تلك الإنثى البطلة والوفية الموجودة بالصورة تدعى الكلبة "ماتيلدا"..
خلال أخر الساعات الماضية أصبح العالم كله يتحدث عنها بسبب ما فعلته في روسيا..
ما حدث إنه قد شب حريق ضخم أنتشر كالهشيم في داخل دار لرعاية المسنين في مدينة لينينجراد الروسية..
من المعروف هناك بأن تلك الدار تقع بمنطقة شبه منعزلة ومتطرفة بعيداً، وكل شىء قد حدث بسرعة للدرجة اللي أصبح معها وجود إستحاله إن يمر أحد من أمام الدار أو بأن يبلغ المطافي أو حتى يستطيع إنقاذ المسنين بداخل الدار..
"ماتيلدا" هى الوحيدة اللى كانت موجوده قريبة من الدار في لحظتها، ورغم إنها حامل لكنها ودون خوف وبكل جرأة وشجاعة ربما لا يتحلى بها البشر دخلت مسرعة للدار وسط النار المستعرة في تصرف بطولى نادر كان يحكمه قدرة الله قبل كل شيء.
وتوجهت ناحية جرس الإنذار المخصص لإستدعاء المطافي والموجود داخل غرفة معينة بالدار لأنها بذكاؤها رأت من قاموا بعمل جرس الإنذار وهم يقومون بتجربته فتذكرت وفعلتها.
الجرس رن بوحدة المطافيء عندما جذيته ماتيلدا وفوراً تحركت أربعة سيارات إطفاء وحماية مدنية مسارعين لإنقاذ المسنين وإطفاء الحريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفعلاً وبسبب "ماتيلدا" قام رجال المطافىء وأنقذوا الـ 4 مسنين الذين كانوا حقيقة بينهم وبين الموت خطوة واحدة..
ويبقى صاحبة القصة .. إن "ماتيلدا" بعدما قامت بضغط الجرس المخصص للإنذار كانت قد حبست بداخل الدار وسط النيران، وأغمي عليها بسبب استنشاق ثاني أكسيد الكربون أثناء الحريق في منطقة لينينغراد الروسية. ؛ ولكن رجال المطافىء أنقذوها هى أيضا بصعوبة لإنهم وجودها بالصدفة ولم يكونوا يعلموا أن هناك كلبة بالداخل من الأساس..
وصرح قائد فريق الإنقاذ والحماية المدنية بأن الفريق عندما إقتحم الدار ووجدوها قاموا على الفور بإفاقتها وبأنهموجدوها كانت تبكي وترتجف من الخوف من النيران ومن الألم..
"ماتيلدا" أصيبت بـ حروق مضاعفة من الدرجة الأولى بوجهها ورقبتها وأرجلها، وبأنها للأسف لن تستطيع أن ترضع أولادها مجددا بسهولة لما تخلف بسبب إحتراق منطقة البطن من أسفل بالكامل؛ ولكنهم سوف يقومون بعلاجها بواسطة متخصصين وسوف تتحسن..
ويحاول الموظّفون في ملجأ فاسيلك في سان بطرسبورغ رعاية الكلبة، والاعتناء بجرائها إذ أن ماتيلدا لن تتمكّن من إطعام صغارها بسبب حروقها الشديدة في بطنها.
كل ما حدث مع تلك الكلبة الوفية كان سببه بأن هناك أحد المقيمين بدار المسنين إمرأة كهلة وطيبة من المسنين الذين تم إنقاذهم كانت معتادة بأن تطعم "ماتيلدا" بإيديها وتحنوا عليها أكثر من مرة قبل ذلك، وكان هذا هو سبب وفاء الكلبة لم أطعمها يوما وتعامل معها بإنسانية وجاتء دورها اليوم لرد الجميل وهذا تفسير منطقي لهذا النوع من الكائنات الجميلة والوفية.
نعم يا سادة..هناك إناس من بنى البشر تاكل معاهم عيش وملح وتعاشرهم العمر كله ولكنهم لا يفرق عندهم أى شىء ومن الممكن أن يبيعوك في ثانية ويكسبوا فيك أيضا بثمن بخس، وهناك إناس أوفياء تصونك وهذا عهدهم ، ووفاءهم لك يكون تحكمه الأصول والتربية الطيبة الحسنة..
"الوفي" سيكون البطل في وقت الوقعات والأزمات ..
ولسوف يلتزم بوعود خرجت من القلب وليس فقط من اللسان..
سينشر السعادة، وسيكون مصدر الأمل والأمان الوحيد لكل من حوله لإسعاد كل من حوله...
لا تفرطوا فى الأنقياء الأوفياء...
ضعوهم تاج فوق الرؤوس وحافظوا عليهم لأنهم يوما ما هم من سيكونون ربما سببا لإسعادكم ولإنقاذكم دون مقابل لأنه هدفهم بالحياة..
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.