كان تعداد السكان اليهود ملحوظاً فقط في أحياء الدرب الأحمر، والجمالية، والموسكي، وجميعها من أحياء القاهرة التاريخية.
في الظاهر، استمرعدد السكان اليهود في الازدياد، ليصل إلى أكثر من ستة آلاف نسمة في 1917 وأكثر من خمسة عشر ألف نسمة في عام 1927.
وقد ظهر هذا أيضا في تصوير المنطقة في الأعمال الأدبية المكتوبة في ذلك الوقت، مثل رواية نجيب محفوظ خان الخليلي التي كتبهاعام 1946.
أهم ما تؤكده تلك الوثائق، أن اليهود المصريين، كانوا جزءاً من النسيج الوطني، خلال الحقبة الملكية ، بدليل أن العلم المصري القديم، كان يرمز عبر الهلال والنجوم الثلاث التي كان يحتضنها للديانات السماوية الثلاث "الإسلام، المسيحية، اليهودية"، ما يؤكد أن الديانة اليهودية وأصحابها، لم يكونوا يوماً طرفاً في الصراع العربي "الإسرائيلي" منذ اندلاع حرب فلسطين عام 1948 وبداية نشأة الحركة الصهيونية قبلها، وإعلان "إسرائيل"، وهو ما تؤكده "الوثائق" التي تكشف لأي مدى كان "اليهود المصريون" يمارسون حياتهم الطبيعية بمصر، تشير الوثائق إلى المهن التي عمل بها اليهود المصريون أو شهادات ميلادهم بمصر؟
- بالتأكيد ضمن الوثائق عشرات شهادات الميلاد لليهود الذين ولدوا في مصر، وأغلبيتهم بالمستشفى "الإسرائيلي" الذي تغير اسمه في ستينات القرن الماضي لمستشفى غمرة العسكري والقائم حالياً بالشرابية، بينها شهادة بتاريخ 5 مارس 1939 باسم مردخاي دافيد مانافش، وصناعة والده "صائغ جنسيته مصري وديانته "إسرائيلي""، ومحل سكنه بشارع إسكندرية بمصر الجديدة .
وأغلبية اليهود المقيمين في مصر، خلال حقبة الملكية وحتى منتصف الستينات، وتحديداً أبناء الطبقة المتوسطة من اليهود، كانوا يعملون بمهن مرموقة كأطباء ومحامين وأصحاب فنادق وتجار، تكشفها عدد من الوثائق، وعملوا بمجال السمسرة ب"البورصة الملكية" في مكاتب مثل مكتب (آل . عجمي وأولاده لسمسرة الأوراق المالية بالإسكندرية) خلال الخمسينات، ويوسف نجرين وإخواته ببورصة القطن بالإسكندرية أيضاً، وروبير إبراهيم طاسو وأبنائه بالإسكندرية، حسب خطاب للبورصة بتاريخ 19 يناير ،1953 أي عقب ثورة يوليو .
وكذلك شهادة "عدم وجود سوابق" لفيكتور دايفيد سماجا، اليهودي الإسكندري وكان يعمل بالبورصة سمساراً، وهي موجهة إلى بورصة العقود بالمدينة الساحلية بتاريخ 16 يناير 1953
في اوائل العشرينيات من القرن الماضي حاولت الطائفة الإسرائيلية في مصر انشاء مستشفي خاص بها. وبدأت في تحويل منزل الي مستشفي في جاردن سيتي. ولكنه كانت صغيرا جدا. و سرعان ما ادركت الطائفة ذلك فقررو انشاء مشفي كبير علي قطعة ارض كان قد تبرع بها السلطان حسين كامل عام 1916 م للطائفة اليهودية لبناء مستشفي و تم الاكتتاب لذلك عام 1921 م لإقامة المستشفي في منطقة غمرة بوسط القاهرة علي النمط الاوربي الحديث حيث شغلت المستشفي مساحة 4500 مترا مربعا من مساحة الارض الكلية التي تقدر 12000 مترا مربعا ، وكانت تحتوي علي 190 سرير (100 منها بالمجان). مع مرافقها الحديثة جدا، حتي يمكننا مقارنة مستشفى القاهرة اليهودي بأفضل المستشفيات في أوروبا حينذاك. وجزء من ابناء الطائفة اليهودية بحي الظاهر كان يتم ولادتهم فيها. استمر الامر كذلك حتي العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 م بمشاركة الكيان الصهيوني المعادي . تحولت المستشفي بعدها الي احد مستشفيات القوات المسلحة. و هي مستشفي غمرة العسكري الان...
***جريدة "التسعيرة"اليهودية الخاصة باليهود المصريين***
**********************************************
ضمن الوثائق أعداد من جريدة تسمى "التسعيرة" خاصة باليهود المصريين أيضاً، جريدة تجارية أسبوعية أصدرها الصحفي المصري اليهودي إبراهيم يعقوب مزراحي الشهير ب"ألبرت مزراحي" بحسب كتاب "اليهود المصريين صحفهم ومجلاتهم" للدكتورة سهام نصار
وصدر عددها الأول في 17 يونيو ،1944 وظلت منتظمة الصدور حتى عام ،1954 أي بعد قيام ثورة يوليو بعامين، إلى أن صدر القرار الوزاري رقم 64 لعام 1954 بشأن وقف وإلغاء ترخيصها بسبب عدم انتظامها في الصدور . وتحمل إحدى صفحاتها تهنئة مزراحي لرجل الأعمال اليهودي السكندري حاييم بك درة، تاجر المنسوجات الشهير عضو مجلس الغرفة التجارية بالإسكندرية من عام 1941 حتى 1948 بمناسبة زفاف نجله زكي، بمعبد "إلياهو نبي معبد النبي دانيال"، إضافة إلى تهنئة أخرى له بمناسبة عودته من رحلته الصيفية من فرنسا وأوروبا .
وفي عام 1950 أصدر مزراحي ملحقاً منفصلاً ل"التسعيرة" تحت مسمى "التسعيرة لامينوار" باللغة الفرنسية، أسند فيها رئاسة الملحق لزوجته صولا مزراحي، واهتم فيها بنشر أخبار الطائفة اليهودية وتاريخ اليهود، وتصريحات بعض القادة الصهيونيين، إضافة لنشاط الوكالة اليهودية بمصر
وظل مزراحي مقيماً في مصر حتى مغادرته لها لأمريكا مع أسرته عام 1960 . وبلغ عدد صحف اليهود في مصر عقب ثورة يوليو التي واصلت إصدارها، ثلاث صحف، اثنتان استمرتا في الظهور حتى عام ،1954
وهما "التسعيرة" و"الصراحة" لمزراحي، والثالثة هي "الكليم" توقفت عام 1957 .
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.