تفاجأت الرسامة اليابانية "ايانو تسوكيمي" بالوحشة عندما عادت إلى قريتها "ناجورو" التي قضت فيها طفولتها بسبب رحيل أغلب السكان، فقررت أن تعيد الحياة بمشروع فني غريب بحياكة أكثر من 300 دمية وزعتها على أرجاء القرية.
37 شخصاً فقط يقطنون قرية "ناجورو" من أصل مئات كانوا فيها هاجروا جميعاً للبحث عن فرص عمل في المدن الكبرى، ولذلك قررت الرسامة اليابانية "ايانو تسوكيمي" أن تقوم بصنع دمى كثيرة بحجم الناس الطبيعيين لكي تسكنهم في القرية وتعيد الحياة إليها من جديد.
ورغم أن ايانو تسوكيمي تواجه تحديات وصعوبات في صناعة هذه الدمى التي لا تدوم طويلاً بسبب تعرضها إلى عوامل الطقس، إضافة الى قسوة الحياة في القرية التي تفتقر إلى متطلبات الحياة فأقرب مستشفى يبعد 90 دقيقة عن القرية إلا أنها ترفض الرحيل كما فعلت أول مرة.
واستطاعت ايانو تسوكيمي أن تخيط أكثر من 300 دمية وزعتها في كافة أنحاء قريتها.
ومنذ عشرة سنوات أخذت تصنع ايانو تسوكيمي دمية تلو الأخرى بأحجام طبيعية، تمثل الأشخاص الذين سكنوا فيها من قبل، أو ماتوا فيها، محاولة إعادة الحياة لها، ولو بشكل فني.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف ايانو تسوكيمي عن صنع الدمى، لملئ قريتها بالناس الإفتراضين، الذين لاتزال تتذكر ملامحهم جيداً، وخلال سنوات قليلة إستطاعت بمشروعها أن تجذب عدداً من السياح لزيارة قريتها والتعرف على قصتها المثيرة كما تم إنتاج فيلم وثائقي عن القرية ومشروعها تحت عنوان "وادِى الدمى".
ويُعتبر قدوم الرسامة اليابانية "ايانو تسوكيمي" إلى "ناجورو"، خطوةً أعادت الحياة إلى قريتها المهجورة.
ورتبت ايانو تسوكيمي الدمى في أماكن مختلفة وكأنهم يمارسون حياة البشر.
وأصبح بالإمكان رؤية طلاب في الصف ومزارعين في الحقول وأناس ينتظرون على موقف الباص ومارة في المفترقات.
يُذكر أن قرية "ناجورو" الواقعة في وديان جزيرة "شيكوكو" اليابانية تعرضت كغيرها من القرى الصغيرة إلى نزوج شبه كامل لسكانها نحو المدينة بحثاً عن فرص عمل وحياة أفضل.
وعلى أثر ذلك أغلقت المدارس أبوابها على غرار المصانع والمحلات والمستشفيات وكل المرافق العامة، وأصبحت القرية تثير الرعب والخوف.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.