Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: حصريا وبصور تنشر لأول مرة قصة حياة عمر المـختار - Exclusive with pictures for the first time published :the full life story of Omar Mukhtar

Saturday, April 27, 2013

حصريا وبصور تنشر لأول مرة قصة حياة عمر المـختار - Exclusive with pictures for the first time published :the full life story of Omar Mukhtar

الاسم/ عمر المختار

ملف:Omar Mukhtar 13.jpg
المهنة/زعيم وطني ليبي، ومناضل ومجاهد ضد الغزو الإيطالي لليبيا







مكان وتاريخ الميلاد/قرية جنزور الشرقية منطقة بئر الأشهب شرق طبرق، ليبيا. 20أغسطس 1861




تاريخ الوفاه/16 سبتمبر 1931


ألقابه /أسد الصحراء، شيخ الشهداء.


 بطل المقاومة الوطنية ورمز الجهاد الليبي الذي وهب حياته رخيصة فداء للوطن، هذا البطل الأسطورة الذي استشهد وهو يقارع الاستعمار الإيطالي البغيض،
صور للاستعمار الايطالي 

مسجلاً بذلك أعظم الملاحم التاريخية في الجهاد والنصر، ظل يتذكرها الأبناء والأحفاد بكل فخراً واعتزاز، صحبة رفاقه المجاهدين الأبطال، وذلك لأجل تخليص التراب الليبي من دنس المستعمرين الطليان، ونظراً لتصميمه الأكيد وإرادته الصلبة التي لا تلين، 
ودفاعه عن الحرية والكرامة الوطنية قام الطليان بإعدام عمر المختار شنقاً في السادس عشر من شهر سبتمبر عام 1931م بمنطقة سلوق، مرتكبين بذلك أبشع جريمة في تاريخ إيطاليا الفاشستي الملطخ بدماء الليبيين الأبرياء،
 وذلك بعد أن لقنهم هذا الشيخ الورع ورفاقه المجاهدون الليبيون دروساً في ساح الوغى  شهد التاريخ النضالي بعظمتها عبر مسيرة الجهاد التي قادها عمر المختار طيلة أكثر من ربع قرن من الزمن، ضد الغزاة الطليان دفاعاً عن الوطن،
 لذلك عندما نحتفي بذكرى استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار غايته تذكر الليبيين والليبيات بنفحات وأمجاد وبطولات الآباء والأجداد وبتاريخهم المليئ بالتضحيات الجسام دفاعاً عن هذا الوطن وكرامته ،إذ قدم الشعب الليبي قرابة ثلاثة أرباع المليون شهيد على درب العزة والكفاح مسجلاً بذلك أروع ملاحم النصر ضد الغزاة الطليان آنذاك وعمر المختار هذا القائد الأسطورة الذي عاش وترعرع في ربوع البطنان هو (عمر المختار عمر بن فرحات آل بريدان) إحدى بطون قبيلة المنفه ولد سنة 1858م بكهف بمنطقة جنزور الشرقية الواقعة شرق مدينة طبرق وتاريخ ميلاده هذا طبقاً لما أفاد به هو شخصياً أمام السفاح (ردولفو غراسياني) عندما سأله عن عمره أفاد قائلاً 73 عاماً .

مما لا شك فيه بأن عمر المختار عاش سنوات طفولته الأولى في كنف أسرته وعشيرته وحين ذهب والده إلى أرض الحجاز لقضاء فريضة الحج تكفل به هو وشقيقه الأكبر محمد الشيخ حسين الغرياني، فأرسلهما الأخير للدراسة بمعهد الجغبوب، حيث بلغ عمر المختار وقتئذ ستة عشر عاماً ولذلك يفهم من هذا السرد لسيرة هذا البطل الأسطورة على أنه ترك موطنه البطنان مبكراً أي عام 1842م تقريباً واستقر بالجغبوب إذ تكفلت به كغيره من الطلبة إدارة المعهد .
علاقة السنوسيين بعمر المختار
 نظراً لما اتصف به عمر المختار من صفات القيادة والتي ظهرت عليه في سن مبكرة من العمر أثناء دراسته بالجغبوب حيث نال إعجاب أساتذته الأفاضل الأمر الذي  لفت نظر الإمام محمد المهدي السنوسي ومن هنا بدأت العلاقة السنوسية تتجذر مع عمر المختار حيث أصبح محط اهتمام ورعاية شخصية من قبل السيد الإمام محمد المهدي وعندما بلغ من العمر 39 عاماً أي سنة 1897 أصدر الإمام محمد المهدي قراراً بتعينه شيخاً لزاوية القصور بالجبل الأخضر والتي كانت تقع جنوب شرق مدينة المرج بحوالي15 كم وبهذا التكليف حمل عمر المختار أولى أعباء المسؤولية بكل اقتدار إذ قام بتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم وهكذا ساهم في العديد من فض المنازعات العشائرية والخصومات التي كانت سائدة بين القبائل آنذاك حيث عرفت شخصيته بأخلاق الدعاة تكتنفه شمائل الحلم والتأني والصبر على البلاء ولهذا لم يأت اختياره شيخاً لزاوية القصور من فراغ بل كان مقصوداً من قبل الإمام محمد المهدي السنوسي إذ كانت هذه الزاوية تقع في حدود أراضي قبيلة العبيد، التي عرفت آنذاك بقوة شكيمتها، لذا جاء تكليف عمر المختار بمثابة امتحان صعب يضعه في الخط الأول نحو القيادة وقد نجح ووفقه الله في ترشيد وتسييس هذه القبيلة.
 بداية الكفاح عام 1899م
لقد بدأ هذا القائد المقدام رحلة كفاحه عن عمر ناهز 41 عاماً وذلك عندما شارك في أولى مهامه الحربية ضد القوات الفرنسية التي غزت تشاد عام 1899م حيث كان آنذاك مكلفاً بصفة شيخ لزاوية كلك بتشاد إلا أنه عاد بعدئذ إلى الجبل الأخضر عام 1906م بأمر من السيد أحمد الشريف وذلك ليستأنف عمله بزاوية القصور إلا أنه ما لبث أن أصدر له أمراً آخر وذلك بالتحرك صوب الحدود الشرقية مع مصر عام 1908م 
إثر المعارك الدائرة ما بين العثمانيين الذين يمثلون الجانب الليبي والبريطانيين المستعمرين لمصر، وذلك بمنطقة البردي ومساعد والسلوم حيث أسفرت النتيجة بضم السلوم إلى الأراضي المصرية،
 عندئذ عاد مجدداً ـ عمر المختار ـ إلى زاوية القصور، ومن خلال توليه لهذه الزاوية برزت شخصيته بين زملائه مشايخ الزوايا وأعيان العشائر، الأمر الذي جعل منه مضرباً للأمثال، لذلك مهدت له شخصيته آنذاك بأن يلعب دوراً قيادياً في مرحلة تعد من أهم وأصعب المراحل في حياة الشعب الليبي.
الحرب الليبية الإيطالية
 حين دقت طبول الحرب الليبية الإيطالية والتي وصلت فيها إيطاليا إلى شواطئ البحر بليبيا عام 1911م كان ـ عمر المختار ـ في واحة جالو إلا أنه عاد على عجل من أمره وأمر بتجنيد كل من تنطبق عليه سن الجهاد، فسرعان ما استجيب لندائه فحضر عندئذ أكثر من ألف مقاتل جلهم من قبيلة العبيد التابعين لزاوية القصور، وفي الوقت نفسه قام الشيخ ـ عمران السكوري ـ شيخ زاوية المرج بتكوين مجموعة مقاتلة من أبناء منطقة المرج وضواحيها، حيث تم دمجها مع المجموعة المقاتلة تحت قيادة ـ عمر المختار
ـ إذ توجه هؤلاء المقاتلون للمشاركة في المعارك الدائرة في منطقة السلاوي ببنغازي ومعارك بنينا، وهكذا بدأ يلمع اسم ـ عمر المختار ـ منذ الوهلة الأولى في أغلب الملاحم البطولية التي شارك فيها ضد القوات الإيطالية الغازية إلى أن أصبح من أبرز قادة حركة الجهاد في ليبيا، وبعد توليه حركة المقاومة الوطنية حاول أن يجد تنظيماً حربياً يخوض به المعارك المختلفة، فقام بالآتي:ـ
ـ شكل معسكرات من القبائل أطلق عليه (تنظيم الأدوار)، وكان ذلك عقب عودته من الرحلة التي قام بها إلى مصر عام 1923م وذلك بالتشاور مع السيد ـ إدريس السنوسي ـ الذي يبدو أنه اختار الجانب السياسي وترك الجانب الحربي لعمر المختار الذي أخذ بإنشاء وتنظيم المعسكرات التالية:ـ
1) معسكر العبيد والعرفة.
2) معسكر البراعصة.
3) معسكر العبيدات والحاسة.
4) معسكر العواقير.
5) معسكر المرابطين والذي تم توزيعه على المعسكرات فيما بعد.
ـ اختيار قادة المعسكرات:
1) حسين الجويفي ـ لقيادة البراعصة.
2) يوسف بورحيل ـ لقيادة البراغيث.
3) الفضيل بوعمر ـ لقيادة العبيدات والحاسة.

الفضيل بو عمر 

الفضيل بوعمر الأوجلي مجاهد ليبي. حارب الإيطالين في المنطقة الشرقية من ليبيا.
أحد السواعد القوية لرجال يقودهم عمر المختار، يعرفه الناس بلقب جهادي مشهور هو «بوحوا»، وكثيرون حتى اليوم يسمونه «الفضيل بوحوا» وكان شديد الإيمان بالقرآن الكريم. ظل على وفائه لعمر المختار وحبه لرفاقه كما ظلوا هم أيضاً يحبونه ويعتبرون شجاعته حدوداً من البسالة لا يصل إليها البشر. كان عمر المختار نفسه يحب الفضيل ويشركه معه في الرأي.

ولد الفضيل بوعمر الأوجلي المعروف بأبي حواء "بوحوّا" في واحة أوجلة حوالي 1880 م، وكان والده شيخاً لزاويتها. كان والده صاحب وجاهة وله شأن كبير في قومه شديد البأس مهاب الجانب وقد إشترك (عمر بوحواء) مع المجاهدين الجزائريين في صد القوات الاستعمارية الفرنسية التي تزحف على التراب الجزائري.
عندما عاد عمر أبي حواء إلى أهله في مناطق الواحات الجنوبية أخذ على عاتقه التعليم وإلقاء الدروس الدينية والمواعظ وحل المشاكل القبلية بين سكان أوجله والكفرة وبقية الواحات الجنوبية. وقد تزوج عمر الفضيل أبي حواء من قبيلة المغاربة وأنجبت له عبد الله ومحمد والفضيل، وانتقل إلى واحة الجوف حيث أسس منارة دينية هناك. وواصل عمله في التعليم الديني والإرشاد والتوجيه بين قبائل زويه والتبو وغيرهم.
تلقى الشهيد الفضيل بوعمر قائد معركة الأثرون (السقيه) الشهيرة تعليمه الديني الأول في مسجد منارة الكفرة وقد تفوق في حفظ القرآن الكريم ودراسة الفقه والتفسير والحديث والتاريخ والحساب ووصل به تفوقه في العلوم الدينية إلى أن أصبح إماماً وواعظاً في مقتبل عمره كما تعلم الفروسية وإصابة الأهداف وفنون القتال.
إن قوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى لدى شهيدنا البطل والقيم والأخلاق والمبادئ السامية التي شب عليها وتعلمها من والده الشيخ الجليل / عمر بوحواء ساعدته في إتخاذ قراره الجرئ حيث شد الرحال يحمل بندقيته على كتفه زاده الإيمان بالله إلى أن إلتقى إخوانه المجاهدين في الجبل الأخضر. لقد قدم المجاهد الفضيل بوعمر إلى الجبل الأخضر متطوعاً التزاماً منه بمبدأ الجهاد في سبيل الله حيث التحق بالأدوار الجهادية تحت قيادة شيخ المجاهدين عمر المختار المنفى
استشهد في وادي السّفيّة قرب الاثرون في 20 سبتمبر 1930م.
ولما أصبح عمر المختار قائدا لحركة الجهاد في الجبل الاخضر سنة 1922 م اختاره مساعداً ومستشاراً خاصاً له وعيّنه قائدا عسكريا لدور "معسكر" قبيلتي العبيدات والحاسة بمنطقة درنة
حضر الاجتماع الأول مع الإيطاليين الذي عقد في القبقب في شهر مايو سنة 1929 م، واجتماع سيدي ارحومة في 19 يونيو 1929م، وكان هو الذي قام بتلاوة شروط المجاهدين امام بادوليو.

نظراً لما عرف عن عمر المختار من حكمة ودراية بمشاكل وطبائع قبائل الجبل الأخضر فقد أسند قيادة دور الحاسة والعبيدات إلى القائم قام الفضيل بوعمر الذي كان محبوباً من الجميع كما كان يلقب أيضاً بالنائب الأول لعمر المختار أسوة بالشيخ الجليل الشهيد القائمقام حسين مفتاح الجويفي.

استعان الفضيل بوعمر في قيادة الدور بالمجاهدين القدامى المتمرسين من خريجي المدارس الحربية التركية الذين شاركوا في الجهاد في مواقع متعددة من أرض ليبيا أمثال عوض العقاب وصالح إمطير والشريف الكاسح ومحمدالعنز شهيد معركة بلقس واخيه رافع بوخريص شهيد معركة الرحيبة الشهيرة ومحمد النافرة وأبوشعرايه الشلوي وعبدالحق الطائع الحاسي وإقطيط موسى ومحمد ربع الذيب شهيد معركة الأثرون وبالحمد الهاين شهيد معركة القرنه وحسن بوعزيزه المسماري وعبدالله عاشور العوامي ومحمد عبد الكريم القطعاني وغيرهم من المجاهدين.

عاصر الفضيل بوعمر وشارك في معارك عديدة تحت قيادة البطل عمر المختار المنفي بمنطقة الجبل الأخضر كلها ومنها معارك وادي السهل ووادي المعلق وعين بوعمود والمناير والمخيلي وسيدي بوذراع والأثرون والكراهب بسوسه وقرناده وحلوق الجير وجردس الجراري ووادي الكوف والغريب ووادي سمالوس والرحيبه وغوط ساسي وحلق بالذبان وبلط عبد الحفيظ وسيدي بوزيد وغيرها.

شارك في معارك عديدة تحت قيادة البطل عمر المختار المنفي بمنطقة الجبل الأخضر كلها ومنها معركة بلال الثانية غرب اجدابيا في 28 اغسطس 3 سبتمبر 1923م والرحيبة 28 مارس 1930م وبلقس جنوب الفائدية في 11 ابريل 1930م، كذلك معارك وادي السهل ووادي المعلق وعين بوعمود والمناير والمخيلي وسيدي بوذراع والكراهب بسوسه وقرناده وحلوق الجير وجردس الجراري ووادي الكوف والغريب ووادي سمالوس وغوط ساسي وحلق بالذبان وبلط عبد الحفيظ وسيدي بوزيد وغيرها. ومعركة وادي السّفيّة قرب الاثرون في 20 سبتمبر 1930م وهي المعركة التي استشهد فيها.

20 سبتمبر 1929 استشهد الفضيل بوعمر، وذلك نتيجة كمين أطبقه الطليان على المجاهدين بما فيهم عمر المختار في وادي سقيه قرب قرية أثرون بالجبل الأخضر وكان الفضيل يفتدي عمر المختار بحياته وقد فعل ذلك عملياً في معركة كانت هزيمة شنيعة للغزاة تحدث عنها غراتسياني وشهد على شجاعة الفضيل عندما فك الطوق المحكم الذي ضربته قواته الذي هجم برجاله على التطويق وفتح فيه الثغرة من حيث خرج عمر المختار واتباعه وكانت خطة محكمة وضربة قاسية للقوات الإيطالية.
أستشهد الفضيل بوعمر الأوجلي في معركة شرسة مع الفاشيست وقد كان القتال عنيفاً من قبل المجاهدين الذين رغم القوات التي أحضرت من شحات ودرنه والقبة والقيقب إلا أنهم كبدوا العدو خسائر فادحة تجاوزت (500) قتيل بينما أستشهد من المجاهدين (51) شهيداً وقد إعترف غرسياني بالهزيمة لكنه قال بأن الانتصار هو قتل الفضيل بوعمر الذي لم يصدق الفاشست أنه قتل في المعركة إلا بعد أن قطع رأسه وحمل في علبة صفيح إلى بنغازي ليكون هذا العمل البشع وصمة عار في تاريخ إيطاليا الفاشية.وتقول المصادر ان أحد المتعاونون مع إيطاليا هو من حمل راسه واخذ المبلغ المرصود لذلك.
وتقديرا من جماهير بنغازي لجهاد هذا البطل الوطني فقد قامت في صيف سنة 1977م ببناء نصب تذكاري له في المكان نفسه الذي علّق فيه رأسه وهو ميدان البركة وتسميته باسمه ميدان الفضيل بوعمر بعد أن حُرم منه سنين طويلة.



4) قجة عبدالله البدي ـ لقيادة العواقير.
5) الباشا صالح الأطيوش ـ عن قبيلة المغاربة.
ومن خلال تأسيس هذه الأدوار وقادتها بدأت مرحلة جديدة من الجهاد والمهام الصعبة إذ كان عام 1924 ـ 1925 أطلق عليهما ـ الأعوام الحاسمة ـ وذلك لما شهدته من معارك دامية ما بين المجاهدين والقوات الإيطالية.
ـ هذا البطل الأسطورة مهما تحدثنا عن تاريخ نضاله ونظمه القيادية نجد أنفسنا لانزال عاجزين على أن نفيه حقه، إذ ما قدمه في سبيل حرية وكرامة هذا الوطن هو أكثر بكثير مما يكتب في أسطر قليلة، إذ وجه الشيخ الأسد ـ عمر المختار ـ وهو مكبل اليدين والرجلين بتاريخ 15/9/1931م السفاح الجنرال ـ دولفو غراسياني
ـ الذي حاول إغراءه إلا أن إغراءاته باءت بالفشل أمام إرادته الصلبة التي عرف بها إذ قام الأسد بالرد عليه قائلاً: “لا تقل للعالم إنني التمست منك حياتي في خلوة هذه الغرفة، فما عليكم إلا أن تواجهوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فستكون حياتي أطول من حياة شانقي”، هذا البطل الرمز الذي لقن القوات الإيطالية الفاشستية دروساً في البطولة والفداء ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ النضالي إلى الأبد.



عمر المختار (20أغسطس 1861 - 16 سبتمبر1931) الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء قائد أدوار السنوسية في برقة في ليبيل مقاوم ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض لبييا إلى عام1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة،

 واستشهد باعدامه شنقاً وتوفي عن عمر يناهز 73 عاما. وقد صرح القائد الإيطالي "أن المعارك التي حصلت بين جيوشه وبين السيد عمر المختار 263 معركة، في مدة لا تتجاوز 20 شهرا فقط".



نسبه





هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير، من كبار قبائل قريش.من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة أو المنيف والتي ترجع إلى قبائل بني مناف بن هلال بن عامر أولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة. أمه عائشة بنت محارب


مولده ونشأته

ولد عمر المختار يوم 20 أغسطس عام 1861 م في قرية جنزور الشرقية منطقة بنر الأشهب شرق طبرق في بادية البطنان في الجهات الشرقية منبرقه التي تقع شرقي ليبيا
تربى يتيما، لذلك كان كفله حسين الغرياني، عم الشارفالغريانى حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة.
تلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور على يد امام الزاوية الشيخ العلامه عبد القادر بوديه العكرمي احد مشايخ الحركه السنوسية، ثم سافر إلىالجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيدالمهدى السنوسنى قطب الحركة السنوسية، فدرس علوماللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". لثقة السنوسيين به ولوه شيخا على زاوية القصور بالجبل الاخضر

اختاره السيد المهدي السنوسي رفيقا له إلى السودان الأوسط تشادعند انتقال قيادة الزاوية السنوسية إليها فسافر سنة 1317 هجريا. وقد شارك عمر المختار فترة بقائه بتشاد في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرباللبيية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربى تشاد) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً، ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلكه) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية. بقي هناك إلى ان عاد إلى برقه سنة 1312 هجريا واسندت اليه مشيخة زاوية القصور للمرة الثانية.


معلم يتحول إلى مجاهد

عاش عمر المختار حرب التحريروالجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب علىالدولة العثمانية في 29سبتمبر 1911موبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي، درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف، وعندما علم بالغزو الإيطالي فيما عرف بالحرب العثمانية الإيطالية سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب العثمانيين من ليبيا سنة 1912م وتوقيعهم "معاهدة لوزان" التي بموجبها حصلت إيطاليا ليبيا، أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي، منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم، ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913، وعشرات المعارك الأخرى.



وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة، رأى أن يعمل على ثلاث محاور:
الأول: قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا.
الثاني: قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي
الثالث: قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.
لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م، ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.

الفاشية والمجاهدون

بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922، وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.


برقة الهدائة ...........هكذا أطلق غرتسياني قائد القوات العسكريه الفاشيه عنوان مذكراته ساخراً م نتلك المنطقه في ليبيا والتي لاتهدأ...
هنا دارت معظم المعارك وهنا تمت ابشع المجازر واقامه اكبر معتقل في التاريخ تم فيه اعتقال معظم سكان تلك المنطقه (برقة) في أبشع جريمه انسانيه ................وهي نفسها المنطقه التي بدأت الثورة على نظام القذافي......................انها برقة ياسادة



بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد، وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين، فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة، وتولى هو القيادة العامة.

بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية، أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية، وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر مثل وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار، كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح،


على اليمين (غرتسياني) على اليسار (الدوتشي موسيليني)
وعلى بعد ألاف الكيلومترات...شيخ ناسك ومعلم فاضل..وبدوي بسيط
من كان ليعلم ان التاريخ سطره الثالث .


 وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين، أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م، وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار، ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.










مفاوضات السلام في سيدي ارحومة


توالت الانتصارات، الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة، فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية،

حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م، ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الإيطالين والمجاهدين.



صورة لشيخ الشهداء مع الايطاليين في المفاوضات الفاشلة التي حاول فيها الطليان رشوته فيها بالمال ......وتامين لة الحياة الرغيدة
والتي قال فيها شيخ المجاهدين عبارتة الشهيرة
((ما أردتم السلام يوماً..................بل أردتم الوقت ))


تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده، وطلب مفاوضة عمر المختار، تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م،


رسالة من شيخ الشهداء عمر المختار للمجاهد عبدالله البشاري ..احد رجال برقة الاشراف

استجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو 1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليو نفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هو التفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله.


رسالة بخط المجاهد عمر المختار يسرد بها أحوال المجاهدين الذين معه لمجاهدي الجنوب وفي بعض ماورد في الرسالة ((وإن سألتم عنا فأننا والله الحمد وكافه المجاهدين بخير وقد تكررت ..المعارك عندنا بالجبل الاخضر ودامت عشرة شهور متواليه وجميعها النصر حليف المجاهدين والله الحمد والمن))

عندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز أو مصر أو البقاء في برقة وانهاء الجهاد والاستسلام مقابل الأموال والإغراءات، رفض كل تلك العروض، وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم، ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة. صحت توقعات عمر المختار، ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين.


غرتسياني

دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرتسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":
- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر. 
- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م. 

- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة. 
- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الاعتقال والنفي والتشريد. 
- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة. 

إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة، وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج، وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف، وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة، وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.

المختار في الأسر


بريد برقة.......احد النشرات الايطالية الموجوده في برقة
(المنطقه الشرقية في ليبيا) تزف لليبيين (من وجهه نظرها طبعاً) خبر القبض على عمر المختار













الأسد أسيرا



في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته،

 فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".

وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في الجبل الاخضر في كوكبة من فرسانه،



صورة نادرة لشيخ الشهداء أثناء فك السلاسل وأقتيادة إلى المشنقة
....أخر صورة ألتقطت لعمر المختار وهو على قيد الحياة !!!

عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات،

 واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته و سرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته،

فنقل على الفور إلي مرسى سوسه في الجبل الاخضر ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.

كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادئ الأمر، وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في الجبل الأخضر،

 حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وفي حينها تلقى برقية مستعجلة من بنغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. 
C:\Users\Utente\AppData\Local\Microsoft\Windows\Temporary Internet Files\Content.Word\DSCF0015.jpg
جيوش تبحث عن أسد الصحراء ومقاتليه لأعوام

C:\Users\Utente\AppData\Local\Microsoft\Windows\Temporary Internet Files\Content.Word\DSCF0018.jpg
طاقم المحاكمة قبل الدخول

C:\Users\Utente\AppData\Local\Microsoft\Windows\Temporary Internet Files\Content.Word\DSCF0024.jpg

C:\Users\Utente\AppData\Local\Microsoft\Windows\Temporary Internet Files\Content.Word\DSCF0020.jpg
الجنود والضباط الأيطاليون محتفلون بالنصر على قوات الشيخ المجاهد ويحفرون أماكن اقامة  بعد أعدام أسد الصحراء

C:\Users\Utente\AppData\Local\Microsoft\Windows\Temporary Internet Files\Content.Word\DSCF0027.jpg

الأعلام الأيطالى والصحفيون حضروا لتسجيل حدث القبض على أسد الصحراء

فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.



image
الضابط الذى قام بالقبض على أسد الصحراء

image
القوات تتوجه لمكان أسد الصحراء وقبل القبض عليه بلحظات

الأسد أسيراوصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م، وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار،

 يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):

"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل،



 رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالَجَرِدْ) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر، وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟ 
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني. 
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟ 
فأجاب الشيخ: لا شيء إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله. 
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟. 


وهذه الصورة وهي صورة لابو مطاري مساعد الشيخ الشهيد عنما استشهد في احدى المعارك وقد كذّب غرتسياني الامر قائلا:لا يستطيع احد قتل هؤلاء الاشخاص وامر باحضار رأسه ليتأكد

فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شيء … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح… 
ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد، فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."











المحاكمة




عقدت للشيخ الشهيد محكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،
عندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف... إنا لله وإناإليه راجعون".

وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية:
إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر، ببنغازي، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة، والمؤلفة من السادة 
- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني، رئيسا بالوكالة، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع.
- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر).
- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار، أصيل).
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني، مستشار أصيل).





- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا، مستشار أصيل)، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل، الغائب بعذر مشروع.
- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة).

للنظر في القضية المرفوعة ضد: عمر المختار، بن عائشة بنت محارب، البالغ من العمر 73 سنة، والمولود بدفنة، قبيلة منفة، عائلة بريدان، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد، يعرف القراءة والكتابة، وليست له سوابق جنائية، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.
المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3)، والمادة 26، البنود: 2 - 4 - 6 - 10، وذلك أنه قام، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة جنوب الجبل الاخضر في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية، داخل أراضي المستعمرة، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش، وأعمال البطش والتنكيل، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم.
بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين، تحت حراسة عسكرية، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع.
كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو، كمدعي عسكري، والمكلف بالدفاع عن المتهم، المحامي، النقيب في سلاح المدفعية، روبيرتو لونتانو.
يعلن الرئيس افتتاح الجلسة. فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب:
- نصري هرمس، ابن المتوفى ميشيل، وعمري 53 سنة، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة.
يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره حسبما هو مقرر، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية: (أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق، وبأن أنقل الردود بأمانة).
فيوجه الرئيس، عن طريق الترجمان، أسئلة للمتهم حول هويته، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع. وعند هذه النقطة، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م، ومهنته صناعي.
فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة، بعد تحذيره نظاميا؛ يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى، وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه؛ فيرد عليها، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها.

يثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة.
وردا عن سؤال، يجيب: منذ عشر سنوات، تقريبا، وأنا رئيس المحافظية. ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها، بقوله: (لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين، منذ عشر سنوات وحتى الآن، كان بإرادتي وإذني، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها).

وردا عن سؤال، يجيب: (كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي). يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة: بعد أن تناول الكلمة، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب.

ينهي الدفاع بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم. وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم. عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة، بحضور جميع الأطراف المعنية.

فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم. أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه: كاتب المحكمة العسكري.

الإمضاء: ادواردو ديه كريستوفانو، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي). كاتب المحكمة العسكرية، الإمضاء: ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano). الرئيس: (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني) الإمضاء: أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni). كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة

موسوللينى متفاخرا بالقبض على عمر المختار

اعدام الشيخ

في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931 الأول من شهر جمادى الأول من عام 1350 هـ، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،



 واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،

في تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه،

 وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة،
أشهـــــــــــــرالمحاكمات التاريخ
 والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية.


خبر أعدام شيخ الشهداء عمر المختار ....في جريدة الاهرام المصرية
سنة 1931



رسالة المجاهد عبدالله البشارى
سبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".

أما المفارقة التاريخية التي أذهلت المراقبين فقد حدثت في سبتمبر 2008 عندما انحنى رئيس الوزارء الإيطالي برلسكوني، ]]،

أمام ابن عمر المختار معتذراً عن المرحلة الاستعمارية وما سببته إيطاليا من مآسٍ للشعب الليبي، وهي الصورة التي قورنت بصورة تاريخية أخرى يظهر فيها عمر المختار مكبلاً بالأغلال قبيل إعدامه.




أخر كلمات الشهيد 

كانت اخر كلمات عمر المختار قبل اعدامه:
"نحن لا نستسلم... ننتصر أو نموت.... وهذه ليست النهاية... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه... اما أنا... فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي."



صور نادرة لشيخ الشهداء..عمر المختار.


صور نادرة لشيخ الشهداء..عمر المختار.
ابن الشيخ الشهيد محمد عمر المختار وهو لايزال على قيد الحياة أطال الله في عمره
وهو أيضا ساند ثورة أحفاد المختار فقد زار الثوار في عدد من الجبهات ودعمهم


المختار في الشعر والادب عمـــر المختـــــار
للشاعرالشيخ حسين الاحلافي

عنـــدما نشرت صورة الشهيد عمرالمختار وهو مكبل
بالحـديد ليدفع إلى الجلاد بقرية " سلوق "، وقد ظهر
بالصورة ضباط الطليــان يبدو على وجوههم السرور
بهــــذا الانتصـــار والقضــاء على المقـاومــة، رأيت أن أعبـّر عمــّـا يجيــش بنفســي مـن شعـور
ونظمت هذه الأبيات.




يــا للوقــاحة صــــوروك مكبـــّلا واستحقـــروك وأنـــت أعظـــم شـــانا 
وقفوا إزائــك مظهــرين سرورهم فــي موقــــف يستجلــــــب الأحــزانا 
أمنــوا يمينـــك وهي موثقــة ولـو طلقــــت يمينـــك وامتطيــــت حصانا 
ورأوا سلاحك مصلتــا لتأخـّـــروا وتهيّبــوك وغـــــادروا الميـــــــــدانا 
كالليث تسحــب في حديــدك بينهم ولأنــــــت أثبــــت في اللقـــــاء جنانا 
كم مــرة زحفـــوا عليـــك بجحفل يكســــو الجبــــال ويمــــــلأ الوديــانا 
فـفللــت جيشهــــم العظيـــم بقـــوة جبــــّارة لا تعـــــــــرف الإذعــــــانا 
يا عصبـة الطليـــان مهـــلا إننــــا عـــــرب كـــــــرام لـــن تضيـع دمانا 
لن تستريحـــوا بثأرنــا أبـــدا ولن ننـــــسى وإن طــــال الزمـــان حمانا 


أحمد شوقى ينعى عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صـباح مساء

يا ويحهم نصبوا منارا من دمي وحي إلى جيـل الغد البغضاء

ما ضر لو جعلوا العلاقة في غدبين الشعوب مودة وإخاء

جرح يصيح على المدى وضحية تتلمس الحـرية الحمراء

يأيها السيف المجرَّد بالفلا يكسو السيوف على الزمان مضاء

تلك الصحارى غمد كل مهند أبلى فأحسن في العدو بلاء

وقبور موتى من شـباب أمية وكهولهم لم يبرحوا أحياء

لو لاذ بالجـوزاء منهم معقل دخلوا على أبـراجها الجوزاء

فتحوا الشمال سهـوله وجباله وتوغلوا فاستعمروا الخضراء

وبنوا حضارتهم فطاول ركنها دار السلام وجلّق الشماء

خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى لم تبن جاها أو تلم ثراء

إن البطولة أن تموت مـن الظما ليس البطولة أن تعـب الماء

أفريقيا مهد الأسود ولحدها ضجت عليك أراجلا ونساء

والمسلمون على اختلاف ديارهملا يملكون مع المصاب عزاء

والجاهلية مـن وراء قبورهم يبكون زيد الخيل والفلحاء

فــي ذِمَّــة اللهِ الكريمِ وحفظِـه جَسَــدٌ ببرْقة وُسِّــدَ الصحراءَ

لـم تُبْـقِ منـه رَحَى الوقائِع أَعظُمًا تَبْلَى، ولم تُبْـقِ الرِّماحُ دِمـاءَ

كَرُفاتِ نَسْرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيْغَـمٍ باتا وراءَ السَّـافياتِ هَباءَ

بطـلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو على"تَنْكٍ"، ولم يَـكُ يركبُ الأَجواءَ

لكـنْ أَخو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِها وأَدَارَ من أَعرافها الهيجاءَ

لَبَّـى قضاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ لم تخْـشَ إِلاَّ للسماءِ قَضاءَ

وافاهُ مَرْفوعَ الجبينِ كأَنه سُـقْراطُ جَـرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ

شَــيْخٌ تَمالَكَ سِـنَّهُ لم ينفجرْ كالطفل مـن خوفِ العِقابِ بُكاءَ

وأَخـو أُمورٍ عاشَ فـي سَـرَّائها فتغيَّرَتْ، فتـوقَّع الضَّراءَ

الأُسْـدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن ترىفي السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِـخْذاءَ

وأَتى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَـديدِهِ أَسَدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطاءَ

عَضَّـتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلم يَنُؤْ ومَشَـتْ بهَيْكله السّنون فناءَ

تِسْعُونَ لو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شاهقٍ لترجَّلَتْ هَضَباتُه إِعياءَ

خَـفِيَتْ عـن القاضي، وفات نَصِيبُها مـن رِفْق جُـنْدٍ قادةً نُبَلاءَ

والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ عَـرَفَ الجُدودَ، وأَدرَكَ الآباءَ

دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَبَ ماجدًا يأْسُو الجِراحَ، ويُطلِق الأُسَراءَ

ويُشاطرُ الأَقرانَ ذُخْرَ سِـلاحِهِ ويَصُـفُّ حَوْلَ خِوانِه الأَعداءَ

وتخيَّروا الحبلَ المَهينَ مَنيّـةً للَّيْـثِ يلفِظ حَوْلَهُ الحَوْباءَ

حَرموا المماتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْلاءَ

إِنـي رأَيتُ يَدَ الحضارةِ أُولِعَـتْ بالحقِّ هَدْما تارةً وبِناءَ

شرَعَتْ حُـقوقَ الناسِ فـي أَوطانِهمإِ لاَّ أُباةَ الضَّيْمِ والضُّعَفاءَ

يا أَيُّهَا الشـعبُ القريبُ، أَسـامعٌ فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيدِ رِثاءَ

أَم أَلْجَـمَتْ فاكَ الخُطوبُ وحَـرَّمت أُذنَيْـكَ حينَ تُخاطِبُ الإِصْغاءَ?

ذهـب الزعيمُ وأَنـتَ باقٍ خـالدٌ فانقُد رِجالَك، واخْـتَرِ الزُّعَماءَ

وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكاليفِ الوَغَى واحْـمِلْ عـلى فِتْيانِكَ الأَعْباءَ


عبدالوهاب بن ناصر الطريري
ما تزالُ تلك الشحناتُ الوجدانية تَسري في نفسي كأنما هي موجات متوالية تتحرك في كل شغافِ النفس، وتجري في كل مسام الجسد، وأنا أحدِّق في الصورة التي تكاد تتحرك بين يدي ويوشك أن تنطق بكلام يملأ أذني.

فهذه صورةُ الشهيد أمامي، وهذا ابنه بجانبي وهؤلاء أبناء المجاهدين معه يقصُّون ما روى لهم آباؤهم من مدهشات المواقف، كانت مفاجأةً لا أشعر أنني سأفارق مناخ التفاعل والتأثر بها بحيث لم أدع الحديث عنها في كل لقاء بعدها.

كنت أرويها ليس كحدث سمعت عنه، بل ولا كحدث رأيته، ولكن كأنما أروي حدثًا عشته، امتلأت عيني بتفاصيل تفاصيله، وامتلأ قلبي بازدحام دلالاته.

كانت هذه واحدةً من المفاجآت ولكنها لم تكن الوحيدة حيث بدأ مسلسل المفاجآت منذ أن تنفسنا هواء هذا البلد المبارك الطيب أهله، فقد ذهبنا إلى ليبيا ونحن نتوقع استقبالًا جميلًا وتعاملًا رائعًا ثم كانت المفاجأة إلى حد الإدهاش أن ما لقيناه كان أجمل مما توقَّعْناه وأروع مما تخيَّلْناه.

رأيتُ الحبّ يلمع في العيون، والترحاب تنطق به كل قسمات الوجوه، وكم استثيرت دهشتي وأنا أرى أعذب مشاعر الانفعال الصادق عندما يصل شيخنا إلى الاجتماع فأرى الصدق في الانفعال الفجائيّ بمجرد أن تقع عيونهم على شيخِنا، كنت أقرأ صورًا من الحب أراها في طفرة الفرحة تطلُّ على الوجوه فتتحدث بألف لغة حب، بريق العيون، وابتسامة الفرح، واستطلاق كل أسارير الوجه وطيش الانفعال اللاإرادي وثوبًا إلى الشيخ، كانت احتفالية من الترحاب جعلتني لا أحفظ كلمات الترحاب الصادقة؛ لأن انفعالات البشر والاستبشار كانت أبلغ وأصدق من كل تعبير.

وسام التكريم لجهاد عمر المختار وغيرة من المرابطين ...

عمر المختار.......أثناء القبض عليه







نظارات الشيخ عمر المختار.....الموجودة في متحف السرايا طرابلس العاصمة

أسلحة عمر المختار


وكان من الفجاءات الجميلة ما رأيناه من وفاء أهل هذا البلد لدينهم؛ فقد لمستُ التدين الفطري الصادق في عامة الناس تراه في المسئول الكبير وطالب المدرسة والتاجر ورجل الأمن ورجل التعليم، تلمس هذا التدين في حفاوتهم بأهل العلم، في أسئلتهم المستبرِئة للذمة، في صلتهم الوثيقة بالقرآن، في طلبِهم الدعاء بيقين وصدق ممن يظنون به الخير، وتتدافع المفاجآت الجميلة والتي كان من أكثرها تأثيرًا يوم زُرْنا وادي الكوف عرين عمر المختار,
تمثال عمر المختار في كاراكاس... فانزويلا

كنتُ أتجول في هذا الوادي برفقة شيخنا والمشايخ والأساتذة الذين استقبلونا, ولكني كنت أشعر بأني أتجوَّل وحدي مستغرقًا مع مشاعري، كنت أشمُّ رائحة شيخ المجاهدين وأرى طيفه، تراءى لي ضوء وجهه ولحيته البيضاء كأنما هي هالة من نور تشع من وجه قدسي.
كنتُ أسير في وادي الكوف وأشعر بأني أسير على أرض معطَّرَة بدماء الشهداء الذين واجهوا سلاح المعتدي الغاشم بلحم أيديهم، فشربت هذه الأرض دماءهم واحتضنت أشلاءهم، ولا أحسب إلا أنهم عبروا منها إلى الجنة، وأحسست في وادي الكوف بنقلة وجدانية عندما يرحل بك المكان إلى الزمان، هناك ارتعشت يدي وكأنني لا زلت في بيت الحاج محمد عمر أحتضن صورة أبيه الشيخ عمر المختار لحظة إلقاء القبض عليه، من قِبل عدو غاشم باطش طلبه وأمعن في الطلب، صورته وقد أمسك الجنود الإيطاليون بذراعيه جعلتُ أتفرَّس في صورة وجهه التي كانت واضحة تمام الوضوح، فإذا أنا أنظر إلى وجه صلب كأنه صخرة، جعلت أتفرس فيه أقرأ سطور المعاني في تجاعيد وجهه، فوالله ما قرأت في ذاك الوجه الصخري الصلب كلمةً تُنبِئ عن تضعضع أو وهن، وإنما كانت أخاديد وجهه تنطق بلغة كلها تحدٍّ وصلابة وكأنما عيناه تُشعَّان لهبًا، لم أقرأ في عينيه ضراعةً ولا استجداءًا لأعدائه ولكني قرأت فيها ضراعة لربه، كأني أقرأ هتافها تقول: يا رب هذا جهدي فهل أعذرت.

كان جسده يشيخ ويضعف، أما روحه ونفسه فلا تزدادان إلا قوة وصلابة، أدخلوه يرسف في السلاسل على الجنرال غراسياني سفاح برقة فكتب الجنرال في مذاكرته رأيت وجهًا عليه هالة قداسة وشعرتُ وأنا الذي خضتُ الحروب حتى سميت أسد الصحراء بمهابة لهذا الرجل الذي لم يدخلْ كلية عسكرية.

سُئل بعد أن حكم عليه بالإعدام عن طلبه فقال لي طلب وحيد وهو أن لا تزوِّروا التاريخ فتكتبوا عني أني طلبت استرحامًا أو عطفًا، قالوا له: لو أطلقنا سراحَك فكم من الوقت سوف تكفُّ عن قتالنا؟ قال: بقدر ما أصوِّب بندقيتي إليكم.

ظلَّ صليل كلماتِه يدوِّي في رأس الجنرال غراسياني وهو يقول: إني أقاتل من أجل ديني ووطني، ثم قُتل شنقًا فقضى نحبه شهيدًا صادقًا، ولا أحسبه إلا من أهل قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ علَيْه فَمِنْهُمْ مَن قَضَى نَحْبَه وَمِنْهُمْ مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

يدي ترتعش وأنا أقرأ في الصورة ملامح وجهه وتمنيتُ أني قبَّلتُ جبينَه المعظَّم بالسجود ويده المعطرة بغبار الجهاد وأني قلت له:

يا سيدي عمر نثرتَ دمك من أجل دين حقيق بجهادك، ونثرتَ دمك لوطن يستحقُّ دمك، ولشعب يحيا بموتك.

يا سيدي عمر لو رأيتَ أبناءك وأبناء أبناءك لقرَّت عينك وسعد قلبك؛ فأبناؤك لا زالوا أوفياء لقضيتك ودينك وقرآنك.

يا سيدي عمر، إن القرآن الذي كنت تختمه كل خمسة أيام تزدحم ليبيا اليوم بحفظته، فهي بلد المليون حافظ.

يا سيدي عمر، إن دماءك تجري في عروقهم وإن روحك تخفق في قلوبهم، قد رأينا الأطفال والفتيان والشباب يترنَّمون بالقرآن الذي حفظته ويحبون الدين الذي متَّ من أجله.

يا سيدي عمر، نظرتَ إلى وجوه الفتية من أبنائك فشعرت أن أعمارهم امتدادٌ لعمرِك، وأعمالهم امتداد لعملك، فقرة عين لك فوالله إني لأحتسب أننا نمشي على أرضك وأن روحك قد انتهت إلى موعود الشهداء في حواصل طير خضر تسرحُ في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلَّقَة في عرش الرحمن.

يا سيدي عمر، كنتُ أعلم أن الشهداء أحياء يرزقون عند ربهم، ولكني اليوم علمت أيضًا أن حياتهم تسري في حياة الأجيال من بعدهم.

رَكَزُوْا رُفَاتَكَ فِي الرِّمَالِ لِوَاء      يَسْتَنْهِضُ الغادي صَبَاحَ مَسَاءَ

يَا أيُّهَا السَّيْفُ المُجَرَّدُ بِالفَلَا    يَكْسُو السِّيُوْفَ عَلَى الزَّمَانِ مَضَاءَ

تِلْكَ الصَّحَارَى غِمْدُ كُلِّ مُهَنَّدٍ       أبْلَى فَأحْسَنَ فِي العَدُوِّ بَلاَءَ

خُيِّرْتَ فَاخْتَرْتَ المَبِيْتَ عَلَى الطَّوَى      لَمْ تَبْنِ جَاهًا أوْ تَلُمَّ ثَرَاءَ

 

في السجن قبل إعدامه
الشهيد عند القبض عليه






سبحان الله (كما تدين تدان )
الفاشية موسليني الذي أمر بإعدام عمر المختار وهو معلق مثل الشاة و 17 من أعوانه تم إعدامهم من قبل شعبه سنة 1945




No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.