Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: ذكريات...الألمبى فى بورسعيد

Saturday, March 30, 2013

ذكريات...الألمبى فى بورسعيد


الشعوب كما الأفراد لها شخصيتها وذوقها الذي يرتبط بتاريخها وأساطيرها الخاصة ومزاجها العصبي ..

وبورسعيد واحدة من المدن ذوات الشخصية المميزة والموقع الجغرافي الفريد فهي صرة العالم وملتقي قاراته الحية ..

هذه الجزيرة الجميلة بوابة مصر الشمالية هبة قناة السويس شريان تجارة العالم .. مدينة شابة حديثة متحررة يمتزج فيها تراث المصريين العريق بتراث الإنسانية الوافد الحديث ..

إنها المثال الحي لتلاقح الحضارات في تسامح إنساني نادر .. مدينة شابة نشأت مع حفر قناة السويس وارتبطت بها ارتباط الطفل بأمه .. حملت في جيناتها حب الأرض مع كل فلاح فقير انتزع عنوة من قريته المصرية على امتداد قري مصر ليحفر القناة سخرة ويموت في أرضها المخضبة بدم المصريين ..

مدينة تكره الظلم والظالمين تقاوم الغزاة المحتلين .. تعشق الأرض وترتبط بها .. يقولون عن البورسعيدي " لو ذهب للقابوطي يقول وحياة غربتي " القابوطي ضاحية من ضواحي بورسعيد" .. 

إنه الحنين الجارف لتراب الوطن ..

بني "ديليسيبس "مدينة للمال والتجارة العالمية ..

فتحها للمضاربين والمغامرين واللصوص والتجار من كل ملة ولون ..

حرم دخولها على المصريين استمرارا للسخرة والظلم ..

عاش أجدادنا البؤساء في أكواخ بائسة جنوب المدينة وغربها في أرض طينية سبخة قذرة بلا مرافق .. 




انتشرت الأوبئة وكثرت الحرائق في أعشاشها الصفيح ..

خشي ديليسيبس على مدينته الفارهة فبني حي العرب لعمال الميناء والفحامة فالعصر عصر فحم ..

عرفنا النار والحرائق مبكرا وارتبطت تلك المعرفة بالفقر وبظلم المحتل الغازي .. من أساطيرنا المتوارثة " بورسعيد ياغرقة يا حرقة " .. النار مكون أساسي في أساطيرنا وفي طقوسنا الاحتفالية ..

حريقة الألمبي طقس تطهيري سنوي تمارسه المدينة .. ارتبط بصدفة مرور الخائن ألمبي لقناة السويس واحتفال بورسعيد بأعياد شم النسيم المصرية ..

اللورد ادموند اللنبى





















لم يسمح البورسعيديون أن تطأ قدم الخائن تراب مدينتهم الباسلة ..

حرقوا دمية من القماش المحشو بالقش ترمز للمجرم ألمبي ..

كان يطارد ثوار ثورة 1919 وينكل بهم ..

جرسوه بالأغاني الشعبية التي أصبحت من تراث المدينة الشعبي .. أشعلوا دميته في احتفال مهيب :

" ياألمبي يابن ألمبوحة .. ومراتك ".............." وشرشوحة

ياتربة ياأم بابين .. وديتي الألمبي فين "

.. اللورد ألمبي

 لمن لا يعرفه هو قائد الجيش الإنجليزي ضد الأتراك في فلسطين في الحرب العالمية الأولى ..

لم يستطع أن يخفي حقده وعنصريته وتعصبه عندما تسلم مفاتيح القدس بعدخروج الأتراك منها وهو نفسه قائد الجيوش العربية في حرب فلسطين ضد اليهود - تصوروا – ..



في كل عام تتغير شخصية الدمية تعبيرا عن خائن السنة الجديد .. كان آخر ألمبي أحرقناه في آخر شم نسيم هم القادة العملاء اللصوص الذين هووا مع نسائم الربيع العربي الذي يحاول الغرب الاستعماري الآن أن يحوله إلى جحيم عربي .. من كمال الطقس أن يشعل شباب كل حارة حريقة صغيرة اسمها " أول إشارة "

للفت نظر الشرطة المتربصة لتأتي وتخمدها ..

 بعد انصراف الشرطة الغبية يشعلون حريقتهم الكبيرة ويدافعون عنها بمعركة كبيرة مع الشرطة يستخدمون فيها الحجارة والزجاجات الفارغة التي يجهزونها من العام للعام

لا زلت أحس في فمي طعم البصل المشوي المدخن برائحة الحريق والبيض المشوي الذي فجرته النار لا زلت أري وجه أمي الأحمر من الوهج وهي تساعدني في إشعال حريقتي الخاصة أمام باب البيت وأنا طفل صغير أكاد أبدأ خطواتي الأولى في الحياة تلك الشابة البيضاء الفارعة القوية التي تعلم رضيعها أول دروس الرفض والثورة على السلطة ..

 أتذكر حريقة شارع أسوان الكبرى التي نخزن وقودها من العام للعام في السراي الصفراء أمام بيتنا ..

هذه السراي التي رأيتها مدرسة في وقت من الأوقات ورآها الكبار مشفى للمجانين في وقت لم أدركه .. ويعتقد ناس بورسعيد أنها مسكونة ..

كانت مكانا آمنا نخبئ فيه وقيدنا من السرقة هذه السراي المهجورة ..

كثيرا ماتشتعل الحرب بين الشوارع بسبب السطو على الوقيد للمنافسة على أكبر حريقة في بورسعيد .. كانت حريقة شارع أسوان من كبريات حرائق بورسعيد وحريقة شارع عدلي وحريقة حبلص تاجر السمك في شارع الحميدي ..

 في شم النسيم لا ننام الليل ولا النهار في الليل الحريقة والكر والفر بيننا وبين شرطة المدينة .. في الصباح ينقسم الناس ..

هناك من يتوجه للمالح لتدشين فصل الصيف والاستحمام في الماء المنعش اللذيذ و من يتريض على ضفتي الترعة الحلوة التي تمد المياه بماء الشرب وبكل أنواع الخضروات الفاخرة الخس والخرشوف والجدرة لا زال طعم الجدرة الخضراء ذات القلب الأبيض الشهي يسري في روحي .. طعام الغذاء موحد في المدينة ..

 السمك المملح الفاخر خصيصا لهذا اليوم والرنجة الفاخرة المستوردة .. تتكدس الشوارع ليلة شم النسيم بتلال الخس والبصل الأخضر المربوط في رزم ضخمة .. الشوارع الكبيرة مثل شارع أسوان تقيم مباريات الكرة الكياس ..

رأينا السنجق والعربي الشكوري ونجم بين هتاف المشجعين الذين يتراصون على ضفتي هذا الشارع العريق .. إيه كانت أيام .
المرحوم محمود فرج يحمل ابني محمد على كتفيه

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.