شهدت فرنسا في الفترة ما بين(1515-1547) م ، تراجع المذهب "البروتستانتي" لصالح الكاثوليك ، لعدّة اسباب لعل اهمها :
منح البابا (ليو العاشر) لملك فرنسا الحق في تعيين الاساقفة من جهة ، و انقطاع صِلة رجال الدين بروما من جهة ثانية.. ايضاً قيام الملك بقمعهم بكل الطرق خوفاً من انتشار المذهب البروتستانتي في فرنسا وأيضاً خوفه من حدوث انقسام سياسي في البلاد كما حدث في ألمانيا ...
فَــقُتل الآلاف من "البروتستانت" واشتعلت الحروب الدينية أكثر بين الملوك والأمراء بسبب تفضيل سيطرة المذهب "الكاثوليكي" ، فكان "الكاثوليك" يقومون بعمليات قتل جماعية لكل "البروتستانت" ، وكان "البروتستانت" الفرنسيين ; يردّون بعمليات قتل وحرق للكنائس الكاثوليكية مما جعل هذه الحروب تستمر لثلاثين عاماً !!
إلى أن تمّ إصدار مرسوم سنة 1563 مَنحَ "البروتستانت" حُرية العبادة في بلدة واحدة من كل إقليم، فسادت بذلك فترة من الهدوء بين الطرفين .
حدث تقارب كبير بين المذهبين في فرنسا في عهد الملك (شارل التاسع 1550-1574 م)، وذلك مُحاولةً منه لتوحيد الفرنسيين في ظلّ تزايد النفوذ الإسباني في البلاط -خاصة مع ادّعاء الإسبان زعامة الكاثوليكية في أوروبا - وأيضاً رغبة منه لنشر الأمن في البلاد .. فهادن "البروتستانت" وتوّج هذه الهدنة بالرغبة فى تزويج أُخته من زعيم بروتستانتي يُدعى الأدميرال "كوليني" ..
لكن أُم الملِك "كاترين دي مديتشي" و التي كانت وصيّة عليه لأنه صغير السِن ; خشيت أن يؤدي هذا التقارب إلى غضب "الكاثوليك" عليها وربما انتزاع المُلك منها ; فسعت لتخريب هذه الهدنة بمحاولة اغتيال "كوليني" عام 1572 وهو خارج من قصره ، ولكنه نجا وعزم على التنكيل بمن حاول اغتياله ..
خَشي "الكاثوليك" من ذلك لأن باريس كانت ممتلئة بالبروتستانت فعقدوا النيّة على أن يجعلوا عيد القديس "بارثلميو" فى 24 أغسطس سنة 1572م مذبحة يُبيدون فيها خصومهم بأمر من الملكة (كاترين دي مديتشي) مستغلة تجمعهم في العاصمة ..
ليبدأَ بعدها الناس بذبحهم في شوارع باريس ...
حيث قتلوا في يوم واحد 3 آلاف شخص في حي واحد من أحياء باريس الصغيرة بأبشع طريقة يمكن للإنسان ان يموت بها لدرجة أنهم كانوا يحضرون النساء الحوامل ويشقون بطونهم ويستخرجون الأجنة ويضربون رؤسهم بعرض الحائط حتى تنفجر لتنتقل بعدها عدوى القتل لباقي المدن و القرى الفرنسية .
و كانوا يقومون بقتل ما معدله من 6 الى 8 ألاف كل يوم لينتهي الأمر بحصيلة نهائية تم تقديرها بأكثر من 4 مليون قتيل من الجانبين .
والبابا في ذلك الوقت (غريغوري الثالث عشر) بارك أفعالهم تلك وأمر بأيقاد النيران في أعلى الكنائس وقرع الأجراس أحتفالاً بأفعال الكاثوليك و أمر بعدها بأسبوع واحد ان يتم صك عملة نقدية عليها صورته ومرسوم عليها سياف يقطع رأساً ومكتوب تحتها قُتل الخوارج تقديراً لإنجازاته للمذهب الكاثوليكي .
تم تخليد الحدث السعيد بلوحة على جدران كنيسة الفاتيكان واللوحة لا تزال موجودة حتى يومنا هذا وتحمل أسم " مذبحة سانت بارتيليمو"
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.