يهل رمضان على كل المسلمين في شتى بقاع الأرض بهالة من الروحانيات، وتختلف عادات الاحتفال به من دولة لأخرى وعندما يصل المطاف بنا إلى باكستان الدولة التي يقطنها 195 مليون نسمة، 95% منهم مسلمون، فإن رمضان هو شهر جد وكفاح وعبادة.
- رؤية الهلال
قبل إعلان رؤية الهلال، يجتمع قضاة المحكمة الشرعية في باكستان ومعهم وزير الشئون الدينية وقاضي القضاة لرؤية الهلال ثم يعلنون ثبوت الرؤية على الملأ، فتعلن المآذن أن الغد صيام فيجتمع المصلون لأداء صلاة التراويح الخاصة باليوم الأول، وتستمر الأناشيد الدينية والتواشيح حتى السحور فيعود الناس لتناول السحور بمنازلهم ثم يعودون مرة أخرة لصلاة الفجر.
- طقوس رمضانية
تزين المساجد قبل رمضان بأيام، ويتحول الطلاب إلى قضاء أوقاتهم بالمساجد للمذاكرة والصلاة، ويعمل كل فرد على ختم قراءة القرآن مرة واحدة على الأقل طوال الشهر الفضيل، كما يتحلق المصلون في حلقات ذكر دينية وتنتشر المسابقات الدينية والرياضية والأدبية والبلاغية ومسابقات حفظ القرآن كنوع من الاحتفال.
تفتح المكاتب والدوائر الحكومية باكرا وتنتهي من العمل باكرا، وخلال هذا الشهر تغلق جميع المطاعم، وأكشاك الطعام في الشوارع والمحال التجارية نهارا، كما أنه من غير المستحب تناول الطعام أمام الناس في نهار رمضان وإن لم يكن ذلك إجبارا بموجب القانون، ولكن يقدم الناس على ذلك تجنبا للانتقادات.
- أغرب العادات الرمضانية
يزف الطفل الذي يصوم رمضان لأول مرة كأنه عريس؛ حيث يرتدي ملابس تشبه ملابس الزفاف كالغطاء الذهبي الذي يزين الرأس، كما يقام له احتفال خاص، وتزين مائدة الاحتفال بأكلة "الباكورة" التي تتكون من طحين وبطاطا وحمص وتوابل مقلية وتقدم الزلابيا وسلطة الفواكه، بالإضافة إلى عصير "روح أفزا" الشعبي بدلا من المياه.
- المرأة الباكستانية
تكثر الفتيات من التردد على المساجد، وترتدين الملابس المحتشمة حتى إن كن غير محجبات؛ احتراما للشهر.
- الإفطار
يبدأ الباكستانيون إفطارهم بالتمر والماء والحليب، ثم يستمعون إلى عظة قصيرة قبل الصلاة، وعقب الصلاة ينطلقون للمنزل، ومن أهم الأطعمة "الباكور" وهي خليط من البطاطس والخضراوات المقلية بالزيت، السمبوسك، وكذلك رقائق اللحم وغيرها من المأكولات الغنية بالبهارات، أما الحلويات فلها أسماء عديدة "كالجلابكم، الكونجاب"، وإلى جانب القطايف والكنافة، ويعتاد الكثيرون تناول الإفطار الجماعي، فيجمعون الطعام معا ويتحلقون لتناول الإفطار بالمساجد.
- العشر الأواخر من شهر رمضان
وفي العشر الأواخر تمتلئ المساجد بالمعتكفين، كما أن هناك جدية للمسلمين في الاعتكاف وممارسة النشاط الديني بحرية تامة في رمضان بصفة خاصة وفي غير رمضان بصفة عامة؛ حيث تنتشر أعمال التكافل ورعاية الفقراء وإرسال المواد الغذائية الجافة لهم حتى بيوتهم أو توزيعها عن طريق الجمعيات الخيرية الإسلامية في المساجد الرئيسية.
- المسحراتي
ومع انتهاء رمضان، نجد أن الشخص الذي كان يوقظ المسلمين لصلاة الفجر والسحور وهو (المسحراتي) يبدأ في توديع شهر رمضان بالدق على الدف، خاصة في القرى، ويسير وراءه العديد من الأطفال يرددون ما يقوله توديعا لشهر رمضان.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.