انعقد في الأكاديمية الكاثوليكية البافارية في ميونيخ مؤتمر" التحول في مصر" تم فيه تسليط الضوء علي أهم المتغيرات التي أعقبت ثورة 25 يناير2011 والدور الذي لعبه الشباب المسلم والمسيحي في نجاح هذه الثورة.
جاء انعقاد هذا المؤتمر على ضوء الأحداث الجارية في مصر والتغيرات الجديدة التي أعقبت الإطاحة بمرسي، حيث انقسم المصريون إلى فريقين، أحدهما اعتبر ما حدث ثورة والآخر رأى في ذلك انقلابا عسكريا.
وفي خضم هذا الانشقاق والعراك قفز إلى واجهة الأحداث مرة أخرى موضوع الأقلية القبطية في مصر ووضعها هناك من خلفية اتهامات لها بأنها وقفت إلى جانب الليبراليين المساندين للجيش المصري في حدث عزل مرسي، وأعقب ذلك سلسلة من الاعتداءات على كنائس مصرية وحرق محتوياتها أو إتلافها.
مؤتمر يهدف الى ضمان أمن الأقلية
ويأخذ هذا الموضوع اهتمام جميع المصريين خاصة الأقباط منهم والذين تتزايد مخاوفهم من خلفية مناخ التهديد والنزاعات القائم حاليا في مصر. كما يأتي انعقاد مؤتمر "التغير في مصر" علي هامش التجمع السنوي الدولي للشباب المسيحي الكاثوليكي في ميونيخ وبمناسبة اليوم العالمي للتبشير، في محاولة لتتبع مسار الأحداث وآثارها على الأقباط في مصر.
مشاركة إسلامية في مؤتمرشبابي مسيحي في ميونيخ للحديث عن وضع الأقباط في مصر
يقول المشرف على المؤتمر" فلوريان شولر" وهو مدير الأكاديمية الكاثوليكية:"إننا مهتمين بآمال وطموحات الشعب المصري ومطالبه الجديرة بالاحترام والتي انتفض من اجلها في 25 يناير، غير أن هذه المطالب لم تتحقق للأسف حتى الآن. وبعد قيام ثورة 30 يونيو عاد الانقسام مرة أخري إلى الشارع المصري، وتصاعد النزاع بين فريقين يري أحدهما انه أحق بالشرعية وهم الأخوان كما يرى الفريق الآخر أن مرسي لم ينجح في حكمه وان جماعة الإخوان فاشلة، بل اعتبرها جماعة خطيرة تعمل علي أخونة المجتمع، فتصاعدت الكراهية بين الجانبين وزادت أعمال العنف لتنتقل إلى الأقلية المسيحية وزادت أعمال حرق الكنائس بهدف تخويف الأقباط". وأضاف المشرف على تنظيم المؤتمر: "في مثل هذه المؤتمرات نحاول ضمان أمن الأقلية القبطية التي تمثل 12 بالمائة من مجموع عدد السكان، بينهم 165 ألف قبطي من الطائفة الكاثوليكية على الأقل". من جهة أخرى يري مدير الأكاديمية أن ثورة 25 يناير سرقت من الشباب الذي قام بها، ولهذا استبدت بهم الحيرة، حتى إنهم أصبحوا يبحثون عن تأمين مستقبلهم خارج حدود الوطن من خلال الهروب إلى أوروبا، ويستخلص السيد شولر أنه غير متفائل بشأن الوضع الحالي في مصر بأنه "ملبد بالغيوم".
بداية في فرايبورغ قبل الانتقال إلى ميونيخ
قبل انتقاله إلى ميونيخ بدأ المؤتمر الشبابي فعالياته في فرايبورج في الفترة ما بين 17 إلى 21 من الشهر الحالي تحت شعار "نعم...أنتَ تستطيع ".
حيث ناقش الشباب أفكارا جديدة وبالعلاقات بين شباب الربيع العربي والشباب في ألمانيا، وكيفية تنفيذ مطالب الشباب الذي قام بالثورة، وأخذ مصالحهم بعين الاعتبار.
وركز المؤتمر حسب الطالب المشارك إبراهيم نبيل على كيفية العمل الاجتماعي وخدمة المجتمع وطرق تبادل الخبرات بين الشباب الألماني والمصري.
كما يشار إلى أن المشاركات في المؤتمر اعتمدت طرق الميديا الحديثة في الإعلام والتواصل مثل الفيسبوك ومؤتمرات الفيديو.
مشهد بعد اعتداء على كنيسة قبطية في القاهرة في 20/10/2013
وعن سبب اختيار مصر تحديدا هذه السنة في هذه المؤتمرات المسيحية الشبابية، يقول ممثل البعثة البابوية في ألمانيا القس كريمر: "نحن نختار بلدا معينا كل سنة واختيارنا لمصر هذا العام هو نتيجة مباشرة لما يجري فيها خاصة بالنسبة للأحداث الأخيرة التي شهدتها فيما يتعلق بوضع الأقلية المسيحية فيها"، ويقول: "إن وضع المسيحيين في مصر في المستقبل غير واضح، لذلك نعمل من خلال هذه المؤتمرات علي مساندتهم في حياتهم اليومية لممارسة حقهم الديني بحرية" ويضيف: "قمنا في نهاية المؤتمر بتوزيع تقرير على كل الأبرشيات والكنائس الألمانية يتضمن ملخصا عن الوضع الراهن في مصر وعن حياة المسيحيين في هذا البلد حتى يكونوا علي علم بما يحدث هناك".
أمل في العودة إلى التعايش
من جهته تحدث الدكتور بيتر شول، رئيس الجمعية العربية الألمانية في المؤتمر عن آفاق التغيير في مصر بعد الثورة وعما يعيقها، كما تحدث عن الآفاق المستقبلية وثمن أهمية وحدة الصف بين المسلمين والمسيحيين.
وتحدث القس كيرولس وليم، أسقف الكنيسة الكاثوليكية في مصر عن أوضاع الأقباط الكاثوليك في مصر من خلفية التحولات التي يشهدها المجتمع وقال: "إننا والأخوة المسلمين عنصر واحد يعيش في دولة واحدة هي مصر".
وفي سياق متصل عبر الأب ديسقورس الانطوني، راعي كنيسة مينا القبطية في ميونيخ عن أمله في عودة مصر إلى عهد التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد وذكر بأن البابا شنودة الراحل كان يرفض بشدة اللعب على ورقة تقسيم الدولة دينيا وأضاف: " كان دائماً يقول إن عظمة مصر وانفرادها يتجلى في أنها تجمع العنصريين المسلم والقبطي في بوتقة واحدة، ولا يمكن التمييز بينهما". ويقول عز الدين متولي المتابع لأعمال المؤتمر وهو رئيس الجالية المصرية البافارية: "إن انعقاد هذا المؤتمر في ميونيخ يؤكد علي أهمية مصر وأن الجميع يسعى إلى فهم ما يحدث الآن ويحرص علي أن تخرج مصر من مأزقها الحالي" ، ولاحظ قائلا: "كمصريين مسلمين وأقباط في ألمانيا تربط بيننا أواصر قوية في الوحدة والصداقة ونحن علي تواصل دائم ونتبادل الزيارات".
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.