“سيداتي وسادتي مساء الخير, مرة أخرى نلتقي معكم في الحفلة الساهرة الكبرى التي تحييها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وننقلها لكم من مسرح الأزبكية بالقاهرة.
أيها السادة تمضي بنا السهرة مع أم كلثوم, ونعيش معها لحظات جميلة, تهب علينا مع غنائها نسماتٌ حلوة, تستروح بها نفوسنا, هنا داخل هذا المسرح, وهناك في أنحاء الجمهورية, وفي كل مكان من الوطن الكبير.
أيها السادة, يحتفل في مثل هذه اللحظة أبناء غزة الأعزاء برفع العلم المصري في المدينة العربية, وقد نقلوا إلينا رغبتهم في أن يستمعوا إلى إحدى أغنيات أم كلثوم, ونقلوا إلينا معها رغبات أخرى في أن يستمعوا إلى قصيدة أخرى, بعضهم يحب أن يستمع إلى قصيدة “اغار من نسمة الجنوب” والآخرون الإستماع إلى قصيدة “إلى عرفات الله”.
وقد نقلنا هذه الرغبة إلى أم كلثوم, فطلبت إلينا أولاً أن ننقل إلى المستمعين في مايكروفون الإذاعة المصرية, إلى المسلمين في كل مكان تهنئتها بشهر رمضان المعظم, داعية الله بأن يعيده على المسلمين جميعاً هم في خير حال وأهنأ بال, وسوف تلبي هذا الجانب من رغبة إخواننا, على أن نلبي الجانب الآخر في مناسبة قريبة.
وسوف نقضي مع أم كلثوم لحظات متجددة ممتعة, نستمتع فيها بشدوها الحلو مع النغم العذب والكلمات الرقيقة, مع قصيدة رامي “أغار من نسمة الجنوب” التي لحنها رياض السنباطي.
الجميع الآن في أماكنهم, ونستمع الآن إلى الدقات التقليدية, ثم تسلط الأضواء على الستار الذي سيرتفع بعد لحظات عن أم كلثوم لتقدم لنا الوصلة الغنائية الثانية في هذه الحفلة الساهرة الكبرى, وسوف نستمتع جميعاً مع المستمعين
*صوت تصفيق*
بأغنية أم كلثوم أغار من نسمة الجنوب ويرتفع الستار عن أم كلثوم ويستقبلها الحاضرون بهذه التحية.”
— مقدم أغنية أغار من نسمة الجنوب - أم كلثوم
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
وأحْسِدُ الشمسَ في ضُحاها وأحْسِدُ الشَمسَ في الغروبِ
وأغْبِطُ الطَيْرَ حينَ يَشْدو على ذُرى فَرْعِهِ الرَطيبِ
فقد تَرى فيهِما جمالاً يَروق عَينَيْكَ يا حبيبي
يا لَيْتَني مَنْظَرٌ بديع تُطيلُ لي نَظْرَةَ الرَقيبِ
وليتَني طائرٌ شَهيٌ أشْدو بأنغامِ عَنْدَليبِ
أظَلُ أَسْقيكَ مِنْ غِنائي سُلافَةَ الروحِ والقلوبِ
وَذاكَ أني أراكَ تَرنو لِبَهْجَةِ الشمس في الغُروبِ
وتَعْشَقُ الطَيرَ حينَ يَشْدو على ذُرى فَرْعِهِ الرَطيبِ
وأَنني مِنْ هُيامَ قلبي وشِدةَ الوجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي.
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
وأَحْسِدُ الزَهْر حينَ يَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ
وأغْبِط النَهرَ حينَ يَجري على بِساطِ الجنى الخَصيبِ
فَقَدْ تَرى فيهِما جَمالاً يَروقُ عَينَيْكَ يا حبيبي
يا لَيتَني زَهْرَةٌ تَساقَتْ مع النَدى قُبْلَة الحبيبِ
ولَيتَني جَدوَلٌ تَهادىِ ما بَيْنَ زَهْرٍ وبينَ طيبِ
وذاكَ أني أَراكَ تَرنو للزَهرِ في غُصنِهِ الرَطيبِ
وتَعْشَقُ النَهْرَ حينَ يَجْري مُرَجِعَ اللحْنِ والضُروبِ
وأَنَني مِنْ هُيامِ قَلبي وَشِدَةِ الوَجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
يا لَيتَنا طائرانِ نَلهو بالرَوْضِ في سَرْحِهِ الخَصيبِ
ولَيتنا زَهْرَتانِ نَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ
تُميلُني نَحْوَكَ الخُزامى إِذا سَرَتْ ساعَةَ المَغيبِ
فإنني مِنْ هُيامَ قلبي وشِدةَ الوجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.