في العصر المملوكي كانت مظاهر الاحتفال بالعيد في صباح اليوم الأول تتمثل في اجتماع أهالي الحي أمام منزل الإمام الذي سيصلى بهم صلاة العيد في المسجد فإذا خرج إليهم زفوه حتى المسجد حاملين القناديل يكبرون طوال الطريق وبعد انتهاء الصلاة يعودون بالامام إلى منزله على نفس الصورة نفسها التي أحضروه بها.
كان يخرج الناس فى أول أيام العيد إلى "المدافن" لتوزيع الصدقات رحمة على موتاهم حاملين سعف النخيل و الريحان ، ليضعونها على القبور، كما كانوا يحملون معهم أيضًا الفطير، والخبز المحشو باللحوم ، وقد ينصب البعض خيام بجوار القبر إذا كانت الزيارة ستستمر اليوم بأكمله ، و هناك من يذهبون للمتنزهات و ركوب المراكب فى النيل ،ويذهب البعض الآخر لزيارة أقاربهم و أهلهم لتقديم التهنئة لهم .
وكان المتنزهون فى القاهرة والإسكندرية يستأجرون المغنين والمغنيات ليعيشوا معهم فرحة العيد بالأغانى كما كانت تلقى فى تلك الفترة بالحدائق العامة القصائد الشعرية لرموز الشعر الكبار آنذاك أمثال ظافر الحداد والبهاء زهير، و يذكر أن الشاعر المملوكي الكبير ابن دانيال دعا السلطان المملوكى الظاهر بيبرس لحضور ثلاث مسرحيات شعرية فى نهار أحد أيام عيد الأضحى تمثل مواقف كوميدية ساخرة، وعرضها عليه عن طريق مسرح خيال الظل الشعبي ، بحسب ابن تغرى بردى فى كتابه "لنجوم الزاهرة فى أخبار مصر والقاهرة".
و يقول المقريزى فى كتابه "الخطط" : الناس فى صبيحة عيدي الفطر والأضحى كانوا يخرجون ويطوفون شوارع القاهرة والاسكندرية بـ (الخيال والتماثيل والسماجات) والخيال هو لعبة خيال الظل المضحكة التى تحولت مع الزمن الى لعبة الأراجوز المعروفة والسماجات يقصد بها الملابس التنكرية.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.