أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى تزايد الضغوط على الحكومة المؤقتة لكى تفض اعتصامى جماعة الإخوان المسلمين بالقوة، وأبدت تعجبها من أن أعلى الأصوات المطالبة بالتدخل الأمنى لفض الاعتصام هى أصوات الليبراليين.
وأضافت الصحيفة أن العديد من النشطاء والمعلقين الليبراليين كانوا يطالبون فى كافة المنابر الإعلامية بفض الاعتصامين، ويعتبرون أن الحكومة تأخرت فى تحقيق ذلك المطلب. ويقول باسل عادل، البرلمانى السابق والقيادى بحزب الدستور الليبرالى، إنه يجب محاصرة المتظاهرين وقطع الإمدادات من المياه والأسمنت لأنهم يبنون جدرانا، مضيفا أن هناك أسلحة داخل الاعتصام، وهناك أناس طيبون، ولكن على الحكومة أن تتعامل مع المجرمين الآن.
وأضافت الصحيفة أن الليبراليين المصريين الذين يطالبون بفض الاعتصامين يدركون تماما أن قمع الجيش أوالشرطة لهذه الجماعة المنظمة، والمتمسكة ذات الأيدولوجية الدينية، سوف يسفر عن إراقة دماء.
وكان وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى قد أكد لـ"بى بى سى" أن اعتصام مؤيدى الإخوان يجب أن ينتهى قريبا، وذلك بسبب تعطيلهم للحياة العامة.
وأضاف أن الحكومة كانت تأمل أن تحل هذه القضية من خلال الحوار، ولكن إذا ما اضطرت الشرطة إلى التدخل من أجل إجلاء المعتصمين فإنها ستقوم بذلك فى إطار القانون.
ومن جهته، يقول كريم عنارة، الباحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن هناك تيارين متناقضين داخل الحكومة والأجهزة الأمنية حول أفضل طريقة للتعامل مع الاعتصامين، خاصة أن حجم الاعتصامين كبير، ومن ثم فإن أى مواجهة أمنية سوف تسفر عن عدد كبير من الإصابات فى كلا الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أصوات بعض الشخصيات الليبرالية، مثل محمد البرادعى، والتى تطالب بالمزيد من الحوار واتخاذ مقاربة أهدأ تجاه الاعتصامات، تخفت أمام مطالب الليبراليين واليساريين الآخرين بتطبيق القانون، رغم أنهم هم أنفسهم من كانوا يحتجون من قبل على الممارسات القمعية للرئيس السابق محمد مرسى، والأسبق محمد حسنى مبارك.
وتقول كريمة الحفناوى، القيادية بالحزب الاشتراكى المصرى: "هذا اعتصام عنيف ومسلح، ومن حق الحكومة أن تفضه بالقانون، كما أن الناس تقول إنه إذا لم تفض الحكومة الاعتصامين سنضطر للقيام بذلك بأنفسنا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الليبراليين يزعمون أن هذه المظاهرات غير قانونية، وتعكس عدم رغبة مؤيدى مرسى فى قبول الواقع الجديد، كما أنها تأوى قيادات الجماعة المتهمين بارتكاب جرائم، والحض على العنف.
وعلى النقيض، يرى هانى صلاح الدين، المستشار الإعلامى لحزب الحرية والعدالة، إن الليبراليين المصريين يؤكدون مرارا وتكرارا أنهم ليست لديهم مبادئ، ولا يتحلون بالمنطق، عندما يطالبون بفض الاعتصام وهم يدركون أنه سيسفر على الأقل عن عشرة آلاف شهيد.
ومن جهة أخرى، يرى شادى حامد، مدير الأبحاث بمعهد بروكنجز الدوحة، أن الليبراليين ينظرون إلى جماعة الإخوان باعتبارها تهديدا أصوليا لما يؤمنون به".
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.