الجنرال مينو وزجته المصريه بنت رشيد زبيده الميزونى
مدينة رشيد وشوارع تلك المدينه مازالت شاهده على الكثير من القصص والحكايات مدينة رشيد تحتوى على نحو 20 منزلا اثريا تعود تاريخ هذه المنازل الى القرن الثامن عشر...
منزل زبيده
منزل محمد عبدالرحمن البواب الميزونى واحد من اهم تلك المنازل وقد شهدت جدران منزل البواب العديد من الأحداث والوقائع التي لا تزال راسخة في تاريخ رشيد. فحسناء رشيد وغادتها الجميلة «زبيدة ابنة محمد البواب الميزوني» تاجر الأرز الشهير، وأحد أعيان رشيد، كانت على موعد مع الحملة الفرنسية وقائدها الثالث جاك مينو.
مقام الشيخ محمد الميزونى فى رشيد
حيث كانت واحدة من أجمل فتيات رشيد، وكان قد سبق لها الزواج وهي في الثامنة عشرة من عمرها، في حفل كبير من سليم أغا نعمة الله أحد أثرياء المماليك، إلا أن هذه الزيجة لم تستمر، حيث وقع الطلاق بعد عام واحد فقط. وفيما كانت تفكر في مصيرها بعد الطلاق، كان الجنرال مينو مبعوث نابليون بونابرت يتسلم مفتاح مدينة رشيد من كبار أعيانها في يوليو من عام 1798. كان مينو المثقل بالديون التي تركها في باريس يحلم بتكوين مجد شخصي له في رشيد يكمل به حلم الامبراطورية الفرنسية التي يحلم بها نابليون رفيق دربه. فحرص مينو على احترام الإسلام والاحتفال مع المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم حتى في صوم رمضان. ورغم ما كان لديه من جواري من جنسيات مختلفة،
بوابة منزل زبيده
الا أن نفسه تاقت إلى زوجة شرقية تؤنس وحدته. ولكنه كان يعلم أن أحداً لن يزوجه ابنته من دون اعتناقه للإسلام. فأشهر إسلامه وسمي نفسه باسم «عبد الله» وسأل عن أجمل نساء رشيد فأخبروه عن ابنة الشيخ الجارم إمام مسجد المحلي، وزبيدة ابنة محمد البواب تاجر الأرز المعروف. وعلم الشيخ الجارم بنوايا مينو، فأسرع بتزويج ابنته من أحد تلاميذه، الذين يأخذون عنه علم الحديث. فلم يبق أمام مينو إلا زبيدة تصغره بنحو 30 عاما..
منزل زبيده
وقد شهد التاريخ الكثير عن افتتان مينو بزوجته الشرقية الملامح حتى ان اجازة زواجه منها امتدت لأكثر من شهرين. حتى قرر بونابرت العودة إلى فرنسا فاتجه مينو إلى العريش للقاء قائده وتلقي الأوامر منه بشأن بقاء الحملة في مصر، وتعيين الجنرال جين كليبر قائدا عاما على مصر في أغسطس 1799.
وثيقة زواجهما
ان خروج نابليون إيذاناً بانقسام الحملة الفرنسية الى معسكرين. أولهما بقيادة الجنرال كليبر، وكان يؤمن بعدم جدوى البقاء في مصر، مفضلاً الانسحاب المشرف من مصر. بينما رأى المعسكر الثاني بقيادة مينو ضرورة توطيد الوجود الفرنسي على أرض مصر واستمرار الوجود الفرنسي فيها. واستمر ذلك الخلاف حتى مقتل كليبر على يد سليمان الحلبي في 14 يونيو من عام 1800. وهو الأمر الذي نتج عنه تولي مينو قيادة الحملة الفرنسية في القاهرة،
تاركا زبيدة في منزل الميزوني، وهي حامل بطفلهما الأول، والذي وضعته في 27 نوفمبر من عام 1800 وسمته سليمان مراد جاك. واعتقد مينو أن الأمور قد استقرت له في مصر، إلا أن تحالف الانجليز والاتراك لم يسمحا له بذلك، حيث تم الاتفاق بينهما على طرد الفرنسيين من مصر، وبدأ ذلك حينما هاجم الاسطول الانجليزي الاسكندرية عام 1801،
فخرج مينو إلى الإسكندرية لمواجهة الإنجليز، ولكنه فشل في تحقيق أي انتصار عليهم، وليتواصل زحفهم حتى رشيد. فكان قرار زبيدة هو الهروب مع رضيعها وأخيها خارج المدينة، ولتتنقل من مكان الى آخر حتى وصلت القاهرة حيث استضافها وأخاها الضابط الفرنسي ألفران أحد أعوان زوجها مينو، الذي أقنعها بالرحيل هي وطفلها الى فرنسا مع القوات المنسحبة في التاسع من أغسطس عام 1801.
- عندما قرر مينو سفر زوجته إلي فرنسا طلب من الانجليز تصريحا لها وإن كان الترك في بادئ الأمر قد رفضوا أن تترك زوجة مينو مصر.
و قام مينو في تورينو ثم في البندقية في إيطاليا أقامت معه زبيدة ويبدو أنها بعد موت زوجها في عام1810 قد انتقلت إلي مارسيليا في فرنسا.وتوفى ابن مينو سليمان بعد وفاة ابيه بعدة سنوات وعادت زبيده الى مصر وبقيت بها حتى وفاتها....
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.