شدد عدد من خبراء الاستخبارات والعسكريين المصريين على صعوبة التجسس على هواتف المسئولين أصحاب المناصب القيادية بالدولة، مؤكدين أن مؤسسة الرئاسة والوزارات السيادية المختلفة تستخدم «هواتف مؤمنة» يصعب اختراقها.
وقالوا إنه لا يوجد قانون يجرم تجسس أى دولة على أخرى، مستشهدين بتصريحات جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، بأن حصول دولته على المعلومات بأى طريقة هو أمر مشروع، لحماية الأمن القومى الأمريكى من أى مخاطر قد يتعرض لها.
وقال اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن مسئولى الاستخبارات الأمريكية تعجبوا من قبل من صعوبة اختراق الشفرات المصرية الخاصة بالمسئولين، وأنهم لم يستطيعوا اختراق المكالمات والبرقيات المشفرة بسبب الشفرة التى تستخدمها الدولة.
وأضاف أن الأجهزة السيادية المصرية والمسئولين يستخدمون فى مراسلاتهم ما يُعرف لدى الأجهزة الاستخباراتية بـ«شفرة عوكل»، وهى شفرة تستخدم فى مراسلاتنا الخارجية، ولا يستطيع جهاز فى العالم أن يكتشف تلك الشفرة أو يخترقها، ولذلك فإن مراسلاتنا آمنة تماماً، والدليل عدم تمكن موقع «ويكيليكس» من نشر أى معلومات متعلقة بالمخابرات العامة وأجهزة الأمن المصرية، رغم تمكنه من ذلك فى عدد من الأجهزة المهمة على المستوى العالمى.
ولفت «جودة» إلى أنه لا يوجد ما يُجرم التجسس الأمريكى على مسئولى ورؤساء دول العالم، قائلاً: التجسس على زعماء مسئولى دول أخرى أمر طبيعى لا يوجد أى قانون يجرمه، فنحن ننظر للأمر على أنه اختراق للأمن القومى والتجسس على الدولة، فى حين يراه الآخرون جمع معلومات لحماية الأمن القومى لبلادهم، كما صرح «كيرى» لعدد من الصحفيين.
وتابع وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق: الوزراء والمسئولون لا يستخدمون هواتفهم العادية التى يمكن التنصت عليها بسهولة، إلا إذا اعتبر السيد الوزير أن كل المعلومات التى يتحدث عنها فى نطاق عمله أو غيره أمر طبيعى، كما أن الوزارات والأجهزة السيادية لديها سبلها المُشفرة التى يستحيل اختراقها، سواء فى التعامل الرأسى مع قواعدها، أو الأفقى مع المسئولين والأجهزة المختلفة بالدولة.
وقال إن تلك الشفرات من البديهى أن يعرفها المسئولون بالمواقع الحساسة بالدولة، مشيراً إلى أنهم لا يستخدمون هواتفهم فى الأمور المتعلقة بالأمن القومى للبلاد، لكن عبر «هواتف مؤمنة» من أجهزة المعلومات لدى تلك المؤسسات والأجهزة، والتى يستحيل اختراقها.
وقال اللواء محمود زاهر، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن أجهزة المخابرات فى العالم ليس لها أى حدود، مؤكداً قدرتها على أخذ أى معلومة من دولة أخرى، إذا كانت تتبع سياسات واستراتيجيات تتعلق بأمنها وتؤثر عليها. وأضاف أن الدولة المصرية بأجهزتها الاستخباراتية تتجسس على عدد من دول العالم، ويتم التجسس علينا لكننا نتبع السياسات التى تحمينا من أى سُبل لاختراق أمننا القومى.
وشدد «زاهر» على ضرورة طمأنة المواطنين حول تأمين المعلومات المصرية، قائلاً: نمتلك خامس أقوى جهاز مخابرات على مستوى العالم، ونقترب بشدة من المركز الرابع، لذا فنحن قادرون على حماية أمننا ومعلوماتنا.
واستشهد «زاهر» بإحباط المخطط الأمريكى بمشاركة 5 دول عالمية كبرى، لإجهاض انحياز القوات المسلحة لإرادة الشعب وإعادة تنظيم الإخوان إلى الحكم، حيث إن المخابرات المصرية خططت فى صمت ولم تكتشف أى من دول العالم خططنا، بل كسرنا خطتهم.
وعن أساليب مواجهة التجسس على الدولة، قال: نتبع استراتيجيات الدفاع السلبى لشبكات التجسس، فحينما يتم استخدام قمر صناعى للتجسس أو وسيلة تكنولوجيا متقدمة نكتشفها ونحلل معلوماتها ونشفر المعلومات المصرية فى وجهها، وذلك بمفرده يعتبر معلومة «ماذا تريد تلك المخابرات من الشأن المصرى؟» أو عبر شبكات اعتراض لها، أو عبر وسيلة غير مباشرة من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
وشدد «زاهر» على أن أى مسئول بمنصب حساس فى الدولة، سواء كان رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو وزيرا أو مسئولا بجهاز أمنى أو سيادى، يمتلك هواتف مؤمنة لها أكواد خاصة بها وأسلوب معين للتعامل معها، «إلا أن أى شىء تكنولوجى يمكن اختراقه، لذا يتغير أسلوب حمايته سنوياً لعدم اكتشافه من الطرف الآخر».
وقال اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق بالقوات المسلحة، إن قادة الدولة، خاصة القيادات الأمنية المصرية، يفطنون إلى المحاولات الأمريكية المتكررة وغيرها من الدول للتنصت على المسئولين وصناع القرار فى الدولة، لذا فإن كبار القيادات يستخدمون شفرات ورموزا معينة معروفة لديهم فقط فى الأمور الحساسة التى تمس سيادة الدولة، والمواقف المصيرية.
وأضاف «عزالدين» أن تنصت المخابرات الأمريكية على رؤساء الجمهورية والمسئولين المصريين ليس بجديد، فتنصت أمريكا على الزعماء المصريين موجود منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لأن مصر كانت تصنف فى مجال الأعداء حينها، واستمر العداء مع الرئيس أنور السادات حتى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية «كامب ديفيد»، وبعد الثورة هناك عداء بالتأكيد.
وأوضح أن أمريكا ليس لها أصدقاء عبر التحالفات أو غيرها، إلا أن من يساعدهم على تنفيذ مصالحهم وأهدافهم يعتبر صديقاً لهم، خلال فترة عمله تلك، وبعدها لا يعتبرونه كذلك إذا أخل بمصالحهم. مدللا على ذلك بحالة الوحدة القوية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، إلا أنه عندما اتجه إلى تكوين ما سمى «الجيش الأوروبى» فإن أمريكا أدانت ذلك، واعتبرتهم غير أصدقاء، كما حدث ذلك فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فعندما كنا أصدقاءً لهم كانوا ينتظمون فى دفع المعونات العسكرية، والآن هم يبتعدون على مصر.
وأشار عز الدين إلى أن فترة الصداقات بين الدول تكون أسهل كثيراً لأجهزة الاستطلاع والمعلومات...
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.