هي ليله لديّ بعضنا تفتح باب الذكريات و الأحداث الموجعة التي لم ننسها أبدا، أو هي ليله تضاعف الغضب و تدعم الإحساس و الإصرار الثوري لديّ بعضنا الأخر.
وبين بعضنا و بعضنا هناك أمهات مكلومه مصابه بألم يتسع له صدرها و يضيق به صدر الدنيا. أصبح المعتاد لدنيا أن أماً مصريه تستبدل ثيابها الملونة للون السواد الذي نتشح به عند موت عزيزا علينا، و ليس هناك أعز من أحشائنا التي تمشي علي الأرض(مابنلحقش نغير الأسود)
كل ليله سوداء تتلون بدماء المصريين و غالبيتهم زهور وورود تتراوح أعمارهم بين العقد والعقدين من العمر(شعر اسود في القبور”ع القضبان/ في بحر/ ع الطرق العامة” و شعر شايب في القصور) تفتح باب اجترار الذكريات الاليمه وتضاعف الغضب لديّ البعض و كأنها تأبي ألا تذكره بثأره الذي لم يؤخذ بعد،أنا من هذا البعض.
أنا لديّ ثأر شخصي مع نظام هذا البلد،السابق و الحالي (لو اعتبرناهم مختلفين ومش نظام ممتد يعني). أعترف بأني لم أهتم بالشأن العام مثلي مثل كثيرين قبل فاجعة قطار الصعيد الذي تفحم بداخله قرابة ال 400 مواطن مقهور إهمالاً و خسه ( حسب إحصائيه الحكومه وقتها) في فبراير 2002 و أعتبر هذه الكارثة بداية محاولاتي للوصول إلي معني كلمه مواطن في مصر، ويالهول ما رأيت و عرفت!!! أعترف أيضاً أني حاولت إغلاق عينيّ ثانيهً و لكني فشلت(لما تفتح عينيك و تشوف الصورة المرعبة صعب تغمض عينيك تاني وتعمل انك ماشفتش و ما عرفتش و تواصل حياتك اللي كانت قبل ماتشوف) لم يكُن لي معرفه بإيِ من ضحايا و شهداء القطار المحترق (الضربه لسه بعيده عني، ما مستنيش بشكل شخصي) و بعد ثلاثه سنوات أتلقي أول ضربه موجعه عن قرب (ضربه تستوجب الثأر)، تفجير فندق طابا في أكتوبر 2004، يالسوء حظي!!! إنه ثاني فندق عِملت به و أقمت به لمده عام وارتبطت فيه بزملاء عمل وأصدقاء ومن بين الضحايا زميل وصديق طالما ساعدني و شجعني. لم يمر اكثر من نصف عام حتي يأتيني نبأ تفجير فندق غزاله بشرم الشيخ في يوليو 2005 (الثأر الثاني) هذا الفندق الذي عشقت عملي به بعد انتقالي لـ شرم الشيخ ولم اخرج من عملي به الا بصديق واحد (جدع) فقدته في الانفجار (الضربه بتقرب منك اكتر كل مره).
لم أستعد توازني من صدمه هذه الضربة الموجعة القريبة جدا من القلب حتي يأتيني هذه المرة خبر محرقه قصر ثقافه بني سويف البشعه (الثأر الثالث)، يشاء حظي العاثر أن أنتمي لحركه الثقافة الجماهيرية وأعشق مسرح المراكز الابداعيه للاقاليم و يشاء قدري التعس أن أتشرف بالتعامل مع مبدعي و فناني الاقاليم، وكم من مهرجان وليالي ثقافيه مسرحيه جمعتني بعدد ليس بالقليل من شهداء هذه المحرقه، و كم منهم ربطتني معه علاقه صداقه و عمل تجربه مسرحيه او ندوه او تعلمت شيئاً من فنون المسرح علي يديه، لم استطع التصديق أن مجموعه من أصدقائي المبدعين يدفعون ثمن إبداعهم حياتهم (المره دي جماعيه وناس اقرب لك دايره القتل النظامي بتسرقهم منك غدر) هذا ثأري الشخصي مع نظام ظالم، ناهيك عن الثأر العام لشهداء الثوره وما تلاها من فواجع، لن أتكلم عن موجاتنا الاولي من الثوره لانها ثأرنا جميعا.
بين تلك الفواجع الشخصيه لي لا يخلو الأمر من غرق مجموعه من ورود مصريه تهرب للحياه بالموت في قارب هجره لا قيمه ولا ضمان لحياه الإنسان به، أو من حادث أتوبيس/ميكروباص/سيارات تُفقد فيه الارواح في لحظات. و لا يخلو الأمر أيضا من فاجعه جديده مثل عباره تقل مواطنين لم يكن لديهم حلم أكثر من تأديه فريضه حج.
و بالتوالي مع فقد الارواح و إهدار دماء المصريين يتواجد طوال الوقت إهدار الادميه و الكرامه
أي نظام قاتل يجثم علي صدر وأنفاس طيبه وأهلها عبر العصور!!!! يقولون أن أهل طيبه مستسلمون!!! أنا أقول أنهم يتحملون فوق تحمل البشر ويختزنون كل شئ، لا يعرفهم من يقول أنهم بطبعهم ناسيون، عند لحظه فارقه تحددها بوصلتهم سيثورون،و عندما يثورن أنصح النظام أن يسلم العنان لقدميه.
إننا قادرون علي إستكمال ثورتنا حتي لو استماتوا في إقناعنا أنها ماتت،هي مجهده، مجهضه و لكن لم تمت.
لا توجد مؤامره أكثر من إهمال وضيق أفق و فقر الإبداع في إداره شئون دوله، المؤامرة هي الفاشلون يا ساده. إسمعوا و أعوا أن الثوره لم تمت (بعافيه شويتين) الشعب مازال يريد و يصر علي إسقاط النظام و يكفينا أسباب الإهمال في أرواحنا و الفشل في إداره شئوننا من قِبل موظفين نحن من يدفع لهم أجورهم في مقابل خدمتهم لنا و ليس العكس.إنه ثأرٌ شخصي لي عند النظام و لا أقل من أن أخذه …..من له مثل ثأري……!!
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.