حصريا تقرير مصور كامل : توثيق العملية اقتحام قرية كرداسة المصرية لتحريرها من الأرهابيين (الجزء الأول) - EXCLUSIVELY In Photo Report:Documenting the process of storming Egyptian village Kerdasa to liberate it from terrorists (part one)

رصد بالصور: 11 مشهداً لعملية الاقتحام وضبط الإرهابيين

قوات الجيش والشرطة دخلت «كرداسة» فى السادسة صباحاً..ً وأغلقت الشوارع والمحاور الرئيسية المؤدية للمدينة

ثلاث ساعات كاملة قضتها قوات الجيش والشرطة فى مواجهة البؤر الإرهابية والمسلحين فى كرداسة، بدأت فى السادسة من صباح أمس.. استعدادات العناصر المسلحة بدت واضحة بمجرد إغلاقهم لمداخل المدينة أمام القادمين من الطريق الدائرى ومحور صفط.. لحظات الرعب التى جعلت سكان المنطقة يستيقظون منذ الصباح الباكر على أصوات طلقات البنادق الآلية المتبادلة من المسلحين أعلى العمارات وقوات الاقتحام.. بعض الضباط يؤكدون أن فض اعتصامى «رابعة والنهضة» لم يكونا بتلك الصعوبة التى تعرضوا لها فى كل خطوة يتقدمون فيها فى طريقهم إلى قسم الشرطة المحترق، وكانت هناك مشاهد عديدة تلخص تطهير «كرداسة» من الإرهاب.

المشهد الأول

الساعة تقترب من السادسة تماماً من صباح أمس.. تتوقف السيارات القادمة من الدائرى قبل مدخل مدينة كرداسة بعد إغلاق الطريق بأكوام من الأتربة والنخل المخلوع من جذوره، تبدأ قوات الجيش فى استخدام اللوادر وعربات النقل لرفع الحواجز وفتح الطريق تمهيداً لدخول المنطقة وسط سماع طلقات نيران تأتى من كل حدب وصوب.

المسلحون استقبلوا قوات الشرطة والجيش بإطلاق الرصاص من أعلى بعض العمارات والمساجد وإحدى المدارس

المشهد الثانى

فرقتان من قوات الجيش تبدآن فى الدخول من عدة اتجاهات، يزداد دوى طلقات النار من أعلى أسطح العمارات فى الطريق المؤدى إلى مدخل المدينة من ناحية الشارع السياحى وشارع جمال عبدالناصر ومسجد سلامة الشاعر، وكلما تتقدم قوات الجيش، تترك إحدى مدرعاتها بالتعاون مع بعض أفراد الشرطة لعمل كمين يغلق الطريق أمام القادمين من وإلى المكان.

المشهد الثالث

كر وفر بين قوات الجيش والشرطة بعد سيطرة بعض المسلحين على أسطح العمارات بالشارع السياحى المجاور لقسم كرداسة المحترق، وقيام بعض العناصر بحرق إطارات السيارات لمنع قوات الجيش والقوات الخاصة بالشرطة من التقدم إلى مركز الشرطة من الشوارع الجانبية يتصاعد الدخان الأسود بشكل مكثف، فتتراجع القوات فى انتظار أمر الاقتحام بعد وصول تعزيزات بست عربات من الجيش ومدرعات الشرطة.

المشهد الرابع

ما يقرب من ساعة كاملة لم تتوقف فيها طلقات البندقيات الآلية من أسطح العمارات وتبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش والشرطة والعناصر الإرهابية المسلحة واختراق بعض الطلقات لنوافذ المنازل المجاورة للشارع السياحى واستخدام عربات الشرطة المحترقة أمام قسم كرداسة لاختباء بعض العناصر التى تم القبض عليها فيما بعد.

المشهد الخامس

شخص يمسك ميكروفوناً من أعلى منزل مكون من طابقين ينادى على المواطنين بالتصدى للجيش والشرطة وسط هتافات: «الله أكبر حى على الجهاد»، والقوات تحاول الوصول إلى مصدر الصوت ولكن مع دقات السابعة والنصف اقتحمت قوات الجيش والشرطة الشارع السياحى بعد القبض على المسلحين أعلى العمارات وسيطروا تماماً على منطقة قسم كرداسة وتم إلقاء القبض على 24 متهماً من المشاركين فى إطلاق الرصاص، وطائرات الجيش تقترب من المكان لترصد المشاهد عن قرب بعد التأكد من عدم وجود مسلحين أعلى العمارات.

المشهد السادس

قوات الشرطة تقتحم مكتب القيادى الإخوانى سيد محمد عبدالحى وتلقى القبض على ولده أسامة، وهو يمسك بميكرفون ويحمل جوازه سفره فى يده، أثناء توصيله إلى عربة الترحيلات يحاول أن يبرر وجود الميكروفون بأنه المستخدم وقت انتخابات والده فى مجلس الشعب ليس أكثر، فى حين أكد أحد الضباط أنه مصدر التحريض منذ بداية اقتحام المكان.

المشهد السابع

تعود طلقات البندقيات الآلية فى إطلاق دويها مرة أخرى من أعلى مدرسة مواجهة لقسم كرداسة، تقتحم قوات الشرطة المكان وتلقى القبض على عدد من المسلحين، من بينهم يوسف عبدالرحمن، أحد المتورطين فى مذبحة كرداسة وفور التعرف عليه، تقوم بعض العناصر الأمنية بضربه، مرددين: «حق المأمور اللى قتلته مش هيضيع»، فيما يتدخل بعض القادة لمطالبة الضباط بضبط النفس.

المشهد الثامن

يقوم بعض عناصر الجيش بتكسير أكشاك خشبية، تم وضعها فى الجهة المقابلة للقسم المحترق ليكتشفوا اختباء بعض العناصر بداخلها، والتحفظ على بعض الأحراز بداخلها، منها 8 قنابل يدوية وبعض الطلقات وخزائن بندقيات آلية.

المشهد التاسع

الهدوء يسود الشارع السياحى وجمال عبدالناصر بعد أوامر ضباط الشرطة للسكان بإغلاق النوافذ تماماً وعدم الخروج من البيوت طوال اليوم، وفى الوقت نفسه تصل إحدى مدرعات الشرطة محاطة بقفص حديدى تبدأ فى الدخول إلى بنى مجدول بالقرب من كرداسة بعد وصول أنباء عن هروب بعض العناصر الإرهابية إلى هناك.

العثور على قنابل فى كشك حلوى.. والقبض على نجل قيادى إخوانى دعا الناس للعنف عبر ميكروفون بهتاف: «حى على الجهاد»

المشهد العاشر

أحد المسلحين فى الطريق الرئيسى المؤدى إلى محور صفط اللبن يبدأ فى إطلاق الرصاص من بندقية آلية على أحد كمائن الجيش التى تم عملها فور اقتحام كرداسة، تنتهى بالقبض عليه من أسفل إحدى العمارات التى اختبأ فيها خلف أطباق الأقمار الصناعية.

المشهد الحادى عشر

الجيش يتراجع لحماية مداخل ومخارج كرداسة فيما تستكمل القوات الخاصة والشرطة إلقاء القبض على بعض المتهمين من داخل بعض المنازل، ويتم إلقاء القبض على بعض العناصر المعروفة بتورطها فى مذبحة قسم كرداسة، تتراوح أعمار المقبوض عليهم من شباب فى العشرينات إلى رجال فى الخمسينات من عمرهم. 

  

  

  

  

مصدر أمنى يكشف كواليس خطة «الداخلية»

خطة الاقتحام تم تعديلها 3 مرات و40 تشكيلاً شارك فى العملية

كشف مصدر أمنى عن كواليس إعداد خطة وزارة الداخلية الموسعة لاقتحام كرداسة ومداهمة البؤر الإجرامية للقبض على ما يقرب من 140 متهماً من العناصر الجهادية والمطلوبين بتهمة قتل 11 ضابطاً وفرداً من قوة قسم شرطة كرداسة فى 14 أغسطس الماضى والتى استغرق إعدادها ما يقرب من 20 يوماً. وقال المصدر إن خطة الهجوم سبقتها اجتماعات عديدة عقدها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مع مساعديه، وخلال تلك اللقاءات طلب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية من مساعديه للأمن العام والأمن الوطنى ومدير أمن الجيزة إعداد تقارير تفصيلية عن المتهمين المطلوب ضبطهم وإحضارهم. وأكد المصدر أن الوزير كان حريصاً على أن تسير الخطة فى اتجاهين؛ الأول التدخل الأمنى، والثانى تحييد أهالى كرداسة وعقلائها والحرص على عدم إراقة أى نقطة دم من الأهالى خلال العمليات، مع الحرص فى الوقت نفسه على التعامل بحسم وحذر مع المتهمين نظراً لحيازتهم أسلحة ثقيلة. وأضاف أن وزير الداخلية تلقى عقب ذلك تقارير مفصلة عن كرداسة وطبيعتها الجغرافية والقرى المحيطة بها وعمق ظهيرها الصحراوى والزراعى والطرق المؤدية لها بالإضافة إلى كافة مداخلها ومخارجها، وتبين وفقاً للتقارير أن هناك 5 طرق رئيسية تؤدى إلى كرداسة منها طريق المريوطية والدائرى وناهيا والمنصورية علاوة على طرق أخرى فرعية تؤدى إلى الطرق الرئيسية ومنها للمدينة. وتابع المصدر أن الجهات الأمنية كانت تراقب المنطقة أولاً بأول وتم رصد المتهمين وهم يشيدون الحصون والسواتر الترابية لإعاقة مهمة القوات إذا حاولت اقتحام المدينة التى كانت خالية فى ذلك الوقت من أى قوات شرطية أو أمنية بوجه عام وآنذاك عقدت قيادات أمنية لقاءات مع عقلاء بالمنطقة لإقناع المتهمين بتسليم أنفسهم إلا أن المتهمين رفضوا وأعلنوا استخفافهم بالشرطة وقالوا إن كرداسة أصبحت خالية للأبد من الشرطة وهم ليسوا فى حاجة إليها. وأوضح المصدر أنه تم إعداد قائمة بـ 135 متهماً من المطلوبين بعد أن أكدت التحريات تورطهم فى عدد من الجرائم الجنائية واستعدادهم لمواجهة قوات الأمن وتوريطها فى مجزرة دموية وهو ما كانت الوزارة تتوقعه ولذلك صدرت تعليمات مشددة باستخدام الحد الأدنى من القوة. وأشار المصدر إلى أن الخطة تم تعديلها 3 مرات فى ضوء مستجدات كانت تتوصل إليها التحريات، وفى ظل سعى الشرطة لعدم إراقة الدماء، خاصة فى وجود الأهالى، وتم الاستقرار على الدفع بقوات كافية من العمليات الخاصة وأكثر من 40 تشكيلاً من الأمن المركزى بالإضافة إلى فرق أمنية من الأمن الوطنى ومباحث الجيزة والأمن العام. 

  

  

  

  

  مصادر سيادية: معدات عسكرية متطورة وقوات خاصة وصاعقة فى محيط «كرداسة»

أكدت مصادر سيادية مسئولة أن قوات الجيش والشرطة ستكثف انتشارها بمحيط مدينة كرداسة بداية من السادسة مساءً لمنع أى محاولة لهروب العناصر الإرهابية فى ساعات الليل. وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن وضعت خطة محكمة للوجود فى شوارع كرداسة خلال ساعات الليل فى شكل تجمعات بعيداً عن المناطق الضيقة، والاعتماد بشكل أكبر على أفراد العمليات الخاصة للتعامل مع أى محاولة لتحرك العناصر الإرهابية فى ساعات الليل.

وقالت المصادر إنه سيتم تطبيق حظر التجوال فى المدينة بشكل تام خلال ساعات الليل، لحماية أرواح المدنيين، كما ستجرى عملية تمشيط مستمرة لأسطح المبانى الموجود بجوارها القوات لمنع أى عمليات لاستهدافها، لافتة إلى أن القوات المسلحة ستستمر فى الوجود بالمنطقة لمعاونة الداخلية حتى عودة الهدوء التام، كما تم الدفع بقوات إضافية بمناطق قريبة من كرداسة، بجانب معدات عسكرية متطورة وقوات من الصاعقة والفرقة «777» لسرعة التدخل فى أى لحظة فى حالة تطور الموقف. من جانبه، قال اللواء محسن النعمانى، الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن الخطة المحكمة التى وضعتها القوات المسلحة لإحكام السيطرة على مركز ومدينة كرداسة تعد خطة نموذجية جديرة بأن تدرّس للأجيال القادمة فى الجهات الأمنية والعسكرية، حيث حققت نجاحاً سريعاً وواضحاً لاستعادة الأمن والأمان لأهالى كرداسة، بعد أن حاولت العناصر الإرهابية السيطرة عليها وعزلها عن الدولة.

وأضاف النعمانى أن القوات المسلحة نجحت فى وضع خطة دقيقة، بإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى كرداسة وفرض حصار على دائرة واسعة، حول منطقتى كرداسة وناهيا لمنع هروب العناصر الإرهابية والإجرامية منها، ومنع التدخلات الخارجية التى قد تهدد القوات والأهالى فيما بعد، مشيراً إلى أهمية استمرار عمليات تطهير المدينة وجميع المناطق المحيطة بها من العناصر الإرهابية على مدار الأيام المقبلة، منعاً من تسربها مرة أخرى إلى المدينة، لافتاً إلى أن استكمال عمليات التطهير فى كرداسة لا بد أن يسير فى خط متوازٍ مع تطهير البؤر الإرهابية الأخرى فى سيناء وإحكام السيطرة على المنافذ الحدودية فى البلاد. وقال إن الأهالى سيكون لهم دور إيجابى فى الأيام المقبلة لمساعدة قوات الأمن والجيش، بالإدلاء بمعلومات عن الأماكن التى يمكن أن يختبئ بها الإرهابيون وعناصر الإجرام، وكشف أى معلومات أمام الجهات الأمنية لمنع أى احتمالات من القيام بعمليات إرهابية، داعياً أهالى كرداسة للاطمئنان على أولادهم قبل العام الدراسى لوجود خطة أمنية محكمة من قوات الجيش والشرطة لن تتيح أدنى فرصة لتنفيذ عمليات إرهابية. من جانبه، أكد اللواء الدكتور أحمد عبدالحليم، الخبير الاستراتيجى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن خطة اقتحام أوكار الإرهاب والسيطرة على الأوضاع الأمنية بمدينة كرداسة، أثبتت أنها تمت بناء على دراسات شديدة الإتقان، وهو الأمر الذى يعد أكثر أهمية من التنفيذ. وأضاف أن إحكام سيطرة القوات المسلحة والشرطة على المنافذ الثمانية لمدينة كرداسة وسرعة الانتشار المدروس داخل وخارج المدينة ساعد قوات الداخلية على تمشيط المدينة تماماً والقبض على عناصر إرهابية فيها.

  

  

مصر تحرر «كرداسة»

بعد 35 يوماً من «الغياب» عادت «الدولة» من جديد إلى كرداسة أمس.. وفرضت هيبتها وسيطرتها، بعد أن حولت عناصر مسلحة هذه المدينة التجارية إلى «وكر».. بدأت أعماله الإجرامية ظهر 14 أغسطس الماضى، بعد ساعات من فض اعتصام رابعة بـ«مجزرة بشرية» فى كرداسة.. انتهت بسحل وخطف وطعن وتعذيب وقتل 13 من ضباط وأفراد الشرطة.

المذبحة الإرهابية لأفراد الشرطة بقسم كرداسة

منذ وقوع المجزرة، التى جرت تفاصيلها الإرهابية بـ«دم بارد»، ودون رحمة وسجلتها كاميرات الفيديو.. التى سجلت اللحظات الدموية.. وتوصلت أجهزة الأمن إلى أسماء المتهمين وأدوارهم، من خلال هذه الصور واللقطات، وأمرت النيابة بضبطهم وإحضارهم.. وكان الجميع يتساءل.. متى يقتحمون كرداسة؟ بعد 35 يوماً.. عادت «كرداسة» إلى الدولة.. وفرضت قوات الجيش والشرطة سيطرتها الكاملة، بعد الاقتحام والحصار والمداهمة، التى تمت فى السادسة من صباح الأمس.. كرداسة التى تضم 150 ألف نسمة، ينتمون لعائلات كثيرة، «بريئة» من إرهابيين مسلحين وجهاديين وعناصر إخوانية.. دبرت ونفذت وسحلت وقتلت الضباط والأفراد.. عندما تطالع فيديو تعذيب وسحل وقتل أفراد الشرطة على أيدى المتهمين..

ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة خلال تعذيبهم على أيدى الإرهابين

عندما تشاهد واحدا من الضحايا والموت يقترب منه.. ويرفع يده طالبا من «قاتليه» أن يشرب كوباً من الماء.. ويأتيه الرد بـ«صفعات» على الوجه.. وطلقات رصاص تكتب السطر الأخير فى حياته.. عندما ترى لحظات السب والقتل واللعن والسحل، تقول إن الشرطة سوف تنتقم.. وجاءت لحظة الاقتحام.. وهاجم المسلحون قوات الشرطة بالرصاص.. وألقوا قنابل بدائية.. ولم يسقط قتيل واحد من المتهمين المسلحين.. ضبطتهم أجهزة الأمن ووضعتهم فى سيارات الشرطة.. دون صفعة واحدة.. مثل الصفعة التى تلقاها شرطى يوم «مجزرة كرداسة» عندما طلب بعض الماء من «القاتلين».. وجاء ردهم بالرصاص.. الشرطة كانت حريصة على ألا تقتل أحدا.. وألا تكون المعاملة بالمثل.. «معاملة القتل والسحل».. كانت معاملة بـ«القانون».. لا «معاملة دم».