سمعان صيدناوى
من محل صغير للخردوات في الحمزاوي إلي أشهر سلسلة محلات لبيع الملابس والمنتجات الاستهلاكية في مصر والعالم العربي.. هكذا كانت الرحلة العصامية للشقيقين سليم وسمعان صيدناوي والتي بدأت من قرية «صيدنايا» - ومنها اشتق اسم صيدناوي - شرق دمشق بسوريا وهو من اسره مسيحيه وليست يهوديه كما اعتقد البعض وانتهت في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي بمصر.
في عام 1878م وفد سمعان صيدناوي إلي القاهرة مطرودا كعقاب من والديه بعد أن أُثيرت حفيظتهما الدينية جراء فوز سمعان بورقة يانصيب وهو الأمر الذي اعتقدا أنه بمثابة الخطيئة التي يستحق أن يرحل فاعلها حتي لا تحل اللعنات علي القرية..
عمل سمعان في القاهرة مع عمه نيقولا صيدناوي في مجال التجارة فأظهر كفاءة ومهارة متميزة مما دفع الأخير لتشجيعه علي الاستقلال في العمل وساعده في فتح محل صغير للخردوات في منطقة الحمزاوي بالأزهر، وأصبح بعد فترة وجيزة قبلة الزبائن والتجار من مختلف مناطق القاهرة لما عُرف عنه من أمانة وصدق.
في هذه الأثناء حضر سليم الشقيق الأكبر لسمعان فأشركه معه في إدارة المحل الذي سرعان ما اكتسب شهرة كبيرة تتطلب التوسع حيث لا تناسبها المساحة الصغيرة التي يتاجران من خلالها، فاشتريا عقارا أوسع مساحة في ميدان الخازندار بالموسكي وأصبح من كبريات المتاجر في القاهرة.
وفى عام 1913م أقاما صرحا معماريا كبيرا علي شكل تحفة معمارية من حيث البناء والتصميم وبلغت مساحته 8530 مترًا مربعًا وبارتفاع 4 طوابق لبيع المنتجات والمنسوجات مصرية الصنع ثم توالت افتتاح الفروع الجديدة في القاهرة والإسكندرية والمنصورة وطنطا وباقي محافظات مصر وفي إطار سياسة التأميم التي اقرتها ثورة يوليو 1952 وتحديدًا في عام 1967م تم تأميم محلات صيدناوي بمختلف فروعها.
في عام 1989م تحولت «صيدناوي» إلي شركة مساهمة مصرية وخضعت بعدها للقانون 203 لسنة 1991 الذي صدر بعد ذلك وكانت تابعة للشركة القابضة للتجارة ثم آلت تبعيتها للشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما، أما رأس مال الشركة فبلغ 6.5 مليون جنيه مصري موزعة علي 6.5 مليون سهم.. وبلغ عدد أفرعها بعد ذلك إلي 71 فرعا منها 59 مستأجرة و21 فرعًا مملوكا للشركة.
القيمة الفنية والتاريخية للمبني الرئيسي بالخازندار دفعت الجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة لتسجيله كأحد المباني ذات القيمة التاريخية المميزة ....
لا تختلف نشأة «بنزايون» عن «صيدناوي» فالآخوين اميلي وداود عدس قامًا بتأسيس شركة بنزايون للأزياء الحديثة بفروعها الثلاثة «بنزايون - عدس - ريفولي» في 22 مارس عام 1951م وتم تأميمها عام 1967م وآلت تبعيتها في عام 1991م إلي الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما التابعة لوزارة الاستثمار بأفرعها الـ83 وبلغ رأس مال الشركة 7 ملايين جنيه مصري ....
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.