الجاسوسة الشيطانة ماتا هاري Mata Hari : خدعت الجميع وإعتقد البعض أنها من الفراعنة وضحكت لصدور حكم الإعدام
وكأن التاريخ لم يملأ صفحاته من تفاصيل حياة المشاهير التى أثرت بالسلب أو الإيجاب فى حياة الشعوب، فقرر أن تضم صفحاته تفاصيل محاكماتهم، كلا وحسب ما واجهه، منذ محاكمة الفيلسوف الإغريقى سقراط، أول من أعدم في التاريخ، حتى محاكمات الملوك العرب، الذين أطاحت بهم شعوبهم، خلال موجة الربيع العربى.
نماذج من محاكمات مختلفة لأناس رفعتهم الشهرة إلى عنان السماء، قبل أن تطيح بهم إلى قبور يكسوها التراب.
ماتا هاري (بالهولندية:Mata Hari) (1876-1917) هو الاسم الفني التي اشتهرت به مارجاريتا جِرترودا "جريتشي" زيلي، وهي أشهر جاسوسة في التاريخ الحديث. كانت راقصة هولندية-جرمانية، وأيضاً مومساً لدى رجال الطبقة العليا من المجتمع، تم إعدامها من قبل الفرنسيين رميا بالرصاص بتهمة التجسس عليهم خلال الحرب العالمية الأولى.
حياتها
ولدت في هولندا عام 1876 وتزوجت وأنجبت وهي في سن التاسعة عشر وكان انتقالها مع زوجها الضابط إلى جاوة في إندونيسيا بداية التحول في حياتها فقد انبهرت إلى حد بعيد بالشرق وعالمه الغريب عليها، وانجذبت للرقص الشرقي الذي تعلمته وأتقنته وتحولت إلى راقصة شرقية بعد موت ابنها الصغير وانصراف زوجها عنها، فانخرطت في مجتمعات سومطرة وجاوة، وحفظت أسلوب المرأة الشرقية في إبراز أنوثتها والتأكيد عليها وساعدها إتقانها الرقص على ذلك.
حين عادت مع زوجها إلى هولندا، تركته مع طفلتها وانطلقت لحياتها وصلت باريس عام 1903 تحت اسم (ليدي ماكلويد) وفشلت في الرقص، وعوملت كامرأة للبيع وبدلا من الاستسلام، تخلت عن شخصيتها الأوروبية وتقمصت شخصية أميرة، ثم راقصة من الشرق وعادت إلى باريس باسم (ماتا هاري) وهي تعني (عين النهار) بإحدى لغات ماليزيا وألفت لنفسها سيرة حياة جديدة تماما.
إعتبرت فيها مولدها في أقصى الشرق، واحترافها الرقص منذ طفولتها!
وأصبحت (عروس الشرق) في باريس ترقص في معبد هندوسي!
حتى وقعت حب في ملازم ألماني، تركت من أجله الرقص والمجتمعات الصاخبة، لكنه أهملها وهجرها بعد عامين فقط، فانتقمت منه في شخص رجل مال فرنسي دمرت حياته.
حين وقعت الحرب العالمية الأولى ودخلت ألمانيا الحرب، كانت ماتا هاري مفلسة وفاشلة وفي منتصف الثلاثينات، عادت إلى وطنها هولندا لتجد أمامها قنصل ألمانيا، يوهمها بأنه ما زال يعيش في جو أسطورتها القديمة ومسارح باريس، وتم تجنيدها على يده ضد الفرنسيين وطلب منها ببساطة العودة إلى باريس، حلمها الدائم، ورحبت بالعرض دون أن تدرك خطورة ما تفعل وأصبح اسمها الحركي هـ 21 .
إرتبطت بقصة حب مع ضابط روسي، تابعها عن قرب أحد كبار المخابرات الفرنسية، والذي وجدها فرصة لتجنيدها (ضد الألمان) على أن يدفع لها كل ما تريد، وتحولت إلى عميل مزدوج.
أصبحت مادة شديدة الثراء للأدباء والمؤرخين وصناع السينما، وأطلق عليها لقب جاسوسة الجاسوسات ورسموا لها صورة الفتاة الجميلة الساحرة التي أوقعت كبار الساسة في هواها وغوايتها. لكن ماتا هارى في الواقع، كانت أقرب إلى القبح والدمامة، ومن هنا يثور السؤال عن أسباب نجاحها في مهمتها، والتي تحولت معها إلى أسطورة يضاف إليها مع كل كتاب ومع كل عمل سينمائي لمحات جديدة غامضة وساحرة، حتى مثلت دورها جميلات السينما من جريتا جاربو إلى مارلين ديتريتش إلى فرانسواز فابيان. يوم وزعت الشرطة الفرنسية صورها بعد إعدامها عام 1917، ذهل الناس لشكلها، الذي نسوه مع الوقت وظلت صورتها الأسطورية الساحرة.
الاعتقال الأول وبراءتها
كانت ماتاهاري تستخدم أسلوب شفرة شديدة التعقيد في مراسلة عملاء ألمانيا خارج فرنسا أسلوب يصعب إن لم يكن من المستحيل فك رموزه وحله وثارت ثائرة رجال الأمن عند هذه النقطة ودب الخلاف والشقاق بينهم .
كان بعضهم يرى ضرورة إلقاء القبض على ماتاهاري قبل أن تنقل إلى الألمان أسرار مخيفة قد تؤدي إلى هزيمة فرنسا في حين يرى البعض الآخر أن إلقاء القبض عليها دون دليل ينذرها بشكوكهم دون أن يكفي لإدانتها، وبالفعل تم إلقاء القبض على ماتاهاري عام 1916 م ومحاكمتها بتهمة الجاسوسية.
ولكن القصة لم تنتهي بعد فقد أنكرت ماتاهاري التهمة بشدة واستنكرتها وراحت تدافع عن نفسها في حرارة وتؤكد ولاءها لـفرنسا واستعدادها للعمل من أجلها، وبدلا من أن تنتهي المحاكمة بإدانة ماتاهاري بتهمة الجاسوسية انتهت باتفاق بينها وبين الفرنسيين للعمل لحسابهم والحصول على أية معلومات سرية لهم نظرا لعلاقاتها القوية بعدد من العسكريين والسياسيين الألمان.
والعجيب أن الفرنسيين وافقوا على هذا وأرسلوا ماتاهاري بالفعل إلى مهمة سرية في بلجيكا حيث إلتقت ببعض العملاء السريين الفرنسيين هناك وقدمت لهم العديد من الخدمات النافعة ونقلت ماتاهاري بالفعل عددا من الأسرار الألمانية للفرنسيين ولكن الألمان ردوا الصاع صاعين لعميلتهم السابقة.
الإعتقال الثاني وكشفها
أرسلوا لها خطابات مشفرة، مستخدمين شفرة يفهمها الفرنسيون جيدا مما جعل الفرنسيون يلقون القبض على ماتاهاري مرة ثانية بتهمة التجسس مع وجود الخطابات كدليل هذه المرة، ومرة أخرى تمت محاكمة ماتاهاري في باريس، وفي هذه المرة لم تنجح ماتا هاري في إقناع الفرنسيين ببراءتها فصدر الحكم بإعدامها، وتم تنفيذ الحكم في ماتاهاري.
محاكمة «ماتا هاري»
فى باريس مع ربيع 1905 رددت الأوساط الفنية إسم راقصة ظهرت للمرة الأولى على مسرح جيمة، فلفتت الأنظار برقصاتها الشرقية الجريئة، «ماتا هاري» كان الناس يتحدثون عن جمالها المثير، وسحرها الخلاب، أهي أميرة هندية حقاً أم هى من سلالة الفراعنة المصريين؟
إن أولئك الذين تجذبهم رقة المرأة وعذوبتها المحببة وهواة الجمال، كانوا يؤخذون بوجهها المستطيل الشاحب الذى تتألق فيه أسنان ناصعة البياض وعينان سوداوان، وقد كان لهذا الجمال عشاق كثيرون من رجال المال والسياسة ومن رجال الأدب، فارتموا جميعاً عند قدمى الراقصة الحسناء يقدمون لها قلوبهم وأموالهم، وكان المال حاجة ملحة لديها فهى تنفق بسخاء، وتعيش فى ترف باذخ.
وقد استأجرت «قصر نويلى» وجعلت منه قصراً من قصور ألف ليلة وليلة، كثيراً كانت تستقبل زائرها لترقص له بمفرده فتطلب منه بعدها ما تشاء وتهوى.
إن لهذه المرأة سحراً عجيباً كان يسيطر على الرجال الذين يتعلقون بها، مؤكدين أن اللواتى يفقنها جمالاً كثيرات جداً ولكن ليس بين النساء امرأة مثلها تستطيع أن تحول الرجال إلى عبيد لها.
واستمر نفوذ ماتا هاري على عشاقها يتسع ويتعاظم حتى اشتعلت الحرب العالمية الأولى سنة 1914، ومرت السنوات الأولى من الحرب سريعة تارة وبطيئة تارة أخرى وأطلت سنة 1917 وقد سيطر على الجبهة ركود عام.
وفى الثالث عشر من فبراير من تلك السنة نشرت الصحف نبأ توقيف «مرجريت جرترود زيل» بتهمة التجسس لحساب ألمانيا، وسرعان ما عرف الناس أن هذه المتهمة هى الراقصة «ماتا هاري» التي كانت تمد رئيس الجاسوسية الألمانية في هولندا بالمعلومات المهمة طوال أيام الحرب، وتوقع رسائلها بهذا الرمز: «هـ – 21»، وأرسلت ماتا هاري إلى سجن سان لازار، واختارت المحامى كلونيت للدفاع عنها.
وتجددت الشائعات عن منشأ ماتا هاري وعن سيرتها ووقفت هى أمام المحققين، فزعمت أنها هندية الأصل، وقد نشأت على ضفاف نهر مالابار وهى تنتسب إلى طائفة من طوائف البراهمان، وأن أسمها الحقيقى هو ماتا هاري ويعنى «عين الفجر، وقد خطت خطواتها الأولى فى معبد الإله سيوه فجعل من خطوها رقصاً موقعاً وغدت تجيد الرقص أكثر ما تجيد السير.
غير أن ثبات هوية ماتا هاري ومعرفة ماضيها لم يعجز لجنة التحقيق، وقد قررت هذه اللجنة أن الراقصة المتهمة هولندية الأصل، وقد ماتت أمها وهي فى سن الرابعة عشرة فأدخلها أبوها إلى الدير، حيث بقيت أربع سنوات ثم غادرته عائدة إلى المنزل العائلى، فالتقت بالكابتن ماك ليود فعشق كل منهما الآخر وتزوجا، غير أن الكابتن الشاب كان فراشة تسعى من زهرة إلى أخرى، فهجر بيته وانطلق وراء ملذاته واعتزت المرأة عنه بابنها نورمان الذى وضعته بعد سنة واحدة من زواجهما.
ثم عاد الزوج الشارد إلى المنزل وإصطحب زوجته الشابه ذات مساء إلى «البلاط الهولندى»، فأدهشت الحاضرين بسحر جمالها وملامحها الشرقية، وكان صعب عليهم أن يصدقوا أنها بنت هولندا،حيث اشتهرت بنسائها الشقراوات المكتنزات.
قالت ماتا هاري في التحقيقات وهى تتذكر تلك الليلة بزهو وإعتدال، لقد كان الرجال ينظرون إلى بإعجاب صارخ وكانت النساء يرمقننى بنظرات حاسدة حاقدة، وشعرت ذلك المساء للمرة الأولى بأنى لم أخلق لأكون زوجة برجوزاية تعيش فى كنف ضابط متقلب الأهواء وإنما خلقت لأكون ملكة.
وبدأ الخصام بين الزوجين ولم يكن الضابط ليتورع عن ضربها بسوطه، ثم حدث حادث مؤثر فى حياة «مرجريت جرترود» فإن خادمتها إغتاظت منها يوماَ فسممت ابنها فاستبد بالأم الثكلى حزن شديد ولم تنس طفلها نورمان الإ حين وضعت طفلتها «جان».
وحينئذ عين الزوج فى جافا ورحلت الأسرة إلى الهند واسترسل الكابتن هناك فى الشرب ولعب القمار وكثيراً ما كان يضرب زوجته حين تأبى الذهاب إلى أحد أصدقائه لتقترض له المال، ويقول لها الزوج يوماً وهو يضحك ضحكة سكير أحمق إنى لا أملك شيئاً من المال وأنتى جميلة وفى إستطاعتك أن تجدى عشاقاً كثيرين، وأنا لست غيوراً وكل ما أريده منك أن تأتينى بالمال، وتأبى ماتا هاري الانزلاق فى منحدر الغواية وتأخذ ابنتها وتهرب.
ولكن إلى أين؟ إن أهلها لا يستطيعون مساعدتها وهى لا تحسن مهنة تحترفها، فينصحها قريب لها أن تستغل ميلها الفطرى إلى الرقص وتفكر المرأة، لقد كانت تعجب بالرقص الدينى فى المعابد الهندية، وتراقب الراقصات بإهتمام فأصبح فى وسعها تقليدهن، وقد حفظت جميع طقوسهن وتقاليدهن، وأن ملامحها الشرقية تساعدها على الظهور بمظهر إمرأة هندية وتفتن الجماهير وتسحر القلوب، وهكذا تضافرت العوامل كلها على أن تدفع بها فى هذا الطريق فإذا بـ«مرجريت جرترود زيل» تصبح «ماتا هاري الراقصة الهندية».
كانت الحرب سنة 1914 وإذا بالراقصة الحسناء تغدو ممرضة متطوعة فى جيوش الحلفاء، وتقول ماتا هاري إنها كانت إمرأة خاطئة فأرادت التكفير عن خطاياها بخدمة المرضى والعناية بالجرحى، وبذلت نفسها فى سبيل راحتهم وسلامتهم فكانت ممرضة مثلى تسهر الليل بطوله، وتبذل الجهد كله لإنقاذ الجرحى الذين يعهد إليها بالعناية بهم وقد قضت أسابيع عدة وهى لا تكاد تنام أو تأكل كى تتفرغ للعناية «بالضابط روسى ماروف» الذي فقد عينيه فى إحدى المعارك.
وكان هذا الضابط يردد دون إنقطاع إن القدر قد أنزل بى ضربة قاسية إذ أفقدنى عينى ولكن الله وضع إلى جانبى ملاكاً حقيقاً، أن الضباط كانوا يعجبون بالممرضة «ماتا هاري» ويفتتنون بسحرها، وتحدد لهم المواعيد وتلاقيهم تحت جنح الليل، فأتقنت فن ترويض الرجال لتننزع من أفواه عشاقها المعلومات العسكرية والخطط الحربية وتبعث بها إلى دائرة الجاسوسية الألمانية، وقد أدى عملها هذا إلى إحباط كثير من خطط الحلفاء وإلى إبادة الألوف من جنودهم.
وهكذا مثلت ماتا هاري أمام المحكمة العسكرية، لتحاكم بأبشع تهمة توجه إلى إنسان وهى تهمة التجسس والخيانة العظمى وعقدت المحكمة العسكرية فى باريس فى 24 يوليو 1917 برئاسة الكولونيل سامبرون للنظر فى هذه القضية الخطيرة التى أثارت الفرنسيين وشغلت الرأى العام في العالم كله.
ودفعت ماتا هاري تهمة الخيانة العظمى بقولها إنها ليست فرنسية فإذا صح أنها أساءت إلى الفرنسيين فإن إساءتها لم تكن موجهة إلى وطنها ومواطنيها وتحدثت بلهجة المفكرين المثاليين فقالت إنها امرأة لا وطن لها غير الفن، والفن عالمى النزعة وهرع كثير من الفضوليين لسماع أقوال المتهة، ولكن رئاسة المحكمة لم تسمح لهم بالدخول إلى القاعة وآثرت إجراء المحاكمة سراً، فلم يطلع أحد على وقائعها الإمن خلال التقرير الرسمى، الذى حرره القومندان ماسارد ونشر فيما بعد.
وفى هذا التقرير أن ماتا هاري قد روت للقضاه سيرة حياتها منذ نشأتها حتى احترافها فن الرقص، واعترفت بأنها كانت بغياً ولكنها أنكرت أنها كانت جاسوسة، وأصرت على الإنكار بقوة حين أرهقها الرئيس بأسألته قالت إنه سبق لها أن عرضت خدماتها على رئيس دائرة التجسس الفرنسية.
فقال الرئيس نعم لقد اقترحت على الكابتن لودو الذهاب إلى بلجيكا لإعطاء المعلومات الشفهية أو التحريرية لعملائنا فى بروكسيل، فلم يتسلم هذا العميل الرسالة الموجهة إليه بل قبضت عليه السلطة الألمانية وأعدمته.
وحاولت المحكمة إحصاء الأشخاص العسكريين الذين اتصلت ماتا هاري بهم، وانتزعت منهم أسرارهم فإذا هنالك ضباط وطيارون من جميع الرتب وموظفون كبار وأحد وزراء الحربية الفرنسية، ولم يشأ القومندان ماسارد ذكر أسماء هؤلاء الأشخاص في التقرير الذى نشر عن هذه المحاكمة.
وقال رئيس المحكمة للمتهمة إنها كانت تقيم في فندق بمدريد، في الجناح الملاصق لجناح رئيس دائرة التجسس الألمانية، وأنه قد زراها غير مرة وشوهد مرة وهو يعطيها مالاً، فلم تنكر ذلك وقالت إن هذا طبيعى لأنه كان عشيقها ورددت قولها مرة أخرى:
بغى؟
نعم أما جاسوسة فلا؟
إعدامها
وبعد الاستماع إلى الشهود وكان بينهم سفراء ووزراء سابقون وشخصيات مدنية وعسكرية كبيرة، وسماع أقوال الدفاع اختلت هيئة المحكمة، وقررت بالإجماع إعدام «مرجريت جرترود زيل» المسماة بـ«ماتا هاري» بجريمة التجسس لمصلحة العدو، وإعطائه معلومات أدت إلى قتل عدد كبير من الجنود الفرنسيين.
فابتسمت ماتا هاري إبتسامة شاحبة، وأعيدت إلى السجن فى إنتظار الموعد الذى سيعين لتنفيذ الحكم،ولم تفارقها هذه الإبتسامة الشاحبة، وقد تم تنفيذ حكم الإعدام فى صباح اليوم الخامس عشر من نوفمبر سنة 1917.
إكتشف الفرنسيون أمرها بوشاية، فاعتقلت، وحوكمت لمدة شهور، تخلى عنها أثناءها كل من عرفتهم، وأعدمت ماتا هاري رميا بالرصاص عام 1917 قبل أنتهاء الحرب العالمية الأولى دون أن تعرف بالضبط حقيقة جريمتها.
فقد إعتقدت أنها تتسلى بالقلوب، لا بالدول. رغم أن فرنسا أعدمت عشرات الجاسوسات للألمان، فإن ماتا هاري أو عين النهار تظل هي الوحيدة التي يذكرها التاريخ.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.