الشهيد ملازم أول بحري محمود علي الجيزي - أحد أبطال العمليات الخاصة بـ الصاعقة البحرية و المجموعة ٣٩ قتال.
مقاتل أجبر قوات العدو الإسرائيلي علي تقديم التحية العسكرية له من شدة الإعجاب ببطولاته و شجاعته الفائقة.
مقاتل أجبر قوات العدو الإسرائيلي علي تقديم التحية العسكرية له من شدة الإعجاب ببطولاته و شجاعته الفائقة.
اشترك في العديد من الحروب منها حرب الإستنزاف و حرب اليمن و حرب أكتوبر و قد اختاره العميد أركان حرب - إبراهيم الرفاعي لينضم إلي " المجموعة ٣٩ قتال " و ذلك نظرا لكفائته و شجاعته الخارقة حيث كان الشهيد - الجيزي لا يهاب الموت كما
وصفوه زملائه و ظل يقاتل حتى آخر لحظه من عمره , لدرجة أن قوات العدو
“الصهيونى” استعانت بكتيبة كاملة للقضاء علي“ الجيزي” في موقعة - الثغرة الذي استشهد فيها و هو حاملا سلاحه في عزة و شموخ.
اشترك “ الجيزي” في جميع عمليات المجموعة " ٣٩ قتال " حتى استشهد في أكتوبر ١٩٧٣ في الزيتية بالسويس و قد شارك البطل في معظم العمليات العسكرية التي قامت بها المجموعة ابتدءا من عملية كمين “جبل مريم” و اسر أول أسير إسرائيلي حيث حمله الشهيد “الجيزي” علي ظهره من الضفة الشرقية إلي الغربية , كما شارك في عمليتي “ التمساح الأولي و الثانية ” و أصيب في عملية التمساح الأولي و الذي كان لا يزال عريسا لم يكمل سوي أيام حتى استدعاه العميد ابراهيم الرفاعي قائد الفرقة ليشارك معهم في العملية, و لم يتردد البطل في ثانية عن تلبية نداء الوطن و شارك في العملية و أصيب هو وإثنان من زملائه في الفرقة وعندما أتت الصحف لتسجل مع البطل داخل المستشفي رفض حتى لا يقلق أهله عليه و مكث في المستشفي لعدة أيام و هو مازال عريسا لم يجلس سوي القليل مع عروسته , و لكن
“الجيزى” كان يري أن مصر هي عروسته التي إذا طلبته لبي النداء و الطلب و عدم التفكير و لو لثانية واحدة في التأخر عنها.
لم يعرف الكثيرين حتى أصدقائة عن كيفية استشهاده حتى جاء احد الضباط الإسرائيليين ليروي لزميل له يدعي “ أحمد حسام شاكر ” أحد ضباط البحرية المصرية و صديق للملازم “ الجيزي” فيروي قصة استشهاده “ لشاكر ” لتنكشف كيفية استشهاد البطل و الذي كان مسجل اسمه في سجل المفقودين خلال الحرب , و عقب انتهاء الضابط الإسرائيلي من سرد قصة استشهاد “ الجيزي” قام بتقديم التحية العسكرية للشهيد ” الجيزي ” الذي ضرب أروع الأمثلة في الشجاعة و الإقدام و عدم التردد و لو للحظة في التضحية بروحه من أجل الوطن.
حيث كان البطل ضمن القوات البحرية الخاصة و التي قامت بحماية منطقة “ الأدبية ” من محاولة إنزال بحري إسرائيلي يهدف إلى الوصول إلى السويس عن طريق الخليج , و ذلك أثناء عمليات أكتوبر ١٩٧٣.
و في يوم ” ٢٤ أكتوبر ” و أثناء هجوم العدو الإسرائيلي علي مدينة ” السويس ” من خلال ” الثغرة ” , كان ” الجيزي “ متمركزا بأحد استراحات مهندسي السماد على الطريق في المنطقة بين الأدبية و جبل عتاقة , و تصدى كعادته بشجاعة و شراسة لقوات العدو في معركة عنيفة لم تكن القوي فيها متساوية و لا القوي العددية و لا حتى في الأسلحة , إلا أنه ظل يقاتل العدو الإسرائيلي على مدار ١١ ساعة متواصلة حتى قرروا هدم ” المحجر” الذي كان يتخذه مقر له في هجومه على معسكر العدو بالزيتية في السويس حيث كانت قوات العدو تتمركز للهجوم على السويس من هذا المعسكر أو من تلك “الثغرة” و لم يكن أحدا سواء من زملاء ” الجيزي ” أو القيادات يعرف مصيره هل هو استشهد أم تم أسره و الذي كان متواجدا باستراحة ” السماد ” بالسويس و التي دمرها العدو بأكملها , مما جعل القوات تسجله في سجل المفقودين لمدة أربع سنوات حتى ظهرت الحقيقة عن طريق ضابط إسرائيلي ينتمي لقوات العدو التي هاجمت الشهيد ” الجيزي ” و شاركت في قتله.
حيث يمر الزمان و يأتي أحد الضباط الذي كان ينتمي للجيش الإسرائيلي زائرا عقب حرب أكتوبر مع عدد من السياح الأجانب ليزور مدينة ” شرم الشيخ ” ليتمتع بجمال طبيعتها الساحرة و أثناء رحلته قام بالنزول علي أحد اليخوت الخاصة بالسياحة و الغطس و أثناء حديثه مع صاحب اليخت حيث كان السائح يتقن تحدث العربية , عرف أن صاحب اليخت ” أحمد حسام شاكر ” كان ضباطا بالبحرية المصرية و اشترك في حرب أكتوبر المجيدة , فهم السائح و سأله مسرعا عن مكان أو وحده عمله , فأجاب ” شاكر ” قائلاً ” كنت أعمل بالوحدات الخاصة ” فأسرع مرة أخري السائح بالسؤال هل تعرف ضباط يدعي ” الجيزي ” , فأجاب شاكر في لهفة ” نعم أين هو هل استشهد أو اسر .... ؟
فرد السائح و الذي أوضح في حديثه انه كان ضابطا من قوة العدو و التي كانت معسكره داخل محاجر جبل “عتاقه” حيث استطرد الضباط حديثه قائلا “ أننا كنا نكتشف كل يوم مقتل مجند من قوتنا حتى وصل عدد من تم قتلهم إلي ١١ جندي من قوة المعسكر ووقتها قرر قائد المعسكر الإمساك بخفير المحاجر لحل هذا اللغز والذي عذبه كل أفراد المعسكر طوال احد عشر يوم و تحت وطأة التعذيب أفاد الخفير باختباء أحد أفراد “ الكوماندوز ” المصريين في المحجر فقمنا وقتها بمحاصره المحجر و بدأنا نشتبك مع “ الجيزي” فقاوم ببسالة حتى آخر طلقه من رشاشه ورفض التسليم فقمنا باستخدام جميع أسلحتنا الثقيلة لتدمير المحجر و نجحنا في القضاء على الضابط المصري , و الذي تبين من أوراقه أن أسمه “محمود علي الجيزى” و أنه ينتمي للصاعقة البحرية المصرية و لقد أظهر بطوله من النادر أن تتكرر في الحروب وأظهر شجاعة بالغة لم و لن تتكرر و لن يأتي الزمان بمحارب و مقاتل مثله مرة أخري , لذلك كنا حريصين بداية من قائد القوة إلي أخر مجند بها علي أن ندفنه بما يليق ببطولته و أن نؤدي له جميعنا التحية العسكرية أثناء مراسم الدفن.
الصورة لجثة الأسير الإسرائيلي.
حيث كان البطل محمود علي الجيزي ضمن مجموعة إبراهيم الرفاعي في مهمه خلف خطوط العدو عام 68 وقاموا بأسر اول أسير من القوات الخاصة الإسرائيلية علي الضفه الغربية للقناه كان هذا الأسير في مهمه مع مجموعته التي لازت بالفرار من شراسة الرفاعي ورجاله وهذا الأسير يدعي يعقوب رونيه و حمله الجيزي علي ظهره من الضفة الشرقية إلى الغربية و سلموه لعلاجه لاستخراج المعلومات ثم مات الأسير رونيه بعد ذلك متأثرا بجراحه.
هذا و قد قام الضباط أحمد حسام شاكر بنقل ما دار بينه و بين السائح أو الضباط الاسرئيلي المتقاعد من حديث و سرد لما حدث مع البطل “محمود علي الجيزي” إلي القيادات المصرية بالقوات المسلحة لتظهر شهادة من قوات العدو بالبطولات التي قدمتها قواتنا قبل وأثناء وحتى بعد حرب أكتوبر والذين يمثلون خير أجناد الأرض كما قال نبي الرحمه صلى الله عليه وسلم , و بذلك ينضم البطل “محمود علي الجيزى” إلي قائمة الشهداء عام ١٩٧٧ بعد مرور أربعة أعوام علي استشهاده.
بطل لن ينساه التاريخ.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.