إسمها الحقيقى أمينه ذهني..خمسون جنيها كانت السبب بمقتلها
ربما لا تعلمون بأنها مثلت أربع مشاهد فقط بالفيلم وفي حياتها كلها وكانوا للأسف هم السبب في مقتلها
القصه تبدء وتنتهي عند نجيب الريحاني والتى كانت تلك السيدة جاره له بنفس الشارع في منطقه باب الشعريه وكان يحب دائما أن يمر عليها للشراء منها ويطمئن عليها
كانت تلك السيدة الفقيرة تعمل وتساعد نفسها في بيع الخضار بالشارع وهذا ما كان يزعج ويضايق الفنان القدير لأنها سيدة كبيرة وطاعنة بالسن وفقيرة
حاول كتيرا أن يساعدها بالمال سرا ولكن عفة نفسها كانت أقوى وكانت ترفض عرضه فى كل مرة.
في أحد الأيام أتته فكره بأن يساعدها بطريقه أخرى وهى أن يحضرها لتقوم بعمل مشاهد ثمثيلية بسيطة معه في بعض مشاهد أعماله وكان أولهم وأخرهم أيضا فيلم سلامه في خير وبالفعل قام بتصميم مشاهد تمثيلية خفيفة لا تتطلب جهد خصيصا من أجلها وجعلها بالقيلم تظهر بصورة حماته علما بأن ذلك لم يكن موجودا بالسيناريو من الأساس.
وقام الفنان القدير ببدء التصوير وحضرت السيدة أمينه وقامت بتمثيل المشاهد البسيطة الخاصة بها كما طلب منها مع أنها كانت متوترة جدا وتنظر لكل الأضواء والكاميرات وتشرب سجائر وتقول كلمات غير موجودة بالمشاهد وأصر الفنان نجيب الريحاني بأن لا يقوم بإعادة التصوير وقام بتسجيل المشاهد كما هى بتلقائيتها دون حذف .
الفنان نجيب الريحاني قام بشكرها قائلا "شكرا ياست أمينه..إنتى كده دورك إنتهي" وقام بإعطاؤها بيدها مبلغ خمسون جنيه وكان وقتها هذا مبلغ ضخم جدا ولا يحصل عليه إلا ثاني ممثل بالفيلم.
بالطبع طارت السيدة أمينة من الفرحه ولم تكن تصدق ما بيدها من أموال و قال الفنان نجيب الريحانى لها "يلا روحي لبيتك" وذهب أمام الإستوديو بنفسه وأوقف لها تاكسي وأوصي السائق بأن يوصلها لباب المنزل لأنه لم يكن أنهى باقى مشاهده وأعماله بالفيلم وكان يعود كل يوم بالـ ٦ صباحا بعد مراجعة كافة المشاهد وبعد أن يدقق فى كل شىء.
عاد الفنان القدير نجيب الريحاني البيت ونام كثيرا بعد يوم عمل شاق ثم إستيقظ فجأه علي صوت دق كثير متواصل علي باب منزله من سيده كانت تقيم مع السيدة أمينه لتقول له بأن تلك السيدة منذ غادرت إليه لم تعد حتى الأن منذ الأمس .
فقال لها "إزاي يحصل كده أنا ركبتها تاكسي بنفسى ووصفت له العنوان بالتفصيل" ؟ وبالفعل زاد قلقه كثيرا وذهب للبحث عنها بالمستشفيات وأقسام الشرطه ونقاط الإسعاف ولم يجدها نهائيا على مدى ثلاثة أيام متتالية ولكنها للأسف قد إختفت..للأبد
كان لتلك السيدة حفيدة إبنة إبنتها تدعى أيضا أمينة والدتها متوفية..أخذها الفنان القدير نجيب الريحاني ليقوم برعايتها وتربيتها حسب وصيه السيدة أمينة له حيث قالت له "أنا لو موتت بالشارع أوصيك تبقي تربي أنت البنت لأنها يتيمة". وقام بتنفيذ الوصية
وقام بتعليمها أفضل تعليم ممكن حتى كبرت الفتاة وتزوجت في ألمانيا وأنجبت ٣ أطفال وتوفاها الله خارج مصر.
القصة لم تنتهى على هذا فقط..فقد صدق قول الله "إن ربك لبمرصاد" فبعد مرور ٢٧ عاما على تلك الواقعة تم القبض على أحد البلطجية قد تشاجر بنفس الشارع مع العديد من الناس خلافات الجيرة وقام البلطجي بقتل أحد أبناء جيرانه وعندما حضر أباه ليتشاجر معه فقام بقتله هو الأخر بسلاح وقبض عليه وأودع بالسجن وحكم عليه بالإعدام شنقا.
وصباح يوم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق البلطجى حضره الشيخ ليستتوبه ويلقنه الشهادة..كان البلطجي المتهم منهارا وكان يبكي بكاء شديدا جدا..
فقال للشيخ "فيه حاجه عايز أعترف بيها وأقولها علشان أخلص ضميرى من ربنا قبل ما أموت".
فرد عليه الشيخ "خير يابني؟"
فقال له "دى مش أول مره أقتل فيها..أنا زمان قتلت واحده ست عجوزه ركبت معايا التاكسي من عند إستديو لتصوير الأفلام واللي ركبها الممثل نجيب الريحاني أو واحد يشبهه"
فرد عليه الشيخ "وليه قتلتها عملتلك إيه يا بنى؟"
فقال له "وهي قاعدة ورايا في الكرسي شفتها بتطلع فلوس كتير جدا وعماله تعد فيهم..الشيطان وسوس لى وقالي أخدهم منها..وأخدتها علي مكان في الصحراء وعملت إن العربيه عطلت وقولتلها إنزلي أركبك تاكسى تاني وضربتها علي راسها وخنقتها وأخدت الفلوس ورميتها من فوق الجبل".
فرد عليه الشيخ "وليه كدة يا بنى مش حرام عليك؟ وهل تأكدت إنها ماتت؟"
فقال له المتهم "بعد الحادثه بعشر أيام رحت أطمن في مكان الجريمة لقيت الضباع وكلاب الجبل أكلو الست اللى قتلتها ولم يتبقى منها إلا بقايا ملابسها ممزقة وعليها دمائها فإطمئننت ومشيت".
وتم تنفيذ حكم الإعدام بحق المتهم وعلم بالقصة من طاقم التنفيذ الأستاذ الشاعر والكاتب المسرحي العريق الفنان بديع خيرى من أحد الضباط كان حاضرا تنفيذ حكم الإعدام وكان الضابط يقول أنه يتذكر السيدة أمينة جيدا وبأنها كانت دائما تأتيه في أحلامه تصرخ وتبكي وبعد أن قام الضابط بتنفيذ الحكم وحكى قصتها أتته في أحلامه وهى ترتدى ثوب أبيض يشع نوره ولها أجنحة كالملائكة وطارت في السماء بعيدا وبعد ذلك لم يحلم بيها مرة أخرى أبدا.
كتب ذلك وذكره الفنان القدير نجيب الريحاني في مذكراته اللي قصها ورواها لمجله الكواكب.
رحمها وجعل مثواها الجنه
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.