عند النظرة الأولى تبدو جزيرة بور باجن ذات الشكل المستطيل وكأنها قلعة أو سجن بسبب أطلال الجدران التي كانت تحيط بها من الجهات الأربع وبقايا المباني الموجودة في الساحة الداخلية للقلعة التي كانت قائمة في يوم من الأيام، تقع الجزيرة في مجاهل سيبيريا وجرى اكتشافها منذ قرن من الزمان إلا أن أحدا لم يستطع تحديد الهدف الذي من أجله تم تشييد قلعة فوق الجزيرة، يرجع تاريخ هذه القلعة إلى 1300 سنة وسبب بنائها أشعل جدلا كبيرا بين خبراء الآثار والتاريخ، فالبعض ينفي أن تكون مباني الجزيرة قد استخدمت كسجن أو قلعة ويقترح أن يكون قد تم استخدامها كمنتجع صيفي أو كدير منعزل للرهبان أو حتى كمرصد فلكي لمتابعة الأجرام السماوية .
تقع جزيرة بور باجن بالقرب من حدود منغوليا وعلى بعد 3800 كيلومتر من العاصمة الروسية موسكو، ومسمى بور باجن يعني بيت الطين باللغة التوفانية وهي لغة جمهورية توفان الموجودة في الجنوب الأوسط من سيبيريا، للتوضيح دولة روسيا الإتحادية تضم عددا من الجمهوريات الصغيرة مثل جمهورية الشيشان وجمهورية داغستان، تعد اللغة التوفانية احدى اللغات التركية المنتشرة من تركيا إلى شرق الصين، واللغة التوفانية لها جذور من اللغة المنغولية واللغة التبتية، وحديثا دخلت عليها الكثير من الكلمات من اللغة الروسية .
اكتشفت أطلال الجزيرة في سنة 1891 ومنذ ذلك الوقت لم يستطع أحد إثبات أي من الفرضيات المطروحة لتفسير فيم استخدمت، أجريت أبحاث واستكشافات في الجزيرة في سنة 2007 بطريقة معمقة، أسفرت عن اكتشاف آثار أقدام في الطين ولوحات ملونة مرسومة على الجدران وقد بهتت ألوانها مع الزمن، وبوابات عملاقة وبقايا خشب محترق .
يشير الخبراء إلى أن البناء تم في حقبة إمبراطورية الأويجور التي حكمت منغوليا ومناطق شاسعة من الصين وروسيا لنحو قرن من الزمان من سنة 744 إلى سنة 840 ميلادية، وأن طريقة البناء والمواد المستخدمة في البناء تشير إلى أن البناءين كانوا يعرفون فن العمارة الصيني، لكن الذي لم يتضح للخبراء هو السبب المنطقي لبناء قلعة في مكان نائي وبعيد عن التجمعات الحضرية والطرق التجارية التي كانت معروفة في تلك الحقبة .
تمكن العلماء باستخدام تقنية المسح بالليزر من تشكيل خريطة ثلاثية الأبعاد للقلعة الغامضة، مما أظهر ان قلعة بور باجن تتكون من جدار خارجي وساحة داخلية تضم عدد من المباني الصغيرة يتوسطها مبني رئيسي كبير مقسوم إلى قسمين وله سقف خشبي مدعوم بستة وثلاثين عمود من الخشب مثبتة فوق قواعد حجرية، لاحظ العلماء ملحوظة مهمة للغاية وهي غياب نظام للتدفئة في القلعة على الرغم من أنها تقع في سيبيريا حيث البرودة القاسية جدا ناهيك عن أنها ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 2300 متر، ولم يستطع العلماء تقديم تفسير لهذا الأمر .
في سنة 2007 قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة الجزيرة مصطحبا معه الأمير ألبرت أمير موناكو وكان تعليقه على قلعة سيبيريا الغامضة “لقد زرت أماكن كثيرة وشاهدت أشياء كثيرة ولكنني لم أشاهد شيئا مثل هذا”.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.