Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: حصريا ولأول مرة : الموسوعة الكاملة : هذا تاريخهم.. الملفات السرية للإخوان المسلمين (الجزء الثامن )

Wednesday, September 25, 2013

حصريا ولأول مرة : الموسوعة الكاملة : هذا تاريخهم.. الملفات السرية للإخوان المسلمين (الجزء الثامن )


 

الشيخ حسن البنا

أشار كثيرون إلى أن هذا الحادث رد فعل مباشر لاغتيال النقراشي باشا؛ فعقب قيام دولة إسرائيل وانتهاء حرب فلسطين 1948 وهزيمة الجيش المصري، تصاعدت أعمال العنف والفساد داخل المجتمع المصري، وتضافرت جهات متعددة لوقف نشاط جماعة الإخوان المسلمين بعد إتباعهم سياسة الاغتيالات، مما أسفر عن إقدام محمود فهمي النقراشي بحل جماعة الإخوان المسلمين في ديسمبر 1948 ولم تمضِ أسابيع حتى تم اغتيال النقراشي باشا، واتُهمت جماعة الإخوان بارتكاب الحادث، وتولى إبراهيم عبد الهادي باشا رئاسة الوزراء. قام عبد الهادي بمحاولة الحد من العنف الذي شهده المجتمع في تلك الفترة، فأعلن حالة الطوارئ، وفرض الأحكام العرفية، كما تم اعتقال عدد كبير من جماعة الإخوان المسلمين التي اتُهمت باغتيال النقراشي.

كان الشيخ حسن البنا – المرشد العام لجماعة الإخوان في ذلك الوقت- يعمل مدرسًا وتمكن من خلال اتجاهه الديني أن يجمع الناس حوله مما جعله يتمتع بزعامة كاريزمية بين جماعته. أثار نشاط الشيخ حسن البنا مخاوف السلطة الحاكمة، فقامت بنقله للعمل في إحدى مدارس محافظة قنا، مما أثار غضب محبيه والمتعاطفين معه من نواب الشعب، وتحت ضغط منهم تمت عودته إلى التدريس بالقاهرة مرة أخرى. وفي 12 فبراير 1949 تم اغتيال الشيخ حسن البنا وهو خارج من جمعية الشبان المسلمين، ولم يُعثر على القاتل في ذلك الوقت، واتضح فيما بعد أن الملك فاروق له اليد في الحادثة، وأن الحرس الحديدي قد قام بالمهمة، لكن سبق وقوع حادث الاغتيال مجموعة من الأحداث مثل: سحب المسدس المرخص الخاص بالشيخ حسن البنا، وقطع خط التليفون، وسحب الجندي المكلف بالحراسة على منزله، واعتقال أخ الشيخ البنا “عبد الباسط”، وسحب السيارة الخاصة بالشيخ.

وعن تفاصيل هذا الحادث يقول عبد الكريم منصور -رفيق الشيخ حسن البنا أثناء حادث الاغتيال- الآتي:

“في يوم الاغتيال كلفني الإمام الشهيد حسن البنا بالذهاب إلى التليفونات الخارجية للاتصال بالشيخ عبد الله النبراوي في بنها لكي أبلغه رغبة الإمام في الإقامة عنده في عزبته (أبعادية النبراوي) وحراسته. فلما تكلمت رد أهله وقالوا لا داعي لحضور الإمام لأن البوليس جاءنا وضربنا ودمر أثاث المنزل وممتلكاتنا واعتقل الشيخ عبد الله.

عدت إلى الإمام لأخبره بنتيجة المكالمة فقال إنه قد جاءه الأستاذ محمد الليثي رئيس قسم الشباب بجمعية الشبان المسلمين وأخبره بأن الحكومة تريد استئناف المفاوضات، وأن بعض الشخصيات الحكومية ستحضر في الشبان لهذا الغرض، فأخبرت الإمام بأمر اعتقال الشيخ النبراوي ورجوته عدم الذهاب إلى الشبان المسلمين، ولكنه صمم على الذهاب”.

في 11 فبراير 1949 ذهب الإمام حسن البنا وعبد الكريم منصور في الموعد المحدد إلى جمعية الشبان المسلمين، وظل الاثنان منتظرين حضور ممثلي الحكومة لكن لم يحضر أحد فطلب حسن البنا من محمد الليثي أن يستوقف تاكسي. خرج حسن البنا وعبد الكريم منصور من الجمعية إلى شارع رمسيس ووقف التاكسي وركب الاثنان، وفي هذه الأثناء كان يقف أمام السيارة شخصان فتقدم أحدهما بإطلاق الرصاص على عبد الكريم منصور الذي حاول المقاومة فأصابه، ثم فتح باب السيارة وظل يطلق الرصاص على حسن البنا وهو يتراجع، فقفز حسن البنا وجري خلفه حوالي 100 متر إلا أن سيارة كانت تنتظر الجاني عند نقابة المحامين فاستقلها وهرب وعاد حسن البنا وحمل عبد الكريم منصور وأجلسه في السيارة.

دخل حسن البنا إلى جمعية الشبان المسلمين وطلب الإسعاف بنفسه ولكنها تأخرت فانتقلا عن طريق سيارة التاكسي إلى الإسعاف حيث حمل حسن البنا عبد الكريم منصور وأدخله. وجاء طبيب الإسعاف ليسعف البنا فقال له: “أسعف الأستاذ عبد الكريم أولاً لأن حالته خطيرة”.

نقلت عربة الإسعاف الاثنين بعد ذلك إلى القصر العيني ودخلا إحدى الغرف، ثم دخل الطبيب وأراد أن يسعف حسن البنا أولاً، لكن الشيخ البنا طلب منه البدء بإسعاف عبد الكريم منصور نظرًا لخطورة حالته. تم بعد ذلك الفصل بين عبد الكريم منصور والشيخ حسن البنا، وتم منع الطبيب من مواصلة علاج الشيخ حسن البنا وترك دمائه تنزف حتى رحل.

 

يوسف السباعي مع أصدقائه

يوسف السباعي

في 17 فبراير 1978 سافر يوسف السباعي، وزير الثقافة إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا على رأس الوفد المصري المشارك في مؤتمر التضامن الأفرو- آسيوي السادس بصفته أمين عام منظمة التضامن الأفريقي الآسيوي، وذلك على الرغم من تحذير الجميع له فقد نصحوه بعدم السفر خوفًا على حياته؛ فقد رافق السباعي الرئيس أنور السادات بصفته رئيس تحرير الأهرام خلال رحلته إلى القدس في نوفمبر 1977 تمهيدًا لعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل 1979، وقد أدت هذه المعاهدة إلى قطع العديد من الدول العربية علاقاتها مع مصر، ولهذا السبب فقد كان سفر يوسف السباعي يمثل خطورة على حياته.

في 18 فبراير 1978 نزل يوسف السباعي من غرفته الموجودة في الطابق الخامس بفندق هيلتون متوجهًا إلى قاعة المؤتمر بالطابق الأرضي، الذي قد بدأ برئاسة الدكتور “فاسوس ليساريدس” نائب سكرتير المنظمة ورئيس الحزب الاشتراكي القبرصي، توقف السباعي أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور للقاعة وأثناء تفقده للمطبوعات تم إطلاق 3 رصاصات ليفارق يوسف السباعي الحياة على يد اثنين فلسطينيان هما: زيد حسين العلي وسمير محمد خضر.

بعد الاغتيال أخذ القاتلان نحو 30 من أعضاء الوفود المشاركين في المؤتمر رهائن واحتجزوهم في كافتيريا الفندق، مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتلهم ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوًا إلى خارج البلاد واستجابت السلطات القبرصية وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من مطار لارنكا، وهناك أطلق القاتلان سراح معظم الرهائن بينما واصلوا احتجاز 11 رهينة من بينهم 4 مصريين، وأقلعت بهم الطائرة من قبرص لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها الطائرة من بينها ليبيا وسوريا واليمن الجنوبية وبعد هبوط اضطراري في جيبوتي تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا مرة أخرى.

في 19 فبراير 1978 أقيمت المراسم الجنائزية لدفن يوسف السباعي ولم يحضر الرئيس السادات الجنازة لكنه أناب عنه نائبه محمد حسني مبارك، ووزير الدفاع عبد الغني الجمسي، وشهدت مراسم الجنازة ردود أفعال شعبية ورسمية ضد القضية الفلسطينية، ففي الجنازة قال أحد المواطنين: “لا فلسطين بعد اليوم” ورددت وراءه الجماهير.

لم يتأخر الرئيس السادات في الرد على جريمة اغتيال السباعي فأرسل في اليوم التالي طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، وفي السادسة مساءاً طلب قائد الطائرة العسكرية رخصة للهبوط في مطار لارنكا مدعيًّا أن على متن الطائرة وزير مصري حضر خصيصًا للتفاوض مع المقاتلين.

في 20 فبراير 1978 هبط أحد جنود الصاعقة للاستطلاع وسرعان ما تأكد للقبارصة أن على متن الطائرة وحدة صاعقة مصرية مجهزة بالأسلحة وحذرت الحكومة القبرصية القوات المصرية من مهاجمة طائرة الرهائن بحجة أنها توصلت لاتفاق مع القاتلين لإطلاق سراح الرهائن مقابل الحصول على جوازات سفر قبرصية.

لم تستجب القوات المصرية للتحذيرات وأعطى قائد قوات الصاعقة المصرية أوامره بالهجوم الشامل على الطائرة، ومع بدء الهجوم المصري هاجمت قوات الحرس القبرصي قوات الصاعقة ودارت بينهما معركة استمرت نحو 50 دقيقة أسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل 15 من رجال الصاعقة المصرية وجرح أكثر من 80 مصابًا من الطرفين وتم القبض على من تبقى من قوات الصاعقة المصرية، وترددت أنباء وقتها تفيد بأن أفراداً من منظمة التحرير الفلسطينية قاتلوا إلى جوار القوات القبرصية.

في 21 فبراير 1978 طلب رئيس الوزراء ممدوح سالم من الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية في ذلك الوقت السفر لقبرص للتفاوض من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين والعودة بجثث الضحايا، وهو ما حدث بالفعل، فبعد أن تحركت الطائرة التي استقلها بطرس غالي ورجال الصاعقة بدقائق معدودة أعلنت مصر قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي “كابرينو” واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من نيقوسيا، كما طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة.

في مطار القاهرة تم استقبال رجال الصاعقة استقبال الأبطال وتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة وأقيمت جنازة شعبية لضحايا الحادث وشارك فيها الرئيس السادات. في 9 مارس 1978 بدأت محاكمة قاتلي السباعي، زيد حسين العلي وسمير محمد خضر أمام المحكمة القبرصية، رأس الجلسة المدعي العام القبرصي، وحضرها فريق من المراقبين المصريين رأسه المدعي العام المصري عدلي حسين. وفي 4 إبريل 1978 حكمت المحكمة على الاثنين بعقوبة الإعدام، ويُذكر أن هذه هي المرة الأولى منذ 15 عام التي يتم فيها إصدار حكم بالإعدام في قبرص. وبعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصي “كابرينو” قرارًا رئاسيًا بتخفيف الحكم عليهما إلى السجن مدى الحياة وذلك لأسباب غير معروفة قيل أنها تتعلق بأمن قبرص.

 

السادات خلال العرض العسكري

محمد أنور السادات

تم اغتيال الرئيس محمد أنور السادات على يد مجموعة من المنتمين لتنظيم الجهاد وهم: الملازم أول خالد الإسلامبولي من سلاح المدفعية، والملازم أول سابقًا عبد الحميد عبد السلام (سبق أن استقال من الخدمة العسكرية حينما كان ضابطًا في القوات الجوية)، والملازم أول المهندس الاحتياطي عطا طايل حميدة رحيل من مركز تدريب المهندسين، والرقيب المتطوع حسين عباس محمد من قوة الدفاع الشعبي.

في المنصة الرئيسية لساحة العرض العسكري الكبير للقوات المسلحة المصرية ظهر يوم 6 أكتوبر 1981 وقع حادث اغتيال الرئيس السادات لحظة مرور الطائرات الميراج والعيون متجهة إلى السماء، وقد بدأ سيناريو الحادث مساء يوم 5 أكتوبر حينما اتصل الملازم أول خالد الإسلامبولي بقائد مجموعة طابور عرض المدفعية وأبلغه أن 3 من طاقم مدفعه قد أصيبوا بإسهال مفاجئ وارتفاع في درجة الحرارة، وقد سمح لهم بالخروج للعلاج، وأنه قد أعد ترتيباته للاستعانة بثلاثة آخرين من قوات احتياطي المنطقة المركزية.

وفي الرابعة والنصف فجر يوم 6 أكتوبر كان قد بدأ الإعداد لطابور العرض، حيث وصل الثلاثة إلى مكان عرض المدفعية، وكانوا يحملون تصاريح مزورة من خالد الإسلامبولي، وقدمهم إلى قائده على أنهم من احتياطي المنطقة المركزية وقد حضروا للمشاركة رمزيًا في طابور العرض، وفي السادسة صباحًا بدأ ركوب العربات والاستعداد للوقوف في طابور العرض، وفي السادسة والنصف قام خالد الإسلامبولي بتوزيع الذخيرة سراً على زملائه بعد أن أخرجها من مكان كان يخفيها به في العربة وأعطاهم القنابل اليدوية واحتفظ لنفسه بقنبلتين.

وفي تمام الساعة الحادية عشر وصل موكب الرئيس السادات إلى مكان الاحتفال وانطلقت المدفعية تحية من القوات المسلحة لقائدها الأعلى، ثم اتجه الرئيس إلى المنصة وصافح كبار القادة ثم أخذ مكانه متصدراً المنصة الرئيسية وقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد آيات من القرآن الكريم، وألقي وزير الدفاع كلمته (المشير أبو غزالة آنذاك)، ثم اتجه السادات ونائبه حسني مبارك وكبار القادة إلى ساحة النصب التذكاري للشهداء ووضع إكليلاً من الزهور عليه وقرأ الجميع الفاتحة على أرواحهم، وعزفت الموسيقى سلام الشهيد، ثم عاد إلى موقعه في صدر المنصة.

وفي الحادية عشرة و24 دقيقة بدأ طابور العرض المدرع أو الوحدات الراكبة وظهرت في سماء العرض أيضًا طائرات هليكوبتر تحمل فريق مصر للقفز الحر بالبراشوتات وتوالى هبوط هؤلاء الأبطال وتقدموا إلى المنصة لتحية القادة. وفي الثانية عشرة وخمسين دقيقة بدأ عرض المدفعية حيث تقدمت الصواريخ ميلان وسونج والقاذفات الصاروخية مصرية الصنع، وبعدها بخمس دقائق بدأ عرض المدفعية المجرورة طراز هاونز عيار 130 ملليمتر وبدأ المذيع الداخلي يشرح مزاياها، وظهرت في سماء العرض طائرات L29 والميراج وهي تتنافس في تقديم عرض للأكروبات الجوية في حركات ودقة بالغة.

اغتيال السادات

وفي الثانية عشرة و59 دقيقة توقفت عربة من بين مجموعة من أربع عربات تجر المدفع الهاونز، وكان السائق مترددًا في إيقافها أمام المنصة ولكن خالد الإسلامبولي جذب الفرامل بعد أن هدد بتفجير العربة، ثم فتح الباب وقفز منه ثم نزل زملاؤه الآخرون، وبعد عدة ثوان تقدم الإسلامبولي حاملاً مدفعه الرشاش، وكان يسبقه زميله الثاني وهو يحمل بندقيته الآلية، وعلى اليمين واليسار اندفع بعدهما الآخران وألقي خالد الإسلامبولي قنبلة يدوية دفاعية تصل قوتها التدميرية إلى دائرة قطرها 5 أمتار وقوتها التأثيرية إلى 30 مترًا، ولكنها لم تنفجر، فألقي زميله بقنبلة أخرى وأعصابه متوترة لتصل إلى وجه الفريق عبد رب النبي حافظ رئيس الأركان وتسقط أمامه على الأرض ولا تنفجر أيضًا، ثم يعاود الإسلامبولي إلقاء قنبلة دخان فتنفجر وسط المنصة وتنشر حالة من الذعر. تقدم الجناة بعد ذلك نحو المنصة ليطلقوا الرصاص من مدفع رشاش قصير كان يحمله الإسلامبولي وثلاث بنادق آلية يحملها الآخرون، وكان الرئيس السادات قد قام واقفًا من مكانه حينما سمع انفجار القنبلة وطلقات الرصاص الذي كان هو هدفها الأول.

في الساعة الواحدة ودقيقتين كان كل شيء قد انتهى حيث حاول القتلة الهروب إلا أن قوات الأمن تمكنت من القبض عليهم وبعد دقيقة وصلت طائرة هليكوبتر خلف المنصة لتحمل الرئيس وهو مصاب وتنقله إلى مستشفى المعادي، ثم تصدر الأوامر إلى باقي قوات العرض التي كانت قد توقفت عن السير بالاستعداد فوراً لإعادة تمركزها في أماكنها ثم تخرج السيارات من ساحة طابور العرض تحمل المشاركين في العرض من الشخصيات العامة والوفود الأجنبية، ولم تمر سوى دقائق حتى سادت المنطقة حالة من الهدوء وصدرت الأوامر بعدم الاقتراب من المنصة والتحفظ على السيارة التي نزل منها القتلة والقبض على سائقها، كما تم نقل القتلة الأربعة إلى المستشفى العسكري. أما عن الرئيس الراحل أنور السادات فقد فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى وأكد التقرير الطبي أن سبب وفاة الرئيس صدمة نزيفية نتيجة للنزيف الشديد الذي تعرض له.

بالوثائق.. الإخوان في ملفات البوليس السياسي

ملفات البوليس السياسي
تقرير سري يشير إلي ان نواب مكتب الإرشاد يتحركون تنفيذ التعليمات من السفارة البريطانية
خطابات متبادلة بين البنا ومدير البوليس السياسي
على مدى عقود طويلة من تاريخ مصر، روج الإخوان المسلمون لفكرة «الكفاح المسلح»، وأنهم استطاعوا أن يسطروا صفحات مضيئة فى عمليات القتال ضد أعداء الأمة.. فى الداخل والخارج! ولكن الواقع بالوثائق- وبشهادات قادة الإخوان أنفسهم- يثبت أن مثل هذا الترويج هو مجرد «أوهام» صنعتها المنابر والمنشورات والقصص الخيالية.
كل «أوهام الكفاح المسلح» تحولت إلى حقائق فى عقول الإخوان فقط - خاصة الشباب - حتى إنهم اضطروا لتصديقها فى النهاية، من كثرة الأساطير التى نسجت حولها، فى الوقت الذى كان هناك شبه إجماع بين المؤرخين والمعاصرين لتاريخ الإخوان على أن العمليات التى قامت بها الجماعة - سواء أعضاء التنظيم الخاص أو الشباب- خلال فترة الأربعينيات كانت عمليات غير منظمة أفقدت الإخوان الكثير من رصيدهم لدى الجماهير
كشف عن أربع وثائق خطيرة - تُنشر لأول مرة - حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين ببريطانيا وأجهزة مخابراتها وسفارتها بالقاهرة خلال فترة حرب فلسطين، وتلقى «شعب الإخوان» أوامر لتنفيذ عمليات تخريبية فى مصر، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار خلال فترة الحرب.
تأتى أهمية الوثائق - التى نكشف عنها اليوم - فى أن جميعها يدور خلال عام «الجدل الإخوانى»، وهو عام 1948 الذى شهد اتهاماً للإخوان المسلمين بالهجوم على أملاك اليهود المصريين، واغتيال الخازندار، وحرب فلسطين، إضافة إلى تصاعد التوتر مع الدولة إلى ذروته باغتيال رمز الدولة ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى فى نهاية العام نفسه. هذه الوثائق تفتح باباً جديداً من الجدل حول علاقة الجماعة بالغرب، وشكوك أجهزة الأمن المصرية فى تحركات المرشد العام للجماعة الشيخ حسن البنا نفسه.. ولكنها - بالطبع - لن تنهى هذا الجدل..! 

البنا يتوسط أعضاء أول مكتب للإرشاد بالإسماعيلية
قبل شهر واحد من عام المواجهة، وتحديداً فى 29 نوفمبر عام 1947، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار الدولى بتقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما يهودية والأخرى عربية فلسطينية، مما جعل القدس وما حولها منطقة دولية تقع تحت الحكم الدولى. استشعر العرب خطورة قرار الغرب فى التقسيم، الذى سيدمر المنطقة، ويغتصب أرضهم، ويزرع كيانا غير مرغوب فيه بداخلها ولذلك لم يعد هناك أمل سوى... التدخل العسكرى. ثمن المواجهة بين ديسمبر عام 1946 وديسمبر عام 1948، كان رئيس الحكومة المصرية ووزير الداخلية هو «محمود فهمى النقراشى» باشا، أخطر وأهم رجل واجه الإخوان مباشرة وتعقب أنشطتهم السرية والعلنية! هذا الرجل دفع حياته ثمناً لمواجهته مع الإخوان، وذلك عندما أقدم أحد أعضاء التنظيم الخاص للإخوان ويدعى «عبدالمجيد أحمد حسن»، على اغتياله فى 28 ديسمبر عام 1948. وفى التحقيقات اعترف الجانى بأن إقدامه على اغتيال «النقراشى» كان بسبب إصداره لقرار حل الجماعة فى 8 ديسمبر أى قبل اغتياله بعشرين يوماً! كان عام 1948 هو عام «الجدل» واحتدام الصراع المتبادل بين الجماعة ورئيس الوزراء النقراشى «باشا». أما الجماعة فقد أسست قبل هذا التاريخ بنحو ثمانى سنوات أول تنظيم سرى لها، عرف بـ«التنظيم الخاص»، الذى كان يهدف بالدرجة الأولى إلى القيام بمهام خاصة وغير تقليدية، أو كما حدد هدفه المرشد السابق للإخوان محمد مهدى عاكف بقوله: «إعداد نخبة منتقاة من الإخوان للقيام بمهمات خاصة، والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجى، ومحو الأمية العسكرية للشعب المصرى فى ذلك الوقت». على الجانب الآخر، سعى «النقراشى»، وهو أحد أبرز قادة الوفد فى ثورة 1919، إلى تعقب نشاط الجماعة، فمنذ وصوله إلى سدة الحكم فى 1946، اتجهت أجهزة الأمن إلى رصد تحركات الإخوان فى محاولة لكشف أسرار «تنظيمها الخاص». الوثيقة التى تنفرد «المصرى اليوم» بنشرها اليوم، تكشف عن وجود اتصالات مباشرة بين شعب الإخوان المسلمين بالمحافظات والسفارة البريطانية بالقاهرة، وأن هذه الشعب كانت تتحرك بأوامر مباشرة من السفارة. الوثيقة من ملفات «البوليس السياسى» المصرى وصادرة بتاريخ 28 فبراير عام 1948، وتمثل عرضاً لتقرير سرى أعده قسم الدعاية الشيوعية التابع للمفوضية الروسية، التى كانت تعمل فى مصر. التاريخ يعيد نفسه قبل أن نسرد تفاصيل الوثيقة فلابد أن نتوقف أمام حقيقة تاريخية مهمة فى تاريخ الإخوان، وهى أن معركتهم الدائمة غالباً ما تكون مع أجهزة الأمن التى تتعقب أنشطتهم بينما هم يحرصون دائماً على أن تكون علاقتهم طيبة - قدر الإمكان - برأس الحكم المتمثل فى الحاكم سواء كان ملكاً أو رئيساً للجمهورية. الحكمة التى تقول «إن التاريخ يعيد نفسه» تنطبق إلى حد كبير على أساليب الإخوان، التى لم تتغير من عصر إلى عصر، فكلنا نتذكر الحديث الذى أدلى به المرشد السابق لجماعة الإخوان محمد مهدى عاكف إلى مجلة آخر ساعة فى يوليو عام 2005، والذى قال فيه بالحرف «نؤيد ترشيح مبارك.. وأتمنى الجلوس معه». حديث «عاكف» لم يكن جديداً، فقد اعتادت الجماعة مغازلة «الحاكم» بدءاً من الملك فاروق وحتى مبارك مروراً بعبدالناصر والسادات. وبالرجوع إلى مجلة «الإخوان» - لسان حال الجماعة قبل ثورة يوليو - والتى كان يرأس تحريرها صالح عشماوى نائب المرشد ويدير إدارتها عبده أحمد قاسم، نجد أكثر من مفاجأة، فالإخوان الذين تحدثوا عن مفاسد الملك فاروق «يغازلونه» صراحة فى مجلتهم، ففى العدد رقم 185 من مجلة «الإخوان» الصادر فى يوم السبت 7 فبراير عام 1948 استبقت المجلة كل الإصدارات، واحتفلت بعيد ميلاد الملك فاروق والذى يوافق، يوم 11 فبراير (أى بعد صدور العدد بأربعة أيام). فى هذا العدد تتصدر صورة الملك فاروق غلاف المجلة ومكتوب أسفلها «جلالة ملك الوادى بمناسبة عيد ميلاده السعيد 11 فبراير»..! 
شعب الإخوان رصدت حالة الأمن المصري وتسليحه واعداده
تحركات الشعب والمرشد
 نعود مرة أخرى للوثيقة التاريخية الخطيرة ونصها كالتالى: قدم قسم الدعاية الشيوعى إلى المفوضية الروسية التقرير التالى:

1- إن الخلايا الشيوعية فى القطر المصرى تراقب حالياً نشاط الإخوان المسلمين بدقة، وقد ثبت من التقارير التى قدمتها بعض الخلايا للمسؤولين أن شُعب الإخوان بدأت تتسلح بطريقة داخلية بحتة، تحت أنظار رجال الإدارة، وأن أسلحة كثيرة يحتفظ بها أفراد هذه الشُعب تحت أيديهم منتظرين الفرصة المناسبة للقيام ضد العناصر الأخرى حكومية كانت أو غير حكومية، وقد أوضح أغلب المسؤولين أن هناك اتصالات كثيرة بين الإخوان ونواب مكتبة الإرشاد المنتدبين لبعض المناطق الإخوانية، تمت تنفيذاً لتعليمات مندوبى السفارة البريطانية، وذلك لإحداث نوع من الشغب الداخلى بين أفراد الأمة وتهيئة الجو لقبول بعض المبادئ الثورية الشاذة ضد النظام الحاضر، وعدم تمكين العناصر الشيوعية من التغلغل فى الوصول إلى نتائج تساعدهم على النجاح. 2- عرف - أيضاً - بعد حصر المناطق ومقارنتها بالعناصر الأخرى من حيث التكامل الجنسى بين الأفراد أن العناصر الشيوعية تتمتع بنشاط نسائى للدعاية، وهذا له أثره فى كثير من الأحول التى يطلب فيها القيام بمهمات سرية لها خطورتها. ويمكن القول إنه قد صار تنظيماً لنشاط شيوعى نسائى داخلى فى جميع عواصم ومراكز القطر الكبيرة ولا يمكن أن يجاريها أى حزب آخر. 3- كتب الشيخ عبدالعزيز حمودة - الواعظ بالأزهر - فى تقريره عن نواحى النشاط المختلفة للعناصر الحكومية التى تعمل فى داخل البلاد، وأفهم جيداً أن هذه العناصر تعمل لصالح فكرة معينة هى مقاومة نشاط الأحزاب المعادية للحكومة، كما كتب الشيخ أحمد عبدالرحيم الشحات - الواعظ أيضاً - مذكرة تفيد بأن الإخوان المسلمين يقومون بدعاية داخلية ضد الأفراد القائمين بالحكم.
4- ثبت لقسم الدعاية أن هناك دراسات يقوم بها بعض أفراد من الإخوان المسلمين فى مناطق مختلفة تتعلق بموضوعات تمس الأمن العام، وذلك بأنهم يكتبون تقارير ويدونون فى سجلاتهم ما يساعدهم على تفهم مدى قوة الأمن العام المصرى، من حيث العدد والأسلحة فى كل مركز من مراكز القطر، وأن الأستاذ «البنا» قد عقد فى اليوم التالى للانفجار الذى حدث فى إحدى دورهم اجتماعاً حضره أعضاء مكتب الإرشاد وأشخاص آخرون من مناطق القاهرة المختلفة، وقد أفهمهم فيه أن الشيوعيين بدأوا يتعقبون خطواتهم، وأنه قد نظم - بطريقة سرية- الأنظمة التى يمكنه التخلص بها من نشاطهم عن طريق القلم السياسى بالمحافظة، وذلك بالتمهيد لهذه المقاومة بتقديم جميع البيانات عن هذا النشاط، وقد قدم قسم الدعاية مذكرة تشير إلى بعض الخطابات، المتبادلة بين الأستاذ حسن البنا ومحمد بك إمام إبراهيم فى هذا الموضوع.
5- إن قسم الدعاية يرى ضرورة الاعتماد على نشاط الخلايا الشيوعية فى الأقاليم لإبعاد كل مقاومة تحاول أن تصادفها السلطات فى طريقهم عن طريق تقوية العناصر المعادية لهم، وأن قسم الدعاية يرى وجوب مقاومة هذه النواحى المختلفة بزيادة المصاريف التى تنفق على سبيل المساعدة للمسؤولين. إلى هنا انتهى نص الوثيقة.. ولعل أهم ما يلفت النظر فى المعلومات الواردة بها أن هناك عدة جهات داخلية وخارجية كانت ترصد جميع تحركات الأحزاب والجماعات فى مصر، قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين، وهو ما يعنى تعاظم النشاط «المخابراتى» فى تلك الحقبة، ومحاولة عدة أجهزة التقرب من العناصر القيادية المتحكمة فى الشارع المصرى، وهو ما انعكس - بالضرورة - على الأداء السياسى للأحزاب والقوى المصرية خلال هذه الفترة. ولكن المعلومات الرئيسية المثيرة للجدل فى الوثيقة هى أربع معلومات على وجه التحديد، أولها أن شُعب الإخوان بدأت تتسلح للمواجهة مع جهات حكومية وغير حكومية، وثانيها أن هناك اتصالات «كثيرة» بين الجماعة ونواب مكتبة الإرشاد المنتدبين لبعض المناطق الإخوانية، وإن هذه الاتصالات تتم تنفيذاً لتعليمات مندوبى السفارة البريطانية بهدف إحداث نوع من الشغب الداخلى! أما المعلومتان الأكثر خطورة فهما الثالثة التى تشير إلى قيام أفراد من جماعة الإخوان بإعداد تقارير عن حالة الأمن المصرى، ومدى «قوة الأمن العام من حيث العدد والأسلحة فى كل مركز من مراكز القطر»!
وتبقى المعلومة الرابعة والأخيرة «الأكثر توهجاً»، فهى تشير إلى علاقة مباشرة بين المرشد العام للجماعة الشيخ حسن البنا والبوليس السياسى، حيث إنه - أى البنا - قد اتفق - بطريقة سرية - على التخلص من الشيوعيين الذين يشكلون خطراً على الجماعة، وأنه كانت هناك «خطابات متبادلة» بين المرشد العام ومدير البوليس السياسى محمد إمام إبراهيم «بك» فى هذا الموضوع! وبرؤية تحليلية للوثيقة نجد أن الاتصالات كانت قائمة بالفعل بين الجماعة والبوليس السياسى، الذى كان يمثل أحد أهم أجهزة محمود فهمى النقراشى «باشا»، رئيس الوزراء، الذى اصطدم معه الإخوان بعد شهور قليلة من هذا التاريخ، وهو ما سيتضح فيما بعد عندما يشعر «البنا» بأن هناك اتجاهاً لحل الجماعة! اتصالات ومعارك ورغم هذه الاتصالات السرية، فإن الشكل المعلن كان يمثل معركة يقوم بها الإخوان ضد النقراشى وجهاز الأمن المتمثل فى البوليس السياسى. ففى نفس توقيت الوثيقة التى تشير للاتصالات «السرية» فإن مجلة «الإخوان المسلمين» لسان حال الجماعة - تنشر مقالاً افتتاحياً تحت عنوان «إدارة الأمن العام تتطوع للدعاية للشيوعية فى مصر»، وكتبه أحد أعضاء الجماعة ويدعى محمد فتحى محمد عثمان معرفاً نفسه بأنه حاصل على ليسانس الآداب من جامعة فؤاد. قال الكاتب فى مقاله - الذى أفردت له المجلة صفحة كاملة - «لا يمر يوم من الأيام إلا وتحشد إدارة الأمن العام قضها وقبضها. وهيلها وهيلمانها للقبض على العمال الذين يريدون أن يتنفسوا ليطالبوا بحقهم فى الحياة، الذين آمنوا بهذا الحق فدافعوا عنه». ففى كفر البرامون أراد الناس أن يشعروا بإنسانيتهم، وأراد الإخوان المسلمون الذين علمهم دينهم كرامة الحياة وعزة المؤمنين أن يعلنوا جهادهم فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدان، فكانت الشيوعية هى التهمة التى بمثابة سيف الجلاد المصلت على الرؤوس، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذرعا فاسلكوه، إنهم لا يؤمنون بسادة الإقطاع جبابرة دون الله، وإذن فهم شيوعيون، فيقتلون أو يصلبوا، ولتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ولينفوا من الأرض، واسأل القرية هناك، تبينك عن المغارم والمآثم، التى ارتكبها الغلاظ الشداد من زبانية «الفزع» لا «الأمن»، مما أفاضت فيه زمليتنا المجاهدة «الفكر الجديد» فى عدده الأخير. وفى المحلة الكبرى، أراد العمال أن يستنكروا البغى الذى ينهى عن الله، وأن ينشدوا العدل الذى أمر به، فطالبوا بحقوقهم.. فحاصر البوليس المصنع، واستدعيت فرقة جيش للإرهاب والتنكيل، وقبض على خمسة وثمانين عاملاً يعولون خمس وثمانين أسرة من هذه الأمة، وقدموا للمحاكمة بتهمة أنهم شيوعيون، وإن كان منهم إخوان مسلمون لهم من دعواتهم رجاء ووقاء وكفاء وغناء، ووقف الدفاع فى المعارضة يدلى بحجته أن الشيوعية شىء، والمطالبة بالحقوق شىء آخر. وبين سطور المقال يوجه الكاتب انتقاداً «لاذعاً» لأسلوب «النقراشى» فى إدارة الحكومة ولأجهزته الأمنية قائلاً: ومنذ أيام قلائل، ضاقت بعامل سبل العيش، فكتب كتابا لدولة رئيس الوزراء، وطاش به الجوع، وحال أمه المريضة، فكان لقاؤه نبوة وزلقة فى خضم آلامه. فقبض عليه ونكل به فعرض مأساته على الناس، وهل يعقل أن يوقع الذى ينوى إجراماً على دليل إدانته بخطه واسمه، إلا إن كان يريد من وراء ذلك رحمة تنزل به تخفف بإساءة، لا نقمة تعاقبه على ظلمات نفسه وآلامه، لكنها إدارة الأمن العام تريد أن تكافح الشيوعية..! 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.