«العشيقان» ينفذان حكم الإعدام في الطفلة «سهى» بأوسيم.. ضللا المباحث ببلاغ كاذب.. و«ملاءة السرير» كشفت المستور.. زوجة الأب تعترف بتفاصيل الحادث.. والعشيق قطع الضحية بالساطور
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحًا، عندما عثر الأهالي في إحدى القرى التابعة لمركز أوسيم بالجيزة، على جثة طفلة لا يتجاوز عمرها السنوات العشر مذبوحة وبها آثار تعذيب واضحة.. أسرع الأهالي بإبلاغ رجال الشرطة، وخلال نصف ساعة امتلأ المكان بضباط المباحث والطب الشرعى.. بعد انتهاء المعاينات اللازمة تم نقل الضحية إلى المشرحة تحت تصرف النيابة، بينما بدأ رجال المباحث في إجراء تحرياتهم حول الحادث، وتوصلوا إلى تفاصيل ومعلومات غاية في الغرابة والإثارة، فالضحية طفلة مبلغ بتغيبها منذ أيام، والقاتلة هي زوجة أبيها بالاشتراك مع عشيقها، أما السبب فهو مشاهدة المجنى عليها القاتلين في وضع مخل..
تفاصيل الحادث كاملة يرويها المحقق في 5 فصول متتالية كما جاءت على لسان المتهمين وفى التحقيقات الرسمية.
الفصل الأول: زوجة الأب تسيء معاملة «سهى»
قبل سنوات عدة كان «أحمد» يعيش حياة هادئة مستقرة مع زوجته وطفلتهما الصغيرة «سهى»، غير أن الخلافات عرفت طريقها إلى البيت المستقر، وكان معظمها بسبب الفقر وضيق ذات يد الزوج.. انتهت تلك الخلافات بالطلاق وتركت الأم ابنتها مع والدها كى يرعاها.. مع مرور الأيام والشهور عجز الأب عن تحمل مسئوليات الحياة منفردًا، وقرر الزواج للمرة الثانية..
وقع اختياره على فتاة شابة تعرف عليها في محل للملابس الجاهزة، حيث كان يتردد عليه من حين لآخر لترويج بضائعه من الملابس التي يجلبها من بورسعيد.. عرض عليها الزواج ووافقت بعد قليل من التردد.. أنهى سريعًا إجراءات تجديد منزله، وانتقلت العروس الحسناء إلى منزل زوجها وابنته «سهى».. بدأت زوجة الأب تسيء معاملة الابنة وتتعمد إهمال طلباتها الخاصة، وبدت طوال الوقت مشغولة عن زوجها وبيتها، بعد أن عادت علاقتها بشاب كانت تربطه بها علاقة عاطفية قبل الزواج، واعتادت مقابلته تارة داخل منزل الزوجية وأخرى خارجه لقضاء أوقات من المتعة المحرمة، مستغلة غياب الزوج في عمله وابنته في مدرستها.
الفصل الثانى: العشيقان ينفذان حكم الإعدام في الضحية
ذات يوم عادت الطفلة «سهى» من المدرسة مبكرًا على غير العادة، وتأخرت زوجة أبيها كثيرًا في فتح الباب.. لاحظت الطفلة اضطراب «شادية» الشديد وعصبيتها الواضحة، وقبل أن تستوعب الموقف فوجئت بشاب يخرج من حجرة النوم ويغادر المكان مسرعًا.. سألت الطفلة عن هوية الشاب، فتلعثمت زوجة الأب وقالت إنه قريب لها وجاء لزيارتها.. بعد عدة ساعات اتصلت شادية بالشاب وأخبرته بأن الطفلة شكت في أمرهما وأنها تخشى من فضحهما في المنطقة، وطلبت منه أن يتقابلا.. راح العشيقان يفكران في وسيلة تخرجهما من هذا المأزق.
وأخيرًا اتفقا على التخلص من «سهى»، وكان دور شادية ينحصر في تسهيل دخول العشيق للشقة ليذبح المسكينة، ثم تحمله معها ليتخلصا منها بإلقائها وسط المقابر، ثم تتصل بزوجها وتخبره بأن مجهولين اختطفوا ابنته.. ليلة الحادث انتظرت الزوجة حتى غرقت الطفلة في نوم عميق، ثم اتصلت بعشيقها فحضر على الفور ومعه سكين حادة.. دخل غرفة «سهى» وبكل قسوة وعنف وجه لجسدها النحيل طعنات نافذة ثم ذبحها.. لم يكتفيا بذلك بل أحدثا جروحًا وكدمات عديدة في جسد المجنى عليها حتى تبدو وكأنها تعرضت للتعذيب من قبل عدة أشخاص.. بعد أن انتهيا من الجريمة قاما بلف الجثة في ملاءة سرير، وحملاها وخرجا بها من المنزل.. شاهدهما بعض الجيران وسألوا عما أصاب الطفلة، فأجابت زوجة الأب بأنها مريضة وستذهب بها إلى المستشفى.. انطلق القاتلان بالجثة إلى مقابر أوسيم وألقياها هناك، وعادت الزوجة لتخبر الجيران بأن المستشفى احتجزها لسوء حالتها الصحية.
الفصل الثالث: ملاءة السرير كشفت المستور
بعد أن تخلص العشيقان من جثة الطفلة «سهى»، كان عليهما إبعاد الشبهة عنهما خصوصا أن الجيران شاهدوهما وهما يحملان الطفلة.. لمعت في ذهن «شادية» فكرة شيطانية وهى ادعاء أن مجهولين اقتحموا المستشفى واختطفوا الطفلة منه وطلبوا فدية مقابل إعادتها سالمة، وعلى الفور بدأت التنفيذ.. اتصلت بزوجها في بورسعيد وتظاهرت بالانهيار والبكاء وهى تخبره بأن ابنته اختطفت من المستشفى، وأن الجناة يهددون بتعذيبها وقتلها إذا لم تدفع لهم فدية مالية كبيرة، ثم أعطت رقم هاتف الزوج لعشيقها، الذي تحدث معه باعتباره «زعيم العصابة»، ودخل معه في مفاوضات طويلة على مبلغ الفدية، وتعمد العشيق أن يتعنت في المفاوضات حتى وصلت إلى طريق مسدود، كى يبرر سبب العثور على الطفلة مقتولة وسط المقابر..
عاد الأب مسرعًا من سفره وقدم بلاغًا إلى الأجهزة الأمنية بالجيزة يفيد تغيب نجلته، وتلقيه اتصالات هاتفية من مجهول يهدده بقتلها في حالة عدم دفع الفدية.. أثناء السير في إجراء التحريات حول البلاغ، فوجئت الأجهزة الأمنية ببلاغ العثور على جثة «سهى» مذبوحة وملقاة وسط المقابر.. انحصر تفكير الجميع في العصابة التي اختطفت الطفلة، غير أن رجال المباحث كان لهم رأى آخر، حيث أكدوا أن الطفلة قتلت داخل منزلها والدليل على ذلك ملاءة السرير التي كانت تغطى جثتها.
الفصل الرابع: اعترافات تفصيلية
حامت الشبهات جميعها حول زوجة الأب «شادية» وأكد الجيران وشهود العيان أنها كانت تسيء معاملة الضحية، فضلا عن ارتباكها ورفضها أن يصاحبها أحد إلى المستشفى عندما خرجت بها من المنزل.. تم استدعاؤها من قبل النيابة العامة، وعند مواجهتها حاولت الإنكار في بداية الأمر وأكدت أن الطفلة تم اختطافها من المستشفى، وفى ذات الوقت أكدت إدارة المستشفى أنها لم تستقبل الضحية من الأساس.. هنا انهارت وبدأت تعترف بكل تفاصيل الجريمة قائلة: «نعم أنا من دبر لهذه الجريمة البشعة..
حكايتى بدأت منذ فترة طويلة، عندما ربطت بينى وبين شاب يعمل معى في محل لبيع الملابس اسمه «سمير»، علاقة عاطفية وتطورت الأمور بيننا إلى أن فقدت عذريتى معه بعد أن وعدنى بالزواج.. راح يتهرب منى ورفض التقدم لخطبتى.. اسودت الدنيا في وجهى وأيقنت أن الفضيحة ستدركنى لا محالة.. في ظل هذه الحالة النفسية الصعبة التي كنت أمر بها، تقدم «أحمد» لخطبتى ووعدنى بالعمل ليل نهار حتى يوفر لى كل ما أحتاجه.. ترددت في البداية خوفًا من اكتشاف الفضيحة، ثم وافقت في النهاية وقررت أن أجرى عملية لإصلاح غشاء البكارة وهو ما حدث بالفعل..
مرت ليلة الدخلة بسلام ولم يكتشف زوجى حقيقة الأمر.. بعد أسابيع قليلة من الزواج ظهر سمير في حياتى مرة أخرى، ولم أستطع مقاومة كلماته المعسولة، وسرعان ما عادت المياه إلى مجاريها بيننا، واعتدنا اللقاء خارج منزل زوجى وداخله لممارسة الحب.. ظننت أن أمرى لن ينكشف خصوصًا أن زوجى دائم السفر إلى بورسعيد، غير أن سهى شاهدت عشيقى في المنزل، وكان لا بد من التخلص منها.. وضعت الخطة مع عشيقى ونفذنا الجريمة بإحكام شديد، وكدنا ننجح ونفلت بفعلتنا لولا أن كشفتنا ملاءة السرير.. أنا نادمة على جريمتى ومستعدة لأى عقاب، فمهما كانت قسوته لن يكون أبدًا في قسوة عذاب الضمير الذي أعيشه الآن».
الفصل الخامس: حكاية ترقيع غشاء البكارة
بعد أن انتهت المتهمة من اعترافاتها، تم استصدار إذن من النيابة العامة وألقى القبض على شريكها في الجريمة «سمير» (30 سنة – بائع ملابس).. واعترف هو الآخر بأنه تسلل إلى منزل الضحية بمساعدة عشيقته، وذبحها بسكين حادة وقطع بعض أجزاء جسدها بالساطور، ثم أحدث جروحا وكدمات في يديها وقدميها وكتفيها، حتى تبدو الجثة وكأنها تعرضت للتعذيب قبل الوفاة.. المتهم أضاف أنه انساق وراء شهواته ونزواته.
وسقط في مستنقع الحرام مع «شادية» قبل زواجها وأفقدها عذريتها، وعندما تقدم أخبرته بأن شابا يريد الزواج منها، اقترح عليها إجراء عملية لترقيع البكارة وهو ما حدث بالفعل، ثم عادت علاقتهما الآثمة بعد الزواج، وعندما اكتشفت المجنى عليها تلك العلاقة، خشيا من افتضاح أمرهما فارتكبا الجريمة حسبما جاء في اعترافات عشيقته وتحريات المباحث.. أما والد الضحية فراح يردد عبارة واحدة هي «حسبى الله ونعم الوكيل في قتلة ابنتى».. وقال وهو يغالب دموعه: «أنا السبب في مقتل سهى.. انشغلت عنها بعملى ولم أحسن اختيار زوجتى الجديدة، ودفعت ابنتى الثمن».
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.