الاقامة الجبرية هي إحدى العقوبات المقيدة للحرية وتفرض عادة في ضمن العقوبات الجنائية السياسية أو العقوبات الجنحية السياسية.
وتسمى أيضا الحبس المنزلي، والاحتجاز، وهى بديل مخففة للسجن.......
وُضعت على مر التاريخ العديد من الشخصيات رهن الإقامة الجبرية ومنهم الحسن بن الهيثم
ولد أبي علي الحسن بن الهيثم سنة (354ه= 965م)، فى البصرة وبها نشأ وتعلم، وقد عاش بن الهيثم في فترة مزدهرة، ظهر فيها أساطين العلم في الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، فجذبته هذه العلوم فأقبل عليها بهمة وقرأ ما وقع تحت يديه من كتب واهتم بتلخيصها ، ودراستها حتى ذاعت شهرته، واشتهر في العالم الإسلامي باعتباره عالمًا في الهندسة له فيها آراء واجتهادات.
سمع بها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فتاقت نفسه إلى الاستعانة به، وزاد من رغبته ما نمي إليه ما يقوله ابن الهيثم: "لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص"، وكان ابن الهيثم في هذه الفترة قد تجاوز الستين من عمره،
عرض الحاكم على ابن الهيثم الحضور إلى مصر والاستقرار فيها، فلما وصل أكرمه، وطلب منه تنفيذ ما قاله بخصوص النيل.
ذهب الحسن إلى أسوان ومعه جماعة من الصناع المحترفين في أعمال البناء ليستعين بهم على تنفيذ فكرته التي خطرت له، غير أنه لما عاين الموقع الذي اختاره لتنفيذ مشروعه وجده لا يصلح مع ما فكر فيه، وأن تنفيذه يكاد يكون مستحيلا، فبناء جسم على النيل في ذلك الوقت تفوق إمكانات عصره وفوق طاقة رجاله، فعاد الحسن بن الهيثم خجلا إلى القاهرة، واعتذر للخليفة الحاكم، فتظاهر بقبول عذره، وولاه بعض الدواوين، فتولاها ابن الهيثم رهبة لا رغبة.
خشي ابن الهيثم من تقلبات الحاكم بامر الله وغدره ، وفي الوقت نفسه لم يكن قادرًا على التخلي عن عمله والانسحاب منه؛ فلم يجد وسيلة للتخلص مما فيه إلا ادعاء الجنون وإظهار البله والعته،
فلما بلغ الحاكم ذلك عزله عن منصبه وصادر أمواله، وفرض عليه الإقامة الجبرية سنة 1011م,وأمر بحبسه في منزله، وجعل عليه من يخدمه، وظل العالم النابه على هذه الحالة التعسة حتى تُوفي الحاكم بأمر الله، سنة 1021م .
عاد إبن الهيثم للظهور والاشتغال بالعلم، واستوطن دارًا بالقرب من الجامع الأزهر، وأقام بالقاهرة مشتغلا بالعلم والتصنيف ونسخ الكتب القديمة حتى توفي سنة (430ه= 1038م) تقريبًا...
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.