أصدر العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز قرارا بتعيين نجله مشعل أميرا على منطقة مكة، وهو منصب هام، خلفا للأمير خالد الفيصل الذي عين وزيرا للتربية والتعليم.
عين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الأحد (22 ديسمبر 2013) ابنه الأمير مشعل أميرا على منطقة مكة، وهو أحد أهم المناصب في المملكة في أحدث تحرك ضمن تغييرات مستمرة في مناصب كبار أفراد الأسرة الحاكمة في العامين الماضيين.
ويحل الأمير مشعل مكان الأمير خالد بن فيصل الذي تولى منصب وزير التربية والتعليم، في خطوة قال محللون سعوديون إنها ربما تنعش الإصلاحات المتعثرة في مجال التعليم والتي تستهدف تخفيف تأثير المحافظين في المؤسسة الدينية. وأعلن عن التعيينات في مرسوم ملكي نقلته وسائل إعلام حكومية في المملكة حيث تحظى تعيينات كبار الأمراء باهتمام خاص لما لذلك من أثر على مسألة الخلافة.
وشهدت المملكة منذ 2011 سلسلة من أحداث الوفاة وتقاعد أمراء وترقية آخرين مما أحدث تغييرا في كبرى المناصب الحكومية، فضلا عن ثلاثة حكام مناطق بعد عقود دون تغيير يذكر. وقال محللون إن التغييرات تعكس رغبة الملك عبد الله، الذي يعتقد أنه في التسعين من عمره، لتنصيب أبنائه وحلفاء آخرين في مناصب رئيسية من أجل المستقبل. وقال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل إن تعيين ابن الملك عبد الله أميرا لأحد المناطق الكبرى في المملكة أمر جدير بالملاحظة. وأضاف أن الملك يمنح أبناءه فرصة كبيرة لأن يكون لهم مكان في عملية الخلافة.
يذكر أن الملك عبد الله عين ابنه متعب وزيرا للحرس الوطني، كما عين ابنه الآخر عبد العزيز نائبا لوزير الخارجية، أما ابنه الثالث تركي فقد تقلد منصب أمير منطقة الرياض. والآن جاء دور ابنه الرابع مشعل ليكون أميرا على منطقة مكة وجدة.
وكان مشعل يشغل منصب أمير منطقة نجران الواقعة في جنوب المملكة على الحدود مع اليمن. وعلى خلاف الملكيات الأوروبية فإن الخلافة في السعودية لا تنتقل مباشرة من الملك لابنه الأكبر، لكن تنتقل بين أبناء مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود. وإلى جانب أبنائه قام الملك عبد الله بترقية أبناء إخوته إلى وظائف كبرى أخرى، بينها وزير الداخلية ورئيس المخابرات وأمير المنطقة الشرقية وأمير منطقة الرياض ونائب وزير الدفاع.
وبنقل الأمير خالد إلى وزارة التعليم قد يكون الملك عبد الله يشير أيضا إلى عزمه إنعاش الإصلاحات في النظام التعليمي. وقال جمال خاشقجي وهو رئيس قناة تلفزيونية يمتلكها الملياردير الأمير الوليد بن طلال إن خالد بن فيصل كان من بين أشد منتقدي التطرف في النظام التعليمي. وأضاف أن إصلاح التعليم مهمة صعبة تتطلب سنوات وسنوات.
يشار إلى أن المحافظين كانوا قد سيطروا إلى حد كبير على التعليم في الثمانينات مما أفرز أجيالا من الشباب لديهم من المعارف الدينية ما يفوق المهارات العملية بكثير.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.