الشهيد محمد زرد بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس أضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط بارليف المحصن حاجزا أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء إلا أن الهجوم الكاسح اسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط في ايدى القوات المصرية.
وكانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو أنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة .. وفشلت المجموعة المصرية في اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونة في الأرض .. ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية ... وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن أن الأعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون بارليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذي فشلت معه كل الأساليب العسكرية للفرقة المواجهة له.
وإذا بالأرض تنشق عن العقيد محمد زرد يجرى مسرعا تجاه جسم الموقع متحاشيا الرصاص الإسرائيلي المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه وألقى بقنبلة بداخلة عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده إلى داخل الحصن من نفس الفتحة وسط ذهول فرقته التي كان قائدا لها ، وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليين من داخل الموقع سيل من الطلقات النارية أخرجت أحشائه من جسده ، وفى هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده .
وما هي إلا ثوان معدودة وإذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكا أحشاؤه الخارجة من بطنه بيده اليسرى واليمنى على باب الحصن تضغط علية بصعوبة لاستكمال فتحه ... سبحان الله ...
واندفع الجنود المصريين إلى داخل الحصن وأكملوا تطهيره ، ثم حمل الجنود قائدهم زرد إلى أعلى الحصن وقبل أن يفارق الحياة لمس علم مصر وهو يرتفع فوق أخر حصون خط بارليف أقوى حصون العالم في التاريخ العسكري ثم يفارق الحياة بطلا نادر التكرار ...
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.