Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: اجمل قصائد شاعر المهجر جبران خليل جبران

Wednesday, March 7, 2012

اجمل قصائد شاعر المهجر جبران خليل جبران

 اجمل قصائد شاعر المهجر جبران خليل جبران

جبران خليل جبران واجمل قصائده
نبذه مختصرة عن الشاعر


بدايةً من هو جبران ..? ولد جبران في بلدة بشري شمال لبنان عام 1883 من اسرة متوسطة الحال , كان ابوه سكيرا وكذلك جده وقد ورث جبران عشق الخمرة كما‏ 
ورث من هذه الاسرة جرثومة السل التي فتكت بأمه واخته وأخيه فلا غرابة بعد ذلك أن يمتلك جبران طاقة عصبية مهتاجة وان يقبل على الخمرة اقبالا مرضيا وان تسهم جرثومة السل في تحريض خلاياه العصبية الدماغية مما دفع بعض الباحثين لربط عبقرية جبران بهذه العوامل الوراثية الآنفة الذكر . امضى جبران في دنيانا ثمانية واربعين عاما بدايتها في بشري - لبنان وختامها في نيويورك - امريكا . جمع جبران في رأسه مواهب متعددة فقد كان كاتبا وشاعرا ورساما ومصورا وكان مبدعا فيها جميعها بشهادة كبار النقاد والدارسين . بدأ بنشر مؤلفاته بالعربية من سنة 1905 ثم توالت مؤلفاته وبعدها انصرف إلى الكتابة باللغة الانكليزية طوال حياته .‏ 
اطلق عليه الياس ابو شبكة لقب المسيح الجديد
كان من اهم اصدقائه ورفقاء دربه وهم ايضاً من شعراء المهجر
ايليا ابو ماضي - ميخائيل نعيمة 
احب الشاعرة مي زيادة تلك التي لم يلتقيها ابداً وحادثها وحادثته وبتها شكواه ونجواه والامه وافراحه بالمراسلات وحتى وافته المنية
وقد دامت تلك العاطفه بينهما زهاء عشرين عاماً , دون أن يلتقيا الاّ في عالم الفكر والروح , والخيال الضبابي إذ كان جبران في مغارب الأرض مقيماً وكانت مي في مشارقها , كا ن في امريكا وكانت في القاهره. لم يكن حب جبران وليد نظره فابتسامه فسلام فكلام بل كان حباً نشأ ونما عبر مراسله أدبيه طريفه ومساجلات فكريه وروحيه ألفت بين قلبين وحيدين , وروحين مغتربين .ومع ذلك كانا أقرب قريبين وأشغف حبيبين .. وقد خرجت تلك الرسائل التي خرجت الى النور بعنوان رسائل الورد 
كتبت له ذات مرة في احدى مراسلاتها
---------------------------


اني لا أعرف ماذا أعني به ! ولكني أعرف انك " محبوبي " , وأني أخاف الحب ... تقولين أنك تخافين الحب ! لماذا تخافينه ؟ أتخافين نور الشمس ؟ ...
اتخافين مد البحر ؟ اتخافين طلوع الفجر ؟ اتخافين مجيئ الربيع ؟ لماذا ياترى تخافين الحب ؟
جبران احب مي على طريقته . وحمل لها في قلبه عاطفه روحيه قويه عميقه .
( انا ضباب يامي يغمر الاشياء ولا يتحد واياها .)
( انا ضباب وفي الضباب وحشتي وانفرادي . فيه جوعي وعطشي ومصيبتي )
ان هذا الضباب هو حقيقتي .
يشوق الى لقاء ضباب اخر في الفضاء .
يشوق الى استماع قائل يقول : " لست وحدك " نحن اثنان " انا اعرف من انت .
انا اعلم ان الحياة بدون هذا الانجذاب النفسي ليست سوى قشور بغير لباب.
واحقق ان كل ما نقوله ونفعله ونفكر فيه لا يساوي دقيقة واحده نصرفها في ضبابنا .
( احب صغيرتي ... غير اني لا ادري بعقلي لماذا احبها .ولا اريد ان ادري بعقلي .
يكفي اني احبها بروحي وقلبي .
يكفي ان اسند راسي الى كتفها كئيبا غريبا مستوحدا فرحا مدهوشا مجذوبا .
يكفي ان اسير الى جانبها نحو قمة الجبل واقول لها بين الاونة والاخرى " انت رفيقتي "
تفضلي بقبول تحيتي مشفوعة باحسن تمنياتي
المخلص جبران

------------------------
ولو تحدثتُ عن جبران خليل لطال بي المقام بينكم ولمللتموني 
هذا الشاعر الخصب احببت اشعاره وكتاباته هو وشاعر المرأة نزار قباني حتى الثمالة 
ومن فرط حبي له تتبعت قصائده والتي يفوق عددها ال1148 قصيدة وحكاياته وقصصه واجملها الأجنحة المتكسرة 
فوجدتها اجمل من اضيف اليها تعبير إشادة بجمالها الحسي والتعبيري إن لم تقرأوا له بأنفسكم
وارجوا لكل من قرأ او سيقرأ لجبران خليل جبران وسيمر من هذا الصرح الخالد ان يضيف القصيدة التي اعجبته او اثارت قريحته وشهيته لحب القراءة للشاعر اكثر واكثر
واعدكم انكم 
وهنا اخترت لكم اعزائي واحدة من اجمل قصائده 
والتي تغنت بها جارة القمر فيروز 
بعد ان تم اختصارها

وهاهى القصيدة كاملة
قصيدة اعطني الناي

الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في الناسِ لا يفنى وإِن قُبروا


وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تحركها
أصابعُ الدهر يوماً ثم تنكسرُ

فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ

فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر

• * *

ليس في الغابات راعٍ
لا ولا فيها القطيعْ

فالشتا يمشي و لكن
لا يُجاريهِ الربيعْ

خُلقَ الناس عبيداً
للذي يأْبى الخضوعْ

فإذا ما هبَّ يوماً
سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ 
فالغنا يرعى العقولْ

وأنينُ الناي أبقى 
من مجيدٍ و ذليلْ

* * *

و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده
أحلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ

و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ

و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ

فإن ترفعتَ عن رغدٍ وعن كدرِ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ

* * *

ليس في الغابات حزنٌ
لا و لا فيها الهمومْ

فإذا هبّ نسيمٌ
لم تجىءْ معه السمومْ

ليس حزن النفس الاَّ
ظلُّ وهمٍ لا يدومْ

و غيوم النفس تبدو
من ثناياها النجومْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا يمحو المحنْ

و أنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الزمنْ

* * *

و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرُ

لذاك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا

فالناس إن شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى وعَلىَ التخدير قد فُطروا

فذا يُعربدُ إن صلَّى و ذاك إذا
أثرى و ذلك بالأحلام يختمرُ

فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا

فإن رأَيت أخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطرٍ قمرُ

* * *

ليس في الغابات سكرٌ
من خيال أو مدام

فالسواقي ليس فيها
غير إكسير الغمامْ

إنما التخدير ُ ثديٌ
و حليبٌ للانامْ

فإذا شاخوا و ماتوا
.بلغوا سن الفطامْ

* * *

أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا خير الشرابْ

و أنين الناي يبقى
بعد أن تفنى الهضاب

* * *

و الدينُ في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
غيرُ الألى لهمُ في زرعهِ وطرُ

من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
و من جهولٍ يخافُ النارَ تستعرُ

فالقومُ لولا عقابُ البعثِ ما عبدوا
رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا

كأنما الدينُ ضربٌ من تجارتهمْ
إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ 
لا ولا الكفر القبيحْ

فاذا البلبل غنى 
لم يقلْ هذا الصحيحْ

إنَّ دين الناس يأْتي 
مثل ظلٍّ و يروحْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا خيرُ الصلاة

و أنينُ الناي يبقى
.بعد أن تفنى الحياةْ

* * *

و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا

فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا
و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا

فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ
و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطرُ

و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ
و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ

* * *

ليس في الغابات عدلٌ
لا و لا فيها العقابْ

فاذا الصفصاف ألقى
ظله فوق الترابْ

لا يقول السروُ هذي
بدعةٌ ضد الكتابْ

انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ
إنْ رأتهُ الشمس ذابْ

* * *

أعطني الناي و غنِ
فالغنا عدلُ القلوبْ

و أنين الناي يبقى
بعد أن تفنى الذنوبْ

* * *

و الحقُّ للعزمِ و ألارواح ان قويتْ
سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغِيرُ

ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ
بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا

و في الزرازير جُبن و هي طائرة
و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر

و العزمُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره
عزمُ السواعد شاءَ الناسُ أم نكروا

فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى
قوم إذا ما رأَوا أشباههم نفروا

* * *

ليس في الغابات عزمٌ
لا و لا فيها الضعيفْ

فاذا ما الأُسدُ صاحت
لم تقلْ هذا المخيفْ

انَّ عزم الناس ظلٌّ
في فضا الفكر يطوفْ

و حقوق الناس تبلى
مثل اوراق الخريفْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا عزمُ النفوسْ

و أنينُ الناي يبقى
بعد أن تفنى الشموسْ

* * *

و العلمُ في الناسِ سُـبْـلٌ بانَ أوَّلها 
امَّا أواخرها فالدهرُ و القدرُ

و أفضلُ العلم حلمٌ إن ظفرتَ بهِ
و سرتَ ما بين أبناء الكرى سخروا

فان رأيتَ أخا الأحلام منفرداً
عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ

فهو النبيُّ و بُردُ الغَدّ يحجبهُ
عن أُمةٍ برداءِ الأمسِ تأتزرُ

و هو الغريبُ عن الدنيا وساكنِها
و هو المهاجرُ لامَ الناس أو عذروا

و هو الشديد و إن أبدى ملاينةً
و هو البعيدُ تدانى الناس أم هجروا

* * *

ليس في الغابات علمٌ
لا و لا فيها الجهولْ

فاذا الأغصانُ مالتْ
لم تقلْ هذا الجليلْ

انّ علمَ الناس طرَّا
كضبابٍ في الحقولْ

فاذا الشمس أطلتْ
من ورا آلأفقِ يزولْ

* * *

أعطني النايَ وغنِّ
فالغنا خير العلومْ

و أنينُ الناي يبقى
بعد أن تطفى النجومْ

* * *

و الحُرُّ في الأرض يبني من منازعهِ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرُ

فان تحرَّر من أبناءِ بجدتهِ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ

فهو الأريب و لكن في تصلبهِ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ

و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ
حتى الى أوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ

* * *

ليس في الغابات حرٌّ
لا ولا العبد الدميمْ

انما الأمجادُ سخفٌ
و فقاقيعٌ تعومْ

فاذا ما اللوز ألقى
زهره فوق الهشيمْ

لم يقلْ هذا حقيرٌ
وأنا المولى الكريمْ

* * *

أعطني الناي و غني
فالغنا مجدٌ أثيلْ

و أنين الناي ابقى
من زنيمٍ و جليلْ

* * *

و اللطفُ في الناسِ أصداف و إن نعمتْ
أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ

فمن خبيثٍ له نفسان واحدةٌ
من العجين و أُخرى دونها الحجرُ

و من خفيفٍ و من مستأنث خنثِ
تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ

و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ
ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ

فان لقيتَ قوياًّ ليناً فبهِ
لأَعينٍ فقدتْ أبصارها البصرُ

* * *

ليس في الغابِ لطيفٌ
لينهُ لين الجبانْ

فغصونُ البان تعلو
في جوار السنديانْ

و اذا الطاووسُ أُعطي
حلةً كالارجوانْ

فهوَ لا يدري أحسنٌ
فيهِ ام فيهِ افتتان

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا لطفُ الوديعْ

وأنين الناي ابقى
من ضعيفٍ و ضليعْ

* * *

والظرفُ في الناس تمويهٌ وأبغضهُ
ظرفُ الأولى في فنون الاقتدا مهروا

من مُعجبٍ بأمورٍ وهو يجهلها
و ليس فيها له نفعٌ ولا ضررُ

و من عتيٍّ يرى في نفسهِ ملكاً
في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ

و من شموخٍ غدت مرآتهُ فلكاً
و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ

* * *

ليس في الغابِ ظريف
ظرفهُ ضعف الضئيلْ

فالصَّبا و هي...عليل
ما بها سقمُ العليلْ

انّ في الانهار طعماً
مثل طعم السلسبيلْ

و بها هولٌ و عزمٌ
يجرفُ الصلدَ الثقيلْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا ظرفُ الظريفْ

وأنين الناي ابقى
من رقيق وكثيفْ

* * *

و الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها 
كالعشب في الحقل لا زهرٌ ولا ثمرُ

و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح أيسرهُ
يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ

و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ
الى فراش من اللذّات ينتحرُ

كأنهُ ملكٌ في الأسر معتقلٌ
يأبى الحياة و أعوان له غدروا

* * *

ليس في الغاب خليعٌ
يدَّعي نُبلَ الغرامْ

فاذا الثيران خارتْ
لم تقلْ هذا الهيامْ

إنَّ حبَّ الناس داءٌ
بين حلمٍ و عظامْ

فاذا ولَّى شبابٌ
يختفي ذاك السقامْ

* * *

أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا حبٌّ صحيحْ

وأنينُ الناي ابقى
من جميل ومليحْ

* * *

وإن لقيتَ محباً هائماً كلفاً
في جوعهِ شبعٌ في وِردهِ الصدرُ

و الناسُ قالوا هوَ المجنونُ ماذا عسى
يبغي من الحبِّ او يرجو فيصطبرُ

أَفي هوى تلك يستدمي محاجرهُ
و ليس في تلك ما يحلو و يعتبرُ

فقلْ همُ البهمُ ماتوا قبل ما وُلدوا
أنَّى دروا كنهَ من يحيي و ما اختبروا

* * *

ليس في الغابات عذلٌ
لا و لا فيها الرقيبْ

فاذا الغزلانُ جُنّتْ
اذ ترى وجه المغيبْ

لا يقولُ النسرُ واهاً
إن ذا شيءٌ عجيبْ

إنما العاقل يدعى
عندنا الأمر الغريبْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا خيرُ الجنون

و أنين الناي ابقى
من حصيفٍ و رصينْ

* * *

و قل نسينا فخارَ الفاتحينَ و ما 
ننسى المجانين حتى يغمر الغمرُ

قد كان في قلب ذى القرنين مجزرةٌ
و في حشاشةِ قيسِ هيكلٌ وقرُ

ففي انتصارات هذا غلبةٌ خفيتْ
و في انكساراتِ هذا الفوزُ و الظفرُ

و الحبُّ في الروح لا في الجسم نعرفهُ
كالخمرِ للوحي لا للسكرِ ينعصرُ

* * *

ليس في الغابات ذِكْرٌ
غير ذكر العاشقينْ

فالأُلى سادوا ومادوا
و طغوا في العالمين

أصبحوا مثل حروفٍ
في أسامي المجرمينْ

فالهوى الفضّاح يدعى
عندنا الفتح المبينْ

* * *

أعطني الناي و غنّ
و انس ظلم الأقوياء

إنما...الزنبق كأسٌ
للندى لا للدماء

* * *

و ما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ
يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً
حتى اذا جاءَهُ يبطي و يعتكرُ
لم يسعد الناسُ الا في تشوُّقهمْ
الى المنيع فان صاروا بهِ فتروا
فإن لقيتَ سعيداً و هو منصرفٌ
عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ
* * * 
ليس في الغاب رجاءٌ
لا و لا فيه المللْ
كيف يرجو الغاب جزءا
وعلى الكل اشتملْ

* * *

وغايةُ الروح طيَّ الروح قد خفيتْ
فلا المظاهرُ تبديها و لا الصوَرُ

فذا يقول هي الأرواح إن بلغتْ
حدَّ الكمال تلاشت و انقضى الخبرُ

كأنما هي...أثمار إذا نضجتْ
و مرَّتِ الريح يوماً عافها الشجرُ

و ذا يقول هي الأجسام ان هجعت
لم يبقَ في الروح تهويمٌ و لا سمرُ

كأنما هي ظلٌّ في الغدير إذا
تعكر الماءُ ولّت ومَّحى الاثرُ

ضلَّ الجميع فلا الذرَّاتُ في جسدٍ
تُثوى و لا هي في الارواح تحتضرُ

فما طوتْ شمألٌ أذيال عاقلةٍ
إلا ومرَّ بها الشرقي فتنتشرُ

* * *

لم أجدْ في الغاب فرقاً
بين نفس و جسدْ

فالهوا ماءٌ تهادى
و الندى ماءٌ ركدْ

و الشذا زهرٌ تمادى
.و الثرى زهرٌ .جمدْ

و ظلالُ الحورِ حورٌ
ظنَّ ليلاً فرقدْ

* * *

أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا جسمٌ وروح

وأنينُ الناي ابقى
من غبوق وصبوحْ

* * *

و الجسمُ للروح رحمٌ تستكنُّ بهِ
حتى البلوغِ فتستعلى و ينغمرُ

فهي الجنينُ وما يوم الحمام سوى
عهدِ المخاض فلا سقطٌ و لا عسرُ

لكن في الناس أشباحاً يلازمها
عقمُ القسيِّ التي ما شدَّها وترُ

فهي الدخيلةُ والأرواح ما وُلدت
من القفيل و لم يحبل بها المدرُ

و كم عَلَى الارض من نبتٍ بلا أَرجٍ
و كم علا الأفقَ غيمٌ ما به مطرُ

* * *

ليس في الغاب عقيمٌ
لا و لا فيها الدخيلْ

إنَّ في التمر نواةً
حفظت سر النخيلْ

و بقرص الشهد رمزٌ
عن فقير و حقولْ

انما العاقرُ لفظ
صيغ من معنى الخمولْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا جسمٌ يسيلْ

و أنينُ الناي أبقى
. من مسوخ و نغولْ

* * *

و الموتُ في الأرض لابن الارض خاتمةٌ
و للأثيريّ فهو البدءُ و الظفرُ

فمن يعانق في أحلامهِ سحراً
يبقى و من نامَ كل الليل يندثرُ

و من يلازمْ ترباً حالَ يقظتهِ
يعانقُ التربَ حتى تخمد الزهرُ

فالموتُ كالبحر , مَنْ خفّت عناصره
يجتازه , و أخو الاثقال ينحدرُ

* * *

ليس في الغابات موتٌ
لا و لا فيها القبورْ

فاذا نيسان ولىَّ
لم يمتْ معهُ السرورْ

إنَّ هولَ الموت وهمٌ
ينثني طيَّ الصدورْ

فالذي عاش ربيعاً
كالذي عاش الدهورْ

* * *

أعطني الناي وغنِّ
فالغنا سرُّ الخلود

و أنين الناي يبقى
.بعد أن يفنى الوجود

* * *

أعطني الناي وغنِّ
وانسَ ما قلتُ و قلتَ

انما النطقُ هباءٌ
فأفدني ما فعلتَ

هل تخذتَ الغاب مثلي
منزلاً دون القصورْ

فتتبعتَ السواقي
و تسلقتَ الصخورْ

هل تحممتَ بعطرٍ
و تنشفت .بنورْ

و شربت الفجر خمراً
في كؤُوس من أثيرْ

هل جلست العصر مثلي
.بين جفنات العنبْ

و العناقيد تدلتْ
كثريات الذهبْ

فهي للصادي عيونٌ
و لمن جاع الطعامْ

وهي شهدٌ و هي عطرٌ
و لمن شاءَ المدامْ

هل فرشتَ العشب ليلاً
و تلحفتَ الفضا
زاهداً في ما سيأْتي
ناسياً ما قد مضى

و سكوت الليل بحرٌ
موجهُ في مسمعكْ

وبصدر الليل قلبٌ
خافقٌ في مضجعكْ
ا

أعطني الناي و غنِّ
و انسَ داًْ و دواء

إنما...الناس سطورٌ
كتبت...لكن بماء

ليت شعري أي نفعٍ
في اجتماع وزحامْ

و جدالٍ و ضجيجٍ
واحتجاجٍ وخصامْ

كلها أنفاق خُلدٍ
و خيوط العنكبوتْ

فالذي يحيا بعجزٍ
فهو في بطءٍ يموتْ
* * *

العيشُ في الغاب و الأيام لو نُظمت
في قبضتي لغدت في الغاب تنتثرٌ

لكن هو الدهرُ في نفسي له أَربٌ
فكلما رمتُ غاباً قامَ يعتذرُ

و للتقادير سبلٌ لا تغيرها
و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا

قصيدة عجباًاتوحشني وانت إزائي


عجبا أتوحشني وأنت إزائي وضياء 
وجهك ماليء سودائي
لكنه حق وإن أبت المنىأنا تفرقنا لغير لقاء 
جرحوا صميم القلب حين تحملواالله في جرح بغير شفاء
ألطيب المحمود من عمري مضىوالمفتدى بالروح من خلصائي
لا بل هما مني جناحا طائررميا ولم يك نافعي إخطائي
ألصاحبان الأكرمان توليافعلام بعد الصاحبين ثوائي
لم يتركا برداهما غير الشجىلأخيهما ما دام في الأحياء
وحيالي الخلطاء إلا أنني متغرب بالعهد في خلطائي
أيراد لي من فضل ما مجدا بهإرث إذن جهل الزمان وفائي
إن نحي بالذكرى فلا تبديل فيصفة ولا تغيير في الأسماء
يا صاحبي غدوت منذ نأيت ماأجد الحياة ثقيلة الأعباء
لا ليل عافية هجعت به ولايوم نشطت به من الإعياء
أنا واحد في الجازعين عليكماوكأنما ذاك البلاء بلائي
فإذا بدا لكما قصوري فاعذراأو شفعا لي مسلفات ولائي
مهلا أمير الشعر غير مدافعومعز دولته بغير مراء
كم أمة كانت على قدر الهوىترجوك ما شاءت لطول بقاء
متمكنا من نفسها إيمانهاإن لم تكن ممن حيوا لفناء
فإذا المنايا لم تزل حرب المنىوإذا الرزيئة فوق كل عزاء
في مصر بل في الشرق منها لوعةسدت على السلوان كل فضاء
أترى مويجات الأثير كأنهاحسرى بما تزجي من الأنباء
بعث الشرار بها ثقالا لو بداما حملت لبدت نطاف دماء
جزع الكنانة كاد لا يعدو وأسىأم القرى ومناحة الفيحاء
وبحضرموت على تنائي دارهاشكوى كشكوى تونس الخضراء
بالأمس كان هواك يجمع شملهافي فرقة النزعات والأهواء
واليوم فت رداك في أعضادهاما أجلب البأساء للبأساء
أفدح بما يلقاه آلك إن يكنجزع الأباعد جل عن تأساء
حرموا أبا برا نموا وترعرعوامن جاهه في أسمح الأفياء
وكفقدهم فقد الغرانيق العلىعلم الهدى للفتية النجباء
وكرزئهمرزئ الرجال مرجبا عف اللسان مهذب الإيماء
يتناولون من الصحائف وحيهفتكون كل صحيفة كلواءما عشت فيهم ظلت بلبل أيكهمفي الأمن والرئبان في اللاواءلك جوك الرحب الذي تخلو بهمتفردا والناس في أجواء
عذلوك في ذاك التعزل ضلةإن التعزل شيمة النزهاء
ما كان شغلك لو دروا إلا بهملكن كرهت مشاغل السفهاء
ولعل أعطفهم عليهم من دنابالنفع منهم وهو عنهم ناء
أحللت نفسك عند نفسك ذروةتأبى عليها الخسف كل إباء
فرعيت نعمتك التي أثلتهاورعيت فيها جانب الفقراء
تقني حيائك عالما عن خبرةإن الخصاصة آفة الأدباء
وترى الزكان لذي الثراء مبرةمنه به ووسيلة لزكاء
كم من يد أسديتها وكسوتهامتأنقا لطف اليد البيضاء
عصر تقضى كنت ملء عيونهفي أربعين بما أفدت ملاء
يجلو نبوغك كل يوم آيةعذراء من آياته الغراء
كالشمس ما آبت أتت بمجددمتنوع من زينة وضياء
هبة بها ضن الزمان فلم تتحإلا لأفذاذ من النبغاء
يأتون في الفترات بوعد بينهالتهيؤ الأسباب في الأثناء
كالأنبياء ومن تأثر إثرهممن علية العلماء والحكماء
رفعتك بالذكرى إلى أعلى الذرىفي الخلد بين أولئك العظماء
من مسعدي في وصفها أو مصعديدرجات تلك العزة القعساء
ومطوع لي من بياني ما عصىفأقول فيك كما تحب رثائيلي فيك من غرر المديح شواردأدت حقوق علاك كل أداءووفت قوافيها بما أملى علىقلمي خلوص تجلتي وإخائي
ماذا دهاني اليوم حتى لا أرىإلا مكان تفجعي وبكائي
شوقي لا تبعد وإن تك نيةستطول وحشتها على الرقباء
تالله شمس لن تغيب وإنهالتنير في الإصباح والإمساءهي في الخواطر والسرائر تنجليأبدا وتغمرهن بالألاءوالذخر أبقى الذخر ما خلفتهمن فاخر الآثار للأبناء
هو حاجة الأوطان ما دالت بهادول من السراء والضراء
سيعاد ثم يعاد ما طال المدىويظل خير مآثر الآباء
يكفي بيانك أن بلغت موفقافيه أعز مبالغ القدماء
بوأت مصر به مكانا نافستفيه مكان دمشق والزوراءورددت موقفها الاخير مقدمافي المجد بين مواقف النظراء
لك في قريضك خطة آثرتهاعزت على الفصحاء والبلغاء
من أي بحر دره متصيدوسناه من تنزيل أي سماء
ظهرت شمائل مصر فيه بما بهامن رقة ونعومة ونقاء
ترخيمها في لحنه متسامع ونعيمها في وشيه متراء
شعر سرى مسرى النسيم بلطفهوصفا بروعته صفاء الماء
ترد العيون عيونه مشتفةويصيب فيه السمع ري ظماء
ويكاد يلمس فيه مشهود الرؤىويحس همس الظن في الحوباء
في الجو يؤنس من يحلق طائراوالدو يؤنس راكب الوجناء
عجبا لما صرفت فيه فنونهمن فطنة خلابة وذكاء 
فلكل لفظ رونق متجددولكل قافية جديد رواء
يجلى الجمال به كأبدع ما انجلتصور حسان في حسان مرائي
ولربما راع الحقيقة رسمهافيه فما اعتصمت من الخيلاء
حياك ربك في الذين سموا إلىأمل فأبلوا فيه خير بلاء
من ملهم أدى أمانة وحيهبعزيمة غلابة ومضاء
متجشم بالصبر دون أدائهاما سيم من عنت وفرط عناء
للعبقرية قوة علويةفي نجوة من نفسه عصماء
كم أخرجت لأولى البصائر حكمةمما ألم به من الأرزاء
حتى إذا اشتعل المشيب برأسهما زاد جذوتها سوى إذكاء
فالداء ينحل جسمه ونشاطهابسطوعه يخفي نشاط الداء
جسم يقوضه السقام وهمسهامتعلق بالخلق والإنشاء
عجبا لعاميه اللذين قضاهمافي الكد قبل الضجعة النكراءعاما نزاع لم تهادن فيه مانذر الردى وشواغل البرحاء
حفلا بما لم يتسع عمر لهمن باهر الإبداع والإبداء
فتح يلي فتحا وصرح باذخفي إثره صرح وطيد بناء
هذا إلى فطن يقصر دونهامجهود طائفة من الفطناءمن تحفة منظومة لفكاهةأو طرفة منظومة لغناء
أو سيرة سيقت مساق روايةلمواقف التمثيل والإلقاء
تجري وقائعها فتجلو للنهىمنها مغازي كن طي خفاء
فإذا الحياة عهيدها وعتيدهامزج كمزج الماء والصهباءتطفو حقائقها على أوهامهاوتسوغ خالصة من الأقذاء
يا من صحبت العمر أشهد مانحافي الشعر من متباين الأنحاء
إني ليحضرني بجملة حاله ماضيك فيه كانه تلقائي
من بدئه وحجاك يفتح فتحه للحقبة الادبية الزهراء حتى الختام ومن مفاخر مجددما لم يتح لسواك في الشعراءفأرى مثالا رائعا في صورة للنيل تملأ منه عين الرائي ألنيل يجري في عقيق دافقمن حيث ينبع في الربى الشماء 
يسقي سهول الريف بعد حزونه ويديل عمرانا من الإقواء
ما يعترضه من الحواجز يعدهويعد إلى الإرواء والإحياء
حتى إذا رد الفيافي جنةفيما علا ودنا من الأرجاء
أوفى على السد الأخير ودونهقرب المصير إلى محيط عفاء
فطغى وشارف من خلاف زاخرا كالبحر ذي الإزباد والإرغاء
ثم ارتمى بفيوضه من حالقفي المهبط الصادي من الجرعاء
فتحدرت وكأن منهمراتهاخصل من الأنوار والأنداء
مسموعة الإيقاع في أقصى مدىجذلى بما تهدي من الآلاء
إن أخطأت قطرا مواقع غيثهاأحظته باللمحات والأصداء
لله در قريحة كانت لهاهذي النهاية من سنى وسناء
رفعتك من علياء فانية إلىما ليس بالفاني من العلياء


عندما ولدت كآبتي - عندما ولدت مسرتي - الكلب الحكيم - حفنة من رمال الشاطئ - الجنحة المتكسرة - الأرض - سكوتي انشاد - المراحل السبع - دمعة وابتسامة

قال في نص دمعة وابتسامة

أنا لا أبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي و تصير ضحكا. 
أتمنى أن تبقى حياتي دمعة وابتسامة : دمعة تطهر قلبي و تفهمني أسرار الحياة و غوامضها, و ابتسامة تدنيني من أبناء بجدتي و تكون رمز تمجيدي الآلهة. دمعة أشارك بها منسحقي القلب, و ابتسامة تكون عنوان فرحي بوجودي . 
أريد أن أموت شرفا ولا أحيا مللا. 
أريد أن تكون في أعماق نفسي مجاعة للحب و الجمال لأني نظرت فرأيت المستكفين أشقى الناس و أقربهم من المادة, أصغيت فسمعت تنهيدات المشتاق المتمني أعذب من رنات المثاني و المثالث . 
يأتي المساء فتضم الزهرة أوراقها وتنام معانقة شوقها, و عندما يأتي الصباح تفتح شفتيها لاقتبال قبلة الشمس, فحياة الأزهار شوق ووصال, 
دمعة و ابتسامة. 
تتبخر مياه البحر و تتصاعد ثم تجتمع و تصير غيمة وتسير فوق التلال و الأودية حتى إذا ما لاقت نسيمات لطيفة تساقطت باكية نحو الحقول و 
انضمت إلى الجداول و رجعت إلى البحر موطنها. حياة الغيوم فراق و لقاء, دمعة وابتسامة. كذا النفس تنفصل عن الروح العام و تسير في عالم المادة و تمر في كغيمة فوق جبال الأحزان وسهول الأفراح فتلتقي بنسيمات الموت فترجع إلى حيث كانت :إلى بحر المحبة والجمال,إلى الله.... 
وفي موضع آخر من نص الكلب الحكيم 
مرّ كلب حكيم ذات يوم بجماعة من السنانير 
ولما دنا منهم وجدهم منصرفين عنه ولم يعبأوا بقدومه فوقف 
يتأملهم مستغربا أمرهم ، وبينما كان يتأملهم نهض من بين 
الجماعة سنّور تبدو على وجهه الهيبة والوقار وقال لهم : 
((صلّوا أيها الأخوة المؤمنون ، فأني الحق أقول لكم أنكم اذا 
صلّيتم بحرارة ... يستجاب تضرّعكم وتمطركم السماء فئرانا 
في الحال )) 
فلما سمع الكلب الحكيم تلك العظة البالغة ضحك منهم في 
قلبه و ارتدّ عنهم وهو يردد في نفسه : 
(( ما أغبى هؤلاء السنانير و ما أعمى بصائرهم عن ادراك 
ما في الكتب ! أليس مكتوبا ، بل ألم أقرأ أنا وأجدادي من 
قبل ، أنّ ما تمطره السماء اجابة للصلوات والتضرّعات


ليس فئرانا بل عظام ؟
جبران خليل جبران

( المؤلفات الكاملة - المجنون )

-----------------------------

البلاد المحجوبة

"البلاد المحجوبة" قصيدة للشاعر المتميز جبران خليل جبران وهو احد نوابغ الكتاب المعاصرين في المهجر الأمريكي، تميز جبران بخياله الواسع وعمق تفكيره بالإضافة لموهبة شعرية متميزة، إلى جانب عشقه للرسم فكان شاعراً وفناناً أجاد في التصوير سواء بالألفاظ والكلمات المعبرة، أو من خلال الفرشاة والألوان، له عدد من المؤلفات هي "دمعة وبسمة، عرائس المروج، الأجنحة المتكسرة، العواصف، المواكب" وغيرها، ونقدم اليوم قصيدة " البلاد المحجوبة" وهي إحدى القصائد المميزة له والتي قال فيها:
هوَ ذا الفَجرُ فَقُومي نَنصَرِف
عَن دِيارٍ ما لَنا فيها صَديق
ما عَسى يَرجو نَباتٌ iiيختلف
زَهرُه عَن كُلِّ وردٍ iiوَشَقيق
وَجَديدُ القَلبِ أَنّى iiيَأتَلف
مع قُلوب كُلُّ ما فيها عَتيق
هوَذا الصُّبحُ يُنادي iiفَاِسمَعي
وَهَلمّي نَقتَفي خُطواته
قَد كَفانا مِن مَساء iiيَدّعي
أَنّ نُورَ الصُّبحِ مِن iiآياتِهِ
قَد أَقَمنا العُمرَ في وادٍ iiتَسير
بَينَ ضلعَيهِ خَيالات iiالهُموم
وَشهِدنا اليأسَ أَسراباً iiتَطير
فَوقَ مَتنَيهِ كَعقبانٍ iiوَبُوم
وَشَربنا السّقمَ مِن ماء iiالغَدير
وَأَكَلنا السُمّ مِن فَجّ iiالكُرُوم
وَلَبِسنا الصَبر ثَوباً iiفالتَهَب
فَغَدَونا نَتَرَدّى بِالرّماد
وَاِفتَرَشناهُ وِساداً فَاِنقَلَب
عِندَما نِمنا هَشيماً iiوَقتاد
يا بِلاداً حُجِبَت مُنذُ iiالأَزَل
كَيفَ نَرجوكِ وَمِن أَيّ iiسَبيل
أَيّ قَفرٍ دونَها أَيّ iiجَبَل
سُورها العالي وَمَن مِنّا iiالدَّليل
أَسرابٌ أَنتَ أَم أَنتَ iiالأَمَل
في نُفوسٍ تَتَمنّى المُستَحيل
أَمَنامٌ يَتَهادى في iiالقُلوب
فَإِذا ما اِستَيقَظَت وَلّى iiالمَنام
أَم غُيومٌ طُفنَ في شَمس iiالغُروب
قَبلَ أَن يَغرَقنَ في بَحر الظَّلام
يا بِلاد الفِكر يا مَهدَ الأُلى
عَبدوا الحَقَّ وَصَلّوا iiلِلجَمال
ما طَلَبناكَ بِرَكبٍ أَو عَلى
مَتنِ سُفنٍ أَو بِخَيلٍ iiوَرحال
لَستُ في الشَّرقِ وَلا الغَربِ iiوَلا
في جنوبِ الأَرض أَو نَحوَ iiالشّمال
لَستُ في الجَوّ وَلا تَحتَ iiالبِحار
لَستُ في السَّهلِ وَلا الوَعرِ الحَرج
أَنتَ في الأَرواحِ أَنوارٌ iiوَنار
أَنتَ في صَدري فُؤادي iiيَختَلج




الحب روحٌ انت معناه
الحب روح أنت معنـاه 
والحسن لفظ أنت مبناه 

الحب روح أنت معناه 
مضنى وحماه حميــاه

إرحم فؤادا في هواك غدا
حلما تمتعنا برؤيــاه

تمت برؤيتك المنى فحكت 
يا سعد قلبي حين ناجـاه

لا تسلني وقد نأوا كيف حالي


لا تسلني وقد نأوا كيف حالي

كيف حال الباكي صفاء الليالي 

أين ذاك القلب الخلي وساعات

من الأنس صرن جد خوالي 

أين آمالي الكبار وما أعقبها

من حقائــق الآمــال 

أين ذاك الخيال كان بلا قيد

فاضحى نظمـا بغير خيال 

ياصديقي وياإمامي ويامنشيء

جيل يعتز في الأجيــال 

لست أنسى ذاك المحيا ومانم

به من نهى وحسن خصـال 

لست أنسى تلك الشمائل مثلن

لنا منك في أحب مثــال

لست أنسى تلك الطلاقة في النطق

كأن الألفــاظ عـد لآلي 

لست أنسى تلك الدروس وما ضمن

من حكمة ورأي عــالي 

كل ما مر من صباي أراه

بعث اليوم خاطرا في بالي 

أسفا أن تبين يا فخر عصر

طوقته يداك بالأفضــال 

أنت فيه أنرت شما من الهام

فكان هدى له من ضلال 

وبتهذيبك الرجال إلى قومك

أهديت نخبة في الرجـال 

وبنيت الأبطال عقلا ونبلا

ولعمري هم خيرة الأبطال 

زاد شجوي أن انتأيت وقد تحسبني

ساليــا ولست بسالي 

من منى النفس كان مرآك عندي

ومن السؤل أن تجيب سؤالي 

غير أني لم يدعني الشوق إلا

حال دون اللقاء فرط اشتغال 

أيها المستريح راحة ذي دين

تأداه بعد طول مطــال 

ما حياة عمرانها من بقايا

هدمها والجديد نسج البالي 

وسنوها قصرن أو طلن هم

واحد في القصار أو في الطوال 

إنما اللحد عنده الحد للتنكيد

والسهد والكروب الثقـال


وبه ينتهي التفاوت بين الخلق

والتفرقات في الأجـــال


فألق خير الجزاء عن كل ما

أسلفته من جلائل الأعمال


وسلام عليك في روضة تروى

بعفــو من ربك المتعالي 


كل نوح له صدى في فؤادي 


كل نوح له صدى في فؤادي

وجواب من عبرتي ومدادي

كيف والرزء في ودود صفي

ورد الصفو من معين ودادي 

يا شجونا تمس أوتار قلبي

ويك هلا مسستها باتئاد 


كم أصوع الوداع إثر وداع

في بعاد يجيء تلو بعاد 


والأسى ملء مسمعي كلما توحي

وفي أضلعي اقتداح زناد 


وعيوني لا تهجر الطرس إلا

وسواد السطور بعض سوادي 


يا أخا فضله علي كبير

مذ تفيأت ظل هذا الوادي 


يا سليم الضمير والقلب 
في أشرف معنى وفي أعز مراد 


ما الذي يصنع الأحباء بالأرواح

يوم النوى وبالأكباد 


جل فقديك جل بعدك للأفضل
من شطري الحياة افتقادي 


أي خطب دهى الفضائل في الندب

الموالي وفي الهمام الجواد 


في الأمين الأبر حر السجايا

صادق الوعد مخلف الأيعاد 


له نفسي على زمان تقضى

جاده ما استهل صوب العهاد 


فيه كنا رهطا تولوا بما في

وسعهم خدمة لهذي البلاد 


وعلينا أبو الصحافة في الشرق

رئيس نعم الرئيس الهادي 


كم له في سبيلها من مساع

ليس تنسى وكم له من أياد 


وتعد الأهرام بين يديه

نهضة القطر أيما إعداد 


وسليم في العاملين بلا 
دعوى على أنه من الأمجاد 


رقد الأكثرون من هؤلاء الصحب
عنا ولم نزل في سهاد 


وخليل الجاويش فيمن تولوا

والنجيبان من بني الحداد 


وسواهم من شاعر وأديب

وخطيب كانوا من الأفراد 


رحم الله من قضى وأطال
الله أعمار سائر الأنداد 


وامض يا صاحبي خليقا بأن ترثى

حقيقا عليك لبس الحداد 

ما تمادى حزن النفوس على مثلك
فيمن خلا كهذا التمادي 


والأسى بعد رائح لم يكن في

غير ذا الخطب كالأسى بعد غادي 


أبلغ السابقين أزكى التحيات

من اللاحقين في ميعاد 


وتلق النعمى بوجه منير

فيه سيما تلك المعاني الجياد 

لكِ يا مي أن تتيهي كما شئت


لك يا مي أن تتيهي كما شئت
ولكن ترفعي في الدلال

ما الذي تحمل القلوب وقد زدت
بسحر الغناء سحر الجمال


لم تطيقي بعد الأليف البقاء 

لم تطيقي بعد الأليف البقاء 

وكرهت الحياة أمست شقاء

فوهى قلبك الكسير المعنى

وتعجلت للرحيل القضاء

ما الذي يفعل الدواء إذا لم

يبق في الجسم ما يعين الدواء

خيل أن الوفاء أكدى إلى أن

شهد الناس منك هذا الوفاء

كم رجونا لك الشفاء وخار الله
في غير ما رجونا الشفاء

هكذا شاء والمصير إليه

وله الأمر فليكن ما شاء

أسف أن يغيب القبر روحا

ملكيا وطلعة زهراء

أين ذاك البهاء يجري على ما

حوله بهجة ويلقي بهاء

أين ذاك السخاء يكفي اليتامى

والأيامى وينصر الضعفاء

أين ذاك الحياء عن عزة لا

عن تعال وحي ذاك حياء

عرفتها معاهد العلم والآداب

والبر لا تمل عطاء

كان صدر الندي يهتز تيها

حين تحتله ويزهو رواء

أفضل الأمهات جف حشاها

من يعزي البنات والأبناء

نشأتهن صالحات وربتهم

كرماء أعزة نجباء

غانيات فقن اللدات جمالا

وكمالا ورقة وذكاء

وشبابا هم نخبة في شباب العصر
علما وحكمة ومضاء

آل سمعان إن رزاء دهاكم

تلو رزء قد هون الأرزاء

لم يكن بالكثير لو كان تجدي
أن تسيل النفوس فيه بكاء

غير أن التي إلى الله آبت

خلفت للمفجعين عزاء

ما تولت عنكم وقد تركت آثارها

الناطقات والأنباء

ذكريات تهدي إلى الخير
من ضل سبيلا وتنفع الأحياء

شيعت مصر نعشها باحتفال

قلما شيعت به العظماء

وقضت واجب الوداع لفضل

لا يسامي به الرجال النساء

جارة الخلد ليس في الخلد نأي

بعد أن يدرك المحب اللقاء

فزت منه بطيبات الأماني

فاغنميها مثوبة وجزاء

إن الموت والحياة لسرا

أبديا يحير العقلاء

نحن منه في ظلمة تتدجى

ولقد جزتها فعادت ضياء

فدح الخطب يا عفيفة في 
هجرانك الأقرباء والأولياء

فاعذري حزننا فإنا على الأرض

وطوباك أن بلغت السماء


رايته ورآني


رايته ورآني
فأولع القلبان
كأن سحر عراني
أجاب لحظي لما
باللحظ منه دعاني
وكاد يكبو فؤادي
من شدة الخفقان
وذقت ما لم اذقه
من لذة النيران
ظللت والشوق محرق كبدي
حتى قضى السعد في الهوى وطري
فكان يوم لا شمس فيه سوى
شمس ولا نير سوى قمري
أنجز وعدا فيه الصفاء فلم
يشبه غير الوعيد من عمر
حسني إلى جانبي وسطوته
حصني فما خشيتي وما حذري
****************
عاشقة الابجدية لاختيارك عذوبةلا مثيل لها
كتابات جبران بالنسبة لي سحرها لا يقاوم



دقات قلب المرء قائلة له
ان الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للانسان عمر ثان
احمد شوقى



كلمات جبران خليل جبران

غناء الساهر

كان لي بالأمس قلب فقضى وأراح الناس منه و استراح
ذاك عهد من حياتي قد مضى بين تشبيب وشكوى ونـواح
إنما الحب كنجم في الفضـا نوره يمحى بأنوار الصبـاح

وسرور الحب وهم لا يطول وجمال الحب ظل لا يقيـم
وعهود الحب أحلام تـزول عندمايستيقظ العقل السليم

كم سهرت الليل والشـوق معـي ساهـر أرقبـه كــي لا أنــام
وخيال الوجـد يحمـي مضجعـي قائلا : " لا تدن ! فالنوم حـرام "
وسقامي هامس فـي مسمعـي :" من يريد الوصل لا يشكو السقام "

تلك أيام تقضّت، فابشـري يا عيوني، بلقاطيف الكرى
واحذري، يانفس، ألا تذكري ذلك العهد و ما فيه جـرى

كنت إن هبّت نسيمـات السحـر أتلـوى راقصـا مـن مرحـي
وإذا مـا سكـب الغيـم المطـر خلتـه الـراح فأمـلا قـدحـي
وإذا البدر علـى الأفـق ظهـر وهي قربي صحتُ : "هلا يستحي"

كل هذا كان بالأمس، ومـا كان بالأمس تولى كالضباب
ومحا السلوان ما كان كمـا تفرط الأنفاس عقدا من حباب

يا بني أمي إذا جاءت سعـاد تسأل الفتيان عن صب كئيـب
فاخبروهـا أن أيـام البعـاد أخمدت من مهجتي ذاك اللهيب
ومكان الجمر قد حل الرمـاد ومحا السلوان أثـار النحيـب

فإذا ما غضبت لا تغضبوا وإذا ناحت فكونوا مشفقين
وإذا ما ضحكت لا تعجبوا إن هذا شأن كل العاشقين

ليت شعري ! هل لما مر رجوع أو معـادّ للحبيـب وأليـف ؟
هل لنفسي يقظة بعد الهجـوع لتريني وجه ماضيَ المخيـف؟
هي يعي أيلول أنغـام الربيـع وعلى أدنيـه أوراق الخريـف

لا، فلا بعثٌ لقلبي أو نشور لا، ولا يخصر عود المحفل
ويدُ الحصّاد لا تحيي الزهور بعد أن تبرى بحدّ المنجـل

شاخت الروح بجسمي وغدت لا ترى غير خيالات السنين
فإذا الأميال في صدري فشت فبعكاز اصطباري تستعيـن
والتوت مني الأماني وانحنت قبل أن أبلغ حـد الأربعيـن

تلك حالي فـإذا قالـت رحيـل : ما عسى حلّ به ؟ قولوا : الجنون 
وإذا قالـت : أيشفـى ويــزول ما به؟ قولوا : ستشفيه المنـون



كنا وقد أزف المساء 


كنا وقد أزف المساءنمشي الهوينا في الخلاء 


ثملين من خمر الهوى طربين من نغم الهواء 


متشاكيين همومناوكثيرها محض اشتكاء 


حتى إذا عدنا على صوت المؤذن بالعشاء


سرنا بجانب منزل متطامن واهي البناء 


فاستوقفتني وانبرت وثبا كما تثب الظباء 


حتى توارت فيه عني فانتظرت على استياء


وارتبت في الأمر الذي ذهبت إليه في الخفاء 


فتبعتها متضائلاأمشي ويثنيني الحياء 


فرأيت أما باديافي وجهها أثر البكاء 


ورأيت ولدا سبعةصبرا عجافا أشقياء 


سود الملابس كالدجى حمر المحاجر كالدماء 


وكأن ليلى بينهم ملك تكفل بالعزاء 


وهبت فأجزلت الهبات ومن أياديها الرجاء 


فخجلت مما رابني منها وعدت إلى الوراء


وبسمت إذ رجعت فقلت كذا التلطف في العطاء


فتنصلت كذبا ولم يسبق لها قول افتراء


ولربما كذب الجواد فكان أصدق في السخاء


فأجبتها أني رأيت ولا تكذب عين راء 


لا تنكري فضلا بدا كالصبح نم به الضياء 


يخفي الكريم مكانه فتراه أطيار السماء


ثم انثنينا راجعين وملء قلبينا صفاء


مفكهين من الأحاديث العذاب بما نشاء


فإذا عصيفير هوى من شرفة بيد القضاء 


عار صغير واجفل لم يبق منه سوى الذماء


ظمآن يطلب ريه جوعان يلتمس الغذاء


ولشد ما سرت بهذاالضيف ليلى حين جاء


فرحت بطيب لقائه فرح المفارق باللقاء



ماذا تقول الساقية...؟
سرتُ في الوادي وقد جاء الصباح
معلنا سر وجود لا يزول

فاذا ساقية بين البطاح
تتغنى وتنادي وتقول ..

ما الحياة بالهناء ...
إنما العيش نزوع ومرام

ما الممات بالغناء...
إنما الموت قنوط وسقام

ما الحكيم بالكلام...
بل بسر ينطوي تحت الكلام

ما العظيم بالمقام...
إنما المجد لمن يأبى المقام

ما النبيل بالجدود ...
كم نبيل كان من قتلى الجدود

ما الذليل بالقيود ...
قد يكون القيد أسنى من عقود

ما النعيم بالثواب...
إنما الجنة بالقلب السليم

ما الجحيم بالعذاب...
إنما القلب الخلي كل الجحيم

ما العقار بالنُّضار...
كم شريدا كان أغنى الأغنياء

ما الفقير بالحقير..
ثروة الدنيا رغيف ورداء

ما الجمال بالوجوه...
إنما الحسن شعاع للقلوب

ما الكمال للنزيه ...
رب فضل كان في بعض الذنوب

هذا ما قالته تلك الساقية...
لصخور عن يمين ويسار

ربما قالته تلك الساقية...
كان من أسرار هاتيك البحار





اقوال وحكم مختارة من مكتبة جبران خليل جبران
اعلم اعزائي القراء
ان جبران خليل جبران صاحب الأثر الأكبر في اسلوب رؤيتي للحياة..فقد استطاع أن يحلق بي الى عوالم لا تدرك بسهولة..وان يبث في نفسي الكثير من الامل واالمزيد من العمق بالتفكير بقراءتي لروائعه وخواطره في احلك الظروف..
وقد وددت ان انقل لكم بعض المقتطفات من احد كتبه التي كان لها ابلغ الاثر في حياتي..واتمنى ان اكون قد وفقت فيما اخترته لكم

مما قاله في الالم
الالم انشقاق القشرة التي تغلف ادراككم.
وكما يتحتم على النواة ان تنفلق كيما يبدو قلبها للشمس,كذلك يتحتم عليكم ان تعرفو الألم.
فلو كان لقلوبكم التي لاتبرحها الدهشة من عجائب الحياة التي تكتنفكم في كل يوم لدهشتم للألم دهشتكم للفرح,ولتقبلتم فصول قلوبكم بمثل الرضى الذي مابرحتم تتقبلون به فصول الحقول,
ولأقمتم في شتاء احزانكم تترقبون بطمأنينة قدوم الربيع.
انكم تختارون الكثير من آلامكم.
وآلامكم هي الدواء المر الذي يصفه الطبيب فيكم لانفسكم المريضة.
لذلك عليكم ان تثقوا بطبيبكم, وان تجرعوا الدواء الذي عده لكم ساكتين وهادئين.
لان يده,وان بدت ثقيلة وقاسية,فانما تطاوع في ما تعمل يد القدرة التي لاتدرك ولا تبصر.


وفي معرفة النفس يقول..
ان قلوبكم لتعرف في سكينتها اسرار الايام والليالي.
ولكن آذانكم تتعطش الى سماع ما تعرفه قلوبكم.
فانتم تصرون على ان تعرفوا بالكلام ذاك الذي عرفتموه دائما بالفكر.
انكم تريدون ان تلمسوا بأصابعكم اجساد أحلامكم.
وجدير بكم ان تصروا.
فالينابيع الخفية في نفوسكم لا بد لها من ان تتفجر وتنساب مهمهمة نحو البحر.
والكنوز التي في اغواركم السحيقة تأبى الا ان تنكشف لابصاركم.
و لكن حذار أن تزنوا كنوزكم الخفية في موازين.
وحذار أن تحاولو سبر غوار معرفتكم بعصا أو بحبل.لان الذات بحر لايحد ولا يقاس.
لا تقولوا (لقد وجدت الحقيقة)

بل قولوا بالأحرى (لقد وجدت حقيقة)

ولا تقولوا(لقد اهتديت الى طريق النفس)
وقولوا(لقد رأيت النفس تمشي في طريقي)
لان النفس تمشي في جميع الطرق.
والنفس لاتمشي على خط من الخطوط,ولا هي تنمو نمو القصبة,ولكنها تتفتح كما تتفتح زهرة النيلوفر ذات التويجات التي لاتعد.

وفي الحزن والفرح..
انما فرحكم وحزنكم قد بات سافرا.
فالبئر التي منها يرشح فرحكم هي عين البئر التي طالما فاضت بدموعكم.
فكلما امعن الحزن حفرا في كيانكم اتسع المجال فيكم للفرح.
اليس الناي الذي يشجوكم بالحانه عين الخشبة التي حفرت السكين احشاءها؟
عندما تأخذكم سورة الفرح تطلعوا الى اعماق قلوبكم تجدوا ان الذي سبب لكم الفرح الآن هو عين الذي جاءكم منه الحزن فيما مضى.
وعندما تطغى عليكم موجة من الحزن,فتشوا قلوبكم كذلك.وستدركون انكم تبكون في الواقع ذلك الذي كان مصدر بهجة لكم سابقا.
يقول بعضكم(ان الفرح اعظم من الحزن)ويقول البعض الآخر(بل الحزن اعظم)
ولكن فلتعلموا ان الاثنين لاينفصلان.
فهما يأتيان معا.وعندما يجلس احدهما الى مائدتكم,فلا تنسوا ان الآخر ينام في سريركم.
انتم اشبه ما تكونون بين فرحكم وحزنكم بكفتي ميزان.
فلا تستوي الكفتان وتستقران في حال واحدة الا اذا كانت فارغتين.
وعندما يرفعكم حارس الخزينة ليزن مافيكم من ذهب وفضة,اذ ذاك لا بد من ان تشيل او تهبط كفة فرحكم او كفة حزنكم.

------------------------

ويقول ايضاً
أنت أعمى،وأنا أصم أبكم ،إذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الآخر 
*بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق 
فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم 
ولولا بياض بعضنا لكان السواد اعمى


*العقل اسفنجةٌ،والقلب جدولٌ،أفَليسَ بالغريب أن أكثر الناس يؤثرون الإمتصاص على الإنطلاق

*ليست حقيقةُ الإنسان بما يظهرهُ لك ، بل بما لايستطيع أن يظهرهُ .لذلك إذا أردت أن تعرفه، فلا تصغِ
إلى مايقوله بل إلى مالايقوله

*نصف ما أقوله لك لامعنىله،ولكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر 
*الحقيقي فينا صامت ولكن الإكتسابي ثرثار 
*مع ان امواج الألفاظ تغمرنا أبداً فإن عمقنا صامتٌ أبداً 
*ما أنبل القلب الحزين الذي لايمنعه حزنه على ان ينشد أغنية مع القلوب الفرحة 
*يغمسون اقلامهم في دماء قلوبنا ثمَّ يدَّعون الوحي والإلهام 
*ليس الشعر رأياً تعبِّرُ الألفاظُ عنهُ ،بل انشودةٌ تتصاعدُ من جرحٍ دام ٍ أو فم ٍ باسم 
*البعض جثَّة راقدة ..... فمن منكم يريد أن يكون قبراً لها؟. 
*منبر الإنسانية قلبها الصامت لاعقلها الثرثار. 
*الحر الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيَّد بصبر وشكر. 
*الوحدة عاصفة هوجاء صمَّاء تحطِّم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا ولكنها تزيد جذورنا الحيِّة 
ثباتاً في القلب الحيِّ للأرض الحيَّة.


*إنما الرجل العظيم ذلك الذي لا يسود ولا يُساد. 
*لم يعمل البشر بمقتضى القول القائل "خير الأمور الوسط" لذلك تراهم يقتلون المجرمين والأنبياء. 
*ربما عدم الإتفاق أقصر مسافة بين فكرين. 
*لقد تعلمت الصمت من الثرثار ، والتساهل من المتعصِّب ، واللطف من الغليظ، والأغرب من كل هذا أنني 
لاأعترف بجميل هؤلاء المعلِّمين.

* المتعصِّب بالدين خطيبٌ بالغُ الصمم. 
*إذا كنت لاترى إلاما يظهرهُ النور ، ولا تسمع إلا ما تعلنهُ الأصوات بالحقيقة لاترى ولا تسمع.

*لا تستطيع أن تضحك وتكون قاسياً في وقتٍ واحد. 
*لايدرك أسرار قلوبنا إلا من امتلأت قلوبهم بالأسرار. 
*إذا تعاظم حزنك أو فرحك صَغُرَتْ الدنيا. 
*ليس من يصغي للحق بأصغر ممن ينطق بالحق.
*يقولون لي : لو عرفت نفسك لعرفت جميع الناس
فأقول لهم : ألن اعرف نفسي أولاً حتى أعرف جميع الناس.

*إنما المير هو ذلك الذي يجد عرشهُ في قلوب الدراويش. 
*الجود أن تعطي أكثر مما تستطيع ، والإباء أن تاخذ أقلّ مما تحتاج إليه.

*الرغبة نصف الحياة ، أما عدم الإكتراث فنصف الموت

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.