Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: حصريا ولأول مرة : الموسوعة الكاملة : هذا تاريخهم.. الملفات السرية للإخوان المسلمين (الجزء السادس )

Wednesday, September 25, 2013

حصريا ولأول مرة : الموسوعة الكاملة : هذا تاريخهم.. الملفات السرية للإخوان المسلمين (الجزء السادس )



عبد الرحمن السندي-د.عبد العزيز كامل

*البنا والسندى كلاهما تبرأ من دم الخازندار

*القاضى الخازندار لم يكن محبوباً بين الأخوان

*حسن البنا: لم يصدر منى غير كلمات "لو واحد يخلصنا منه"

*عبد الرحمن السندى للبنا: لا أنت قلت لى وتتحمل المسئولية

*شباب الإخوان الذى قام بالعملية كان ضحية آلة القتل المسماة بـ"النظام الخاص"

مرة أخرى، ولكن في ملف وقضية مختلفة من ملفات الإخوان السرية، إغتيال القاضي الخازندار، نلجأ الى شهادات الإخوان أنفسهم وما سطروه بأقلامهم، كوادر وكتاب عاشوا تلك الحقبة وكانوا فاعلين رئيسيين فيها. كتبوا شهاداتهم على الأحداث دون ضغط أو تدخل من أحد فأدانوا الجميع بما في ذلك المرشد المؤسس حسن البنا نفسه. وفي هذه القضية نتناول ما سطره عدد من قادة التنظيم الخاص لجماعة الإخوان ( الجناح العسكري للجماعة ) بعد أربعين عاما من الحادث، وهم على الترتيب الدكتور عبد العزيز كامل في كتابه - فى نهر الحياة – الطبعة الأولى – المكتب المصرى الحديث، و أحمد عادل كمال - النقط فوق الحروف الإخوان المسلمون والنظام الخاص - الطبعة الاولى- الزهراء للأعلام العربى.

بالإضافة الى شهادة أحمد مرتضى المراغى آخر وزير داخلية قبل الثورة وكان يشغل آنذاك منصب مدير الأمن العام، التي حوتها مذكراته المعنونة - غرائب من عهد فاروق وبداية الثورة المصرية - الطبعة الأولى – مكتبة دار الشروق .

دم الخازندار:

ولأن نور الشمس يراه حتى من كان به رمد ، فسوف نبدأ بشهادة الدكتور عبد العزيز كامل الذي حضر ما أطلق عليه (محاكمة عبد الرحمن السندي) عقب مقتل الخازندار .

يقول الرجل في ص 45 وتحت عنوان دم الخازندار :

"فى صبيحة هذا اليوم ( يقصد يوم مقتل القاضي الخازندار في الثاني والعشرين من مارس 1948)، بينما كان المستشار أحمد الخازندار (بك) فى طريقه من منزله فى حلوان إلى عمله، عاجله اثنان من شباب الإخوان بإطلاق النار عليه فأردياه قتيلا .. وأمكن القبض على الاثنين: محمود زينهم وحسن عبدالحافظ.

وكان للحادث دوى عميق، تصارعت فيه تيارات فكرية متعددة، فقد أعاد إلى الأذهان مواقف الخازندار من قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين فى ناحية الإسكندرية، وحكم على الشابين بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر عام 1947، ولكن أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة .. ولم يكن الخازندار محبوباً، أو حتى موصوفاُ بالحيدة بين الإخوان، فبينما يرون عملهم وطنياً ودينيا، كانوا يرون موقف الخازندار موقفا قضائيا متعسفاً.

ولا أود أن أسرد الوقائع كلها هنا، ولكن أود أن أسجل جلسة خاصة شهدتها فى المركز العام للإخوان المسلمين، برئاسة الأستاذ البنا، وحضور النظام الخاص فى هذا الموضوع.

وأسجل هنا ما تعيه ذاكرتى من أحداث هذه الليلة البعيدة.

وسنرى كيف تتغير المشاهد فى الذهن وتعاد صياغتها، ويرويها صاحبها معدلة، وهو يؤمن أنها الحقيقة التى شاهدها، وهذه هي حكمة الشاهدين والأربعة شهود فى الإسلام.

رواية عبد العزيز كامل:

كنت فى ربيع عام 1948 مدرسا فى معهد المعلمين فى أسيوط، وبعد مصرع الخازندار، جاءتني رسالة عن اجتماع عاجل مع الأستاذ المرشد فى القاهرة .. واستأذنت عميد المعهد الأستاذ عبدالعزيز سلامة فى السفر، ولم أكن أغيب عن عملي أو أعتذر، ونظر إلىِّ نظرة طويلة، ووافق على السفر فى هدوء دون أن يسأل، وإنما طلب منى أن أحدد ايام الغياب، ولم أستطع فقال: سأحتفظ بخطاب الاستئذان عندي حتى عودتك، وأرجو أن تكون قريبة، وأن تطمئن على الأهل، وكن حريصاً والله معك.

ويستمر الرجل في روايته فيذكر في ص 46 "كان بإحساسه الداخلي ( يقصد مدير المدرسة )  يشعر أن الأمر متعلق بالإخوان بعد مصرع الخازندار، والكل يتحدث ويعلق، القضاة، المحامون، رجال التعليم، ومهما يكن من أمر الآراء التي تشعبت، فإنها كانت تلتقي عند إدانة الإخوان، واستنكار الحادث، فقد كان عدواناً سافراً على القضاء ...

وكانت عودتي إلى القاهرة مفاجأة للأهل ... أمي وأخوتى .. ولزمت الصمت، وذهبت إلى المركز العام.

كان الإجتماع فى حجرة المكتبة بالدور الثانى، هذه المكتبة التى تبرع بجزء كبير منها سمو الأمير محمد على توفيق ولى العهد وقتئذ، على أثر كلمات طيبة من سليمان متولي (بك) مراقب عام المدارس الأميرية، فأرسلها مكتبة كاملة بخزانات الكتب ... وكانت هذه الحجرة بالذات أقرب الحجرات إلى فكري وقلبي .. وكم قضيت فيها الساعات قارئاً – باحثاً، أو متحدثا مع أعضاء قسم الأسر.

ولكن هذه الجلسة كانت ذات طبيعة خاصة، ولعلها من أعمق جلسات الإخوان أثراً فى نفسي، ولا زلت أذكر الأستاذ ( يقصد الأستاذ حسن البنا ) وجلسته، وعليه يبدو التوتر .. أراه فى حركة عينيه السريعة، والتفاته العصبي، ووجهه الكظيم، وإلى جواره قادة النظام الخاص عبدالرحمن السندى رئيس النظام، وكان لا يقل توتراً وتحفزاً عن الأستاذ، ثم أحمد حسنين، ومحمود الصباغ، وسيد فايز، وأحمد زكي، وإبراهيم الطيب، ويوسف طلعت، وحلمى عبدالمجيد ، وحسني عبدالباقي، وسيد سابق، وصالح عشماوي، وأحمد حجازي، ومصطفى مشهور، ومحمود عساف.

كان محور الحديث مصرع المستشار أحمد الخازندار..

قال الأستاذ: أن كل ما صدر منه من قول تعليقاً على أحكام الخازندار فى قضايا الإخوان "لو ربنا يخلصنا منه" أو "لو نخلص منه" أو "لو واحد يخلصنا منه"

( لاحظ مطلب البنا يوجهه لقائد النظام الخاص عبد الرحمن السندي)، معنى لا يخرج عن الأمنية، ولا يصل إلى الأمر، فالأمر محدد، وإلى شخص محدد، وهو لم يصدر أمراً، ولم يكلف أحداً بتنفيذ ذلك، ففهم عبدالرحمن هذه الأمنية أمراً، واتخذ اجراءاته التنفيذية، وفوجئ الأستاذ بالتنفيذ.

ويضيف كامل في ص 47: حدثني الصديق الأستاذ مختار عبدالعليم المحامى، أن الأستاذ فى صلاة العشاء مساء الحادث سها فى عدد الركعات وصلى الفرض ثلاث ركعات، وأكمل ركعة السهو. وما أذكر طول صلاتى مع الأستاذ أنه سها مرة... وعلم الأستاذ مختار بهذا ممن كان مع الاستاذ فى صلاته.

وسمعت منه أيضاً أن الدكتور عزيز فهمى المحامى قابله فى المركز العام فوجد الأستاذ جالساَ فى حجرة منعزلة، وحيداً واضعاً رأسه بين يديه فى تفكير عميق، وألم لم يستطع إخفائه، وهو ناقم أشد النقمة على الحادث.

وما أذكر أن الأستاذ عقد مثل هذا الاجتماع طوال حياته فى الإخوان بهذه الصورة ..

وكان واضحاً أن الخلاف شديد بين المرشد وعبدالرحمن، فأمام كبار المسئولين، سيبدو إن كان الأستاذ قد أمر، أو أن عبدالرحمن تصرف من تلقاء نفسه، وفى ماذا؟ فى قتل المستشار، وتسجيل عدوان دموي على القضاء فى مصر.

المرشد والسندي يلقيان الإتهام كل على الآخر:

ووجهت حديثي إلى الأستاذ قائلاً:

أريد من فضيلتكم إجابة محددة بنعم أو لا على أسئلة مباشرة لو سمحتم.

فأذن بذلك فقلت:

- هل أصدرت فضيلتكم أمراً صريحاً لعبدالرحمن بهذا الحادث؟
- قال: لا
- قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة؟
- قال: لا
- قلت: إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسئولية هذا أمام الله.
- قال: نعم
فوجهت القول إلى عبدالرحمن السندى، واستأذنت الأستاذ فى ذلك فأذن.

- ممن تليقت الأمر بهذا؟
- فقال: من الأستاذ ( يقصد المرشد حسن البنا).
- فقلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة؟
- قال لا.
- قلت: وهذا الشباب الذى دفعتم به إلى قتل الخازندار من يحمل مسئوليته؟
والأستاذ ينكر وأنت تنكر، والأستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ.

أمنية المرشد أمر واجب النفاذ :

ويواصل كامل في ص 48 "قال عبدالرحمن : عندما يقول الأستاذ إنه يتمنى الخلاص من الخازندار، فرغبته فى الخلاص أمر منه.

- قلت: مثل هذه الأمور ليست بالمفهوم أو بالرغبة وأسئلتي محددة، وإجاباتكم محددة، وكل منكما يتبرأ من دم الخازندار، ومن المسئولية عن هذا الشباب الذى أمر بقتل الخازندار.
- ولا يزال المسلم فى فسحة من دينه ما لم يلق الله بدم حرام، هذا حديث رسول الله .

- ثم قلت له: والآن هل تُترك المسائل على ما هي عليه، أم تحتاج منك إلى صورة جديدة من صور القيادة، وتحديد المسئوليات؟
- قال : (يقصد المرشد العام حسن البنا) لابد من صورة جديدة وتحديد مسئوليات.

واستقر رأيه على تكوين لجنة تضم كبار المسئولين عن النظام، بحيث لا ينفرد عبدالرحمن برأي ولا تصرف، وتأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة المحددة من الأستاذ، وأن يوزن هذا بميزان ديني يقتضى أن تكون من بين أعضائها – بالإضافة إلى أنها تتلقى أوامرها من الأستاذ – رجل دي على علم وإيمان، ومن هنا جاء دور الشيخ سيد سابق ميزانا لحركة الآلة العنيفة.

وكانت هذه هي المرة الأولى التى يجلس فيها عبدالرحمن مجلس المحاسبة والمؤاخذة أمام الأستاذ وقيادات النظام، بل لعلها المرة الأولى التى يجلس فيها الأستاذ أيضاً مجلس المواجهه الصريحة أمام نفسه وأمام قادة النظام، إلى الدرجة التى يقول فيها لعبدالرحمن ( يقصد حسن البنا ) :

- أنا لم أقل لك، ولا أحمل المسئولية.
- وعبدالرحمن يرد:
- لا أنت قلت لى وتتحمل المسئولية
- ويتبرأ كل منهما من دم الخازندار، ويخشى أمر أن يحمله على رأسه يوم القيامة.
- وانتهت الجلسة..
- وعدت إلى المنزل ...

ولا تعليق منى، فالكلام لا يحتاج الى تعليق


محمود زينهم وحسن عبدالحافظ

*الجماعة هددت الخازندار قبل تنفيذ العملية

*قاتلى الخازندار لم يتعديا العشرون عاماً

*قاتلى الخازندار كانا يضحكان ويلقيان النكات أثناء التحقيق

*الجماعة حاولت الإيهام بجنون القاتلين ليفلتا من العقاب

*بعد صدور الحكم, الجماعة حاولت تهريب الجناة من السجن

ونواصل في قضية اغتيال القاضي أحمد الخازندار، وهذه المرة نورد بعضا مما كتبه أحمد مرتضى المراغى، مدير الأمن العام آنذاك في مذكراته المعنونة - غرائب من عهد فاروق وبداية الثورة المصرية (مذكرات آخر وزير داخلية قبل الثورة) - الطبعة الأولى – مكتبة دار الشروق.

قتل رئيس محكمة الجنايات :

وتحت هذا العنوان يسرد المراغي في ص71، الأسباب التي أدت بالإخوان الى إتخاذ قرارهم بإغتيال القاضي الخازندار فيقول:

"انعقدت محكمة جنايات مصر برئاسة المستشار الخازندار، وكان قاضياً يتميز بالعلم الغزير وبنزاهة لا يرقى إليها الشك، لمحاكمة جماعة من الإخوان اتهموا بحيازة متفجرات وأسلحة. وكانت القضية قد عرضت على دائرة أخرى تلقت تهديدات عديدة بالقتل إذا حكمت على المتهمين (لاحظ التهديدات للقضاء). وأخذت القضية تؤجّل حتى انتهت إلى الدائرة التى يرأسها الخازندار. وطلب محاموا المتهمين التأجيل. ولكن الخازندار رفض التأجيل وأصر على النظر فى القضية (رغم تهديده بالقتل سواء برسائل أو مكالمات هاتفية) لصلابته المعهودة عنه. وحكم في القضية بحبس المتهمين مدة طويلة بالأشغال الشاقة. وهنا صدر عليه هو حكم الإعدام من محكمة الإخوان ونفذ كما يأتى:

خرج المستشار الخازندار من منزله صباح يوم مشمس من ايام الشتاء فى حلوان بعد أن ودع زوجته وقبل طفليه وأخذ يمشى على مهل من منزله فى الجهة الشرقية من المدينة متجهاً إلى محطة السكك الحديدية ليستقل القطار. ولم يبتعد عن منزله أكثر من خمسين متراً حتى انقض عليه شابان أحدهما فى التاسعة عشر والثانى فى الثامنة عشر (لاحظ حداثة سن الشابين) وأطلقا عليه ست رصاصات سقط على إثرها قتيلا. وفر الشابان صوب الجبل المحيط بحلوان. ورآهما أحد المارة فأسرع بإبلاغ البوليس الذى أنطلق وراءهما. وسمعت زوجة المستشار صوت الطلقات، وأحس قلبها بأن شيئاً اصاب زوجها. وكان نذير إحساسها ما وجه إلى زوجها من تهديدات.

ويواصل المراغي في ص 72 "فخرجت (في إشارة للزوجة ) حافية القدمين،ونظرت إلى بعيد لترى جثماناً على الأرض وأشخاصاً ينحنون عليه. فجرت إليه لتجده غارقاً فى دمائه. وأخذت تحضنه وتناديه وتبكى وتندبه وتصرخ صراخ اليأس. ولحق رجال الشرطة بالشابين وقبضوا عليهما وبدأ التحقيق معهما فى قسم حلوان. وأسرعت بحكم وظيفتى إلى القسم لحضور استجوابهما. رأيتهما هادئين باسمين. كان أحدهما ضخم الجثة طويلا وكان الآخر قصيراً نحيفاً. وبدأ وكيل النيابة التحقيق، وسأل أولهما عن اسمه. فأجاب ولماذا تريد معرفة اسمى؟ وسأل الثانى فأجاب اسأل زميلي يقل لك اسمى. وضحك. فنهرهما وكيل النيابة وأعاد السؤال. فذكر كل منهما اسمه. وسألهما هل أطلقا الرصاص على المستشار الخازندار؟ فردَّا بكل برود: ومن هو الخازندار. ثم امتنعا عن الرد على أي سؤال. فتوقف وكيل النيابة عن التحقيق. ولكن احد رجال البوليس حاول التكلم معهما فضحكا ولم يردا عليه. فسكت. وبعد ذلك مال الصغير النحيف على أذن الضخم وأسر إليه شيئاً استغرق بعده فى ضحك مكتوم حتى دمعت عيناه.

فقلت له (أي المراغي باشا): هل أستطيع أن اعرف ما الذي أضحكك؟

فرد مبتسماً: أصل صاحبى هذا خفيف الدم، وقال نكتة حلوة. وهو دائماً يسلينى بإلقاء النكت (أنظر إستهتار شباب الإخوان بالأرواح، جراء أسلوب التربية).

تملكنى غضب وحنق لا حد لهما. قاتلان يقتلان مستشاراً على درجة ممتازة من العلم والخلق، ويرملان زوجة شابة، وييتمان طفلين، ولا يأبهان بشيء، ولا يحسان بفداحة الجرم الذى ارتكباه، ثم يتماديان فى الاستهتار بالمحقق ورجال الأمن. ويتبادلان النكات بدلا من الرد على أسئلة وكيل النيابة. لابد أن يكون فى الأمر شيء. إنهما لا يتصرفان كأشخاص عاديين لهم عقل وتفكير. هل هما تناولا شيئاً من المخدر؟! ونترك إجابة المراغي لأنها قد تغضب الإخوان ويتركان كل شئ ليمسكا بهذا الرأي ليقارعانني به، ونذهب الآن لتأكيد كل ما سبق، الى أحد عتاة النظام الخاص وقادته البارزين، لنرى كيف يرى الحادث.

الخازندار فى خبر كان:

في كتابه- النقط فوق الحروف الإخوان المسلمون والنظام الخاص - الطبعة الاولى- الزهراء للأعلام العربى– يشرح أحمد عادل كمال في ص 173 ، تحت عنوان "الخازندار فى خبر كان" الأسباب وراء أغتيال الخازندار من وجهة نظر إخوانية يقول:

"مر بنا حين تناولنا قنابل الكريسماس كيف امتلأ بعض شبابنا بأن القاضى أحمد بك الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة كان يرى شرعية الوجود الإنجليزي فى مصر بموجب معاهدة 1936.

وتطوع بعضنا لتخليص الحركات التحريرية منه فإن أمامنا منطلقا كبيرا وجهادا مريرا طويلا، فإذا سمحنا لهذا السيف أن يظل قائما يقتطع من أطرافنا واعضائنا فأى خسارة سوف تصيبنا وأى تضحيات من ذواتنا سوف نقدمها على مذبح الحرية بدون مبرر. تلك كانت النظرة عند شباب يتعجل تحرير وطنه. وعلمت أنه تم اختيار من يقوم بهذه المهمة فصرت أول شيء أفعله كل صباح أن أقلب الصحف بحثا عن الخبر.. ومرت الأيام دون أن أقرأ الخبر الذى انتظره. وعدت أفاتح فى الموضوع وأسأل عن سبب البطء، وجاء الجواب إننا نبحث عن عنوان الرجل ونجد صعوبة فى ذلك فإن اسمه ليس فى دليل التليفونات، وربما كان هذا طبيعيا فقد كان منقولا من الاسكندرية ولعله لم يحصل على تليفون بعد أو حصل عليه ولم يدرج فى الدليل. وأخيرا عرف أنه كان يقيم فى ضاحية حلوان,

اغتيال:

ويستمر عادل كمال في روايته فيقول في ص174 "عادت الايام تمر بطيئة ونحن نتصبح بالبحث فى صحف الصباح، حتى كان يو 22/3/1948.. كنت فى عملى بالبنك الاهلى حيث شاهدت أحد الموظفين الأجانب يندفع وسط المكاتب ويصيح "جمدوا حساب احمد بك الخازندار" فسأله احدهم لماذا؟ قال جاءنا خبر الآن بالتليفون أنه مات .. ضربوه بالرصاص.

لم يكن الخبر عند موظفى البنك أكثر من أنه حادثة وأن حسابه سيجمد حتى يحصر الورثة ويتحدد نصيب كل وارث، ولكنه عندي كان أكثر من ذلك.

وما ان انتهى عمل اليوم بالنسبة لى حتى انطلقت أطمئن على ما حدث، ولكن لم تكن الاخبار مطمئنة لقد اغتاله اثنان من اخواننا فى الصباح ولكن قبض عليها.

كيف اغتيل الخازندار:

تحت هذا العنوان يروي عادل كمال الحادثة بالقول: "وقع الاختيار على حسن عبدالحافظ ومحمود سعيد زينهم لاصطياد الرجل. وبعد مراقبة الرجل أيام علم أنه يذهب إلى المحكمة من باب الخلق بالقاهرة ويعود إلى حلوان بالمواصلات العادية سيرا على الاقدام إلى محطة سكة حديد حلوان ثم قطار حلوان إلى باب اللوق ثم المواصلات المعتادة كذلك أبانت الدراسة أن قسم بوليس حلوان لا تتبعه سيارات! وعلى ذلك وضعت الخطة، أن ينتظر خروج الرجل من بيته .. فيغتاله حسن بالمسدس بينما يقف له محمود حارسا وحاميا لانسحابه بالمسدس وبقنابل يدوية صوتية، ثم ينسحبان ويمنعان تتبعهما من الجماهير بإطلاق الرصاص فى الهواء وإلقاء القنابل (أرجو أن يرى القارئ كيف كان الإخوان يخططون لجرائمهم بمنتهى الدقة ثم يخرج مسئوليهم علينا ليقولوا بأن الجماعة لم ترتكب حوادث عنف وأنها جماعة سلمية).

ويكون انسحابهما فى غير تتبع من أحد إلى بيت عبدالرحمن (في إشارة الى عبد الرحمن السندي قائد النظام الخاص). ولقد باتا ليلتهما أيضا عنده فى هذا البيت، بيت عبدالرحمن السندي.

ويواصل في ص 175 "وفى الصباح الباكر وقبل الموعد المعتاد لخروج الخازندار من بيته كان الصائدان يترصدان ذلك الخروج، ثم خرج فى خطوات وئيدة لا يدرى ما هو مبيت له. وكان محمود بعيدا بعض الشيء يرقب الطريق والمارة ويرقب أيضا أخاه فى المهمة، بينما تقدم حسن وأطلق بضع طلقات لعلها كانت ثلاثا لم تصب الهدف. ولم يضع محمود الفرصة فترك مكانه وتقدم نحو الخازندار وقيل إنه أمسك به من ذراعه وأوقعه إلى الأرض، كان محمود مصارعا ورياضيا وكان مكتمل الجسم مثل الجمل الاورق، وصوب إليه مسدسه فأفرغ فيه ما شاء، ثم تركه وانسحب بزميله وقد خرجت الأرملة تصيح من الشرفة وتقول "ألم أقل لك؟ يا أحمد بك ألم أقل لك؟" "أنا مش قلت لك؟".

كان العجلاتى القريب من البيت يفتح محله حين سمع إطلاق الرصاص وصراخ الزوجة ونظر فوجد الخازندار ممددا على الارض فى دمائه وانطلق العجلاتى باحدى دراجاته إلى قسم البوليس فأبلغ الأمر. وهنا كانت مفاجأة القسم الذى كان معلوما خلوه من السيارات تصادف أن جاءت من القاهرة سيارة فى تلك اللحظة لنقل بعض المحجوزين به. وانطلق الكونستابل الذى كان يصاحب السيارة بها فى أثر الفارين.

وتغير الموقف فاتجه محمود وحسن صوب الجبل بدلا من اتجاههما إلى بيت بحلوان والذى يعرف جبل المقطم يعلم أنه ليس مجالا مناسبا للفرار فى تلك المنطقة، واجتازا فى انسحابهما هذا بعض أسوار الحدائق والبيوت، وسقط حسن فجزعت قدمه، واضطر محمود أن يحمله أو يسنده بعض الوقت. وتوالت قوات البوليس من القسم نحو الجبل ثم لم يلبث الجبل أن ضرب عليه حصار من العباسية إلى حلوان على مسافة تزيد على ثلاثين كيلو مترا، وتقدمت تلك القوات إلى داخل الجبل الأجرد فقبضت على محمود وحسن. وأنكرا كل صلة لهما بالحادث. وجرى التحقيق ليلتها فى قسم حلوان بمعرفة النائب العام محمود منصور، ثم نقلا إلى القاهرة. وفى اليوم التالى وجدتنى أشهد جنازة الخازندار إلى مسجد شركس وقد سار فيها جمع من رجال القضاء.

الحكم:

ويواصل عادل كمال في ص178 "طال التحقيق وكذلك المحاكمة، وتظاهر حسن بالمرض العصبى وأحيل إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية وقدمت البحوث والتقارير والمناقشات حول مرضه ومدى مسئوليته الجنائية فى ظل الحالة التى تنتابه.

وفى قضية مصرع الخازندار عمد الدفاع إلى تأجيل النظر بكافة الحجج، ومن المعلوم عن القضايا الساخنة أنها تبرد بمضى الوقت (أنظروا كيف يخطط الإخوان للهروب من العقاب أيضا)، وكان هذا فى الواقع ما يهدف إليه الدفاع. وكان الأستاذ فتحى رضوان من هيئة الدفاع وقد بنى مرافعته أساسا على براءة المتهمين مما نسب إليهما من قتل القاضى الخازندار ثم لجأ إلى الدفاع الاحتياطى فقال ... ومع ذلك نفرض جدلا أنهما قتلاه، فما الدافع لهما على ذلك؟.

وذكر ما شاء تحت هذا العنوان ثم ختم مرافعته بتحذير.... "إنها نار فحذار أن تطفئوها بالبنزين! وأخيراً صدر الحكم فى 22 نوفمبر 1948 على محمود زينهم وحسن عبد الحافظ بالأشغال الشاقة المؤبدة.

مشروع تهريب المتهمين"

 ويمضي عادل كمال ليشرح خطة الإخوان لتهريب الجناة: "لقد شدت عملية الخازندار أعصابنا شدا عنيفا، وكان اهتمامنا بمحمود زينهم وحسن عبدالحافظ بالغا، لست أقصد مجال الدفاع فى القضية وتوكيل أفضل المحامين للدفاع عنهما، ولكننا كنا نعد العدة لعملية أكبر، هى تهريبهما من السجن باقتحامه ليلا وإخراجهما منه.

وتمت دراسة العملية ... مبانى السجن من الخارج ومسالكه من الداخل، ونظام الحراسة فيه .. واعدت معدات الاقتحام .. سلالم من الخشب يمكن طيها وفردها، وسلالم من الحبال ذات عقد وذات عقل من الخشب ..واختير مكان الاقتحام من سور السجن الخلفى الجنوبى .. ودرس كل ما سوف تقابله مجموعة الاقتحام، وتم اختيار هذه المجموعة ودربت على العمل الموكول إليها وانتخب السلاح المناب وكان فى جملته من الرشاشات الصغيرة والمسدسات، ولم يكن مع الطرف الآخر من حراس السجن سوى بنادق قديمة الطراز مما يحشى طلقة طلقة . وتم استمالة بعض حرس السجن بالمال واعتاد الإخوان المسجونون أن يقدموا الأطعمة للحراس وكان قررا أن تكون أطعمة ليلة التنفيذ أطعمة مخدرة وشهية. وصنعت مفاتيح لأبواب السجن وزنازينه وتم تجربتها على أبوابها، وأعدت السيارة اللازمة للاختطاف كما أعد المخبأ الذى يلجأ إليه الهاربان .. ودرس نظام الإنارة فى المنطقة لقطع التيار الكهربائى ساعتها. وكان كل شيء يسير فى مساره المرسوم.

ولكن جاء حادث السيارة الجيب ومحنة 1948 وقبض على المخططين للعملية وعلى بعض المرشحين للاشتراك فيها قبل التنفيذ، وحتى نفس المفتاح الذى كان مقررا أن يفتح أبواب السجن سقط في مكان بالسيارة الجيب ولم يلتفت أحد من المحققين ولا من البوليس السياسيى وقتها إلى أنه مفتاح "السجن"، سجن مصر العمومى رغم تردد أعضاء النيابة على السجن عدة مرات وخاصة محمد بك عبدالسلام رئيس نيابة الاستئناف الذى كان يتولى التحقيق فى قضية السيارة الجيب والذى لا شك رأى المفتاح الكبير المميز ضمن أحراز القضية كما رأى أمثاله بأيدى جاويشية السجن، ولكنه لم يربط بين الاثنين. فلبث محمود زينهم وحسن عبدالحافظ بالسجن بضع سنين، خمسا أو ستا، إلى أن قامت الثورة فأصدرت عفوا خاصا عنهما.


شفيق أنس في السجن- أثار التفجير داخل المحكمة

*الإخوان والإرهاب*

*البنا يرد على مذكرة حل الجماعة فيكذب ثلاثا ثم ينكر الجميع    

*نسف محكمة الإستئناف وحادث الجبل وتفجير فندق الملك جورج

*كذب الأمام البنا كثيرا فى رده على قرار حل الجماعة الذي تضمن عدد من جرائمها الثابتة وبعد سنوات كشفه تلاميذه

*الإخوان قاموا بتفجير قنابل في جميع أقسام البوليس بالقاهرة لإرهاب الحكومة

*محاولة نسف محكمة الأستئناف كانت لاحراق الأدلة على تورط الجماعة

*إخوان مصر وإخوان فلسطين تشاركا فى خداع السلطات المصرية
عندما صدر قرار حل الجماعة بتاريخ 8 ديسمبر سنة 1948 أرفقت به مذكرة تفسيرية تورد بعضاً مما ارتكبته الجماعة من أعمال إرهابية، ورد مرشدها العام – آنذاك – حسن البنا بمذكرة مضادة على طريقة "ومن خدع الحرب أن يضلل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله" وهي أحد تعبيرات البنا الشهيرة، ولكن فضيلة المرشد لم يدرك ساعتها أن بعضاً من رجاله سوف يأتون في زمن لاحق فيذكرون الحقيقة كاملة ليضعوه بعد رحيله بسنوات عديدة في مأزق الاتهام بالكذب.

جاء في المذكرة التفسيرية حول حوادث إلقاء قنابل على عدد من أقسام الشرطة بالقاهرة ما يلي: "كما وقعت بتاريخ 24 ديسمبر سنة 1946 حوادث إلقاء قنابل انفجرت في عدة أماكن بمدينة القاهرة وضبط من مرتكبيها اثنان من جماعة الإخوان قدما لمحكمة الجنايات فقضت بإدانة أحدهما في الجناية 767 لسنة 1946 قسم عابدين".

وفي معرض رده على هذا الاتهام يقول البنا: "والشخص الذي أدين في قضية الجناية رقم 767 لسنة 1946 قسم عابدين بمناسبة حوادث 24 ديسمبر 1946 لم يثبت أنه أمر بهذا من قبل الإخوان أو اشترك معه فيه أحد منهم. وقد كانت هذه الحوادث شائعة في ذلك الوقت بين الشباب بمناسبة الفورة الوطنية التي لازمت المفاوضات السابقة. ولقد حدث بالإسكندرية أكثر مما حدث بالقاهرة، وضبط من الشباب عدد أكبر وصدرت ضدهم أحكام مناسبة، ولم يقل أحد إنهم من الإخوان المسلمين فتحمل الهيئة تبعة هذا التصرف الذي لاحق فيه ولا مبرر له" محمود عبد الحليم - الإخوان المسلمين – أحداث صنعت التاريخ – الجزء الثاني – طبعة دار الدعوة الإخوانية – ص53.

وبعد أربعين عاماً بالتمام والكمال يأتي واحد من تلاميذ البنا وعضو من أعضاء النظام الخاص ليكذبه صراحة. يروي "محمود الصباغ" في كتابه (حقيقة التنظيم الخاص) الحقيقة كاملة فيقول: "كان لابد للنظام الخاص وقد تطورت الأمور إلى هذا الحد أن يُري كلاً من الحكومة والإنجليز أن محاولتهما لتقنين احتلال الإنجليز لمصر لن تمر دون قتال مسلح فعمد إلى تفجير قنابل في جميع أقسام البوليس في القاهرة يوم 3/12/1946م بعد العاشرة مساءً، وقد روعي أن تكون هذه القنابل صوتية، بقصد التظاهر المسلح فقط دون أن يترتب على انفجارها خسائر في الأرواح، وقد بلغت دقة العملية أنها تمت بعد العاشرة مساء في جميع أقسام البوليس، ومنها أقسام بوليس الموسكي والجمالية والأزبكية ومصر القديمة ونقطة بوليس السلخانة، ولم يضبط الفاعل في أي من هذه الحوادث، فاشتد رعب الحكومة من غضبة الشعب، وفكرت كثيراً قبل إبرام ما عزمت عليه، ثم توالى إلقاء القنابل على أقسام بوليس عابدين والخليفة ومركز إمبابة" محمود الصباغ - حقيقة التنظيم الخاص – دار الاعتصام، الطبعة الأولى 1989 –ص278  .

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.