تقرير كامل : بورسعيد : مأساة حادث غرق أب وطفليه بمعدية قناة السويس

عندما تبدأ يوم بخبر حزين مثل خبر وفاة أب وإبنيه فى حادثة غرق سيارتهم فى المجرى الملاحى لقناة السويس فإن مشاعر الحزن والأسى تختلط بمشاعر النقمة على هؤلاء المسئولين الذين أهملوا فى آداء امانة مسئولياتهم وتقاعسوا عن القيام بالحد الأدنى منها الذى يحافظ على حياة البشر .

لم أكن من الحاضرين لهذ الموقف الحزين وتلك اللحظات الأليمة ولكن أغلب ماقرأته من روايات تشى بوجود إهمال جسيم فى تطبيق معايير الأمن والسلامة فى المعديات والتى أدت لعدم إغلاق الباب الحديدى فى مقدمة المعدية ما أدى لإنزلاق سيارة المتوفين وسقوطها فى المياه كما تشى تلك الحادثة بوجود تقصير فى توفير فرق للإنقاذ تكون على أهبة الإستعداد لمواجهة أى طارئ من هذا النوع .

أنا على إيمان كامل بقضاء الله وقدره ولكن يجب علينا محاسبة المقصرين أياً كانوا وأياً كانت مواقعهم وفى مقدمتهم رئيس هيئة قناة السويس ومحافظ بورسعيد ومدير الأمن والمسئولين عن مرفق المعديات ... يجب إجراء تحقيق موسع وناجز فى هذا الموضوع .

وضعية باب المعدية الصحيحة                       وضعية باب المعدية الحالية

ساعات طويلة مؤلمة بشعة مرت كقرون ودهر كامل حتى يصل رجال الانقاذ والضفادع البشرية وونش الهيئة لبدء العمل لأنتشال السيارة وأنقاذ الأسرة كان من الطبيعى جدا موت تلك الأسرة غرقا او خنقا داخل السيارة خاصة بأنهم غير مؤهلون كصغار أو حتى والدهم على سرعة الهروب من مكان مغلق تحت الماء مثلما يتم تدريسه بدورة السلامة المهنية الدولية والخاصة بالهليكوبتر والمركبات التى تقع بمياة البحر وتسمى

"دورة الهروب من الهليكوبتر التى تقع بمياه البحر"

 أو

"helicopter underwater escape training"

ومعايير الأمن والسلامة الدولية الواجب توافرها غير موجودة بالمرة بداخل مرفق المعديات أو تطبيق ادنى معدلات الأمان المذكرة بأتفاقية "الأمن والسلامة فى البحر-SOLAS " والمعمول بها دوليا والتى نصت عليها اجباريا لأتباعها والعمل على توفيرها "المنظمة البحرية الدولية-IMO-International Maritime Organization "

وعلى الرغم من وجود عوامات انقاذ بداخل المعدية ألا أنه لا يوجد أفراد أو نقطة حراسة لأنقاذ كل هذا الكم اليومى من البشر أطفال ورجال وسيدات وفتيات وكبار السن الذين ينتقلون المعديات ذهابا وأيابا عبر مياه قناة السويس الضحلة الفاصلة بين بورسعيد وبورفؤاد

-ساعات عصيبة جدا شهدت حادث بشع لغرق أب وأم وطفليهما بمياه قناة السويس ببورسعيد غرقا بسيارتهم بعد أن تجاوزت باب معدية النقل البحرى من بورسعيد الى بورفؤاد والعكس.

-انزلقت قدم الاب فجأة وتحركت به السيارة لتنزل بكل سرعتها من على الباب الى المياه الضحلة للقناة بدرجة حرارة منخفضة لم تترك أى مجالا لأنقاذ تلك الأسرة المسكينة

-ساعات مضت لحين أنتداب فرق الأنقاذ والضفادع البشرية وونش الهيئة لرفع السيارة مما أضاع كل فرص انقاذ الضحايا

-برودة المياة من الطبيعى أنها كانت عامل مساعد لهبوط الدورة الدموية للأسرة كلها وضياع مؤثر الحياة بعد فشل الأب فى الخروب بأبناؤه من السيارة محاولا أنقاذهما

-اهمال العامل الأمنى المتعارف عليه دوليا وعدم توافرة بالمعدية كانت سبب سقوط السيارة بالماء بدون وجود ما يصد اندفاعها للأمام مع وضعية باب دخول وخرو المعدية الذى لم يكن مرتفعا بما فيه الكفاية ليوقف السيارة أن أختل توازنها

-لحظات مريرة جدا أثناء لحظة انتشال الأسرة من داخل السيارة الغارقة فى المجرى الملاحى لقناة السويس ببورسعيد

 الأب الفقيد وولدة برحلة الحج

- أقوال شهود العيان:

1-تأخر المساعدة والأنقاذ هو السبب

2-كانوا مهتمين بالسيارة وانتشالها حتى لا تعوق المجرى الملاحى

3-لا يوجد أى عامل من عوامل توافر الأمان بالمعديات

4-لما لا يتواجد قوات للأنقاذ بجانب المعديات يكونوا ورديات لسرعة انقاذ هذا الكم من البشر الذى يستقلون المعدية يوميا؟

5-باب المعدية كان منبسطا مما ساعد على سقوط السيارة بالماء بدون حاجز صد أو رفع كافى للباب أمام المركبات

6-تفتقد الهيئة لعامل توفير غطاسين او منقذين بداخل المعديات لسرعة انقاذ كل من يقع بالماء وسرعة أنفاذه بما يعد مخالفة لقانون السلامة البحرى الدولية ومنظمة السلامة البحرية

7-السيارة تحركت بسرعة الى الماء بعد أن انزلقت قدم السائق اثناء تحركه للأمام ليفسح المجال لمن سوف يقف خلفه مصطفا من طابور السيارات منتظمة داخل المعدية

8-درجة حرارة الماء الباردة وثقل السيارة بالماء كانت وحدها كافية لقتل تلك الأسرة حين وقوعها لأنه من الطبيعى أن تتوقف الدورة الدموية لهم بمحاولات الخروج من تحت الماء وسرعة غرق السيارة

9- لا يوجد فى المعدية مسئول امن 

10- لا يوجد فى المعدية منظم السيارات 

11- لم يقم المسئول بالمعدية بغلق البوابه الحديدية الامامية مما ادى الى سرعه انزلاق السيارة 

12- اهمال السائق للمعدية بسماحه بركوب عدد ازيد من القانونى 

13- لا يوجد منقذون سواء من هيئة قناه السويس او من الشرطة لغاية الساعه الواحدة والنصف صباحا اى ان السيارة اتحركت باللى فيها فى قاع القنال حسب الريح وحركه المياة 

الله يرحمهم جميعا 

بيان الصفحه الرسميه لمديرية امن بورسعيد

توضيح بالنسبة لواقعة سقوط سيارة بمياة قاة السويس فجر اليوم :-

- حيث كان قد تبلغ من ادارة شرطة موانى بورسعيد بسقوط سيارة ملاكى من المعدية رقم ( 12 ) المتجهه من بورسعيد الى بورفؤاد ..اثناء تراكيها على المرسى المخصص لها ...حيث تخطت السيارة الحاجز الامامى للمعدية وسقطت بمياة القناة .

- انتقل على الفور اللواء / مدير الامن وقيادات المديرية لمكان الواقعة ..وتم اخطار فرق الانقاذ التابعة لهيئة قناة السويس .

- تمكنت فرق الانقاذ من انتشال السيارة ..والتى تبين انها ماركة ميتسوبيشى فضية اللون تحمل رقم ( ط ع د 3475 ) وتبين غرق مستقليها ( قائد السيارة ونجلية ) وهم :- 

1- محمد احمد مدين عبد الوهاب 34 - محاسب - ومقيم دائرة بورفؤاد اول .

2- يوسف محمد احمد مدين 8 سنوات .

3 - عبد الرحمن محمد احمد مدين .

- تم نقل الجثامين لمستشفى بورفؤاد العام ...وبالعرض على النيابة العامة قررت التصريح بدفن جثث المتوفيين ....وطلب سائق المعدية وشهود الواقعة لسؤالهم بتحقيقات النيابة ...مع استمرار التحفظ على السيارة على ذمة النيابة العامة لحين صدور قرار اخر بشأنها .

* وتتقدم مديرية الامن بخالص العزاء لأسرة المتوفيين " الهمهم الله الصبر والسلوان " ...مع خالص الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة .

  جثة الطفل 

 الضفادع البشرية تستخرج جثة الطفل

 استخراج السيارة

 الضفادع البشرية تقفز لبدء البحث

رصدت عدسات الكاميرات انتشال السيارة الغارقة فى المجرى الملاحى لقناة السويس ببورسعيد وإخراج ما بداخلها من جثث للضحايا الثلاث لأسرة مكونة من أب ونجليه أحدهما فى السادسة من عمره والآخر فى الثامنة من عمره.

كانت الرافعة "عملاق" التابعة لهيئة قناة السويس نجحت بمعاونة طاقم إنقاذ الهيئة فى انتشال السيارة رقم "ط ع د 3475" ماركة متسوبيشى وبداخلها جثامين المحاسب محمد أحمد مدين 35 سنة يحتضن نجله الأصغر عبد الرحمن 6 سنوات وإلى جواره نجله الأكبر محمد 8 سنوات فى مشهد مأسوى يدمى القلوب بعد أن فارقوا جميعا الحياة داخل السيارة.

 

واستطاع رجال الإنقاذ من تخليص الابن الاصغر من بين ذراعى والده والسيارة مازالت فى المياه بينما اخرج الاب ونجله الاكبر بعد وضع السيارة على ظهر المعدية الرسوة 12 التى فارقا من عليها الحياة لحظة سقوطهم من البوابة الامامية للمعدية فى القناة.

واستغرقت عملية انتشال السيارة ما يقرب من 30 دقيقة عقب وصول فريق انقاذ الهيئة متأخرا بعد وقوع الحادث بما يقرب الساعة والربع كانت ضفادع القوات البحرية وصلت خلالها الى مكان وقوع السيارة وحددت مكانها حتى وصل فريق انقاذ الهيئة الذى انتشلها ومن بداخلها.

وأكد شهود العيان أن قائد السيارة حاول تحريك سيارته من مقدمة المعدية استجابة لقبطان المعدية لإفساح المجال لسيارة إسعاف كانت تنقل حالة من بورسعيد الى بورفؤاد.

أما طاقم الإنقاذ فأكد أن الأب حاول كسر الزجاج الخلفى للسيارة لإنقاذ نجليه إلا أن سُمك الزجاج وضغط الماء على السيارة منعه من إنقاذ أطفاله فكان قدر الله بوفاة الأبناء فى أحضان والدهما.

تصريح وزارة الصحة ببورسعيد

أكد الدكتور حلمى العفنى وكيل وزارة الصحة ببورسعيد أنه تم التوصل إلى هوية الجثث الثلاث الذين لقوا حتفهم غرقا بالمجرى الملاحى لقناة السويس ببورسعيد عقب سقوط سيارة كانوا يستقلونها من إحدى المعديات فى المياه.

وأضاف العفنى إلى أن المتوفين الثلاث من أسرة واحدة كانوا فى طريق عودتهم من بورسعيد إلى مسكنهم بمدينة بورفؤاد، موضحا أن أسماء المتوفين الثلاثة هم "محمد أحمد مدين 35 محاسب وكان بصحبته نجلاه محمد 8 سنوات وعبد الرحمن 6 سنوات و مقيمين ببورفؤاد بجوار البنك الأهلي".

وأوضح العفنى أنه رافق الجثث الثلاث إلى مستشفى بورفؤاد العام لوضعهم بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة لحين التصريح بالدفن بعد توقيع الكشف الطبى عليهم والتى دلت المعاينة الظاهرية على أن سبب الوفاة أسفكسيا الغرق.

كانت مديرية الصحة قد دفعت عقب الحادث بـ5 سيارات إسعاف وشكلت فريقا طبيا رفيع المستوى بموقع الحادث ضم مدير إدارة المستشفيات ووكيل مديرية الصحة ومدير مرفق الإسعاف وعدد من الأطباء الأخصائين تحت إشراف وكيل الوزارة تحسبا للتدخل لإنقاذ الغرقى فورا لولا إرادة الله .

لحظة انتشال أسرة داخل السيارة الغارقة فى المجرى الملاحى

انتشال السيارة الغارقة بطفلين ووالداهما من مجرى القناة