طفل حكم مصر وألغى الاحتفال بمولد النبى .. فمن هو؟

“الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمى” ولى الخلافة الفاطمية بعد موت الخليفة المُستعلى بالله ابنه منصور أبو على سنة 1101م، وكان عمره وقتها خمس سنوات ولُقب بالخليفة الآمر بأحكام الله، وزاد بذلك سلطان الوزير الأفضل بن بدر الجمالى حيث لم يكن الخليفة إلا غلاما، فكان الأمر مسلوب السلطة مع الوزير الأفضل كما كان الحال مع سلفه المُستعلى.

وفى عهد الآمر ظهر تعصب الأفضل لأهل السُنة كما يتجلى فى إغلاقه مكتبة دار العلم الشيعية التى أسسها الخليفة الحاكم وزودها بآلاف الكتب لبث عقائد المذهب الشيعى مذهب الفاطميين، ولم يقف الأفضل فى إساءته للمذهب الشيعى فى عهد الآمر عند هذا الحد بل خطا خطوة جريئة وهى أمره بإلغاء الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم، ومولد السيدة فاطمة والإمام على والخليفة الآمر على ما جرت به عادة الشيعة.

وفى عهد الآمر بأحكام الله الفاطمى سقطت مدينة عكا وطرابلس وجبلة وبيروت وصيدا فى أيدى القوات الصليبية الآتية من أوروبا، وعندما أدرك الوزير الأفضل مدبر المملكة المصرية أنه عاجز عن مناوأة “بلدوين” ملك مملكة بيت المقدس أبرم معه عقد صُلح يُعتبر أول اتصال سياسى بين مصر والصليبين عام 1115م، على إثر مهاجمة بلدوين لقافلة من قوافل الحجاج.

لكنه لم يمض عامان حتى قصد بلدوين مصر فى عام 1117م، فى جيش كبير فدخل مدينة الفرما وأحرق مساجدها، وليس إلا مرضه وموته بالقرب من بحيرة البردويل الذى أنقذ مصر من أول غارة صليبية مباشرة عليها، لذلك دبر الآمر خُطة لقتل الوزير الأفضل، وعاد للآمر نفوذه بعد نجاح خطته وأمر بنقل ثروة الأفضل إلى دار الخلافة، ولما تم قتله تنصل من دمه وقتل قتلته اقتصاصا له حتى لا يُعرف أنه هو الذى حرضهم عليه.