Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: مسجَّلٌ بعِلم الوصول - فاطمة ناعوت

Tuesday, November 13, 2012

مسجَّلٌ بعِلم الوصول - فاطمة ناعوت

فاطمة ناعوت
السيد الرئيس، تحية طيبة. وبعد.
«الشعب المصرى بيحب الشيخ عبدالباسط. وبيعشق أم كلثوم، ويقرأ نجيب محفوظ والغزالى. وبيحس بالطمأنينة لما يسمع الأذان، ويشعر بالأمان والفرح لما بتدق أجراس الكنائس. احنا شعب بيحب يتفرج ع الباليه، ويسمع حكيم والصغيَّر ويعشق النقشبندى وقت السَّحَر. جرجس بيعلق فانوس رمضان، ومحمد بيزوق شجرة الكريسماس. وبعد كده بيروحوا يشموا النسيم سوا، وياكلوا فسيخ ورنجة على شط نيل بلدهم. هوّ دا الشعب المصرى اللى جاب زويل والشعراوى ومحفوظ والطهطاوى والحكيم ومحمد رفعت ومجدى يعقوب وأم كلثوم وعبدالوهاب وحليم. هو دا الشعب اللى لازم تتعلم إزاى تتعايش معاه».
رسالةٌ، ومُرسِلٌ، ومُرسَل إليه.
أما المُرسِل، فهو مواطنٌ مصرىٌّ شابٌّ اسمُه: «إسلام حجى». طبيبٌ بشرىٌّ من مواليد 1988. يعنى أحد شباب ثورة يناير الذين أسقطوا «لنا» النظام السابق، ليبنوا «لنا»، و«بِنا»، الجمهوريةَ الجديدة التى حلُمنا بها طويلاً، ولم نرها حتى الآن، وليس من بوادر طيبة تُنبئ بها. أولئك مفجرو الثورة الفعليون. «إسلام» مواطنٌ مصرىٌّ عادىٌّ. لا ينتمى لجماعة الإخوان أو السلفيين أو كافة التيارات الدينية التى عارضت الثورة فور انطلاقها، وكفَّرت الثوارَ وحرَّمتِ الخروجَ على الحاكم، (مبارك آنذاك)، مثلما يحرِّمون علينا الآن معارضتك! حتى ما إن لاحت فى الأفق ثمارُ «ثورتنا»، قفزوا عليها واستلبوها قائلين: «إنَّا مفجِّروها، وإنا حكَّامكم شئتم أم أبيتم». وما إن تمَّ لهم «التمكين»، قست قلوبهم، وغَلُظَت حناجرُهم، وتغيرت نبرتهم صارخين: «إنَّا أسيادُكم! سنقطِّع الألسنَ التى تعارضنا، ونبترُ الأصابعَ التى ترتفع قائلة: لا»!!
أما المُرسَل إليه، فهو رئيس مصر. الذى يمثِّل «الكود» الإخوانى كما نعرفه منذ 1928، وبات يعرفه كل الشعب الآن. الرئيس الذى كان خِطابُه الافتتاحىُّ الأول بمثابة مانيفستو تقسيم للشعب المصرى، بكل أسف! «أهلى وعشيرتى». فراح كلُّ مصرىٍّ يفحصُ نفسَه ليعرف إن كان ينتمى لأهل الرئيس وعشيرته، أم لا. فإن كان من أهل الحظوة، ضمن حُسن العيش والرغد والسلطان. وإن كان من غير ذلك، حقَّ عليه ما استحقه من تشكيلة نعوت وألقاب، أخفُّها: «فلول»، وأقصاها، وأقساها: «عدوُّ اللهِ الكافرُ»!
وأما الرسالةُ القصيرة، فعميقةٌ شاملةٌ على اقتضابها. إذ هى شرحٌ عبقرىٌّ لـ«كود» الشعب المصرى العظيم. بانى الحضارة وصانع مدونة الإنسانية، وكاتب السطر الأول فى كتاب التاريخ البشرى قبل خمسة آلاف عام. الشعبُ الذى لم يعرف، عبر تاريخه الطويل، سوى الحب والتراحم وحُسن المعاشرة واحتواء الغريب قبل القريب. الشعبُ الذى أتقن درسَ المحبة، كما أتقن الفنَّ والعلمَ والترقِّى. الشعبُ الذى لم يعرف الشقاق والانقسام والتخوين إلا فى زمن الإخوان! الشعب الذى يفقد هذه الأيام أثمنَ ما لديه: الحب!
نسألُ الله ألا تضلَّ الرسالةُ طريقَها، ويعود الشعبُ إلى سابق ميثاقه الغليظ من التوادِّ والتحاب والوحدة والبحث عن التلاقى ونبذ الخلاف.
مسجَّلٌ بعلم الوصول، إلى مَن يهمُّه الأمر.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.