زميلة بطل الفيديو : "مينا" ضحية الإخوان
اشتباكات وأوضاع غير مستقرة في محيط قصر الاتحادية، تعرضها شاشات التليفزيون من داخل شركة "أورانج" العالمية، استفزت مشاعر كل الموظفين داخلها، عندها فوجئ الجميع بصوت يقول صاحبه "الوضع دا ميتسكتش عليه.. أنا لازم أنزل يا جماعة بعد ما أخلص شغل".
كانت هذه الكلمات الأخيرة التى تتذكرها "جينا" صديقة من وصفته جماعة الإخوان المسلمين بـ"بلطجي الاتحادية". لحظات وعادت إلى منزلها وأثناء عرض الفيديو الذي انفردت به جريدة "الوطن" على القنوات الفضائية بعنوان سحل مواطن جردته ميلشيات الإخوان من ملابسه، فانهمرت دموعها، وعادت بها الذاكرة 4 سنوات إلى الوراء لحظة دخولها "أورانج" للمرة الأولى لتقدم طلب وظيفة كمهندسة بالدعم الفني للشركة وتفاجئ بالمهندس "مينا فيليب" مدير الدعم الفني للشركة يعقد اجتماعه الأول معها: "أول ما دخل خفت أحسن يرفضنى ويبقي شديد في معاملته، كان طول بعرض حاجة تقلق، بس طلع عكس هيئته خالص" هكذا وصفت "جينا أحمد يقوت".. "بلطجى الاتحادية" الذي لا يستطيع إيذاء بعوضة وليس معتصمين، حسب ما قالته.
وتستكمل الصديقة ذكريات "مينا" الذي كان بين أول المشاركين في ثورة يناير، ليعيش فرحة انتفاضة الشعب الثائر بالرغم من أنه ليس له أى توجهات سياسية. وتستطرد قائلة: "يوم الانتخاب بين شفيق ومرسي.. كان بين المقاطعين للانتخابات لأنه كان عارف أن لا دا يصلح ولا دا يصلح".
وبالرغم من أن "فيليب" مديراً لـ"جينا" وغيرها، إلا أنه كان بمثابة الأب، رغم أن عمره 32 عاماً وليس متزوجا، كما نشرت بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، صورته مع ابن شقيقته التى تعيش معه بالقاهرة.. وهو من أبناء الصعيد، ويحب أن يساعد كل من بالشركة "كان كل يوم يدخل يأكلنا زي ما تكون الشركة بتصرفلنا بدل أكل عشان تتأكد إن صحتنا تمام" لحظات طريفة تجمع بين رب العمل وموظفيه بالشركة التى أعلنت لحظة حدادها حزناً على الأضرار البدنية والنفسية التى لحقت برئيسهم الذى كانت خطيئته الوحيدة تخليص المعتصمين من قبضة الإخوان.
تحكي "جينا" كواليس المشهد الأخير لـ "فيليب" من أمام قصر الاتحادية حسب رواية من كان معه في تلك الاشتباكات التى وصلت لذروتها عندما اجتمع بعض الإخوان للإمساك بأحد الشباب وعند محاولة "مينا" صد التعدي عليه أمسك به أعضاء الجماعة الإخوانية به، لحظات وتحول وجهه الباسم للوحة مشوهة نتيجة للضرب المبرح الذي تعرض له. الهاتف لم يهدأ للتأكد من صحة ما رآه الجميع من إهانات وألفاظ بذيئة عن الإنسان الذي كانت تعيش معه لحظة بلحظة لم يتلفظ بألفاظ خارجة. موظفو الشركة يصابون بحالة من السكون لحظة غياب ضحكاته، يساعد الكبير قبل الصغير فتقول الشابة العشرينية "لحظة دخولي الشركة مكنتش أعرف الشغل ماشي إزاى لكن مينا كان صاحب الفضل الأول في اللى وصلتله دلوقتى من خبرة واسعة".
"كرم الصعايدة كله في مينا، واللى حصل معاه دا وإن دل على شئ هيبقي عن الهمجية والإرهاب، مش ممكن يكون الرد على التظاهر السلمى وتخليص الناس من بطش الاخوان أن يوصف مينا بأنه بلطجى ومسؤول عن أحداث الاتحادية"، غضب يصاحب نبرة صوت "جينا" من هول الموقف.
لحظات من الترقب والقلق تعيشها الفتاة العشرينية، بعد أن جاءتها أخبار من قبل أحد اقاربه، حول عرض المهندس "مينا" على النيابة في السادسة من مساء أمس منتظرة رد فعل رادع تجاه الوحشية التى تعرض لها مينا على يد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والشائعات التى ترددت حوله، وتنهي الصديقة الحزينة حديثها قائلة "مينا ضحية من ضحايا الإخوان.. وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم".
شعرنا بالرعب بعد خطاب «مرسى» واتهامه لنا بأننا بلطجية.. وإخلاء سبيلنا تأجل 24 ساعة دون أسباب
المهندس مينا فيليب جاد (33 عاماً) بات أحد علامات أحداث «قصر الاتحادية»، بظهوره فى الفيديو الشهير لـ«الوطن» أثناء تعذيب أنصار الرئيس له وسحله وإجباره على الاعتراف بتلقى أموال من «الفلول» مقابل التظاهر أمام الاتحادية.
«مينا» يروى لحظات اختطافه وتفاصيل الاعتداء عليه، مع عشرات المتظاهرين الذين احتجزهم أنصار الرئيس محمد مرسى وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين أمام بوابات قصر الاتحادية، قبل تسليمهم للشرطة.
* ما سبب وجودك فى محيط قصر الاتحادية أثناء الاشتباكات التى دارت بين مؤيدى الرئيس ومعارضيه.. وماذا حدث لك هناك؟
- كنت عائداً من العمل فى الساعة السابعة والربع من مساء الأربعاء الماضى، ومررت أمام موقع الأحداث بالمصادفة، ووقفت أشاهد الاشتباكات عند تقاطع شارع الخليفة المأمون مع الميرغنى، ثم هجمت مجموعة من الإخوان وجذبتنى نحوها وسحلتنى على الأرض أنا وغيرى، وفى لحظة تجمع الناس حولى وفى توقيت واحد، ضربى بعضهم، وآخرون جردونى من ملابسى وأخذوا متعلقاتى (المحفظة ورخصة القيادة والسيارة ومفاتيح منزلى) حتى أصبحت عارياً تماماً من النصف العلوى، وكان أحد المتظاهرين يشدنى من عنقى بـ«ماسورة» منذ لحظة اختطافى وحتى وصولى إلى الاتحادية، كان المشهد مثيراً، وناس تضرب بالعصا والحجارة والأحذية على رأسى، بعد سقوطى على الأرض، وفى كل حتة على جسدى، وكنت أردد: «يا جماعة أنا ما ضربتش حد، وما اعتديتش على حد.. انتو ليه بتعملوا كده؟»، فيردون علىّ بالسباب والتكفير، ويقولون: انتو كلاب وعلمانيين ومأجورين، مين اللى بعتك يا بلطجى.
مصر دفعت دم كفاية ومرسى فقد شرعيته بعد سقوط شهداء.. وهآخد حقى من «الإخوان» بالقانون
* لكن كيف كنت عائداً من العمل فى ظل حالة الطوارئ أثناء الأحداث وإغلاق الشوارع المحيطة بالقصر؟
- كنت مع أحد زملائى فى سيارته الخاصة، ونحن نعمل فى مدينة نصر ونسكن فى مصر الجديدة، فبالتالى مررنا من أمام المنطقة، ونزلت من السيارة لأشاهد الأحداث فقط.
* هل كنت تعلم أثناء مشاهدتك للأحداث مَن الطرفان المتنازعان؟
- كنت أعرف أن الإخوان ذهبوا إلى قصر الاتحادية فى وقت الظهيرة، واعتدوا على المعتصمين وطردوهم، واعتقدت أن الأمر انتهى إلى هذا الحد، ولم أكن أتوقع حدوث اشتباكات بهذه القوة.
* الفيديو الذى تظهر فيه أثناء الاعتداء انتهى أمام بوابة القصر، وهم يجرونك إلى هناك.. فماذا جرى أمام الباب؟
- عندما وصلت إلى باب قصر الاتحادية ابتدأ الاستجواب، وسؤالى من أنت ومن الذى أرسلك، واتهمونى بأنى حصلت على نقود نظير البلطجة، وهددونى بتركى لباقى الإخوان ليقتلونى إذا لم أعترف بأننى تابع لحمدين صباحى ومحمد البرادعى وأنى حصلت على أموال منهما.
* وبماذا رددت عليهم؟
- قلت إننى مهندس أتقاضى راتباً جيداً، ولم يستأجرنى أحد لإشاعة الفوضى، ولكنهم استمروا فى السباب والاتهامات، وجاء شخص زعموا أنه طبيب لمعالجتى، ولكنه لم يقدم لى إجراء طبياً، بل قيدنى من الخلف وتركنى.
* عندما كنت تتعرض للضرب والسحل نفيت عدم معرفتك باسمك وأنك نسيته.. لماذا؟
- أثناء تعرضى للضرب كنت أسقط مغشياً علىّ، وكنت فى حالة من الذعر والخوف، ولم أصدق ما يحدث، ولم أستطع الرد على الأسئلة، وعندما جلست أمام قصر الاتحادية بدأت أستعيد التركيز، وأدليت بمعلومات كثيرة عنى بأنى مسيحى وأعمل مهندساً، وعندما ذهبت إلى الحجز اكتشفت أن آخرين تعرضوا للضرب والسحل أكثر منى، كما كان يتعرض للضرب كل من يحاول منع الاعتداء على المقبوض عليهم، وأريد أن أقول إننى لست الوحيد الذى ضُرب والذى تعرض للسحل والتعذيب، بل شاءت الظروف أن أظهر فى الفيديو أثناء اختطافى، وانتشرت صورى، لكن هناك آخرين تعرضوا للتعذيب أكثر منى، وهناك أطفال ورجال كبار فى السن، كما كان هناك طالب يدعى جودة عبدالخالق اختُطف من يد والده فى مدخل عمارته، وذهب والده إلى الإخوان أمام بوابة القصر، وطالبهم بتركه، فرفضوا وقالوا له «مالكش حاجة عندنا، روح استلمه من الشرطة»، وظل معنا حتى تم الإفراج عنه مؤخراً.
* ماذا كان شعورك عندما كنت عارى الجسد من النصف العلوى فى شارع كبير يعج بالمتظاهرين وتتعرض للضرب والسحل؟
- لا أحد يريد أن يظهر أمام الناس بهذه الصورة، وفيديو جريدة «الوطن» كان له الفضل فى تنبيه أهلى ومعرفتهم باختطافى، والوصول لى، وكنت مرعوباً أن ترى أسرتى هذه المشاهد وليس معى تليفون، لأبلغهم بأننى ما زلت حياً، كنت أجلس أمام بوابة القصر فوق مياه لا أعرف مصدرها، وكانت حالتى سيئة جداً لأنى كنت مجرداً من الملابس، وكدت أن أموت من البرد، وأنا مواطن عادى لم أعتد أن أتعرض لهذا الذل والقهر الشنيع، وما زلت أتساءل: لماذا كل هذا؟ أنا لم أعتد على أحد ولا أقذف «مولوتوف» ولا أطلق «خرطوش»، ولست بلطجياً.
* وماذا عن المصابين الآخرين الذين جاوروك أمام بواب قصر الرئيس؟
- كان معى مصابون يعانون من كسور، وإصابات كبيرة ولم يُقدم أحد لهم أى خدمات طبية.
* ومتى تسلمتك قوات الأمن من الإخوان ومؤيدى الرئيس مرسى؟
- لا أتذكر التوقيت تحديداً، لكن بعد فترة من الاحتجاز أمام بوابة القصر، أخذنا الأمن المركزى من يد الإخوان، ومنذ أول لحظة تسلمنا إلى لحظة خروجى لم يتمكن أحد من التعرض لى، فالشرطة بقدر الإمكان كانت تحاول مساعدتنا، لأنهم يعرفون أننا مظلومون، واتعرضنا على النيابة يوم الخميس.
لست وحدى من تعرض للتعذيب والسحل على يد (الاخوان) وأعلى علموا بأختطافى من فيديو على الانترنت
- بعد التحقيقات كان من المفترض أن يتم إخلاء سبيلنا من سراى النيابة لعدم وجود أدلة، وتأجل الإخلاء ليوم الجمعة لسبب غير معلوم، وقالوا إننا سنخرج ظهر الجمعة ولم نخرج أيضاً، ورأينا ونحن فى النيابة مقاطع من خطاب الرئيس، يقول فيه إننا بلطجية ومذنبون وإننا اعترفنا بذنبنا، ففقدنا الأمل فى الإفراج، واعتقدنا أنهم سيلصقون بنا تهم قتل وتخريب، وأظن أن سبب تأخر الإخلاء هو محاولة لتحميلنا جرائم القتل والتخريب، خصوصاً بعد خطاب الرئيس.* وماذا حدث فى النيابة؟
* ماذا فعلت بعد إخلاء سبيلك، وماذا عن حالتك النفسية؟
- توجهت إلى منزلى، واستغرقت فى النوم لأننى كنت متعباً جداً، وذهبت إلى قسم مصر الجديدة أختم جواب تحويل الطب الشرعى، ثم أجريت بعض الفحوصات الطبية للتأكد من صحتى. ونفسياً ليس لدىّ أى مشكلة لا مع الإخوان ولا السلفيين، وكان معى أحد الإخوان داخل الحجز، وكنت أدافع عنه، من محاولات البعض الاعتداء عليه داخل الحجز، وإذا هم أخطأوا ومارسوا العنف، فالخطأ لا يُعالج بالخطأ ويجب أن يأخذ كل منّا حقه بالقانون.
* هل لك نشاط سياسى أو كنت عضواً فى حزب أو حركة سياسية من قبل؟
- أنا مثل أى مواطن فى مصر شارك فى الثورة ومؤيد لها، وعارضت سياسية المجلس العسكرى وتظاهرت ضده، وعندما بدأت الأحزاب فى الظهور والتأسيس بعد الثورة، كنت عضواً مؤسساً فى حزب «مصر الحرية» لكنى غير ناشط، فالبداية كانت معرفتى بأن هناك حزباً ليبرالياً يحتاج توكيلات، وكنت مقتنعاً بالدكتور عمرو حمزاوى، وعلى هذا الأساس سجلت اسمى كواحد من الأعضاء المؤسسين، كما أن طبيعة عملى تستهلك معظم أيام الأسبوع ولا يتسنى لى الوقت لممارسة النشاط السياسى داخل الحزب.
* ما خطواتك القادمة لتستعيد حقك ممن اعتدى عليك؟
- أنا مواطن مصرى تعرض للتعذيب والضرب، وهناك قانون فى البلد، وأنتظر انتهاء تحقيقات النيابة، خاصة أننى اتهمت المتظاهرين من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، بأنهم اعتدوا علينا وتسببوا فى كل الإصابات التى تعرضنا لها، وأتعشم فى ربنا خيراً بأن يأتى لى حقى من الإخوان بالقانون.
* هل تنوى تدويل القضية بعد انتشار فيديو ضربك على القنوات الفضائية والإنترنت؟
- أنا واثق أنى سآخذ حقى فى بلدى، وأرفض أن تتدخل فى الموضوع جهات خارجية.
لن أغادر مصر..وأرفض تدويل قضيتى أو تدخل جهات خارجية فيها وسأواصل متابعة القضية والتظاهر
أرفض أى حكم دينى مهما كان الدين، لأن الحاكم سيحاول دائماً إضفاء قداسة على نفسه، وهو ما نشاهده الآن بأن الإخوان يضعون أنفسهم فوق المحاسبة والقانون.* هل تغير رأيك فى الرئيس محمد مرسى بعد ما تعرضت له من تعذيب وسحل على يد الإخوان؟
أنا لا أحمل ضغينة لأحد، والناس التى ضربتنى، كانت تضرب آخرين، وكان هناك أولاد شيوخ وملتحون، وآخر سلفى كان يتعرض للضرب، وموقفى لم يتغير، والإخوان يخونون الثقة التى أعطيناها لهم، وهناك أشياء معينة، الإخوان تعهدوا بها وخانوها من أول انتخابات مجلس الشعب إلى تقدمهم بمرشح لرئاسة للجمهورية، وموقفى لم يتغير فكنت أرى أن «الإخوان» تقود مصر فى طريق الخراب، ويفترض على الجميع ألا يسكتوا على أن يُداس القانون.
وحكاية إن الرئيس منتخب، فبالتأكيد نحن نقبل بنتيجة الانتخابات، والرئيس منتخب على قواعد معينة لا يجب أن يكسرها، وإلا فقد شرعيته، والرئيس بالفعل فقد شرعيته عندما قرر إصدرار إعلان دستورى يشبه ما فعله هتلر فى ثلاثينات القرن الماضى.
* قلت إنه كان من ضمن المحتجزين معك شخص سلفى تعرض للضرب.. من هو، وكيف عرفت أنه سلفى؟
- لا أتذكر اسمه، وعرفت أنه سلفى من ذقنه وطبيعته وطريقته فى الكلام وأسلوبه، والمشكلة ليست مشكلة دينية، بل هناك مجموعة تستخدم الدين لتحقيق مكاسب سياسية، ولى زملاء سلفيون يرفضون استخدام العنف.
* كيف تقيم موقف الشرطة من أحداث العنف أمام الاتحادية؟
- ما أعتقده أن الشرطة حاولت أن تقف على الحياد بين الطرفين، ولكنهم لم يستطيعوا الصمود، ولا أعتقد أن الشرطة قادرة على التصدى للإخوان المحتشدين أمام قصر الاتحادية، والشرطة طلبت تسلمنا من الإخوان لحمايتنا، «وكان مش هيطلع علينا شمس لو الشرطة ما خدتناش منهم».
* اتهموك بأنك بلطجى، بماذا ترد؟
- أنا لم أضرب أحداً فى حياتى، ولم أحمل سلاحاً، ولم أعتد على أحد، وفى 28 يناير فى جمعة الغضب، على الرغم من شدة الحنق بين الشعب والشرطة، كنت رافضاً ضرب قوات الأمن المركزى، فما الذى يدفعنى لتغيير اتجاهى السلمى.
* هل ستواصل المشاركة فى الاحتجاج ضد مرسى والإخوان بعد ما حدث؟
- سأستمر فى التظاهر طبعاً، ولابد أن يقف الشعب فى وجه كل مخطئ، ومن يوم 25 يناير ومعى كثير من الشباب نحاول أن نجعل البلد أفضل مما كانت عليه، ونقول لا لكل من يخطى.
* أثنا وجودك فى معسكر الأمن المركزى مع باقى المحتجزين.. ما أكثر الروايات مأساوية التى سمعتها من داخل الحجز؟
- أحد الأشخاص كان ملتحياً وفى منتصف العمر، قال لنا إنهم خطفوا منه زوجته وضربوها واعتدوا عليه وعليها، وكان لا يعرف عنها شيئاً، فكان الإخوان يضربون ويعتدون على المتظاهرين بدون تمييز، كان معنا البالغ من العمر 55 سنة وكذلك أطفال صغار.
* ما الرسالة التى تحب أن توجهها للرئيس محمد مرسى؟
- هو بالنسبة لى فاقد الشرعية بعد إراقة دماء المصريين وإصدار الإعلان الدستورى، وأتمنى أن نتخطى الأيام الصعبة، وكفانا دماء فمصر دفعت دم كفاية.
* ما رأيك فى الحوار الذى أجراه الرئيس مع عدد من ممثلى القوى السياسية والقرارات التى خرجت عنه؟
- عندما تحدث مشكلة يجب أن نزيل أسبابها كخطوة أولى لحلها وإزالة ما ترتب عليها، فكان من الضرورى قبل بدء الحوار مع القوى الوطنية سحب الإعلان الدستورى الذى أصدره، وتشكيل جمعية تأسيسية تعبر عن المصريين جميعاً.
* هل فكرت فى السفر خارج مصر بعد ما حدث لك؟
- لا، على الإطلاق، لا يمكن أن أترك البلد أبداً.
جيران «فيليب»: سحلوه وجردوه من ملابسه كأنه يساق إلى «منصة الصلب»
أهالى مصر الجديدة: «مينا» ليس بلطجياً وصُدمنا عندما شاهدنا على «النت» فيديو سحله.. وهو جار «مرسى» وليس من حى عشوائى كما زعموا
بناية مغلقة، تطل على أحد شوارع مصر الجديدة الهادئة، عرضه 40 متراً ويخترقه قضبان «تروماى» مصر الجديدة.. هنا يقطن مينا فيليب، أحد ضحايا موقعة «الاتحادية»، الذى اتهمه الإخوان بالبلطجة وسحلوه وجردوه من ملابسه، وكأنه يساق إلى منصة الصلب.. على عكس ما قيل، «فيليب» ليس من أبناء حى عشوائى ولا أرض خصبة تنبت بلطجية ومأجورين وفاسدين، بل إنه جار «مرسى»، فى منطقة راقية، ويشيد بأخلاقه جميع جيرانه عدا الرئيس
ذكريا كامل
يصف شوقى استقبال جيرانه خبر القبض عليه واختطافه، من قبل جماعة الإخوان أمام قصر الاتحادية، وتوجيه تهمة البلطجة له، بـ«الذهول»، مؤكداً سلامة سمعته، وعدم تحريره محضراً فى القسم على مدار حياته، قائلاً: «شاهدنا الفيديو وصدمنا عندما وصفه الإخوان بالبلطجة والعمالة»، وشدد على ضرورة استعادة حقه قانونيا من جماعة الإخوان، وانتقد محاولات الإخوان للسيطرة على مصر واختصارها فى فصيل واحد، متابعاً: «مصر كبيرة مش صغيرة».
وقال صلاح مصطفى، (63 عاما) مكوجى وأحد جيرانه، إن فيليب لم يشكُ منه أحد على الإطلاق، لافتاً إلى أنه كان لا يشكو من أحد ويسامح من يعتدى عليه، وكان منضبطاً فى مواعيد عمله: «دا عامل زى بنت البنوت، بيتكسف يسلم علينا». فيما انتقد مصطفى خطاب، جاره، الرئيس محمد مرسى ووصفه لفيليب ومن معه بالبلطجية، مشيراً إلى أنه اتهام باطل، كما أصدر إعلانا باطلا أهاج الشعب وتسبب فى الأزمة، قائلاً «أنا مسلم وهو مسيحى ولكن الحق يقال كان بيتكسف يقول لنا صباح الخير».
وأشاد أسامة عادل، مدير مبيعات، بأخلاق فيليب، قائلاً إنه على استعداد ليصرخ فى وجه وكيل النيابة ورئيس الجمهورية بأن مينا فيليب ليس بلطجيا، وأن الإخوان هم البلطجية عندما اعتدوا على المعتصمين وفضوا خيامهم، موضحاً أنه من مصر الجديدة وجار الرئيس مرسى، وتابع: «عمرى ما شفت مينا بيشرب سيجارة، يتقال عليه بلطجى، ويبهدلوه»، وأشار إلى أنه صُدم من الفيديو الذى نشرته بوابة «الوطن» يوم الحدث نفسه، ولم يصدق حتى تأكد من بقية جيرانه.
وأبدى زكريا كامل، بواب العمارة التى يسكنها فيليب، حزنه الشديد لما حدث من اعتداءات وسحل وضرب على أيدى الإخوان، ونشر شائعات مغرضة بأنه بلطجى ومأجور يريد إسقاط البلد، وأشار إلى انضباطه فى مواعيد عمله، والتزامه وآدابه فى التعامل معه كـ«بواب»، قائلاً: «بيعاملنى أفضل معاملة، ويهنئنى فى المناسبات»، مضيفاً: «الرئيس يقول اللى يقوله، الإخوان هما اللى بلطجية».
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.