لفت عالم أثريات مصري إلى أن الموساد الإسرائيلي يحاول خطف "لوحة إسرائيل" من المتحف المصري في ميدان التحرير بالقاهرة.
وقال العالم في تصريح خاص لـ "يلافيد" إنّ اللوحة تعرضت إلى عدة محاولات سرقة من جهاز الموساد من خلال مهرّبي آثار يعملون مع عصابات أوروبية متخصصة بالتجارة في الآثار.
"يسرائر" أو "يسرائل" بالهيروغليفية حيث كان المصري القديم يخلط بين حرفي الراء واللام. مكتوب على اللوحة باللغة الهيروغليفية.
فما قصة هذه اللوحة؟
تعود لوحة "مرنبتاح"، وهو اسم الفرعون "رمسيس الثاني" الذي يُعتقد أنه طرد بني إسرائيل من مصر (روايات أخرى تقول إنهم طُردوا في عهد الهكسوس)، إلى أكثر من 3,200 سنة وتقول: "شعب إسرائيل سيظل بلا مأوى" و"إنهم أهل الشتات حتى لو أنشأوا وطنا فلن يعيش كثيرا".
لوحة مرنبتاح المعروفة أيضاً بـ بلوحة انتصار مرنبتاح ، وهي لوحة تذكارية لفرعون مصر مرنبتاح الذي حكم مصر بين 1213 - 1203 قبل الميلاد، وهي لوح سميك من حجر الجرانيت تذكر انتصار الفرعون أمنحتب الثالث في بلاد الشام ومن ضمنها قبائل إسرائيل. وقد اكتشفها المؤرخ "فلندرز بيتري " في طيبة -الأقصر حالياً- عام 1896 بعد الميلاد.
توجد اللوحة الآن في المتحف المصري بالقاهرة تحت رقم CG 34025. والتاريخ المكتوب عليها بالهيروغليفية هو: شيمو ||| اليوم 3 (أي في اليوم الثالث من الشهر الثالث من فصل الصيف "شيمو")، وهذا التاريخ يعادل حسابيا 8 أبريل، وطبقاً لمخطوطات معبد الكرنك فقد حدث في هذا التاريخ الحرب ضد الليبين عام 1208 قبل الميلاد، وكانت المعركة في السنة الخامسة لحكم هذا الفرعون.
يبلغ ارتفاع اللوحة 310 سنتيمتر وعرضها 160 سنتيمتر وسُمكها 32 سنتيمتر، وكانت أساساً لمعبد الموتى لأمينوفيس الثالث من الأسرة الثامنة عشر ومكتوب على خلفيتها تقرير عن المنشآت التي قام بها الملك في غرب طيبة وفي سوليب والأقصر والكرنك. وفي عهد العمارنة أزيل جزء من الصيغة المنحوتة عليها، واستخدمها الفرعون سيتوس الأول من الأسرة التاسعة عشر بعد ترميمها كلوحة تذكارية للإله آمون. توجد على مقدمتها وعلى خلفيتها رسماً مزدوجاً يظهر فيه الإله آمون رع واقفاً في الوسط، وفي نصف الصورة إلى اليمين يقدم الملك أمينوفيس الثالث ماءً بارداً "قبحو" ونبيذ "يرب" إلى أمون رع ويتبعه الإله خنس. في نصف الصورة الآخر إلى اليسار يُرى مرنبتاح يستقبل السيف المقوس "شيبش" من أمون رع، وتتبعه الآلهة موت. في الكتابة على هذا المشهد يقول آمون رع:
«خذ سيف الشبش لكي تنتصر على جميع بلاد الغرباء.»
ويقول عالم الآثار، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، إنّ الموساد طلب من العصابات أن تتخلّص من اللوحة بأي طريقة.
ذكر إسرائيل
يعتبر ذكر قبيلة إسرائيل على اللوحة هو الدليل الأوحد بخلاف ذكرها في التوراة من مصدر تاريخي، وترجع تلك الفقرة إلى عهد الرعامسة. ولا وجود لذكرهم بعد ذلك إلا أثناء حكم النبي داوود الذي حكم فلسطين نحو عام 900 قبل الميلاد. وأما انتماء قبيلة يسرئل المذكورة في لوحة مرنبتاح إلى إسرائيل الدولة التي تأسست في عهد الملكين داوود وسليمان فيختلف المؤرخون بشأنها.
والمتابع للتاريخ يجد أن منطقة الشام وعلى الأخص منطقة فلسطين كانت غالباً تحت الحكم الفرعوني منذ طرد الهكسوس من مصر في عهد أحمس، بسبب الخبرة الأليمة التي عاناها المصريون خلال هجوم الهكسوس من الشرق وسيطرتهم على شمال مصر. فكان الفراعنة حريصون على تأمين مصر من هجمات الغرباء هناك في فلسطين على باب مصر الشرقي.
تمثال مرنبتاح بالأقصر.
وتحدّثت جلاديس حداد، المرشدة السياحية المتخصّصة في الحضارة الفرعونية، عن أهمية اللوحة بالنسبة لإسرائيل، نظرا لما جاء فيها بأن "إسرائيل" لن تكون وطنا سوى لخلسة من الزمن.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.