تسود فى تلك الأونة موجة من الغضب ضد البعض ممن ينتمون من الجهاز الأمنى المصرى.. ولا ينكر أحد ذلك بتجاوزات بشعة فردية من البعض ولكنهم لا يمثلون كامل المنظومة الأمنية التى تحمى المواطن وتدافع عن حقه وتحمى الوطن والتى هى الذراع الحق لتنفيذ الظبط والربط وصمام الأمان للدولة المصرية.. نعم منهم من تجاوزوا ومنهم ممن إستغلوا وظائفهم فى ظلم البعض وأفسدوا ولكنهم ليسوا هم ولا نحن ملائكة فكلنا بالنهاية خطائون وإن كان منهم البعض فهم لا يمثلون الكل...
نموذج اليوم هو نموذج مشرف يستحق الثناء والتقدير بل والتكريم
المكان : شبين الكوم .. أمام كلية الهندسة .. محافظة المنوفية
الوقت : الواحدة صباحا
بعد العودة من يوم عمل عصيب وفى ظل البرد القارص صباحا عائدا من عمله يحلم برؤية مكان نومه ليستريح من عناء العمل طوال اليوم رأى أحد الضباط والجنود المجهولون فى وطننا أحد الأشخاص من المرضى النفسيين شاحب الوجه نحيل الجسد جائع ومتعطش ويكاد يتجمد من شدة البرد متقوقعا على نفسه بجانب سور والشكل العام يوحى بكل مراحل البؤس والشقاء الذى يمكن أن يتخيله أى إنسان.
وما حدث ليس فيلما سينمائيا أو كانت إحدى حلقات الكاميرا الخفية أو برنامج كوميدى أو دعائى أو حتى إعلانى ولكن كان .... موقف إنسانى
كان بمقدوره أن يمر مرور الكرام ولا يعيره أى إنتباه على الإطلاق مثلما فعل الكثيرون ولكن القانون الإنسانى أهم من القانون الجنائى فى الكثير من الأحيان ومصريته ووطنيته الأدمية الحقيقية كانت هى الغالبة فى أن يترجل من سيارة الشرطة لينزل إلى هذا المريض النفسى البائس المسكين و المجهول الهوية ليحنوا عليه ..
كانت لحظة دهشة من هذا المسكين فى أن يجد هذا الضابط الكريم يحنوا عليه بكل عطف بأن أحضر له ثيابا ليرتديها لتقيه من البرد القارص بل ويعطيه طعاما ليأكل ويسد جوعه وماء ليشرب ويروى ظمأه بل وعندما طلب منهم سجائر ليدخن أعطوه أيضا ..تحدث معه وجلسو معه القوة بكاملها لأكثر من ساعة ليحسسوه بالأمان وليحصل على أية معلومه ربما توصله إلى أهله أو ذويه أيضا ونشروا صورته على مواقع التواصل الإجتماعى لربما يتوصل أحد إلى ذويه أو إلى معارفه أو أقرباؤه ليأتو لنجدته وإيوائه.
تحيه شكر وإعزاز وتقدير لمثل هؤلاء الجنود المجهولين من أبناء أرض الكنانة الأبرار .. تحية تقدير لعين باتت تحرس فى سبيل الله وتحنوا على بائس مشرد فقير هائما على وجهه .. تحية تكريم لضابط شرطة مصرى محترم برتبة شرطية ... وضع بجانبها رتبة أخرى مشرفة ... هى رتبة إنسان....
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.