Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: سرى للغاية - فضيحة لافون / عملية سوزانا

Tuesday, April 3, 2012

سرى للغاية - فضيحة لافون / عملية سوزانا


 الرؤية الأولى:
أحد أشهر عمليات المخابرات على المستوى المصري – الإسرائيلي وربما على المستوى العالمي أيضا، جرت العملية في أوائل الخمسينيات في مصر بعد قيام ثورة يوليو 1952، يطلق عليها أيضا "فضيحة لافون" في إشارة إلى بنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق غير أن الإسم الحقيقي للعملية هو "سوزانا".
تم التخطيط للعملية بحيث يقوم مجموعة من الشباب الإسرائيلي المدرب بتخريب بعض المنشأت الأمريكية الموجودة في مصر بهدف زعزعة الأمن المصري وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة.
الخلفية السياسية لوضع اسرائيل عام 1954.
كان بن جوريون أحد أشهر الشخصيات الإسرائيلية وزيرا للدفاع ورئيسا للوزراء وفي هذا العام أستقال بن جوريون من رئاسة الوزارة ووزارة الدفاع، وتوجه الى الاستيطان في كيبوتس (مستوطنة) سد بوكر في النقب.
وجاء بدلا منه موشي شاريت في رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في وزارة الدفاع، في الوقت الذي أصبح وضع اسرائيل دوليا في منتهى التعقيد، فالاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها المرابطة في منطقة السويس، والادارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ايزنهاور تنكرت جزئيا لاسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.
وكان الإعتقاد السائد لدى إسرائيل في هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها المهدورة في حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد اسرائيل، ولذلك فمن الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة والعتاد. 
وبناء على هذا الإعتقاد وضعت المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي – وهي المختصة بتفعيل شباب اليهود - خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، وكان الأمل معقودا على أن تؤدي هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن اجلاء قواتها من السويس.
وبالفعل تم تشكيل المجموعة وأطلق عليها الرمز (131) وتم تعيين المقدم موردخاي بن تسور مسؤولا عن الوحدة عام 1951، وكان بن تسور هو صاحب فكرة انشاء شبكات تجسس في مصر، ولذلك قام بتجنيد الرائد "أبراهام دار" الذى ارتحل على الفور إلى مصر ودخلها بجواز سفر لرجل أعمال بريطاني يحمل اسم "جون دارلينج".

بداية العملية:
عبر اللاسلكي أرسل إلى الخلية في مصر برقية توضح أسلوب العمل كالتالي:
"أولا:
العمل فورا على الحيلولة دون التوصل إلى إتفاقية مصرية بريطانية.
الأهداف:
المراكز الثقافية والإعلامية
المؤسسات الإقتصادية 
سيارات الممثلين الدبلوماسيين البريطانيين وغيرهم من الرعايا الإنجليز
أي هدف يؤدي تدميره إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا
ثانيا:
أحيطونا علما بإمكانيات العمل في منطقة القناة 
ثالثا:
استمعوا إلينا في الساعة السابعة من كل يوم على موجه طولها (G) لتلقي التعليمات...
وفيما بعد أتضح أن الموجه (G) هي موجة راديو إسرائيل وأن السابعة هي الساعة السابعة صباحا وهو موعد برنامج منزلي يومي كانت المعلومات تصل عبره يوميا إلى الشبكة .. وعندما أذاع البرنامج طريقة "الكيك الإنجليزي" كانت هذه هي الإشارة لبدء العملية..!!
وفي يوم الأربعاء الثاني من يوليو 1954، أنفجرت فجأة ثلاثة صناديق في مبنى البريد الرئيسي في الاسكندرية ملحقين أضراراً طفيفة وعثرت السلطات المصرية على بعد الأدلة عبارة عن:
- علبة اسطوانية الشكل لنوع من المنظفات الصناعية كان شائعا في هذا الوقت أسمه "فيم".
- جراب نظارة يحمل أسم محل شهير في الإسكندرية يملكه أجنبي يدعي "مارون أياك".
وكان من تولى التحقيقات هو الصاغ ممدوح سالم وزير الداخلية فيما بعد ثم رئيس الوزراء ثم مساعد رئيس الجمهورية!
وبعد الفحص تبين أن العلبة الإسطوانية كانت تحتوى على مواد كيميائية وقطع صغيرة من الفوسفور الأحمر، ولأن الخسائر لم تكن بالضخامة الكافية فقد تجاهلت الصحافة المصرية الموضوع برمته.
وفي الرابع عشر من يوليو انفجرت قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي (وكالة الإستعلامات الأمريكية) في الاسكندرية. وعثر في بقايا الحريق على جراب نظارة مماثل لذلك الذى عثر عليه في الحادث الأول، غير أن السلطات المصرية رأت أن الشبهات تنحصر حول الشيوعيين والأخوان المسلمين. وبرغم أن الصحافة لم تتجاهل الموضوع هذه المرة لكنها أشارت إلى الحريق بإعتباره ناتج عن "ماس كهربائي"!.
وفي مساء اليوم نفسه أنفجرت قنبلة آخرى في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة وعثر على جرابين من نفس النوع يحتويان على بقايا مواد كيميائية.
وفي الثالث والعشرين من يوليو (الذكرى السنوية الثانية للثورة) كان من المفترض وضع متفجرات في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) في الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو فأنقذه المارة ولسوء حظه تواجد رجل شرطة في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق وهناك قال الأطباء أن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظاره يحمله في يده ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتج عن تفاعل كيميائي.
وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى عليها أسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات. وتم إعتقاله، 
وقال أن أسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق.
وعثر في منزله على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للإستخدام وأوراق تشرح طريقة صنع القنابل.
وبناء على أعترافات ناتاسون تم القبض على كل من:
فيكتور موين ليفي مصري الجنسية يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عام مهندس زراعي.
روبير نسيم داسا مصري المولد يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عاما يعمل في التجارة.
وأمام المحققين أصر الثلاثة على أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، أم الأسباب فهي "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!".
وحينما سؤلوا: لماذا أحرقتم مبنى البريد وهو ملك المصريين .. لم يجدوا جوابا!
وقبل أن تنتهى التحقيقات جاء تقرير للمعمل الجنائي يثبت العثور على شرائح ميكروفيلم في منزل فيليب ناتاسون، وثبت فيما بعد أن هذه الشرائح دخلت مصر قادمة من باريس بالتتابع بأن لصقت على ظهور طوابع البريد!
ولأن الميكروفيلم كان أعجوبة هذا العصر وكان قاصرا فقط على أجهزة المخابرات وشبكات التجسس فقد بدأت شبهة التجسس تحوم حول العملية.
وبعد تكبير الشرائح، بوسائل بدائية، أتضح أنها تحتوى على سبع وثائق عن تركيب وأستعمال القنابل الحارقة إضافة إلى شفرة لاسلكي وأشياء آخرى.
وبمواصلة التحريات تم القبض على:
صمويل باخور عازار يهودي الديانة يبلغ من العمر 24 عام مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية وزعيمها لبعض الوقت قبل أن يتنازل عن الزعامة لفيكتور ليفي الذي يفوقه تدريبا.
ومن أعترافات عازار وصلت السلطات إلى ماير موحاس ذو الأصل البولندي وهو يهودي الجنسية عمره 22 عام يعمل كوسيط تجاري (مندوب مبيعات).
وكان أخطر ما أعترف به موحاس هو إشارته إلى جون دارلينج أو ابراهام دار الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موسى ليتو وهو طبيب جراح وهو مسؤول فرع القاهرة، وتم القبض عليه ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين الجاسوس الشهير الذى أفرج عنه فيما بعد.
وأعدت النيابة قرار الإتهام كالتالي:
1- إبراهام دار (جون دارلينج) ضابط بالمخابرات الإسرائيلية – هارب – مؤسس التنظيم
2- بول فرانك – هارب – المشرف على التنظيم
3- ماكس بينيت حلقة الإتصال بين الخارج والداخل
4- صمويل عازار مدرس بهندسة الإسكندرية مسؤول خلية الإسكندرية في البداية
5- فيكتور مويز ليفي مسؤول خلية الإسكندرية عند القبض عليه
6- د. موسى ليتو مرزوق طبيب بالمستشفى الاسرائيلي مسؤول خلية القاهرة
7- فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل مسؤولة الاتصال بين خلايا التنظيم
8- ماير ميوحاس مسؤول التمويل في خلية الاسكندرية
9- فيليب هرمان ناتاسون عضو
10- روبير نسيم داسا عضو
11- إيلي جاكوب نعيم عضو
12- يوسف زعفران عضو
13- سيزار يوسف كوهين عضو
بعد الفضيحة 
في أعقاب سقوط الشبكة في مصر وما صاحبها من دوي عالمي أصدر موشي ديان رئيس الأركان في ذلك الوقت قرارا بعزل مردخاي بن تسور من قيادة الوحدة 131 وتعيين يوسي هارئيل بدلا منه فما كان من الأخير الا أن اتخذ أحد أكثر القرارات غرابة في تاريخ المخابرات بأن استدعى جميع العملاء في البلاد العربية وأوقف جميع النشاطات.
المحاكمة:
في الحادي عشر من ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها كالتالي:
الإعدام شنقا لموسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955).
الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون.
الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لفيكتورين نينو وروبير نسيم داسا.
الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس.
براءة إيلي جاكوب نعيم وسيزار يوسف كوهين.
مصادرة أجهزة اللاسلكي والأموال وسياراة ماكس بينيت.
وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن!، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام.
في أعقاب المحاكمة حاولت إسرائيل استرضاء مصر للإفراج عن التنظيم بعد أن وصل الشارع الإسرائيلي الى مرحلة الغليان، والعجيب أن الولايات المتحدة وبريطانيا اشتركتا في هذا الطلب فقد بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث أنتوني إيدن وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق.
وقالت وكالة الأنباء الإسرائيلية وقتها أن "هذا الرفض يعد صفعة على أقفية حكام الغرب ويدل على أن مصر تمضي في طريقها غير عابئة بغير مصلحتها".
وفي 31 يناير 1955 تم تنفيذ حكمي الإعدام في موسى ليتو مرزوق (دُفن بمقابر اليهود بالبساتين) وصمويل بخور عازار (دُفن بمقابر اليهود بالإسكندرية) وعلى الفور أعلنهما موشي شاريت "شهداء".. ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق أسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع.
وأستمرت الفضيحة في إسرائيل..
فقد أتضح أن موشي شاريت رئيس الوزراء لم يكن على علم بالعملية على الإطلاق!، وكان لابد من كبش فداء وأتجهت الأنظار الى بنحاس لافون وزير الدفاع الذى أنكر معرفته بأى عملية تحمل أسم "سوزانا"! .. وتم التحقيق معه لكن التحقيق لم يسفر عن شئ.
وأستقال بنحاس لافون من منصبه مجبرا وعاد بن جوريون من جديد لتسلمه، كما عزل بنيامين جيلبي مسئول شعبة المخابرات العسكرية ليحل محله نائبه هركافي. 
وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو.
وأستقبلوا في إسرائيل "إستقبال الأبطال" وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بنفسها حفل زفاف مرسيل نينو بصحبة وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان.
وتم تعيين معظم هؤلاء الجواسيس في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية.
وبعد 20 سنة من أحداث عملية سوزانا ظهرت مارسيل نينو وروبير داسا ويوسف زعفران للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وهاجموا الحكومات الإسرائيلية التى لم تكلف نفسها عناء البحث عن طريقة للإفراج عنهم!!.

إيلى كوهين هو الاسم الذى نعرفه به، واسمه كاملا هو الياهو بن شاؤول كوهين، واسمه العربى الذى اتخذه ستارا للتجسس هو كامل أمين ثابت وهو يهودى سكندرى المولد فى (٢٦ ديسمبر ١٩٢٤) وحينما بلغ العشرين فى عام ١٩٤٤م انضم إلى منظمة الشباب الصهيونى فى الإسكندرية وبعد حرب ١٩٤٨، أخذ يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين، 
وفى عام ١٩٤٩‏ هاجر أبواه وثلاثة من أشقائه إلى إسرائيل وبقى هو ‏وعمل تحت قيادة (إبراهام دار) أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين فى مصر وشارك فى سلسلة التفجيرات لبعض المنشآت الأمريكية فى مصر بهدف تكدير العلاقة بين مصر وأمريكا و تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة فى فضيحة لافون وأمكنه إثبات براءته، 
وفى عام ١٩٥٥‏ م خرج من مصر إلى إسرائيل والتحق‏ بجهاز الموساد ثم عاد إلى مصر‏ ووضعته المخابرات المصرية تحت مراقبتها ثم تم اعتقاله مع بدء العدوان الثلاثى على مصر فى ‏١٩٥٦م وبعد الإفراج عنه، هاجر إلى إسرائيل عام ١٩٥٧‏ وعمل محاسباً ثم مترجما فى وزارة الدفاع، 
ولما رأت المخابرات الإسرائيلية فى كوهين مشروع جاسوس جيد تم إعداده لزرعه فى مصر ثم رأت أن أنسب مكان لزرعه هو دمشق.‏ 
‏ووفق ترتيبات الموساد وقصتها الملفقة أصبح كوهين تاجرا مسلماً يحمل اسم (كامل أمين ثابت) هاجرت عائلته إلى الإسكندرية ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام ١٩٤٦ ولحق به كامل هو وعائلته عام ١٩٤٧ وبقى هناك يعمل فى تجارة الأقمشة 
وفى٣‏ فبراير ‏١٩٦١،‏ غادر كوهين إسرائيل إلى زيوريخ‏،‏ ومنها حجز تذكرة سفر إلى سانتياجو بجواز سفر جديد يحمل اسمه الجديد، ثم الأرجنتين حيث تأكد حضوره كرجل أعمال سورى وطنى ناجح‏ ومحبوب ذى مكانة متميزة فى الجالية العربية، وعلى المآدب التى كان يقيمها ‏التقى الدبلوماسيين السوريين وأقام معهم علاقات حميمة فلما تلقى الإشارة بالسفر إلى سوريا وصلها فى ‏١٩٦٢ محملا بعدد من التوصيات للشخصيات المهمة فى سوريا، 
وسرعان ما بدأ الموساد يتلقى رسائله التى لم تنقطع لأربع سنوات بعدما نجح فى إقامة شبكة علاقات واسعة ومهمة مع ضباط الجيش وكان يزورهم ‏ فى مواقعهم ويتحدثون معه بحرية عن تكتيكاتهم فى حالة نشوب الحرب مع إسرائيل‏‏، 
فضلا عن تصويره تحصينات الجولان بواسطة آلة تصوير دقيقة مثبتة فى ساعة يده‏‏. 
وفى عام ١٩٦٥، وبعد ٤ سنوات من العمل فى دمشق، تم الكشف عن كوهين بالمصادفة عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السورى وضبطت رسالة موجهة تبين أنها صادرة من المبنى الذى يسكن فيه وتمت ملاحقة البث الذى ثبت أنه صادر من شقته فتم اعتقاله إلى أن أعدم فى مثل هذا اليوم (١٨ مايو) من عام ١٩٦٥م.

إعدامه


أعدم العميل إيلي كوهين أمام حشد من السوريين بلغ عدده أكثر من عشرة آلاف فرد هذا في صباح الثامن عشر من مايو عام 1965 وأذاع التليفزيون السوري مشهد الإعدام لحظة بلحظة وشاهد الجمهور السوري جثمان العميل وهو معلق في حبل المشنقة لست ساعات متواصلة بعدها نقل إلى موقع دفنه داخل أحد المواقع العسكرية بعد مرحلة لاحقة زود قبره بكتلة إسمنتية ضخمة خاصة بعد محاولة فاشلة قام بها ضابط استخبارات إسرائيلي لسرقة الجثمان ونقله إلى إسرائيل. 


مارسيل فيكتور نينو

في عام 1951 وصل إلي مصر أحد كبار العملاء الإسرائيليين، وهو " إبراهام دار" الذي اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً هو " جون دار لنج " ، وكان " دار لنج " يهودياً بريطانياً من الذين عملوا مع الموساد عقب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.. وقام " دار لنج" بالتخطيط من أجل تجنيد الشبان من اليهود المصريين استعداداً للقيام بما قد يطلب منهم من مهام خاصة،

وكان أشهر من نجح " دار لنج " في تجنيدهم وتدريبهم فتاة يهودية تدعي" مارسيل نينو" ، وكانت آنذاك في الرابعة والعشرين من عمرها، ومعروفة كبطلة أوليمبية مصرية شاركت في أوليمبياد عام 1948.. كما عرفت بعلاقاتها الواسعة مع بعض ضباط الجيش المصري في أواخر حكم الملك فاروق.

وعندما ألقي القبض علي مارسيل نينو في أعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية والشهيرة بفضيحة " لافون أو عملية لافون عام 1954

حاولت مارسيل الانتحار مرتين في السجن، وتم إنقاذها لتقدم إلي المحاكمة مع 11 جاسوساً يهودياً آخر ضمن الشبكة نفسها.. وحكم عليها بالسجن 15 عاماً، وكان من المقرر أن تنتهي عام 1970..

إلا أن عملية التبادل التي جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام ،1968 أدت إلي الإفراج عن مارسيل نينو وعدد آخر من الجواسيس ضمن صفقة كبيرة.. وكان شرط الرئيس جمال عبدالناصر ألا تعلن إسرائيل عن عقد هذه الصفقة في أي وقت من الأوقات، وبالفعل التزمت إسرائيل بهذا الشرط، حتي عام ،1975 وذلك عندما شك أحد الصحفيين الإسرائيليين فى خبراً بدا له غريباً، أو أن وراءه بالضرورة قصة مثيرة.. وكان الخبر عن حضور رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير حفل زواج فتاة في الخامسة والأربعين من عمرها.

والسؤال الذي دار في عقل هذا الصحفي الإسرائيلي: لماذا تذهب شخصية في وزن »جولدا مائير« لعرس فتاة عانس، لا تربطها بها أي صلة قرابة؟!.. وتوصل الصحفي إلي القصة، ونشر حكاية مارسيل نينو التي كاد المجتمع الإسرائيلي أن ينساها تماماً.
ويبقي السؤال:
كيف تفاوض الرئيس جمال عبدالناصر مع الموساد الإسرائيلي لعقد هذه الصفقة السرية؟ 

تؤكد الحقيقة التاريخية، أن إطلاق سراح هؤلاء الجواسيس لم يتم إلا بعد سلسلة طويلة من المباحثات والمفاوضات السرية بين القاهرة وتل أبيب، فبعد إلقاء القبض علي أعضاء الشبكة، صدر حكم المحكمة العسكرية برئاسة اللواء محمد فؤاد الدجوي في 27 يناير 1955 علي أعضاء الشبكة..
حيث صدر الحكم

بالإ عدام علي كل من :
موسي ليتو مرزوق و شموئيل باخور عزرا

والأشغال الشاقة المؤبدة:
فيكتور موين ليفي و فيليب هيرمان ناتانسون

وبالأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً علي كل من:
مارسيل فيكتور نينو وبير تسيم داسا

وبالأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات علي كل من: 
مائير يوسف زعفران و مائير شموئيل ميوحاس

والإفراج عن 5 آخرين.




وعقب انهيار الشبكة وسقوطها في أيدي أجهزة الأمن المصرية، بدأت جهود إسرائيل السياسية في العمل علي جميع المسارات لإطلاق سراح أعضاء الشبكة، وفي أكتوبر 1954 تم تشكيل مجموعة من السياسيين الإسرائيليين وكبار رجال الموساد، للسعي لدي كل حكومات العالم من أجل الضغط علي مصر لإطلاق سراح أعضاء الشبكة.. لكن مصر بدأت في إجراءات محاكمتهم في 11 سبتمبر 1954 بشكل علني.

ووقتها، اقترح بنيامين جبيلي أحد كبار هيئة الاستخبارات الإسرائيلية العليا، والمسئول عن فشل العملية وسقوط أفرادها، إرسال خطابات سرية إلي الرئيس جمال عبدالناصر في محاولة لإقناعه بأي طريقة يراها لإطلاق سراح الجواسيس الإسرائيليين.. ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.. حتي أن عاميت رئيس الموساد ـ في ذلك الوقت ـ قام بإعداد خطاب إلي عبدالناصر عرض فيه تقديم قرض مالي إلي الحكومة المصرية قدره 30 مليون دولار مقابل الإفراج عن الجواسيس الستة المحكوم عليهم.. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول رفض هذا الاقتراح علي اعتبار أنه سيؤدي إلي تحسين الأوضاع الاقتصادية لمصر(!!).. وتقوية جيشها(!!)،
وهو ما يتعارض مع سياسة إسرائيل العدائية تجاه مصر.

وظلت إسرائيل تواصل ضغوطها الدولية علي مصر لمدة 7 سنوات كاملة، حتي تم الإفراج عن اثنين من جواسيسها وهما مائير شموئيل ميوحاس و مائير يوسف زعفران 
وتسليمهما إلي تل أبيب.. إلا أن عدد الجواسيس الإسرائيليين في القاهرة عاد للارتفاع مرة أخري إلي 14 جاسوساً عقب سقوط 5 شبكات دفعة واحدة في قبضة جهاز المخابرات المصرية.
توالي سقوط الجواسيس

في عام 1960 سقطت في أيدي أجهزة الأمن المصرية 5 شبكات ـ دفعة واحدة ـ بعد جهد شاق استمر حوالي عامين في العملية الشهيرة المعروفة بـ عملية سمير الإسكندراني الفنان المعروف، الذي تمكن بالتعاون مع جهاز المخابرات المصرية في إسقاط 10 جواسيس 
وهم: جود سوارد و رايموند دي بيترو وفرناندو دي بتشولا 
ونيقولا جورج لويس مصمم الفترينات بشركة ملابس الأهرام فرع مصر الجديدة،
وجورج استاماتيو الموظف بمحلات جروبي بوسط القاهرة..
والمصريون: إبراهيم رشيد المحامي، ومحمد محمد مصطفي رزق الشهير بـ رشاد رزق ومحمد سامي عبدالعليم نافع، ومرتضي التهامي، وفؤاد محرم علي فهمي مساعد طيار مدني..

وكان وراء هذه الخلايا الخمسة، التي تعمل داخل مصر عدد كبير من ضباط الموساد المحترفين، المرابضين في تل أبيب وروما وباريس وسويسرا وامستردام وأثينا.. يخططون ويدبرون ويصدرون الأوامر والتعليمات والتوجيهات لعملائهم.. يتبادلون الخطابات السرية، ويتلقون المعلومات عبر شبكة اتصالات كبيرة ومعقدة، وكانت تلك العملية التي أحبطتها المخابرات المصرية عملية معقدة ومتشعبة وخطيرة، ولذلك كان سقوطها أيضاً صاخباً ومدوياً.. بل وفضيحة لإسرائيل وجهاز مخابراتها، والذي ترتبت عليه الإطاحة برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي من منصبه.

وفي عام 1962 توالي سقوط الجواسيس والعملاء الذين يعملون لحساب إسرائيل.. فقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية من إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي ليفجانج لوتز وزوجته بتهمة إرسال رسائل ملغمة لقتل خبراء الصواريخ الألمان العاملين في القاهرة.. ليرتفع بذلك عدد الجواسيس المقبوض عليهم في مصر إلي 16 جاسوساً.. وبدلاً من أن تسعي إسرائيل لدي الرئيس جمال عبدالناصر لإطلاق سراح الجواسيس الأربعة الباقين من قضية لافون عادت تفاوض من جديد للإفراج عن الـ16 جاسوساً دفعة واحدة.

وجاءت نكسة 5 يونيو ،1967 لتضع مصر في مأزق تاريخي، ولتعطي إسرائيل فرصة ذهبية لاسترداد جواسيسها مقابل الإفراج عن الأسري المصريين في تلك الحرب.. ولكن عملية الإفراج عن جواسيس إسرائيل جاءت في سرية تامة بناء علي طلب الرئيس جمال عبدالناصر.

وفي 2 يناير 1968 بدأت مصر في الإفراج عن الجواسيس الإسرائيليين، حيث سافر سراً فيليب هيرمان إلي جنيف بسويسرا طبقاً للاتفاق، وسافر فيكتور ليفي إلي أثينا باليونان.. وفي 13 يناير 1968 كان كل جواسيس فضيحة لافون بمصر ومعهم لوتز وزوجته، قد تجمعوا في تل أبيب..

وفي نهاية عام 1968 أرسلت مصر ـ بناء علي طلب تل أبيب ـ رفات كل من الجاسوس موسي ليتو مرزوق و شموئيل باخور عزرا سراً إلي إسرائيل بعد استخراج رفاتهما من مقابر اليهود بالقاهرة والإسكندرية


رغم مرور أكثر من نصف قرن، على وقوع هذه العمليات الإرهابية وضبط مرتكبيها ومحاكمتهم أمام القضاء على أفعالهم الإجرامية، إلا أن الذاكرة الإسرائيلية لا تزال تستحضرها باعتبارها "عملاً بطولياً يستحق من قاموا به شهادات التقدير والتكريم وتقليدهم الأنواط التذكارية نظير دورهم في تأمين أمن دولة إسرائيل"، بعد أن قام الرئيس موشيه كاتساف مؤخراً بتسليم رسائل شكر إلى ثلاثة من عناصر الشبكة ما زالوا على قيد الحياة وجميعهم فى العقد السابع من العمر وهم: مارسيل نينو، روبير داسا، ومائير زعفران. وسلمت رسائل أيضا إلى عائلات ستة آخرين من عناصر الشبكة منهم اثنان أعدما فى مصر بعد الحكم عليهما بالموت. 

ولعل رد الفعل المصري متمثلاً فيما أبداه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط من دهشة واستغراب، إزاء تكريم إسرائيل لهؤلاء الإرهابيين ومنحهم الأوسمة على ما قاموا به من أعمال تخريبية على الأراضي المصرية، ما ينذر ببوادر أزمة دبلوماسية قد تشهدها العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية، والتي شهدت طيلة الأربع سنوات الماضية توتراً ملحوظاً توجته القاهرة بسحب سفيرها لدى إسرائيل في أعقاب اندلاع الانتفاضة وتزايد العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين. قبل أن يؤدي مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في الأسبوع الأول من فبراير الماضي، إلى إشاعة "دفء ملحوظ" في أجواء العلاقات بين الجانبين. 

وكان من نتيجته أن أعادت القاهرة سفيرها إلى تل أبيب، في مبادرة منها لفتح صفحة جديدة في العلاقات تؤذن بإحياء مسار العملية السلمية المجمد وإلى تفعيل خطة "خارطة الطريق" التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة. 

وجاء التكريم الإسرائيلي لعناصر أخطر شبكة إرهابية هددت الأمن المصري قبل سقوطها، ليبدد جهود الداعين للتطبيع مع إسرائيل، وإنهاء ما يسمى بـ "السلام البارد"، نتيجة رفض الأوساط الشعبية والقوى السياسية والنخبة الثقافية تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية رغم مرور 25 عاماً على توقيع اتفاقية السلام المعروفة بـ "كامب ديفيد" في مارس 1979م.

الاستنفار العاجل فى أسرائيل لبحث فضيحة كشف عناصرهم فى مصر


علي الرغم من مرور أكثر من نصف قرن علي إلقاء القبض علي شبكة التجسس الإسرائيلية التي سعت لتخريب العلاقات (المصرية ــ الأمريكية) والوقيعة بين الحكومة المصرية والشيوعين والإخوان المسلمين والتي عرفت بفضيحة لافون.إلا أنه مازال هناك الكثير الذي يمكن الكشف عنه، آخره قيام أحد قادة المخابرات السوفيتية كي جي بي بالكشف عن تفاصيل قيام المخابرات السوفيتية بتجنيد عميل إسرائيلي كان سببا في الإيقاع بالشبكة وفضح المخطط الإسرائيلي لتشويه سمعة مصر. وتأتي وثائق المخابرات الروسية لتكشف فصلا جديدا من فصول مدي ضعف أجهزة المخابرات الإسرائيلية وسهولة اختراقها من قبل العديد من أجهزة المخابرات، وقيام المخابرات السوفيتية بزرع عملاء لها في إسرائيل من أجل الحصول علي ما يمكن من معلومات خاصة وأن تلك الفترة شهدت بدايات الحرب الباردة بين قطبي القوة في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي كان بمثابة هزيمة كبري لأجهزة المخابرات الإسرائيلية التي سعت دائما لإخضاع المهاجرين القادمين من الاتحاد السوفيتي للتحقيقات المخابراتية لمعرفة مدي علاقاتهم بالمخابرات السوفيتية. 
الوثائق الجديدة جاءت في إطار كتاب للمخابرات الخارجية الروسية بعنوان (استطلاع تاريخي لنشاط المخابرات الروسية الخارجية في الخمسينات) كشف فيه قادة المخابرات السوفيتية النقاب عن نجاحهم في اختراق المخابرات الاسرائيلية وجميع أجهزة الدولة بما فيها مؤسسات الجيش والخارجية ونجاح العملاء السوفيت من تحقيق إنجازات مذهلة أدت إلي إحباط العديد من عمليات المخابرات الاسرائيلية في أنحاء العالم وكشفت الوثائق الروسية النقاب عن دور المخابرات السوفيتية في كشف وفضح شبكة التجسس الإسرائيلية التي عرفت بفضيحة لافون نسبة إلي وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه أو كما يطلق عليها في إسرائيل (عملية الخزي) والتي حاولت المخابرات الإسرائيلية عن طريقها تجنيد عدد كبير من اليهود المصريين للقيام بعمليات إرهابية في القاهرة والإسكندرية واستهداف المصالح الأمريكية والأجنبية لزعزعة الاستقرار في مصر ونشر الفوضي فيها وتشويه سمعتها أمام الرأي العام الدولي، وكذلك أرادت إسرائيل ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث كانت ترغب في تكدير الحياة المصرية عبر الإيقاع بين السلطات المصرية والتنظيمات المصرية المختلفه وعلي رأسها الاخوان المسلمين والشيوعيين وتشير الوثائق الي نجاح المخابرات السوفيتية في زرع عميل لها في المخابرات الإسرائيلية اطلق علية (صندوق النور) قام بنقل معلومات مهمة للغاية عن قيام المخابرات الإسرائيلية بتشكيل خلية سرية لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح الغربية، وكذلك المصالح السوفيتية والشرقية في مصر وقامت علي الفور المخابرات السوفيتية بنقل المعلومات المتوفرة لديها إلي المخابرات المصرية مما أفضي في النهاية الي إلقاء القبض علي جميع أفراد الخلية اليهودية وكانت هذه النهاية بداية لانهيار حكم حزب (المباي) الإسرائيلي الذي سعي لاستخدام العنف من أجل البقاء وتشير الوثائق السرية الروسية إلي أن العميل (صندوق النور) كان مطلعا بشكل دائم علي جميع الوثائق الخاصة بالمخابرات الإسرائيلية إلا أن الوثائق الروسية لم تشكف تفاصيل الاتصالات بين المخابرات المصرية والسوفيتية ومدي العلاقة بينهما ونجحت المخابرات السوفيتية من خلال عميلها الثمين في المخابرات الإسرائيلية من تمكين القيادة السوفيتية من معرفة نيات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وإحباط عملياتها القذرة في مصر، وكذلك إلقاء القبض علي جميع أفراد الخلية التي كانت الوحدة131 بالمخابرات العسكرية الاسرائيلية مسئولة عن عملها وكان من أبرز من جرت محاكمتهم في الفضيحة الدكتور موشية مرزوق وشموئيل عزر وانتحار ماكس بينت داخل السجن. 
تفاصيل الوثائق الجديدة أجبرت الإعلام الإسرائيلي علي إعادة النظر مرة أخري في فضيحة لافون التي شكلت بداية لزعزعة الثقة في المخابرات الاسرائيلية وسعت وسائل الإعلام الإسرائيلية لاستضافة الكثير من المسئولين الأمنيين الاسرائيليين لعرض وجهة النظر في الوثائق الروسية منهم الجنرال احتياط بنيامين جيبلي رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) الذي أشار إلي أنه لا يمكنه القطع بصحة الادعاءات الروسية مشيرا إلي عدم معرفة الحقيقة دائما بشأن العملاء الذين يتم زرعهم في أجهزة المخابرات وتشير الوثائق الروسية إلي قصص أخري لنجاح المخابرات السوفيتية علي المخابرات الإسرائيلية مثل تعاون المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ضد المخابرات السوفيتية والشرقية وقيام رئيس الموساد في حينه رؤبين شيلوح بالسفر لأوروبا لمتابعة عملية التعاون إلا أن المعلومات التي نقلها عملاء الكي جي بي في إسرائيل أدت إلي إحباط العملية واعتقال عدد كبير من عملاء المخابرات الامريكية والاسرائيلية وكذلك كشفت الوثائق قيام اسرائيل بتجنيد نائب قائد جهاز المخابرات التركية الذي قام بدوره بنقل وثائق سرية خاصة بالعلاقات السرية بين الولايات المتحدة وتركيا في إطار الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، إلا أن العميل السوفيتي في المخابرات الإسرائيلية نجح في الحصول علي الوثائق السرية وقام بنقلها لموسكو وتشير الوثائق الروسية إلي تمكن المخابرات السوفيتية من زرع عملاء لها في جميع الأماكن التي يوجد بها وثائق مخابراتية سرية سواء في وزراة الدفاع أم الخارجية أم داخل قيادات الجيش الإسرائيلي ولم تتمكن إسرائيل أبدا من اكتشافها أو إحباط عملها أما (الكسندر لفين) رئيس مكتب الاتصال بأحد مؤسسات المخابرات الإسرائيلية والتي تعرف باسم (نتيف) في موسكو بين عامي1991 و1995 ويشغل الآن منصب مدير المركز الإسرائيلي للتعاون الأكاديمي مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق أعرب عن اعتقاده بصحة الرؤية الروسية وأشار إلي أنه علي الرغم من عرض تلك الوثائق بشكل علني أو الكشف عن أسماء أو شهادات إلا أن الذي قام بعرضها في الكتاب هو رئيس جهاز المخابرات السوفيتية أثناء تلك الفترة ولهذا فإنه من غير المعقول أن يقوم بكتابة اسمه علي مجموعة من الخرافات والأكاذيب المختلقة خاصة أن تلك الفضيحة مر عليها أكثر من خمسين عاما وأشار إلي أن الجنرال (فاديم كربيتشنكو) محرر الكتاب عمل في الشرق الاوسط منذ بداية الخمسينات وحتي نهاية السبعينيات، الأمر الذي يضفي مزيدا من المصداقية علي الكتاب لكن الجديد الذي تكشف عنه تلك الوثائق هو وجود تعاون بين المخابرات السوفيتية والمصرية ضد المخابرات الإسرائيلية معتبرا أن ذلك أمر غريب جدا. 
أما (يعقوب كدمي) رئيس مؤسسة ناتيف فيقول إنه يصدق الرواية الروسية لكنه أكد أن هناك حاجة إلي تصديقها بالكامل مشيرا إلي عدم وضوح مسالة التحذير السوفيتي الذي نقل لمصر وهل كان إنذارا مفصلا وهل المخابرات الروسية كانت تعلم أن أعضاء الخلية كانوا من اليهود المصريين وكذلك مدي نجاح المخابرات السوفيتية من اختراق المخابرات الإسرائيلية مشيراً إلي أنه من المنطقي أن المخابرات السوفيتية لن تسعي إلي الكشف عن هوية عملائها في إسرائيل عبر إعطاء مصر معلومات قد تكشف لإسرائيل أن هناك من يتجسس عليها لصالح دولة ما ولهذا فإنه من غير المعلوم حتي الآن لدي أجهزة الأمن الإسرائيلية إذا ما كانت الخلية الإسرائيلية قد ألقي القبض عليها بسبب المعلومات السوفيتية التي نقلت لمصر أم بسبب العمل الدءوب من قبل المخابرات المصرية أم أن الأمر لايعدو كونه قلة خبرة الخلية الإسرائيلية وقال إنه يجب عدم الحصول علي التاريخ من هذا الكتاب إلا أنه أكد أن المهم في الموضوع هو نجاح المخابرات السوفيتية في اختراق المخابرات الإسرائيلية وهو ما يكشف عنه الآن كما أنه لم يكشف النقاب عن حجم المعلومات التي حصلوا عليها وما هو قدر استفادتهم منها مشيراً إلي التفوق السوفيتي في مجال المخابرات وسعيهم الدائم من أجل إثبات قدرتهم علي النجاح لكنه أكد أنه إذا كانت المخابرات السوفيتية قد نجحت في إحباط فضيحة لافون فإنها لم تتمكن من الكشف عن العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 أو حرب1967 ودعا المسئول الإسرائيلي إلي دراسة تلك القضية واستخلاص العبر منها والاعتراف بأن المخابرات الإسرائيلية لم تنجح في حينه في الحفاظ علي أسرار الدولة وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلي أن الوثائق الروسية لم تكشف النقاب عن هوية العميل الروسي وهل هو (إبراهام زيندبرج) أو الرجل الثالث كما يطلق عليه في إسرائيل زعيم الشبكة التي كشف أنها تتعاون مع المخابرات المصرية بعد فشل العملية وحكم عليه عام1957 بالسجن بتهمة التعاون مع المخابرات المصرية وتعتبر وسائل الإعلام الاسرائيلية فضيحة لافون واحدة من قصص الفشل الذريع للمخابرات الاسرائيلية إلا أنها اعتبرت الرواية الروسية بمثابة شهادة جديدة تلغي تماما القصة الإسرائيلية كما أنها تفتح الباب أمام إعادة طرح السؤال حول الجهة المسئولة عن فشل العملية وإلقاء القبض علي أعضاء الخلية اليهودية. 

عملاء وخونة في المخابرات الإسرائيلية 
صحيفة معاريف حاولت الاتصال بجميع المسئولين إبان فترة وقوع فضيحة لافون ونجحت في الاتصال بأفراد عائلة جاسوس إسرائيلي يدعي (ليونل شفرتس) الذي سبق له أن خدم في الجيش البريطاني وكذلك في جيش جنوب إفريقيا بالإضافة إلي المخابرات الإسرائيلية وكان أحد أشهر تجار السلاح في إفريقيا حتي إنه صاحب الفضل في تزويد الحركات السرية السوداء التي عملت ضد نظام التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا أما وسائل الإعلام الدولية فوصفته بانه لغز حير العالم وكان عميلا لجميع أجهزة المخابرات العالمية أما أفراد عائلته فيؤكدون أنه العميل الذي كان السبب وراء الإيقاع بأفراد خلية فضيحة لافون ويقول أفراد عائلة ليونل شفرتس الذين يعيشون في جنوب إفريقيا بأنهم مقتنعون من خلال الوثائق والشهادات التي في أيديهم بأن ليونل كان عميلا سوفيتيا وهو ذاته العميل المعروف بصندوق النور وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلي أن إعادة نشر تلك القضية عبر وسائل الإعلام أفضي إلي إثارة موجة من التساؤلات لدي مسئولي أجهزة المخابرات الإسرائيلية حيث حاول الكثير منهم معرفة مدي صدق الرواية الروسية التي تدعي بوجود عميل للمخابرات السوفيتية داخل المخابرات الإسرائيلية ويشير أفراد عائلة ليونل إلي أن إحدي الدلائل التي في أيديهم هي أن ملفات الجيش الإسرائيلي تؤكد أن ليونل أنهي خدمته بدرجة عريف إلا أن الوثائق التي حصلت عليها معاريف تشير إلي أنه كان في عام1948 بدرجة جنرال ويقول أفراد العائلة أن ليونل كان جنرالا إلا أنه بعد أن انفضح أمره وانكشف دوره في فضيحة لافون تم إنزاله لرتبه عريف ويقول أفراد العائلة إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حاولت إخفاء حقيقة الأمر عن الرأي العام الإسرائيلي وكان الجيش الإسرائيلي يدعي أن ليونل فصل من الخدمة العسكرية بعدما تبين أن المعلومات التي أدلي بها حول خدمته العسكرية السابقة كاذبة، أما زوجته التي كانت تخدم في المخابرات الإسرائيلية فتقول إن زوجها لم يكن عميلا للمخابرات السوفيتية والدليل علي ذلك أنه ترك الجيش في بداية الخمسينات وتقول إنه غادر اسرائيل بعد انفضاح مسألة كذبه علي الجيش الإسرائيلي بشأن ماضيه العسكري في الجيش الإسرائيلي وتقول إنها لاتعرف في حقيقة الأمر من وراء توجيه الاتهام لزوجها بأنه كان عميلأ روسيا مشيرة إلي أنه من الممكن أن يكون الأمر متعلقا بعدم لفت الانظار لشخص آخر وتؤكد أن كل ما تعرفه عن زوجها هو أنه كان يعمل في تجارة السلاح في إفريقيا كما أن كان من ضمن القائمة السوداء لدي نظام الفصل العنصري. 
أما باقي أفراد العائلة فيقولون إن ليونل ظل في الجيش الإسرائيلي حتي عام1954 وخدم في العديد من وحدات المخابرات الإسرائيلية منها التجسس والإعداد للحرب الاقتصادية وكذلك الحرب النفسية مشيرا إلي أن وجوده في المخابرات حتي هذا العام ومع وقوع فضيحة لافون في العام ذاته دليل قاطع علي أنه عميل المخابرات السوفيتية وأكدوا أن منصبه مكنه من الحصول علي جميع المعلومات المطلوبة حول الخلية اليهودية في مصر وتشير الصحيفة إلي أن هناك معلومات تؤكد أن ليونل هو العميل وهي محاولة حصول الجنرال الإسرائيلي (شموئيل جوروديش) الحصول علي معلومات بشأنه بعد حرب أكتوبر1973وذلك في محاولة منه لتشويه سمعة موشية دايان الذي كان في حينه عضوا في لجنة أجرانات الخاصة بالتحقيق في هزيمة إسرائيل أمام الجيش المصري لكن جوروديش فشل في الحصول علي أي معلومات وعن مسألة تجارته في السلاح يقول أفراد العائلة ان ليونل كان ذا علاقة وثيقة بالمخابرات السوفيتية ونجح في الاتصال بالحركات السرية في جنوب إفريقيا كما قام بإنشاء مصنع لانتاج الإلكترونيات العسكرية بالتعاون مع السوفيت كما كان له اتصال بحكومة الفصل العنصري وقام ببيع سلاح لها بتوجيهات من السوفيت ويقول مصدر مقرب من الحركات السرية في جنوب إفريقيا في ذلك الوقت إن مخابرات النظام العنصري شكت في ليونل بأنه عميل للسوفيت كما أنهم كانوا يعلمون بأنه مكث فترة في إسرائيل وله دور في فضيحة لافون علي الرغم من أنه لم يعترف بدوره هذا أبدا وتقول الصحيفة إن نهاية ليونل تمثلت في وفاته في لندن عام1964 داخل سيارته وعلي الرغم من أن شهادة الوفاة تقول بأنه أصيب بسكته قلبية إلا أن هناك دلائل تؤكد أن وفاته نتيجة لعميلة اغتيال من قبل المخابرات السوفيتية. 
أما جواسيس إسرائيل في مصر إبان تلك الفترة فكان لهم رأي آخر حيث أكد (ابراهام دار) مسئول المخابرات الاسرائيلية في مصر لتشكيل الخلايا التخريبية في الخمسينات أن الكثير تحدثوا معه وكنا نعرفه لكنه لم يكن له أي دور في عمل وحدتنا الخاصة ولهذا فإنه لايعرف تركيبها وعدد أفرادها، أما (شلوموا هلل) مسئول الموساد الإسرائيلي عن هجرة اليهود المصريين لإسرائيل والمسئول عن تجنيد اليهود لشبكة التخريب أنه اسم ليونل لم يتردد أثناء فترة التحقيقات أما مسئولو أجهزة الأمن الإسرائيلية فقالوا إنه لايوجد لديهم تعليق عن قضية قديمة. 

بنحاس لافون
فضيحة لافون من المسئول ؟ 
كان نجاح المخابرات المصرية في كشف فضيحة لافون والشبكة اليهودية في مصر عام1954 وإلقاء القبض علي أحد عشر شخصا من أعضائها من أبناء الطائفة اليهودية في مصر معظمهم من أعضاء حركات الشباب الصهيونية وعدد من الإسرائيليين من عملاء أجهزة المخابرات الإسرائيلية هم أعضاء خلية التجسس اليهودية التي قامت الوحدة 131 من المخابرات العسكرية الاسرائيلية بتشكيلها لجمع معلومات اسخباراتية عن مصر كما ألقيت عليهم مهمة تنفيذ عمليات تخريبية ضد المصالح الأمريكية والبريطانية في مصر لتخريب علاقاتهما مع مصر وإقناعهما بتغيير قرراهما بالانسحاب من قناة السويس وجري إلقاء القبض علي أعضاء الخلية يوم23 يوليو1954 أثناء محاولة لارتكاب عملية تفجير في أحد دور السينما بالقاهرة، أما السؤال الذي شغل الإسرائيليين كثيرأ ولم يجد أحد إجابة له حتي الآن هو من الذي أعطي الأوامر لتكوين الخلية اليهودية في مصر ومن صاحب قرار ارتكابها لعمليات تخريب، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية (بنيامين جبالي) يقول إنه تلقي أوامر شفوية من وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه بنحاس لافون، وذلك علي الرغم من إنكار لافون لذلك صراحة، الخلية اليهودية جري تشكيلها في بداية عام1951 وكان المسئول عنها (إبراهام دار) ضابط المخابرات الإسرائيلي وتلقي أعضاء الخلية أوامر من قيادة المخابرات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات تخريب في أماكن متفرقة في أنحاء القاهرة والإسكندرية وإحداث انطباع بأن المنظمات الراديكالية في مصر تعمل علي زعزعة السلطة في مصر لكن ألقي القبض علي أحد أفراد الخلية واعترف علي باقي شركائه



نشرت صحيفة إسرائيلية عام 1975 خبرا عن حضور جولدا مائير وموشى ديان حفل زواج فتاة فى الخامسة والأربعين من عمرها ( مارسيل نينو ).. تنبه أحد الصحفيين للخبر مندهشا من حضور جولدا مائير وديان حفل زفاف سيدة مجهولة ولا تربطها بهما أى صلة قرابة ؟؟؟ .. سعى الصحفى لمقابلة العروس وأجرى معها حوارا صحفيا لتنكشف له أحداث عملية تخريبية فى مصر خطط لها وزير الدفاع الإسرائيلى - فى فترة الخمسينات - بنحاس لافون وكانت العملية تسمى ( عملية سوزانا ) وأطلق عليها الصحفى الإسرائيلى إسم ( فضيحة لافون ) ..
أهمية فضيحة لافون أنها السبب الرئيسى فى تأسيس المخابرات السرية المصرية برئاسة زكريا محيي الدين ، وبداية ظهور البطل المصرى رأفت الهجان ، وإستقالة كلا من بن جوريون من رئاسة وزراء إسرائيل وبنحاس من وزارة الدفاع ، وهجرة اليهود من مصر .
فضيحة لافون / عملية سوزانا ..
بعد أن إتفقت مصر وإنجلترا على كافة بنود الجلاء الإنجليزى عن الأراضى المصرية وضعت المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، على أمل أن تؤدي هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن اجلاء قواتها من السويس.
أرسل لافون رجل المخابرات الإسرائيلى إفرى إلعاد الشهير بـ جون دارلنج ( طبقا لروزاليوسف) إلى مصر لتجنيد عدد من الشباب اليهودى ، نجح إلعاد بالفعل فى تجنيد عدد من شباب يهود مصر المنتميين إلى الوكالة الصهيونية والتى كانت تعمل في الخفاء علي نقل اليهود لإسرائيل الجديدة وهم الطبيب اليهودي المصري "موشية مرزوق" والذي كان يعمل في المستشفي الإسرائيلي بالعباسية، وقد ترأس الشبكة صمويل عازار ومعهما كل من: فيكتور ليفي - روبير داسا - فيليب ناتاسون - مارسيل فيكتورين نينو - مائير زعفران - مائير ميوحاس - إيلي جاكوب وتسزار كوهين ، إيلى كوهين .. ثم إنضم إليهم الضابط الإسرائلى ماكس بنيت والذى كان يتجسس على مصر وقتها و هو نفس الجاسوس الإسرائيلي الذي دبر تفجيرات في بغداد عام 1951م ضد الجالية اليهودية في العراق لزرع العداوة و الكراهية بينهم و بين باقي العراقيين لحثهم علي الهجرة إلي إسرائيل...
بداية العملية ..
كانت التعليمات تصل من إسرائيل إلى الخلية التخريبية من خلال راديو إسرائيل ، وبالتحديد من برنامج منزلى يومى ، وفى أحد حلقات البرنامج ( طريقة عمل الكيك الإنجليزى ) أطلقت إسرائيل كلمة السر ( إختيار ربة البيت ) لبدء العملية 
والتعليمات كانت واضحة وصريحة .. تفجير سيارات الدبلوماسيين والرعايا الإنجليز ، المؤسسات الإقتصادية ، المراكز الثقافية والإعلامية .
في 2 يوليو 1954 كانت أولي العمليات الإرهابية للشبكة نجحوا فيها بتلغيم مكتب البريد الأمريكي في مدينة الإسكندرية بطرد صغير الحجم في البداية مما أسفر عن حريق المكتب وعدد من الضحايا، وفي 14 يوليو نفذت الشبكة عمليتها الثانية عندما زرعت قنابل حارقة في مقر المكتبة الأمريكية بالقاهرة والإسكندرية في توقيت واحد مما أدي لحرائق وإصابات بين العاملين والمترددين علي المكتبتين. . تعاملت الصحافة وقتها مع هذه الحوادث بإعتبارها ماس كهربائى .
وفي 23 يوليو (إحتفالات الثورة) كان من المفترض وضع متفجرات في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) في الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل ( فليب ناتاسون ) المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو فأنقذه المارة ولسوء حظه تواجد رجل شرطة في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق وهناك قال الأطباء أن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظاره يحمله في يده ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتج عن تفاعل كيميائي.
وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى عليها أسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات. وتم إعتقاله، وقال أن أسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق ، وعثر في منزله على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للإستخدام وأوراق تشرح طريقة صنع القنابل..
وبناء على إعترافات ناتاسون تم القبض على كل من ( فيكتور ليفى ، روبير داسا )
تولى الصاغ ممدوح سالم ( عضو مجلس قيادة الثورة ) التحقيقات..
أصر الثلاثة على أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، أما الأسباب فهي "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!".
سألهم ممدوح سالم : لماذا أحرقتم مبنى البريد وهو ملك المصريين ؟؟.. لم يجدوا جوابا!
بمواصلة التحريات تم القبض على صمويل عازار مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية وزعيمها لبعض الوقت قبل أن يتنازل عن الزعامة لفيكتور ليفي الذي يفوقه تدريبا.
ومن أعترافات عازار وصلت السلطات إلى مائير ميوحاس ذو الأصل البولندي 
وكان أخطر ما أعترف به ميوحاس هو إشارته إلى جون دارلنج الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موشية مرزوق المسؤول عن فرع القاهرة، وتم القبض عليه ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين ..
هرب إفرى إلعاد من مصر قبل القبض عليه ،وكانت إسرائيل تساورها الشكوك فى تورط إلعاد فى تسليم أعضاء الشبكة للمخابرات المصرية

المحكمة ..
في 11 ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها كالتالي:
* الإعدام شنقا لموشية مرزوق وصمويل عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955).
* الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب ناتاسون.
* الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لمارسل فيكتورين نينو وروبير داسا.
* الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس.
* براءة إيلي جاكوب وسيزار يوسف كوهين وإيلى كوهين.
* مصادرة أجهزة اللاسلكي والأموال وسياراة ماكس بينيت.
* وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن!، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام. 

في أعقاب المحاكمة حاولت إسرائيل استرضاء مصر للإفراج عن أعضاء التنظيم
،و بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث أنتوني إيدن وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق.
وقالت وكالة الأنباء الإسرائيلية وقتها أن "هذا الرفض يعد صفعة لحكام الغرب ".
وفي 31 يناير 1955 تم تنفيذ حكمي الإعدام في موشية مرزوق (دُفن بمقابر اليهود بالبساتين) وصمويل عازار (دُفن بمقابر اليهود بالإسكندرية) وعلى الفور أعلنهما موشي شاريت "شهداء".. ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق أسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع.

وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو.
وأستقبلوا في إسرائيل "إستقبال الأبطال" ، وتم تعيينهم في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية.
وبعد 20 سنة من أحداث عملية سوزانا ظهرت مارسيل نينو وروبير داسا ويوسف زعفران للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وهاجموا الحكومات الإسرائيلية التى لم تكلف نفسها عناء البحث عن طريقة للإفراج عنهم!!.

إيلى كوهين ..بعد حصوله على البراءة فى فضيحة لافون هاجر إلى إسرائيل عام 57 ، وهناك تم تجنيده للعمل جاسوس إسرائيلى فى سوريا ، سافر إلى الأرجنتين تحت ٍإسم رجل الاعمال السورى ( كامل أمين ثابت ) وهناك تقرب من الجالية السورية ، ثم سافر إلى سوريا بعد أن أوهم الجميع أنه صفى جميع أعماله فى الأرجنتين من أجل حنينه للوطن ، إستمر فى سوريا طيلة اربع سنوات يتقرب من ضباط الجيش والمسئوليين العسكريين ، وإستطاع الحصول منهم على معلومات هامة كانت يرسلها إلى إسرائيل ..فى عام 65 وبالصدفة شاهد جاك بيتون ( رأفت الهجان ) صورة لـ كامل ثابت على هضبة الجولان بصحبة عسكريين سوريين ، فأرسل لمصر رسالة وفيها ( كامل ثابت ما هو إلا جاسوس إسرائيلى إسمه إيلى كوهين شاهدت صورته عند صديقة يهودية مغربية إسمها ليلى وعندما سألتها عنه قالت أنه زوج شقيقتى ) ..
فى نفس ليلة وصول رسالة الهجان سافر ضابط من المخابرات المصرية إلى سوريا وقابل الرئيس أمين الحافظ .. وأبلغه بالمعلومات المرسلة من العميل المصرى رأفت الهجان
وتم القبض على ايلي كوهين واعدم في 18 مايو 1965 فى ساحة المرجة بـ دمشق.
يقول رأفت الهجان: " حضرت جنازته في إسرائيل بين رجال الموساد بعد أن اعلنت الصحف العربية نبأ القبض عليه وإعدامه وشاركت الأصدقاء الحزن على سقوط (نجمنا) الأسطوري ايلي كوهين"

رؤية أخرى من ملفات الأمن الوطنى

فضيحة لافون" .. هو ذلك الاسم الذي اشتهرت بـه عمليات 

التفجير المدبرة التي شهدتها الأراضي المصرية عام 1954م واستهدفت على وجه الخصوص تدمير المنشآت الأمريكية والبريطانية، الموجودة في مصر، لأجل زعزعة الأمن المصري وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة وعرقلة الخطط البريطانية بالجلاء عن مصر.
المصالح الأمريكية كانت هدفاً 

للتفجيرات الإسرائيلية 
ورغم مرور أكثر من نصف قرن، على وقوع هذه العمليات الإرهابية وضبط مرتكبيها ومحاكمتهم أمام القضاء على أفعالهم الإجرامية، إلا أن الذاكرة الإسرائيلية لا تزال تستحضرها باعتبارها "عملاً بطولياً يستحق من قاموا به شهادات التقدير والتكريم وتقليدهم الأنواط التذكارية نظير دورهم في تأمين أمن دولة إسرائيل"، بعد أن قام الرئيس موشيه كاتساف مؤخراً بتسليم رسائل شكر إلى ثلاثة من عناصر الشبكة ما زالوا على قيد الحياة وجميعهم فى العقد السابع من العمر وهم: مارسيل نينو، روبير داسا، ومائير زعفران. وسلمت رسائل أيضا إلى عائلات ستة آخرين من عناصر الشبكة منهم اثنان أعدما فى مصر بعد الحكم عليهما بالموت. 
ولعل رد الفعل المصري متمثلاً فيما أبداه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط من دهشة واستغراب، إزاء تكريم إسرائيل لهؤلاء الإرهابيين ومنحهم الأوسمة على ما قاموا به من أعمال تخريبية على الأراضي المصرية، ما ينذر ببوادر أزمة دبلوماسية قد تشهدها العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية، والتي شهدت طيلة الأربع سنوات الماضية توتراً ملحوظاً توجته القاهرة بسحب سفيرها لدى إسرائيل في أعقاب اندلاع الانتفاضة وتزايد العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين. قبل أن يؤدي مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في الأسبوع الأول من فبراير الماضي، إلى إشاعة "دفء ملحوظ" في أجواء العلاقات بين الجانبين. 

وكان من نتيجته أن أعادت القاهرة سفيرها إلى تل أبيب، في مبادرة منها لفتح صفحة جديدة في العلاقات تؤذن بإحياء مسار العملية السلمية المجمد وإلى تفعيل خطة "خارطة الطريق" التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة. 

وجاء التكريم الإسرائيلي لعناصر أخطر شبكة إرهابية هددت الأمن المصري قبل سقوطها، ليبدد جهود الداعين للتطبيع مع إسرائيل، وإنهاء ما يسمى بـ "السلام البارد"، نتيجة رفض الأوساط الشعبية والقوى السياسية والنخبة الثقافية تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية رغم مرور 25 عاماً على توقيع اتفاقية السلام المعروفة بـ "كامب ديفيد" في مارس 1979م. 

أبو الغيط أدان تكريم 

إسرائيل للمتورطين 

في العمليـــــــــــات 

الإرهـابيــــــــــــــــــة


والسطور التالية تستعرض "فضيحة لافون" باعتبارها أشهر عملية إرهابية جرى الكشف عنها وتستعيد وقائعها لتسلط الضوء على دور إسرائيل التخريبي في المنطقة ومخططها لزعزعة الاستقرار في المنطقة ومصر على وجه الخصوص من خلال ما يسمى بـ "الضربات الوقائية"، والتي تبناها "المحافظون الجدد" في الإدارة الأمريكية الحالية واُعتمدت كاستراتيجية في إطار ما تسمى بـ "الحرب ضد الإرهاب"، على النحو الذي يتضح في الحرب على أفغانستان أواخر عام 2001م والغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003م. 

لم يكن قد مر عامان بعد على ذكرى ثورة 23 يوليو، التي قادتها بنجاح مجموعة "الضباط الأحرار" من المنتمين للجيش المصري والذين أطاحوا بحكم الملك فاروق الأول، حتى بدأت إسرائيل تعد العدة لمرحلة جديدة في صراعها مع العرب بعد نكبة عام 1948م، إذ كان الاعتقاد السائد لدى إسرائيل حينئذ هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها المهدورة، وستستعد لخوض حرب جديدة ضد إسرائيل. 

ومع استقالة ديفيد بن جوريون من رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع في العام 1954م، جاء بدلا منه موشي شاريت في رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في وزارة الدفاع، بالتزامن مع ما كانت تشهده مصر من تطورات في ذلك الحين وتتهيأ للحصول على الاستقلال التام من بريطانيا بسحب الأخيرة قواتها المرابطة في منطقة القناة، ومع الانفتاح المصري في العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ايزنهاور، أدركت إسرائيل مخاطر تهديد هذه التطورات لمصالحها، فبدأت تُعد العدة للدخول في صراع من نوع آخر، تأمل من نتائجه أن يؤدي إلى تجميد الانسحاب البريطاني من مصر وأن يؤدي إلى تدهور العلاقات المصرية - الأمريكية في مهدها.

وكان ذلك الهدف هو أساس خطة للتخريب والتجسس في مصر وضعتها المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، وتقضي بتنفيذ اعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية. 
وبدأت إسرائيل في تشكيل مجموعة لتنفيذ هذه العمليات التخريبية في مصر وأوكلت مسئوليتها إلى المقدم موردخاي بن تسور صاحب فكرة إنشاء شبكات تجسس في مصر، والذي أوعز بدوره للرائد أبراهام دار لدخول مصر بجواز سفر مزور لرجل أعمال بريطاني يحمل اسم جون دارلينج. 
وبعد وصوله إلى مصر تلقى قائد العملية برقية تضع مجموعة من الأهداف للحيلولة دون التوصل إلى اتفاقية مصرية بريطانية، وإلى تدمير وتوتير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك من خلال استهداف المراكز الثقافية والإعلامية، والمؤسسات الاقتصادية البريطانية، وسيارات الممثلين الدبلوماسيين البريطانيين وغيرهم من الرعايا الإنجليز. 
الاســكنـدريــــــــة 
تعرضت لتفجيرين 
مـن الثــلاثــــــــة
استخدمت موجات راديو إسرائيل لنقل الرسائل إلى العملاء عبر برنامج منزلي يومي تلقوا من خلاله إشارة بدء العملية، عندما أذاع البرنامج طريقة عمل "الكيك الإنجليزي". 

وفي 2 يوليو 1954م، وقعت أولى الانفجارات التخريبية، عندما انفجرت ثلاثة صناديق في مبنى البريد الرئيسي في مدينة الإسكندرية، لكنها لم تؤد إلى خسائر كبيرة وإن ألحقت فقط أضراراً طفيفة في موقع الانفجار الذي تولى التحقيقات في ملابساته الصاغ ممدوح سالم أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة. 

وعثرت الشرطة في موقع الانفجار على بعض الأدلة مثل: علبة اسطوانية الشكل لمسحوق منظفات وبعد الفحص تبين أنها كانت تحتوي على مواد كيميائية وقطع صغيرة من الفوسفور الأحمر. كما تم العثور على جراب نظارة يحمل اسم محل شهير في الإسكندرية يملكه أجنبي يدعي مارون أياك. 

لم يكد يمر 12 يوماً من تاريخ الحادث الأول في الإسكندرية، حتى شهدت المدينة ذاتها انفجار قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي في 14 يوليو. وفي مساء اليوم ذاته انفجرت قنبلة آخرى في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة. 

ومن الدلائل التي عثر عليها في موقع الانفجارين، ثلاثة أجربة نظارات مماثلة لذلك الذى عثر عليه في الحادث الأول وتحتوي على بقايا مواد كيميائية. 

حتى ذلك الحين لم يكن ثمة ما يشير إلى هوية مرتكبي هذه التفجيرات المتعمدة وإن حامت شبهات السلطات المصرية في حينها حول الشيوعيين و"الإخوان المسلمين". 

إلا أن أولى الخيوط التي قادت إلى كشف غموض الحوادث الثلاثة والتعرف على هوية منفذيها، ظهرت بمحض الصدفة، عندما قاد الحظ العاثر أحد هؤلاء الإرهابيين للسقوط في قبضة الشرطة، أثناء استعداده لتنفيذ أحد التفجيرات التي كان سيتم تنفيذها يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية للثورة في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري سينما "ريو ومترو" في الإسكندرية.

فقد اشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما "ريو"، وصادفه بعض المارة الذين سارعوا لإنقاذه من دون أن يعرفوا نواياه، لكن رجل شرطة كان متواجداً في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق، وهناك قال الأطباء إن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظارة يحمله في يده، ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتجاً عن تفاعل كيميائي.

وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة أخرى عليها اسم مارون أياك صاحب محل النظارات. وتم اعتقال العميل واسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانة وعمره (21 عاماً)،ليبدأ من هنا سقوط عملاء الشبكة الإرهابية الإسرائيلية تباعاً، بعد اعترافه بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن التفجيرات والحرائق الغامضة في القاهرة والإسكندرية. 

وبتفتيش منزله عثر على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للاستخدام وأوراق توضح طريقة صنع القنابل، كما تم العثور على شرائح ميكروفيلم، تبين لاحقا أنها دخلت مصر قادمة من باريس بالتتابع بأن لصقت على ظهور طوابع البريد! وأتضح أن هذه الشرائح تحتوى على سبع وثائق عن تركيب وأستعمال القنابل الحارقة إضافة إلى شفرة لاسلكي وأشياء آخرى. 
عبد النــــــاصر سلم 

الإرهابيين لإسرائيل 

في عمليــة تبــادل 

الأســــــــــــــــــرى

وقاد القبض على هذا العميل إلى القبض على اثنين أخرين متورطين في العمليات الإرهابية؛ وهما: فيكتور موين ليفي مصري الجنسية يهودي الديانة عمره (21 عاماً) مهندس زراعي، روبير نسيم داسا مصري المولد يهودي الديانة عمره (21 عاماً) يعمل في التجارة. وأثناء تحقيقات السلطات المصرية مع العملاء الثلاثة حاولت أقوالهم إخفاء ضلوع إسرائيل في الوقوف وراء هذه العمليات، بزعمهم أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، وأنهم ما نفذوا هذه التفجيرات إلا لإظهار "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!". 

وسرعان ما تبين أن هؤلاء اليهود هم أعضاء فى شبكة سرية إسرائيلية شكلتها الاستخبارات العسكرية لنسف العلاقات بين مصر والغرب أثناء التفاوض على الانسحاب البريطانى من قناة السويس. وتم القبض على بقية عناصر الخلية الإرهابية وهم: صمويل باخور عازار يهودي الديانة عمر (24 عاماً) مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية، ماير موحاس ذو الأصل البولندي وهو يهودي الجنسية عمره (22 عاماً) يعمل مندوب مبيعات، والأخير هو الذي كشف في اعترافاته عن جون دارلينج أو ابراهام دار الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت. 

وكشف كذلك عن موسى ليتو وهو طبيب جراح والمسؤول فرع القاهرة، والذي قادت اعترفاته إلى القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين الجاسوس الشهير الذى أفرج عنه فيما بعد. 

وشملت قائمة المتهمين في القضية 11 متهماً، أصدرت محكمة القاهرة العسكرية في ديسمبر عام 1954م، عقوبات مختلفة في حق معظمهم تراوحت ما بين الإعدام لشخصين هما: موسى ليتو مرزوق (مسؤول خلية القاهرة) وصمويل بخور عازار (مسؤول خلية الإسكندرية في البداية)، والأشغال الشاقة لكل من: فيكتور ليفي (مسؤول خلية الإسكندرية عند القبض عليه) وفيليب هرمان ناتاسون (عضو)، والأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لكل من: فيكتورين نينو (مسؤولة الاتصال بين خلايا التنظيم) وروبير نسيم داسا(عضو)، والأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لكل من: مائير يوسف زعفران (عضو) وماير صمويل ميوحاس (مسؤول التمويل في خلية الاسكندرية). 

جولدا مائير حضرت 

زفاف متورطة في 
التفجيـــــــــــــرات
وتجاهل الحكم ماكس بينت (حلقة الاتصال بين الخارج والداخل) لأنه كان قد انتحر في السجن، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام. كما تم تبرئة إيلي جاكوب نعيم (عضو) وسيزار يوسف كوهين (عضو). 

وقد أثارت هذه القضية موجة من الغليان داخل إسرائيل، بعد أن اتضح أن رئيس الوزراء آنذاك موشي شاريت لم يكن على علم بالعملية قبل حدوثها على الإطلاق، ووجهت أصابع الاتهام إلى وزير الدفاع بنحاس لافون الذي عرفت الفضيحة لاحقاً باسمه، وتم التحقيق معه لكن التحقيق لم يسفر عن شئ. 

إذ استقال لافون من منصبه مجبرا وعاد بن جوريون من جديد لتسلم منصب وزير الدفاع، كما عزل بنيامين جيلبي مسئول شعبة المخابرات العسكرية ليحل محله نائبه هركافي. وفي 31 يناير 1955م تم تنفيذ حكم الإعدام في حق موسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار، واعتبرهما شاريت "شهداء"، ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما، وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق اسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع. 

وقد مورس على النظام المصري وقتذاك ضغوطات من أطراف دولية لحثه على الإفراج عن هؤلاء الإرهابيين فقد بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس جمال عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق. 

لكن في بداية عام 1968م تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو، واستقبلوا في إسرائيل استقبال الأبطال وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير بنفسها حفل زفاف مارسيل نينو بصحبة وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان. وتم تعيين معظم هؤلاء الجواسيس في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية. 

وقد عادت أسماء هؤلاء الإرهابيين لتتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الشهر الماضي باعتبارهم قاموا بعمل بطولي استحقوا عليه التقدير والتكريم من جانب الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف. ما يحمل إشارة عكسية إلى المدافعين عن إسرائيل باعتبارها دولة "محبة للسلام، وكارهة للإرهاب" تدحض صدق دعواهم وتحمل دليل إدانة الدول العبرية في التورط في جرائم الإرهاب في المنطقة التي كشف عن القليل منها في حين حمل الكثير منها بصمات إسرائيل رغم عدم اتهامها رسمياً بذلك.

عاشت مصر..عاشت بلادى حرة أبية رغم كيد الخائنين

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.