طبيب عائد من جحيم سوريا: العمليات الجراحية تجرى دون تخدير.. والسوريون يأتون لنا ببطون مبقورة وأمعاؤهم بين أيديهم
سلط الدكتور سامر عطار، أستاذ جراحة العظام المساعد في جامعة نورث ويسترن الأمريكية والمتطوع في سوريا، في مقال للرأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على المآسي الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري في ظل استمرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد فى منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وقال عطار إن "الجراحة بدون تخدير في سوريا أصبحت واقعا مأساويا ومؤلما"، مشيرا إلى أن "الدمار الذي حاق بالمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية ترك السوريين يعانون من ألم لا يحتمل يعانون منه مع إجراء عمليات جراحة لهم بدون تخدير وهم في إدراك كامل".
وتحدث الطبيب عن الأهوال التي رآها بنفسه أثناء عمله في مستشفى ميداني في شمال سوريا تحت القصف الجوي في شهر أغسطس الماضي، وقال إنه أجرى عمليات جراحية لأطفال لاستخراج شظايا من داخل أجسادهم، ورأى اطفالا قتلوا رميا بالرصاص من قبل قناصة أمام أعين آبائهم، ورأى مدنيين شقت بطونهم جراء القصف وكانوا يحملون أمعاءهم في أيديهم وهم يطلبون المساعدة!!!
وذكر الطبيب أنه في اليوم الأخير قبل مغادرته سوريا شاهد طفلا تم بتر ساقيه المسحوقتين وطلب منه أن يحضر له أطرافا صناعية إذا ما جاء مرة أخرى إلى سوريا.
وحكى الطبيب أنه رأى عمليات كانت تجرى في مستشفيات محاصرة تحت أضواء كشافات الهواتف المحمولة وذلك عندما تنقطع الكهرباء، مشيرا إلى أن كثيرا من المسلحين في سوريا لا يوقرون حرمة المستشفيات ولا يتفهمون طبيعة أن حق العلاج مكفول للجميع.
وقال الطبيب إن المستشفى الميداني الذي عمل به لا يضع شعار الهلال الأحمر حتى لا يتم اكتشافه ويتعرض للقصف والدمار، لافتا إلى أنه مع تراجع الاهتمام الدولي بشأن سوريا مازالت تستمر هذه الأهوال، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى المساعدات الغذائية والتطعيمات، ناهيك عن مستلزمات علاج إصابات الحروب وحدها.
وأضاف الطبيب أن منظمة الصحة العالمية قالت في شهر أبريل الماضي إن 57% من المستشفيات العامة في سوريا دمرت، وإن إنتاج الأدوية محليا انخفض بنسبة 90%، وإنه لم يتبق سوى 36 طبيبا في حلب مقارنة بخمسة آلاف طبيب قبل بدء الحرب.
وقال عطار إن "الحكومة السورية مازالت تفرض قيودا على الدخول إلى المناطق المتضررة للغاية وتمنع المساعدات عبر الحدود وتحتكر توزيع المساعدات عن طريق دمشق فقط، وإن الجيش السوري يحاصر دمشق التي استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية في أغسطس ولا يمكن توصيل الغذاء أو الدواء".
وتساءل الطبيب: "إذا كانت الحكومة تنفي مسئوليتها عن الهجوم الكيماوي على الغوطة فكيف تتنصل من المسئولية عن مجاعة الشعب؟".
وأردف الطبيب يقول إن "الفصائل المسلحة هى الأخرى تهدد العمل الإنساني"، مشيرا إلى أن "جراحا يبلغ من العمر 28 عاما يدعى محمد أبيض قتل بواسطة متشددين الشهر الماضي، فيما تم اختطاف سبعة من عمال الصليب والهلال الأحمر قبل أسبوعين في شمال سوريا".
وفي الختام قال الطبيب إن "هناك حاجة ماسة إلى أن يركز العمل الدبلوماسي على هذه المعاناة وليس مجرد التخلص من الأسلحة الكيماوية"، مشيرا إلى أن "الجهود الإنسانية محكوم عليها بالفشل في سوريا لأن الوصول إلى المتضررين محفوف بالخطر والهلاك"، داعيا المجتمع الدولي إلى التعاون من أجل دعم وضمان وصول المساعدات الإنسانية فورا إلى سوريا، وذلك بنفس العزم والإلحاح الذي انتهجه المجتمع الدولي من أجل محاولة القضاء على الأسلحة الكيماوية السورية...
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.