قام اليوم الإثنين الموافق 7 أبريل مجموعة من الهاكرز المناهض لإسرائيل بتوجيه ضربات إلكترونية للحكومة الإسرائيلية أبرزها اختراق الكنيست ووزارة الدفاع والتعليم وغيرها، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها الكيان الصهيونى لهذه الحرب الإلكترونية لتى تختلف فى أدواتها وأساليبها عن الحروب البرية والجوية والبحرية، حيث تعرضت إسرائيل العام الماضى لهجمات كلفتها 200 مليون شيكل..
ومع تصاعد هذه الحرب نسلط الضوء على الهاكرز وأنواعهم وأشهر المخترقين حول العالم وبعض كواليس الحرب الإلكترونية الجديدة.
من هم "الهاكرز"
تعنى كلمة Haker " هاكر " فى الإنجليزية القرصان، وهى كلمة تصف المختص المتمكن من مهارات الكمبيوتر وأمن المعلومات وأطلق اسم هاكرز أساسا على مجموعة من المبرمجين الذين كانوا يتحدون الأنظمة المختلفة ويحاولوا اقتحامها..
فى بداية السبعينات من القرن الماضى انتشر استخدام الكمبيوتر داخل الكيانات الاستثمارية الكبرى كالمؤسسات العلمية والبنوك وشركات البترول، بينما كانت برامج الكمبيوتر فى غاية الندرة، فإذا أرادت تلك المؤسسات استخدام الكمبيوتر فى إجراء بعض الحسابات كانت تستعين بمن لديهم خبرة بلغات البرمجة، مثل لغة الكوبول والفورتران، وكان هؤلاء يطلق عليهم اسم " هاكرز" وكانوا من المبرمجين الشرفاء .
مع بداية ظهور نظام تشغيل الويندوز الذى كان يحتوى على العديد من الثغرات الأمنية، ومع انتشار الإنترنت بدأ بعض الهاكرز يأخد منعطفا آخر، ألا هو الاختراق والتجسس على أجهزة الكمبيوتر مما أفقد كلمة "هاكرز" معناها الحقيقى وأصبحت تطلق على لصوص أجهزة الكمبيوتر ومخترقيها بغرض السرقة والتجسس وسرقة الأموال.
أنواع الهاكرز
تتنوع التصنيفات للهاكرز إلى ثلاثة أنواع
أولا الهاكرز ذو القبعة السوداء، وتأتى هذه التسمية من أفلام الغرب الأمريكية والتى يكون فيها من يرتدى قبعة سوداء شريرا، وتستخدم تلك العبارة مجازا فى العالم الإليكترونى، حيث تعبر عن "الهاكر" الذى يقتحم الشبكات أو الحواسيب أو يصنع فيروسات الحاسوب للتخريب أو الحصول على المال .
ثانيا الهاكر ذو القبعة البيضاء: هو الذى يمارس ما يعرف بـ"الـقرصنة الأخلاقية ويطلق فى عالم المعلومات على الشخص الذى يخترق الأجهزة لأهداف حماية الأنظمة وليس للسرقة أو لأهداف تخريبية، على عكس القرصان ذو القبعة السوداء الذى يحاول الاختراق .
ثالثا الهاكر رمادى القبعة: هو مصطلح يطلق عند المزج بين صفات الهاكر صاحب القبعة البيضاء والسوداء، لذا اختير له اللون الرمادى كلون وسط بين الأبيض والأسود، وفى العادة لا يقوم هذا النوع من القراصنة بالاختراق لأغراض خبيثة أو لمصلحة شخصية، بل لزيادة خبرته فى الاختراق واكتشاف الثغرات الأمنية.
أشهر الهاكرز
يعتبر كيفين ميتنيك الأمريكى الأكثر شهرة فى عالم الهاكرز على الإطلاق، حيث تمكن عام 1981 وكان فى سن السابعة عشرة من عمره بالدخول على شبكات الهاتف فى أمريكا والتحكم فيها، الأمر الذى مكنه من تحويل مكالمات المشتركين والتصنت عليها، وفى عام 1983 ألقى القبض عليه لأول مرة بعد أن اخترق جهاز كمبيوتر وزارة الدفاع الأمريكية" البنتاجون"، وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات فى التسعينات، وبعد خروجه من السجن أسس شركة ميتنيك الخاصة للحماية .
وتضم القائمة أيضا كيفين بولسون، وكان رئيس تحرير مجلة وايرد ،Wired الأمريكية، وفى عام 1983 عندما كان فى السابعة عشرة من عمره، قام بالعديد من الهجمات والاختراقات لشبكات مختلفة حتى ألقى القبض عليه فى من قبل المباحث الفيدرالية عام 1991، وحكم عليه بالسجن أربعة أعوام فى 1994.
ومن أمهر الهاكرز أيضا أدريان لامو، الذى يعد أيضا مسئولا عن عدد كبير من الاختراقات والتعدى على نظم حماية الشبكات الخاصة بالشركات والأعمال الأمريكية، حيث اخترق كل أنواع الحماية الممكنة بسهولة شديدة ومن دون عناء يذكر، وخلال لقاء له على برنامج NBC Nightly News طلب منه المذيع إثبات موهبته أمام عدسات الكاميرا، فما كان منه إلا أن أجاب باختراق الشبكة الداخلية للقناة وفرض سيطرة كاملة عليها فى أقل من خمس دقائق.
"أنونيموس" والحرب الإلكترونية على إسرائيل
بدأت مجموعة الهاكرز الدولية المعروفة باسم "أنونيموس" الخاصة بالقرصنة الإلكترونية والتى تجمع عددا من أشهر الهاكرز على مستوى العالم هجماتهم على المواقع الإسرائيلية، ومنها الهجمة التى شنتها العام الماضى فى نفس التوقيت وجاءت الرسالة "سنستمر بالدفاع عن الأبرياء عبر الهجوم على مواقعكم الحكومية وإحباط سيرفرات المنظومة الإلكترونية الخاصة بكم، بالإضافة لسرقة البطاقات الائتمانية والحسابات المصرفية".
تعتبر "أنونيموس" مجموعة تعمل فى مجال النضال عبر الاختراق الرقمى وتضم أشخاصا من ماليزيا والسعودية والمغرب وتركيا ودول البلقان .
اجتمعت فى تونس مؤخرًا لتحديد يوم السابع من إبريل للهجوم على إسرائيل إلكترونيًا، وتعتبر كلمة "أنونيموس" شعارا لمجموعة من الهاكرز الذين عادة ما يكونون غير مترابطين فى مكان واحد ولكن يجمعهم هدف متفق عليه.
وهى جماعات اجتماعية منعزلة فى عالم الإنترنت، ويرفضوا أى رقابة أو إشراف على الإنترنت من أى جهة، كما قاموا باختراق العديد من المواقع الحكومية وأهم شركات الحماية، ويُمكن تمييز أعضائها عن طريق ارتدائهم لنمط معين من الأقنعة يسمى جاى فوكس، وهى بالأصل صممت لفيلم " V "للثأر عام 2005.
وفى العام الماضى تسببت مجموعة أنونيموس فى اختراق أكثر من 25 ألف حساب للتواصل الاجتماعى من "فيس بوك" و"تويتر"، ونحو 30 ألف حساب مصرفى وبورصة إسرائيلى خلال ساعات، وبلغ عدد المواقع الإسرائيلية المخترقة فى ذلك الوقت نحو 400 موقع، بينهم مواقع خاصة بالوزارات والجيش ومنشآت حيوية كالمدارس والمؤسسات والمصانع والوكالات التجارية.
بحسب موقع "جولوبس" المتخصص فى الأخبار الاقتصادية الإسرائيلية، فإن تقارير الشركات الإسرائيلية الخاصة بمنظومات المعلومات الإسرائيلية تفيد بأن خسائرها بلغت قرابة 200 مليون شيكل فى الربع الأول من العام الماضى، وذلك بسبب الهجمات الكبيرة من الهاكرز، وما تبعها من اختراقات وسرقة أسرارها الاقتصادية والعلمية.
إسرائيل تفشل فى سد هجمات الهاكرز
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأسبوع الماضى، أن جهاز الأمن العام الداخلى الإسرائيلى "الشاباك"، يبذل جهودا كبيرة خلال الأشهر الماضية من أجل تجنيد عشرات العملاء المزدوجين فى مجال مكافحة "الهاكرز" أو ما يعرف بحرب "السايبر"، وذلك بعد زيادة التهديدات الأخيرة بشن هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية المهمة والهيئات القومية الإسرائيلية، ولكن حتى الآن فشلت كل الاحتياطيات الإسرائيلية .
وخلال هجمتهم الأخيرة التى بدأت منذ ساعات نجح الهاكرز فى اختراق العديد من المواقع الإلكترونية الحساسة الإسرائيلية ومنها موقع وزارة التعليم الإسرائيلية الذى توقف تماما عن العمل، وتم تعطيل العمل بموقع وزارة الدفاع الإسرائيلية، وموقع الكنيست الأسرائيلى والذى تم اختراقه اليوم، ووضع الهاكرز صورة لطفل يحمل علم فلسطين وامتدت الهجمات حتى الآن إلى أكثر من 35 موقعا إسرائيليا ولم ترد أى أنباء عن سرقة أى حسابات مصرفية .
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.