بعض اللوحات الكلاسيكية أذهلتنا بأسرارها المنسية، وصورها التي ظلت مخفية لقرون حتى كشفت التقنيات الحديثة عنها. ربما تكون هذه الأسرار خيالية بعض الشيء لكنها حقيقية جدًا، وقد جعلت هذه الاكتشافات عالم الفن يحبس أنفاسه!
The Wood Swayers
هي لوحة للفنان جان فرانسوا ميلليه، عند تعرّضها للأشعة تحت الحمراء، ظهرت رأس فوق الكتف الأيسر للرجل الذي يقوم بتقطيع الحطب. وبمزيد من المسح والتخمينات ظهرت بقية الأجزاء المخفية ليتبين أنه تمثال لا ريبابليك الشهير. وأكد “ألفريد سينسير” كاتب السيرة الذاتية للفنان ميلليه أن الصورة التي تظهر خلف اللوحة قد رسمها ميلليه كجزء من مسابقة لكنها لم تفز، فقرر رسم لوحة أخرى عليها وهي “The Wood Swayers” توفيرًا للمال!
Scheveningen Sands
تعود هذه اللوحة للفنان الهولندي “Hendrick van Anthonissen” والتي رسمها عام 1641، وتم التبرع بها إلى متحف فيتزويليام عام 1873. تصوّر اللوحة مشهدًا لهدوء الشاطئ في الشتاء، مع مجموعة من الأشخاص المجتمعين بدون سبب واضح، وقد بدت اللوحة عادية حتى كشفت طالبة عن سر فيها.
فاكتشفت الطالبة السر حين كانت مكلفة بإزالة قطعة صفراء من الطلاء على اللوحة، وبمزيد من التدقيق، ظهر في أفق المحيط ما يشبه الشراع. وبعد تدقيق وتنظيف أكبر من قبل الخبراء وجدوا أن الشراع هو زعنفة الحوت. ويعتقد هؤلاء الخبراء أنه تم إخفاء الحوت لأن صورة الحيوان النافق كانت تُعتبر عدائية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
Patch of Grass
هي لوحة شهيرة للفنان فنسنت فان جوخ والتي رسمها في باريس عام 1887، لكن علماء هولنديين وبلجيكيين اكتشفوا لوحة بورتريه مخفية خلفها. على الرغم من أن لوحة العشب كانت باللونين الأزرق أو الأخضر، إلا أن ألوان البورتريه المخفي هي البني والأحمر. وقد تم الكشف عنها باستخدام تقنيات مسحية مع أشعة الفلورسنت السينية. وأظهرت التفاصيل أنها لامرأة على ما يبدو أنها فلاحة، لكن هويتها مجهولة. وبحسب الخبراء، فإن جوخ قام بالرسم على البورتريه لتوفير المال، وهو ما يفسر بقاء الصورة مغطاة ومنسية.
Don Ramon Satue
ظهر بورتريه غير مكتمل لرجل يرتدي زيًا رسميًا بعد عمليات مسحية لبورتريه دون رامون للرسام فرانثيسكو دي غويا. معالم الوجه لم تكن مكتملة، لذلك فهوية الرجل غير معروفة، لكن ذلك لم يُوقف تخمينات حول هويته. فهذه الزينة التي تظهر في الملابس كان يرتديها النبلاء والتي أوجدها جوزيف بونابرت ملك إسبانيا والذي تم توليته الحكم على يد أخيه نابليون بونابرت. وتاريخيًا، فإن جوزيف و15 من الجنرالات هم من كانوا يرتدون هذه الملابس.
استمر حكم بونابرت من عام 1808 إلى 1813. وبعد نهاية حكم الحزب الحاكم، استمر غويا كرسام بلاط للملك الجديد. وربما ما دفعه للرسم على اللوحة أنه كان من الخطير تصوير شخص من النظام القديم مع الملك الجديد، فعمل على إخفائه تمامًا.
Isabella de’ Cosimo I de Medici
إيزابيلا دي ميديشي هي ابنة غراندوق توسكانا كوزيمو الأول، وبعد أن شكك خبراء في صحة اللوحة التي توجد في متحف كارنيجي في بيتسبيرج. فتوصلوا إلى أنها صحيحة، لكن خبراء المتحف كانوا في دهشة، فقد وجدوا في الطبقة العليا من الطلاء المتشقق، لوحة أخرى بوجه حقيقي لميديشي.
فقد خضعت اللوحة لعمليات تعديل في القرن التاسع عشر ما جعل إيزابيلا تبدو أصغر سنًا وأكثر جمالًا. ولقرون خُدع الناس في إيزابيلا، والتي ظهرت في اللوحة الحقيقية أكبر سنًا بتجاعيد في الوجه، ويدين غير جذابتين. وقد أكدّ الخبراء أن اللوحة المخفية هي الشكل الحقيقي لإيزابيلا.
Still Life with Meadow Flowers and Roses
منذ العام 1974 برزت تساؤلات في أن يكون فنسنت فان جوخ هو رسام هذه اللوحة، فقد درس العلماء شكلها وتكوينها وحتى موقع التوقيع. وقد خلصوا في أنها لا تمت بصلة لأعمال جوخ الأخرى، ولذلك تمت إزالتها من قائمة أعماله. لكن ذلك لم يستمر حتى اكتُشفت لوحة لمصارعين اثنين تحت اللوحة الأولى، وهو ما جعلها تبدو حقيقية ذات صلة بأعمال فان جوخ، حيث يرى الخبراء أنه قام برسم هذين المصارعين ثم بالرسم عليهما كطريقة لإعادة الاستخدام.
وبعد تدقيق وفحص كبير تبيّن أن اللوحة من أعمال فان جوخ. كما أنه قد ذكر هذه الصورة في رسالة تعود للعام 1886، فيقول: “هذا الأسبوع قمت برسم مصارعين بجذوع عارية”.
Young Woman Powdering Herself
هي لوحة تعود للفنان جورج سورا، وتظهر فيها امرأة تضع مساحيق التجميل على وجهها، وهي مادلين نوبلوخ عشيقة سورا. اللوحة هي غرفة تظهر فيها العديد من الأغراض من بينها مرآة على الحائط تنعكس عليها مزهرية ورود. فقد أخفى سورا بورتريه وجهه خلف المرآة. سأل سورا صديقه عن رأيه في اللوحة، والذي قال له أنها تبدو بهذا الشكل هزلية، لذلك قرر تغطية وجهه بمزهرية الورود.
Madame X
وهي لوحة للفنان جون سينجر سارجنت والتي عُرضت لأول مرة عام 1884 في باريس وقد أثارت جدلًا كبيرًا وانتقادًا، وذلك لأنها تُظهر سيدة نزيهة في ثوب أسود بسيط بكتفين عاريتين بطريقة فيها إيحاء جنسي وهو ما أثار غضب الطبقة الأرستقراطية. اللوحة بالأساس كانت لسيدة أمريكية جميلة تُسمى فيرجيني أفنيو من أصول إيطالية هاجرت بصحبة أمها إلى باريس، وتزوجت من رجل ثري وأصبحت تُعرف ببيري غوترو. كانت غوترو ساحرة الجمال في أي مكان تذهب إليه، لذلك أصر سارجنت على رسمها فقد كان يرغب بنيل الشهرة. لكن سخط الناس على اللوحة أجبره على تغيير اسمها ليصبح مدام إكس كرمز لجمال المرأة وغموضها.
Mona Lisa
هي أشهر لوحة لليوناردو دافنشي، فابتسامة الموناليزا الغامضة أكسبتها شهرة كبيرة في العالم. وقد أحدثت هويتها جدلًا كبيرًا لقرون، فالبعض يعتقد أنها ليزا ديل جيوكوندو زوجة تاجر من فلورانسا، لكن اكتشافًا حديثًا بدد هذا الاعتقاد. فقد وُجدت لوحتا بورتريه خلف اللوحة الأصلية، إحداهما يُعتقد أنها تعود لليزا الحقيقية. قال باسكال كوتيه العالم الفرنسي صاحب الاكتشاف والذي أعاد بناء لوحتي البورتريه، أن هذه النتائج من شأنها أن تدمر الأساطير وتغير رؤيتنا لتحفة دافنشي.
لكن مؤرخي الفن يجادلون في أن يكون هذا صحيحًا، ويرون أن ذلك تطورًا للعملية الإبداعية لدافنشي حتى تطورت اللوحة في شكلها النهائي. ولم يعلق متحف اللوفر على كل ذلك.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.