ضابط مفصول من الجيش يؤسس جماعة «المرابطين»
مصادر: المنشقون نفّذوا عملية «الفرافرة» ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق واعترضوا على مبايعة «بيت المقدس» لـ«داعش»
عرض عسكرى لـ«أنصار بيت المقدس» فى سيناء
أول انشقاق يضرب تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، التابع لتنظيم داعش، حيث أعلنت مجموعة تابعة لـ«بيت المقدس» بقيادة هشام عشماوى، ضابط مفصول من الجيش المصرى وأحد قيادات «التنظيم» المتورطة فى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، انفصالها عن «بيت المقدس» وتدشين جماعة جديدة باسم «المرابطين».
وكان «بيت المقدس» أعلن فى وقت سابق، مبايعته زعيم تنظيم داعش الإرهابى، أبوبكر البغدادى، فى مقطع فيديو بعنوان «بيعات الإباة من أرض المناجاة»، وهو أول إصدار مرئى لـ«التنظيم» بشأن مبايعة «داعش»، بعد أيام من الفيديو الذى أصدره «داعش» بشأن تفاصيل مذبحة «كرم القواديس» الذى ظهر خلاله بعض عناصر «التنظيم» وهم يعلنون ولاءهم لـ«البغدادى»، لينفصل بذلك عن تنظيم القاعدة الذى كان ولاؤه له، ويسمى نفسه «ولاية سيناء».
وحصل على تسجيل صوتى رُكب عليه بعض الصور، لـ«هشام على عشماوى»، أعلن خلاله عن تدشين جماعة «المرابطين»، تحت إمرة «هشام عشماوى»، المعروف بأبوعمر المهاجر.
«هشام عشماوى» يتوعّد فى تسجيل صوتى بتنفيذ عمليات إرهابية ويهاجم الإعلام
وحرّض «عشماوى»، خلال كلمته الصوتية، بعنوان «يومئذ يفرح المؤمنون» على تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة فى مصر، وهاجم الإعلام المصرى بسبب دعمه الرئيس عبدالفتاح السيسى وموقفه المعادى للجماعات الجهادية، حسب قوله.
وكشفت الكلمة الصوتية، عن تبعية التنظيم الجديد «المرابطين»، لتنظيم القاعدة، حيث تضمّن التسجيل صورة لأيمن الظواهرى، زعيم «القاعدة»، وكلمة صوتية له وهو يحث الشباب على الانضمام إلى ما يُسمى التنظيمات الجهادية، بهدف تأكيد ولاء جماعة «عشماوى»، لـ«الظواهرى»، وليس لـ«داعش» الذى بايعه «أنصار بيت المقدس»، نوفمبر الماضى.
وبلغت مدة الكلمة الصوتية، 6 دقائق، وتضمّنت لقطات للمسجد الأقصى، وعبارة «قادمون يا أقصى»، فى إشارة إلى كلمة سابقة لـ«الظواهرى» بأن فتح «الأقصى» يأتى عبر القاهرة.
من جانبها، أوضحت عناصر مقرّبة من التنظيمات التكفيرية، على أحد المواقع الجهادية، أن الأزمة التى تعرّض لها «بيت المقدس»، بدأت بعد الكشف عن نوايا «التنظيم» مبايعة «داعش»، حيث سافرت مجموعة من تنظيم القاعدة إلى سيناء، فى محاولة لإقناع «بيت المقدس» بالتراجع عن بيعة «البغدادى»، إلا أن قياداته رفضوا التراجع.
وأضافت: «(القاعدة) قطع الدعم المالى والعسكرى عن (بيت المقدس)، بعد مبايعته (داعش)، ثم تواصلت بعد ذلك مع (عشماوى)، ومجموعته لتحريضه على الانفصال عن (بيت المقدس)، وتدشين مجموعة جديدة، وهو ما استجاب له مؤخراً، فأسس جماعة المرابطين»، لافتة إلى أن «القاعدة» هو المسئول الآن عن تمويل «عشماوى»، مجموعته، وتوفير السلاح اللازم لعملياتهم الإرهابية المقبلة، «كما وفّرت معسكرات لتدريب جماعته فى ليبيا، الشهور الماضية، وتجهيزها عسكرياً».
وأشارت المصادر إلى أن معسكرات «المرابطين» موجودة فى مدينة درنة الليبية، تمهيداً لدخول مصر من البوابة الغربية، إلا أن الغارات الجوية التى شنّها الجيش المصرى، منذ شهور، على البؤر الإرهابية لـ«داعش» فى ليبيا، رداً على ذبح 21 قبطياً، قصفت معسكرات «عشماوى» ومجموعته، وألحقت بجماعته خسائر فادحة، اضطرته إلى تأخير إعلان تأسيس «المرابطين».
وقالت صفحات محسوبة على تنظيمات متطرفة، إن «عشماوى» كان قيادياً عسكرياً فى «بيت المقدس»، إلاّ أنه انشق عن «التنظيم» لرفضه مبايعة «داعش»، على اعتبار أن ذلك سيجعل ولاءهم لجماعات خارج مصر، ورغم ذلك بايع التنظيم «البغدادى»، لضمان الحصول على مزيد من الدعم المادى والعسكرى.
وأكدت الصفحات أن «عشماوى»، بدأ فى خطوات تشكيل جماعة «المرابطين»، بعد عملية «كمين الفرافرة»، فى يونيو 2014، بعد أن ظهرت نوايا «بيت المقدس» لمبايعة أبى بكر البغدادى، زعيم «داعش»، والتراجع عن مبايعة «الظواهرى»، مضيفة: «(عشماوى)، كان مسئولاً عن عملية الفرافرة هو ومجموعته، إلا أن انسحابه من (التنظيم)، أدى إلى عدم نشر (بيت المقدس) فيديو العملية، على الرغم من أنها أعلنت عن نيتها بثه بعد العملية، فيما كانت المواد المصورة، فى حوزة (عشماوى) وجماعته».
وأكدت العناصر التكفيرية، أن قائد المجموعة، كان يتلقى العلاج فى ليبيا، بعد عملية الفرافرة، التى أُصيب فيها بإصابات بالغة الخطورة، وأنه سافر إلى هناك فى ظل علاقته بجماعة «أنصار الشريعة»، التى لا يزال جزء منها، على ولائه لـ«الظواهرى»، إلى جانب مشاركة «عشماوى» هذه الجماعة، فى التدريبات، خلال فترة وجوده فى ليبيا، وقبل انضمامه إلى «بيت المقدس».
وأشار التكفيريون، إلى أن «عشماوى» ومجموعته، قرروا ترك سيناء، لتنظيم بيت المقدس، وتنفيذ عمليات فى مناطق الصعيد والقاهرة، لافتة إلى أن مجموعته ليست كبيرة، إلا أنها تلقت تدريبات قتالية عالية، نتيجة عملها مع التنظيمات الليبية، ومدربة على تنفيذ عمليات انتحارية.
فى المقابل، توعّدت عناصر «داعش» وأنصاره، باغتيال «عشماوى»، لخروجه عن رأى «الجماعة»، وقال أبوزيد الليبى، أحد عناصر «داعش»: «(عشماوى) فى حكم المرتد، لأنه فرّق الجماعة، وخرج عن رأى المؤمنين داخل (بيت المقدس)»، مضيفاً عبر أحد المواقع الجهادية: «جماعة (الظواهرى) بالكامل مرتدة، لأنها لم تبايع (البغدادى)، وبالتالى يجب وقف التعامل معهم أو دعمهم».
يُذكر أن «عشماوى» انضم إلى القوات المسلحة، فى منتصف التسعينات، والتحق بالقوات الخاصة «الصاعقة»، كفرد تأمين، عام 1996، وتم بعدها التحقيق معه لترويجه أفكاراً متطرفة، وأحيل إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش، إلا أنه استمر فى نشر أفكاره المتشدّدة.
وأحيل «عشماوى» إلى المحكمة العسكرية فى 2007، واستُبعد من القوات المسلحة عام 2011، وفى 27 أبريل 2013، رصدت أجهزة الأمن سفره إلى تركيا، عبر ميناء القاهرة الجوى، وتسلله فيما بعد إلى سوريا، عبر الحدود السورية - التركية، وتلقى هناك تدريبات على كيفية التعامل مع المتفجرات، وتصنيع القنابل، وعقب عودته إلى مصر، شارك فى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق.
واعترفت زوجة «عشماوى» وهى مدرس مساعد بجامعة عين شمس، فى التحقيقات التى أجريت معها، بأن زوجها اعتنق أفكاراً دينية متطرفة، وأنه بداية من شهر أغسطس 2013 اعتاد استضافة صديق له فى وحدة سكنية بمقر إقامتها، ومساء يوم 4 سبتمبر، استضاف شخصين بالشقة ذاتها، وفى صبيحة اليوم التالى، قال لها إنه يعتزم السفر إلى الإسكندرية، وبعد رحيله تناهى إلى سمعها دوى انفجار، علمت حينها بمحاولة اغتيال وزير الداخلية.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.