تفاصيل جلسة الهدنة التي استمرت نحو 10 ساعات متواصلة بين عائلتي الدابودية والهلايل في أسوان.
وقال اللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان: إن المحافظة هي أحد المحافظات المستقرة، وبها أمن؛ وهو ما دفع الأيدي العابثة لمحاولة إثارة العنف فيه، معلنا أن شيخ الأزهر سوف يشارك في لجنة المصالحات بين القبيلتين.
واتفق مشايخ القبيلتين، على تشكيل لجان بكل منطقة لتطبيق الهدنة ومواجهة أي خروج بكل قوة، كما أكدوا أن الأزمة لن تحل سوى عن طريق الحوار بين القبيلتين؛ خاصة أن القانون غائب.
وشمل الاتفاق بين القبيلتين، العديد من الآليات منها: عدم قيام أي منهم للاعتداء علي الآخر خلال فترة الهدنة، وأيضاً وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وإطلاق سراح كل من تم القبض عليهم من شباب القبيلتين باستثناء المتهمين في قضايا جنائية، علاوة علي حصر المشكلة في مجال التنازع بين القبيلتين فقط دون امتدادها إلي باقي المناطق أو الأطراف الأخري.
كما شمل عدم قيام أي طرف بقطع الطرق أو عمل أكمنة للتفتيش، وتجنب الاحتكاك من خلال ابتعاد كل طرف عن مناطق تجمع الآخر، بالإضافة إلي تقديم أي متهم في عمليات القتل أو الاعتداء التي جرت إلي العدالة وتسليمه للأمن؛ لبسط وتفعيل سيادة القانون دون تفرقة بين أحد وآخر.
وتضمن الاتفاق سرعة، دفن الجثامين من الجانبين بعد تصريح النيابة العامة بذلك، وأيضاً بدء لجنة تقصي الحقائق في أعمالها للوقوف علي أسباب الأحداث، مع الحصر الفوري لكافة التلفيات والخسائر سواء كانت في المنازل أو المحلات أو العربات أو المواشي.
وأشاد محافظ أسوان، بحكمة قيادات قبيلتي الدابودية من النوبيين وبني هلال؛ لاحتواء الخلاف وحقن الدماء، خاصة أنهم أهل جوار ومصلحة مشتركة، وتضمهم أرض أسوان الطيبة التي كانت وستظل واحة للأمن والأمان.
وأكد مصطفي يسري، أن المخزون الحضاري والرصيد الإنساني لدي أبناء المحافظة ساهم بشكل فعال في تقريب وجهات النظر، ووأد الفتنة التي حاولت أطراف خارجية إلي تأجيجها وتضخيمها، خاصة في ظل انزعاج كافة مؤسسات الدولة من تطور الأحداث، وعلي رأسها فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء.
وأضاف يسري، أن المسئولية تقع علي الجميع سواء كانوا جهات حكومية أو قبائل أو شبابا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن، وعدم ترك أي طرف له مصلحة خاصة في ضرب استقرار المجتمع وتهديد السلام الاجتماعي.
وقد شيعت في الساعات الأولي من صباح الاثنين، جثامين 6 من مشرحة أسوان العمومية من ضحايا الاشتباكات الدامية بين قبيلتي الدابودية من النوبيين وبني هلال؛ التي أسفرت عن مصرع 27 شخصا، وإصابة العشرات وسط تكثيف أمني لمنع وقوع أي مشادات بين الطرفين.
وعلي خلفية هذه الأحداث تشهد مدينة أسوان حالياً هدوءا نسبيا، وذلك مع انتشار أمني مكثف للقوات الشرطية والمسلحة، بجانب القوات الخاصة والتعزيزات الأمنية بالشوارع والطرق الرئيسية، وذلك بعد الحملات الموسعة التى قامت بها مساء أمس لفرض سيطرتها على الأوضاع.
وتجدر الإشارة، إلي أن قبيلتي الدابودية وبني هلال قد وقعت بينهما اشتباكات منذ الجمعة الماضية؛ وأسفرت عن مصرع نحو 27 قتيلا، وإصابة العشرات.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.