Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: زهور المنديل: نجاح وتألق باهر لشاعرة سعودية «خارج أي إطار»

Tuesday, January 1, 2013

زهور المنديل: نجاح وتألق باهر لشاعرة سعودية «خارج أي إطار»

زهور المنديل في باريس

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية* حضرت الشاعرة السعودية زهور المنديل، إلى باريس لتلقي بعضاً من أشعارها… مثلها مثل العديد من الشعراء العرب. عندما نسمع أن شاعرة سعودية جاءت إلى باريس، يتبادر إلى ذهننا مباشرة «ساركوزي وقانون منع البرقع»، فتسأل نفسك: «كيف يكون الشعر آتياً من وراء القناع؟». هنا في فرنسا الخارجة من «عهد اليمين المتطرف» وفي هذا البلد الذي تتنازع مشاعر مواطنيه بين فرض حرية على المرأة لمراعاة الخوف من الإسلام، وبين الحرية الكاملة للمرأة بما فيها حرية أن تفعل ما تشاء بحجاب أو أكثر، يكون اللقاء مع شاعرة سعودية لقاء ذا نكهة خاصة.


قبل الولوج إلى النتاج الأدبي لـ«زهور المنديل» التي دفعت إلى مكتبة الشعر العربي في سنة واحدة ثلاثة دوواين*، نلقي نظرة إلى «المرأة السعودية» التي جاءت إلى مكان اللقاء الصحفي ودخلت ولا شيء يميزها عن «نساء باريس». حتى الحجاب الذي لف رأسها بأناقة فائقة بدا وكأنه من مميزات الجمال الباريسي. المعطف أحمر ولا وجود للون الأسود إلا في مسحة النظارات الكبيرة التي تغطي لحظات لا بد وأن تكون سوداء كعيون العربيات كما وصفها المستشرقون.
تكمن أهمية شخصية «زهور المنديل»، بكل ما يحمل توصيف الشخصية من المظهر والملبس وكلامها وصولاً إلى أصولها السعودية، في ما كتبته وتكتبه. حالما نقرأ الأبيات الأولى من أي من دواوينها الثلاثة، لا يمكن إلا أن تقفز مسألة التناقض الكبير بين شعرها وشخصيتها من جهة وبين ما نسمعه عن أحوال المرأة في الجزيرة العربية من جهة أخرى.
بعض النقاد وصفها بأنها «شاعرة الرجل» لا لسبب إلا لأنها «تناجي الرجل عبر أعمالها بحياء وخجل» ويتابع هؤلاء النقاد في محاولة للمقارنة، فيصفون أسلوبها بأنه «أسلوب أقل مباشرة من نزار قباني» في مناجاة المرأة!

يقولون «أقل مباشرة» لربما خوفاً على زهور، بينما هي لا تخاف وتقول في ديوان «أمواج الملل» وبشكل مباشر:بهدوء بحرك / تقذفني أمواجك/  لشواطئ غربتك / فتجعلني/ طيفَ أملٍ … . نتابع: ولأتمّ كتاباتي عليك /سأظلّ أقرأكَ وأقرأكَ / حتى تتغلغلَ ملامحكَ في كلّي / وترسمها أناملي / بحروفِ عشقي المجنونْ … / يا أنت  .. / يا أنت / مني أنتَ .. / يا من ملكتَ الروح / و سكنتَ القلب / يا أنتَ / يا أنا ….. نتابع (…) وعطرُ  أنفاسك  يحييني ….. /تختفي / و تبقى في شراييني …../ مع دمعةٍ تتهدّجْ/ في اطرف عيوني … هذه المرأة ليست شاعرة الرجل بل هي تحدث الرجل، هي توائم الطبيعة، فالمرأة تناجي الرجل فيما الرجل يناجي المرأة. إنها سنة الحياة في الشعر وفي كل مكان وحتى في …الجزيرة العربية.
قالت في مقابلات سابقة «الشعر هو جسر تواصل بين البشر» وأضافت أن الشعر «يعبر عن أحاسيس ويرسم الملامح الداخلية للشاعر».

نسألها عن «المشاعر» وكيف يمكن لمن يعيش في «أجواء السعودية كما نسمع عنها» أن يكتب هذه ويعيش وينتج «مثل هذه المشاعر»؟ تبدأ بحيطة وحذر وتجيب «التعبير صعب» تتردد قليلاً قبل أن تضيف بقوة «إن المشاعر تكون خارج أي إطار» هذا هو شعر زهور.

نلتفت إلى ديوان «سأظل أنتظرك» فنقرأ بلذة مقاطع «خارج أي إطار». من مطلع الديوان نرى الأسرار المخبأة عندما تكتب :«كلّ مساء …/ أخبّئُ قواريرَ الانتظار/ في خزائني المبهمة/ وأتأهّبُ لنشوةِ اللقاءْ …/ إليكَ/ أتسلّلُ كلّ ليلةٍ/ أجرُّ أوهامي ../ أضعُها في سلّةِ أحلامي/ أجمعُ فيها/ طيفكَ ../ صوتكَ ../ وأنفاسكَ …/ وعند الصباح/ أدعُ وجهي خلفي/ وأخطفُ وجهكَ / لكي يكون ظلّي ./ أتعلمُ كلَّ أبجدياتكَ/ صمتكَ …/ سكونكَ …/ ثورتكَ …/ همسكَ …/ حتى تنهمر الغيمة/ في أنفاسي/ أتدرّب على الغوص/ في أعماقكَ …/ وأنسى كلّ حروفي/ التي كتبتها قبلكَ …. هذه قصيدة مسبوكة مثل أي مقطع فيلم قصير (كليب؟) إنها تروي (بجرأة) قصة جميلة فيها مشاعر «خارج أي إطار».

نتابع ونقرأ مقطعاً من قصيدة «طقوس» حين تقول زهور «(…) أطلقُ سراح أنوثتي/ من سجون جسدي/ ومن وراء قضبان الوحدة/ أشعرُ بأنفاسِ تداعبُ/ خصلاتِ شعري/ ملامسةً نبضَ قلبي/ أشعر بأيدٍ تضعُ روحي/ على أريكةِ العشق/ تقلّبُ فيّ الحنينْ …/ مشاعر تصافحني ../ تداعبني/ تقبّلُ أنامل/ عشقي الجنينْ …/ شموع تنيرُ/ ليلي الطويل/ وأجراسُ قلبي/ خرسى بلا رنينْ …. بالطبع نعطي زهور حقها إذا وافقناها الرأي بأن «المشاعر خارج أي إطار».

ثلاثة دواوين مليئة بمشاعر متأججة وبلحظات ملتهبة، نقرأها بمتعة كبيرة. في قصيدة «هذا المساء» نجد شيئاً من شعر المناجاة الملتهبة: المسافاتُ تقتلني/ السكونُ يتلبّسني/ طيفُكَ يستوطنني ../ وسحبكَ في سمائي/ تسكنني …/ عيناي لرؤيتكَ تذوبان عشقاً/ و عيناكَ تسجنانني …/ يهزّني زلزالُ لهفةٍ إليكَ/ و شوق لهمسكَ/ وجنون منك يحتويني ../ أريدُ أن أتنفّسَ لقاءكَ/ أريُد أن أمتطي صهوةَ/ عشقكَ حتى الموتْ../ أريدُ أن ألتحفَ بروحكَ ../ وأن أتوسّدَ صدركَ/ وأحتسي الدفء والحنينِ …/ أريُد أن أرتدي معطف قلبكَ ../ وأتوشّح همسكَ رنينِ …/ أريدُ أن أختبئ كالكمين/ داخل رحم قلبكَ/ وأتكوّرُ كالجنينِ…./ أريدُ أن أبحرَ في فضائكَ/ وتبحرُ في أعماقي سنينِ …/ أريدكَ كلّكَ / وأنتَ كلّي../ و أن أعشقكَ إلى الأبد/ وتعشقُ صمتي وجنوني / يا أوّل العاشقين.


قد نجد في قصائد زهور بعضاً من صور ظهرت في قصائد نزار قباني، إلا أننا لا نستطيع إلا أن نتساءل من هو «متلقي» هذه الأشعار. عندما يكتب الكاتب أو يشعر الشاعر فهو يضع نصب عينيه وهدفاً لقلمه «متلقٍ» يتوجه إليه .«هانس جوس» (Hans Robert Jauss) وصف في كتابه الرائع «جماليات التلقي» مسألة «أفق التلقي» بمعنى أن لكل عمل إبداعي متلقٍ لديه أفق لاستقبال هذا العمل. ومختصر هذه النظرية: في حال كان العمل الإبداعي «فوق هذا الأفق» يصعب على االمتلقي «فهم» مراد العمل الابداعي و«التمتع» بجماليته. وفي حال كان العمل «ما دون هذا الأفق» يسهل على المتلقي «الفهم والاستمتاع» بالعمل. ينطبق هذا على كل أنواع الأعمال الابداعية خصوصاً الشعر والرسم.
عندما ننظر إلى لوحات «زهور المنديل» نرى أن جماليات أعمالها تلاقي «أفق تلقي» القراء ليس فقط خارج جزيرة العرب ولكن أيضاً داخل المملكة العربية السعودية، وهو ما يدفعنا مرة أخرى للتساؤل: هل ما نسمع عن نمط الحياة داخل المملكة هو صحيح؟ هل يوجد في المملكة عالمان واحد فوق الأرض تتحدث عنه الصحف وينتقده المنتقدون ويثير النفور، وعالم تحت الأرض مليء بالمشاعر الإنسانية «العادية» تخرج منه شاعرات مثل زهور المنديل، ينتجن أعمالاً إبداعية يمكنها أن تمخر عباب جماليات باريس والغرب وبقية دول العالم وأجواء شعرائها (رجالاً ونساء)؟

زهور المنديل توقع ديوان «رعشة خوف»… في السعودية
لماذا لا ترتفع تلك الأسئلة في كتاباتنا وحناجرنا عندما نلتقي بأعمال شاعر رجل؟ ألأنه يكتب عن المرأة ونرى ذلك مساراً طبيعياً للرجال؟ أليس طبيعياً أن تكتب المرأة عن الرجل؟ زهور المنديل كتبت ونطلب منها المزيد. كتبت وكشفت أن المرأة السعودية مثلها مثل كل النساء جميلة تحب الجمال وتنتج الجمال «خارج أي إطار» خصوصاً الإطار التي يريد البعض وضعها فيه.
كلمة أخيرة: لتحية شجاعة «زهور المنديل» الأدبية. فهي شجاعة في الداخل تكتب وتنتج «خارج أي إطار» وشجاعة في الخارج ترفض أن تؤخذ لها صورة من دون نظارات لتحترم من ينتظر عودتها في البلاد. شجاعة في الحديث عن «شجاعة والدها» الذي دفعها نحو «الأدب الإنكليزي» وحملها ثقته بها وبما سوف تفعل بحريتها كمثقفة وكمعلمة وكقارئة لـ«غادة السمان».

ب. ط.
من أعمالها:

الديوان الأول بعنوان “أمواج الليل” الذي يحتوي على 95 قصيدة، الثاني بعنوان “سأظل أنتظرك” ويتكون من ثلاثة أبواب الأول يحتوي على 108 قصائد، والثاني ملحق قصائد شعبية حيث أثبتت فيه 3 قصائد، أما الباب الثالث فهو بعنوان ملحق قصائد وطنية، الديوان الثالث فهو بعنوان “رعشة خوف” ويتكون من 50 قصيدة. صدرت هذه الدواوين في البحرين، عن مؤسسة الدوسري للثقافة والإعلام.
*اليوم العالمي للغة العربية تبنته اليونيسكو بناء على طلب كل من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية لتسليط الضوء على اللغة العربية لما لها من دور من دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته.هي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف من المسلمين. (مقتبس عن قرار اليونيسكو)

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.