترة عصيبة، نتيجة خسارتها مجموعة من أنفس المقتنيات والممتلكات الأثرية، نتيجة أعمال السرقة والتهريب، ناهيك عن الإهمال الذي تتعرض له بفعل فساد الترميم أو غياب الصيانة، ما دعا الكثير من النشطاء الأثريين لتدشين "حملة مجتمعية للرقابة على الآثار والتراث"، داعين إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حفر غير مشروع وسرقات ونهب وإهمال.
سرقات ونهب:
يد النهب والسرقة امتدت إلى عدد من الآثار الإسلامية، مثل منبر قايتباي الرماح، وحشوات باب مسجد السلطان المؤيد شيخ أمام باب زويلة بالجمالية، ورغم وجود كاميرات أحيانًا وأجهزة أمن وقوات حراسة، فإن بعض متاحف مصر ومخازنها الأثرية تعرضت للسرقة، بدءًا من المتحف المصري خلال ثورة 25 يناير، وصولًا إلى متحف ملوي بالمنيا الذي تم نهبه وسرقة 1089 قطعة أثرية منه في أغسطس 2013.
وتعرضت مقبرة جحوتي حتب، وهي من الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى بدير البرشا بالمنيا، لجريمة سرقة، على يد لصوص انتزعوا الجدران الفريدة لتهريبها.
ومما يدعو إلى الأسى، سرقة 4 من أروع المشكاوات الإسلامية الأثرية المصرية النادرة بعضها منسوب إلى كل من السلطان حسن والسلحدار، والعجيب أن اكتشاف السرقة تم في العاصمة البريطانية بواسطة الخبيرة المصرية البروفيسور دوريس أبو سيف أستاذ تاريخ الفن والحضارة بجامعة سواس SOAS في لندن.
وتوقف كثيرون عند خبر سرقة خرطوش الملك خوفو وقطع أثرية أخرى من منطقة الهرم في عام 2014 وتهريبها خارج مصر.
وبالمثل، جرى سرقة 76 عينة أثرية من المتحف الكبير، الذي ما زال قيد الإنشاء، نتيجة الإهمال.
كما سرق لصوصٌ لوحة سبيل محمد كتخدا بالدرب الأحمر، وهي إحدى اللوحات الجميلة في زخرفتها وكتابتها، وتعلو شباكة السبيل مباشرة، تلك اللوحة بالنسبة لأي أثر هي بمنزلة شهادة الميلاد.
الإهمال وفساد الترميم وغياب الصيانة:
تسبب الإهمال والترميم الخاطئ الذي تعرضت له مجموعة من الآثار المصرية في الفترة الماضية، في خروج هذه الآثار من قائمة التراث العالمي، ولعل أشهر تلك النماذج هرم سقارة، الذي خرج من قائمة التراث بفعل الترميم الخاطئ الذي تعرض له.
وسبق أن تعرضت لحية الملك توت عنخ آمون إلى الترميم الخاطئ، الأمر الذي كاد أن يتسبب في تشويه قناع الملك لولا تدخل ألمانيا وإرسالها خبراء قاموا بإعادة ترميم اللحية بعد عملية طويلة معقدة.
وسرى الإهمال على منطقة حفائر مدينة الفسطاط، وهي أول عاصمة بعد دخول الإسلام لمصر، لتتحول بسبب الإهمال إلى مستودع نفايات، قبل نزع ملكيتها وتحويلها إلى حديقة بما يخالف القانون.
أما قلعة صلاح الدين الشهيرة في القاهرة، فقد أصابتها تشققات وتصدعات وانهيارات، في حين تظل مياه الصرف الصحي والقمامة مصدر خطر كبير للقلعة.
وتفاجأ أهالي الإسكندرية في منتصف يناير الماضي، بهدم الجزء التراثي المتبقي من فيلا "أجيون" الأثرية، لتنضم إلى مباني التراث المعماري الذي ضاع ولم يبقَ له وجود على الواقع، وهدم شاهد على التراث المعماري الفرنسي القديم، وسط فشل محاولات مبادرة "أنقذوا الإسكندرية" لوقف هدمها.
ولقي تمثال العجل أبيس لهادريان، مصيرًا آخر بعد أن تعرض للكسر في أثناء نقله من مخزن المتحف اليوناني الروماني إلى المتحف البحري تمهيدًا لتغليفه ليسافر ضمن معرض الآثار الغارقة في أوروبا.
والحديث يطول عن تدمير القاهرة التاريخية ببناء عقارات مخالفة جعلها مهددة بالزوال؛ إذ إن مدينة القاهرة التاريخية مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو منذ عام 1979، وذلك لاحتوائها على العديد من المباني الأثرية والعقارات ذات الطابع المعماري المتميز.
الحفر غير المشروع:
بسبب أعمال الحفر غير المشروعة، نُهِبت الكثير من الآثار المصرية وبيعت في المزادات العلنية، حيث تتعرض مقابر البر الغربي بأسوان إلى أعمال الحفر خلسة، وبلغ عدد المقابر التي تم كشفها بسبب الحفر بهذه الطريقة ما لا يقل عن 7 مقابر، ووثقت خبيرة الآثار كاثرين بيكيت أعمال الحفر من هذا النوع التي تهدر التاريخ المصري المهم في هذه المنطقة الرائعة.
وبيع تمثال سخم كا، وتمثال أوشابيتي من الأسرة 26 ورأس تمثال أمنحوتب الثالث في مزاد علني في بريطانيا، وفشلت وزارة الآثار المصرية في إيقاف البي،. وقد تم تهريب هذه القطع النفيسة من مصر عقب العثور عليها خلال أعمال حفر غير مشروعة.
وربما زاد من حدة الحملة الشرسة على آثار مصر، هو تكرار وقائع اقتحام المناطق الأثرية، كما حدث في محافظة الفيوم، حيث تم التنقيب عن الآثار فيها تحت تهديد السلاح لحراسها.
بل إنما يسمى "حفر الخلسة" انتشر في منطقة هضبة الأهرامات بلا رادع أيضـًا، حيث أكد الأهالي أنهم عثروا على الكثير من القطع الأثرية بجانب البركة الموجودة هناك.
وتتعرض مقابر الأسرات بسقارة يوميـًّا إلى أعمال حفر غير مشروعة من قبل الأهالي ولصوص الآثار، وفي أنتينوبوليس في الشيخ عبادة بالمنيا، تتولى عصابات الحفر في الجزء الشرقي وكذا الشمالي الشرقي من الموقع.
يد الإرهاب:
امتدت يد الإرهاب للمتحف الإسلامي في 24 يناير عام 2014، لتتعرض مجموعة نادرة من التحف الأثرية للتدمير، كما جرى تحطيم محراب السيدة رقية وإبريق عبد الملك بن مروان ومشكاوات السلطان حسن.
الآثار والكوارث الطبيعية:
لم تسلم آثار مصر من بعض الكوارث الطبيعية، فقد تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات الكاسحة في منطقة وادي النطرون بمحافظة البحيرة في إحداث خسائر فادحة في 4 أديرة أثرية، وهي: دير الأنبا بيشوي، دير السريان، دير البراموس ودير الأنبا مكاريوس الكبير. تعود تلك الأديرة الأثرية إلى القرن الرابع الميلادي، ما يجعلها ثروة أثرية بالغة الأهمية.
إلى متى..إلى متى سنظل متقاعسون عن تدمير تاريخ وهوية مصر العريقة؟
إلى متى سيظل المسئولون متقاعسون عن أثارنا التاريخية التى نفخر بها أمام العالم؟
إلى متى سنترك هؤلاء البربريون من تدمير حضارتنا؟؟؟
حتى الإهرامات بدأو فى تكسير حجارتها وبيعها بالقطعة؟؟؟؟؟
هل من مستمع مصر يحب تلك البلد الطيبة؟
هل من مجيب يلبى النداء بوطنية ويتحرك لإنقاذ ما تبقى؟؟؟
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.