قصة عالم مصري اغتاله الموساد: ابن ممثل معروف وثالث أشهر علماء الاتصالات الفضائية في العالم
سعيد السيد بدير عالم مصري تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، من مواليد روض الفرج بالقاهرة في 4 يناير 1949 وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية اغتيال من قبل الموساد،
ولد في يناير عام 1949 ، بدأ في سنواته الأولى علامات الذكاء الفائق، في الثانوية العامة كان سعيد بدير الثاني على مستوى الجمهورية بمجموع 95%، تخرج من الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطاً في القوات المسلحة المصرية، أصبح معيداً في الكلية الفنية العسكرية عام 1972، ثم مدرساً مساعداً في الكلية نفسها، ثم مدرساً فيها عام 1981، حتى وصل إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد مهندس بالمعاش بناء على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية كأستاذ زائر في جامعة ليبزيخ فيألمانيا الغربية وتعاقد معها لإجراء أبحاثه طوال عامين، وكان مجال الدكتور سعيد يتلخص في أمرين:
-التحكم في المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعي.
-التحكم في المعلومات المرسلة من القمر الصناعي إلى مركز المعلومات في الأرض سواء أكان قمر تجسس أو قمراً استكشافياً.
استطاع وهو في سن صغيرة من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالماً فقط على مستوى العالم في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، كما صنف في المرتبة الثالثة
تهديده بالقتل
في أكتوبر عام 1988م أتفق معه باحثان أمريكيان لإجراء أبحاث معهما مقابل الحصول على الجنسية الأميركية وأجر مالي ممتاز عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية، وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين، وذكرت زوجته أنها وزوجها وابناهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، شعر بأن حياته وحياة أسرته باتت في خطر، فكتب رسالة إلى الحكومة المصرية يطلب فيها حمايته، تلقى سعيد اتصالاً من السلطات في القاهرة تطلب منه عودته فوراً الى أرض الوطن.
بدأت مخاوف الأجهزة المخابراتية خاصة الغربية منه تزداد مع ابحاثه الخاصة بالاتصالات والأقمار الصناعية، خاصة بعد كشفه عن أبحاث لكيفية السيطرة على قمر صناعي معادي لصالح مصر ، وعندما ظهرت هذه التهديدات علم بذلك الرئيس المصري حسني مبارك عينه مستشاراً له في مجاله.
ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده، ثم عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988م ليحمية من محاولات متوقعة لاغتياله وقرر السفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها، واستمر سعيد في تجاربه في ألمانيا على أساس أن الإمكانات في مصر غير متاحة لمثل هذه التجارب، وبدأت المخابرات الأميركية تهدده بطريقة غير مباشرة، وكي يبعد الأنظار عنه قرر أن يفتتح مصنعاً للإلكترونيات لمجرد صرف نظر المخابرات الأميركية عنه.
وفاته
بعد ذلك الإعلان بأسبوع، وتحديداً في الإسكندرية في 13 يوليو عام 1989 تلقى قسم شرطة شرق في الإسكندرية بلاغاً عن سقوط شخص من أعلى عمارة في شارع طيبة بكامب شيزار في ما يبدو أنه انتحار، لذا تم التحقيق في الإسكندرية، حيث وجدوا الغاز مفتوحاً في شقته وكأنه أراد الانتحار بالغاز وعندما فشل ألقى بنفسه من العمارة، كذلك وجدوا وريد يده مقطوعاً أيضاً، فكأنه أراد الانتحار بطرق الموت كافة.
لم يتم الإعلان عن من وراء قتله، وهناك مصادر اشارت إلى احتمالية قيام أجهزة المخابرات باغتياله، خاصة جهاز الموساد الإسرائيلي.
وتلك حقيقة ما حدث بالفعل
فى ليلة ساكنة بينما كان أحد سكان العمارة رقم (20) بشارع طيبة بالإسكندرية، يفكر في المصدر الذي ينبعث منه رائحة الغاز التي إنتشرت في العقار، سمع صوت إرتطام شديد بأرض الشارع، ليسرع إلى النافذة ويرى جثة شخص في الأربعينات ملقاه على الأرض والدماء تنزف من رأسه، فأسرع للإتصال تليفونيا بشرطة النجدة التي وصلت في الحال لمكان الحادث.
بدأت الشرطة بعمل التحريات و سؤال سكان العمارة والشارع عن شخصية القتيل، لكن أحدا لم يجب فقد كان القتيل غريبا عن الحي كله، وبسرعة تتوصل تحريات رجال الشرطة إلى شخصية الضحية، إنه الدكتور سعيد السيد بدير، الذي جاء بالأمس إلى شقة شقيقه سامح بالطابق الرابع من العمارة رقم (20).
دخلت الشرطة الشقة و الغريب أنهم إكتشفوا وجود أنبوبة بوتاجاز في غرفة النوم، وبقعة دم على السرير بالغرفة، ثم يأتي تقرير الطبيب الشرعي وتحقيقات النيابة لتؤكد أن القضية مجرد إنتحار، ولأن الجميع لم يكن يعرف عن الضحية سوى أنه نجل الفنان الراحل السيد بدير، خرجت الصحف في اليوم التالي بخبر الانتحار.
كان يمكن أن تمر المسألة مرور الكرام إلى أن جاء شقيق الضحية إلى النيابة وأدلى بأقواله التي غيرت مسار القضية تمامًا، بعد أن كشف المكانة العلمية للضحية، والذي كان ثالث العلماء على مستوى العالم في مجال الميكرويف والاتصالات الفضائية، وهو من مواليد روض الفرج في 4 يناير 1949، ضابط ومهندس متقاعد في القوات المسلحة، يحمل رتبة عقيد.
كما أنه يحمل العديد من الشهادات العلمية، وأول من حصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من الكلية الفنية العسكرية، بالإضافة إلى درجة الدكتوراة في الهندسة الإليكترونية من جامعة «كنت» بإنجلترا، وتم ترشيحه لجائزة الدولة التشجيعية.
بدأت النيابة تصغي جيدا وهي تسمع عن المكانة العلمية والعالمية للضحية، وعرف وكيل النائب العام أن الضحية بعد إنهاء خدمته العسكرية سافر إلى ألمانيا لاستكمال أبحاثه بعد أن تعاقد مع جامعة «ديزبورج» مع وعد منه أن يرسل لمصر قبل أي دولة أخرى نتائج أبحاثه.
وسافر إلى ألمانيا وأنجز 13 بحثا علميا في غاية الأهمية، وعندما فكر في التوجة إلى الولايات المتحدة لإستكمال أبحاثه بدأت المشاكل تحاصره في ألمانيا، حتى أنه كان يجد بعض أثاث بيته قد تغير مكانه أثناء غيابه.بما يعنى أن أحدا كان يتعقبه ويبحث وراؤه فى غيابه عن المنزل سرا وهذا أسلوب مخابراتى وليس أسلوب لصوص عاديون.
لم يتحمل الدكتور سعيد تلك الضغوط كلها على عاتقه فقرر العودة إلى مصر، حيث كان مشغولا بأحد أهم الأبحاث في حياته، وإتصل بشقيقه سامح وطلب منه مفتاح شقته في الأسكندرية حتى يبدأ في بحثه هناك، لكن كان هناك جهات خفية لا ترغب في إتمام هذا البحث، وقرروا التخلص منه، فأرسلوا ثلاثة أشخاص إقتحموا الشقة وقيدوه، ثم إقتادوه إلى غرفة النوم وقام أحدهم بقطع شريان يده، بينما أحضر الآخر أنبوبة غاز ووضعها بجانبه في غرفة النوم، وانتظروا حتى فاضت روحه، فألقوا بجثته من البلكونة.
كان مجال تخصصه يتلخص في التحكم في المدة الزمنية منذ إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء، والتحكم في المعلومات المرسلة من القمر الصناعي إلى مركز المعلومات في الأرض، سواء كان قمرا إستكشافيا أم قمر تجسس، وأحدثت أبحاثه ثورة في مجال الأقمار الصناعية سواء كانت مخصصة للأغراض العسكرية أو المدنية، ومن خلالها يمكن معرفة المعلومات المرسلة من وإلى القمر الصناعي، الأمر الذي أزعج كل أجهزة الاستخبارات في العالم، خاصة الموساد الإسرائيلي.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.