- ميمي شكيب ..عاشت مرفهة صاخبة ...انتهت بجريمة قتل غامضة
- تزوجت ثلاث مرات ..ووقع في غرامها كبار رجال الدولة والمسئولين
- قضت 170 يوماً خلف القضبان تدفع ضريبة حياة السهر والعشق والغرام
- تدخلت الملكة نازلي لإنهاء علاقتها مع أحمد حسنين باشا
توفيت الفنانة ميمي شكيب، واحدة من أشهر نجمات أدوار الشر في السينما المصرية.. وأحاط الغموض والحيرة بطريقة موتها أو بالأحري قتلها..حيث تم إلقاؤها من شرفة شقتها بحي قصر النيل بالقاهرة في حادث مأساوي وقع يوم 20 مايو 1983..وكما لف الغموض طريقة قتل الفنانة سعاد حسني لم يتوصلوا أيضا إلي قاتل ميمي شكيب ..واتجهت أصابع الاتهام إلى بعض رجال السياسة الذين قيل إنهم ارتبطوا او تورطوا في علاقات معها.
أمينه شكيب التى ترجع اصولها الى أسرة شركسية ثرية،ولدت ميمي شكيب فى الخامس عشر من ديسمبر عام1913 وهى الشقيقه الصغرى للفنانه زوزو شكيب وكانت الصحافة الفنية تطلق عليهما "الشكيبتان"
اسمها الحقيقي أمينة شكيب ولدت عام 1913 لاب ينحدر من أصول شركسية، كان يعمل مأموراً لقسم بوليس حلوان ..كان صارما حازما ..تربت في القصور والسرايات..وكان جدها يعمل ضابطا في الجيش في عهد الخديو إسماعيل ..تلقت تعليمها في مدرسة (العائلة المقدسة )... ومن هنا لم يكن مسموحاً لها بالذهاب إلي دور العرض السنيمائي أو مشاهدة أي مشهد من أي رواية ..لها شقيقة واحدة هي الفنانة الراحلة زينب (زوزو) شكيب ..من مواليد 1909
كانت ميمي شكيب طفلة متمردة..شقية ..تعلمت اللغات من والدتها فكانت تجيد التركية الإيطالية اليونانية الأسبانية الفرنسية ...بعد موت والدها بشكل مفاجئ..دخلت والدتها في صراعات مع الأهل انتهت بتنازل الأم عن الميراث في مقابل الاحتفاظ ببناتها ،ما جعل الأم تزوال مهنا مختلفة لتتمكن من إعالة بناتها.
كما كانت سيدة الصالون الفني في مصر خلال حقبتي الاربعينيات والخمسينيات في القرن العشرين ..وعلامة بارزة مؤثرة في تاريخ المسرح العربي ..تعشق السهر وتهوي الرقص ..لاتشعر بالسعادة الا وهي محاطة بالمعجبين والمريدين والاثرياء.
تزوجت من الفتي الأنيق (شريف باشا ) ابن شقيقة اسماعيل باشا صدقي رغم فارق السن بينهما الذي تجاوز ال20 عاما ..كانت متخيلة ان هذه الزيجة سوف تخرجها من حياتها وتنقلها لآفاق أوسع من التنزهات والسهرات ..ولكن بعد 3 أشهر تزوج من فتاة اخري تاركا (شكيب ) حاملاً في مولودها الأول ..مما سرع بالانفصال ...قررت الخروج وراحت تتجول في المراكز الثقافية مثل جماعة (انصار العمل السنيمائي ) ..تعرفت علي عمر وصفي الذي ساعدها وأسست فرقة للتمثيل وعمل معها (زكي رستم ) ..لم تستمر هذه الفرقة طويلا .. فتوجهت لمسرح الريحاني ..تضاعف إعجابها بنفسها وهي تري كبار الدولة يتقربون منها ويسعون لصداقتها.
تعرفت في نهاية الثلاثينيات علي أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي..ما جعله يتردد علي مسرح الريحاني بصفة يومية ..وانتشرت قصة الحب الملتهبة بين جميع الأوساط ، وهو ما جعل الملكة (نازلي ) تتدخل لإنهاء العلاقة وقامت بإرسال تهديد مباشر وصريح للريحاني لإخراج (شكيب ) من الفرقة.
تربت أمينة شكيب أو ميمي داخل القصور والسرايات وتلقت تعليمها فى احدى مدارس الراهبات، فأتقنت الفرنسية والإسبانية. أما والدتها فكانت تتقن التركية والإيطالية واليونانية والألمانية إضافة إلى الإسبانية توفى الوالد بشكل مفاجئ ولم تكمل الثانية عشرة من عمرها، ودخلت والدتها في صراع عنيف مع أسرة الزوج على الميراث، حيث طلبوا منها تسليم الشقيقتين ميمي وزوزو،وهو ما رفضته الأم فتم حرمانهن من الميراث واضطرت الأم للنزول إلى العمل حتى تتمكن من الإنفاق على ابنتيها ولأن ميمي هي الفتاة الأرستقراطية الفاتنة تقدم لخطبتها الفتى الأنيق شريف باشا ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي،
ورغم فارق السن بينهما والذي يصل إلى 20 عامًا إلا أنها وافقت وهي سعيدة ظنًا منها أنها بذلك ستستطيع العيش في رخاء وحرية دون قيود ولكن خاب ظنها، فبعد الزواج بثلاثة أشهر تزوج من فتاة أخرى وتركها وحيدة فأصيبت بحالة من الشلل المؤقت ونُقلت لمنزل والدتها لتتلقى العلاج.
وبعد شفائها أصرت ميمي على الطلاق، وقررت الاعتماد على نفسها وتحقيق أمنية عمرها بالعمل في الفن، فراحت تتجول بين الاستوديوهات والمراكز الثقافية، وانضمت إلى جماعة أنصار التمثيل والسينما، وتدربت فيها ثم أسست فرقة تمثيلية خاصة بها وعمل معها عدة فنانين مثل: زكي رستم وأحمد علام.
ولكن الطبع دائما يغلب التطبع فلم تستطع أن تعيش بدون معجبين أو مريدين ..خاضت مغامرة أخري مع الاقتصادي المعروف (احمد عبود باشا ) الذي أغدق عليها بالهدايا ..وتلاه كثير من المعجبين لتصبح قصص غرامياتها ملء السمع والبصر ..قررت أن تضع حداً لهذه السهام القاتلة فتزوجت من رجل الأعمال (جمال عزت ) ..هذا الزواج لم يستمر طويلاً بسبب الغيرة ...بعدها خفق قلبها لفنان الشعب (سراج منير ) وتزوجته عام 34 واستمرت حياتهما الزوجية فترة طويلة يسودها الحب والتفاهم حتي توفي إثر ذبحة صدرية حادة عام 57.
أغلقت علي نفسها باب الحب برحيل زوجها وحبها الوحيد..ولكنها لم تستطع الاستغناء عن حياة الصخب التي اعتادتها..ومن هنا راحت تقيم حفلات يومية يحضرها الأثرياء المصريون والعرب وكبار المسئولين بالدولة، بالإضافة لعدد كبير من الفنانات الشابات ..استمر الحال بها علي هذا النحو الي أن وقعت الفضيحة التي اتهمت فيها بإدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب و عرفت إعلاميا بقضية (شبكة الرقيق الابيض ) كان ذلك في 23 يناير عام 74...قضت (شكيب ) 170 يوما خلف القضبان ..بعدها برأتهن النيابة لعدم ثبوت التهمة أثناء القبض عليهن.
قدمت ميمي شكيب من خلال هذه الفرقة أول رواية لها وهي «فيوليت» إلا أن الفرقة لم يكتب لها الاستمرار، فتوجهت لمسرح نجيب الريحاني الذي احتضنها وصقل موهبتها الفنية، وظلت ميمي تعترف بأستاذية الريحاني وتأثيره عليها سواء في سنوات عملها الأولى أو بعد رحيله،
وفى عام 1942م تزوجت من الفنان سراج منير واستمر الزواج حتى وفاته فى عام1957م ...
ولكن النهايه غير متوقعه فهى من كتبت هذه النهايه فهى لم تعتبر مأساة مثل غيرها من فنانى هذا الجيل....
ففى عام 1974م تسابق الجميع على شراء الجرائد لمعرفة تفاصيل القضية المثيرة التى كانت تسمى وقتها بقضية شبكة الرقيق الأبيض، وهى شبكة الدعارة التى كانت تتزعمها الفنانة الشهيرة ميمى شكيب والتى تضم أيضا ثمانى فنانات ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفنى، وقد لاقت القضية اهتماماً كبيراً جداً وقتها، وتابع الناس التحقيقات فيها بفضول شديد، وأصبحت كل الصحف تنشر وتتابع سير التحقيقات فيها.
وظلت القضية تتداول مع تفاصيلها المثيرة حتى أصدرت المحكمة حكمها فى 16 يوليو 1974 بتبرئة ميمى شكيب وكل عضوات الشبكة لكونهن لم يتم إلقاء القبض عليهن وهن فى حالة تلبس بينما أثناء جلسة عادية لشرب القهوة، ورغم الإفراج والبراءة لكن تداول سيرة الفنانة الراحلة على مدار أشهر حتى صدور الحكم فى القضية قضى على ما كان متبقيا لها من شهرة ونجومية فنية،
ورغم أنها عاشت بعد القضية ثمانية أعوام كاملة، إلا أنها كانت بمثابة سنوات معاناة حقيقية لها، فقد خفت الأضواء حولها، فلم يحاول المخرجون والمنتجون الاستعانة بها إلا نادراً وفى أدوار صغيرة جداً، مما أدى إلى تدهور أحوالها المادية بشكل كبير،
وبعد الحفلات الصاخبة والسهرات المرفهة شوهدت ميمى شكيب فى أواخر حياتها وهى تتقدم بطلب لصندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة تطلب فيه إعانتها مادياً، وقد تم تخصيص معاش استثنائى لها، لكن المعاناه لم تنتهى عند هذا الحد، حيث أُودعت بإحدى المصحات النفسية بضعة شهور،
كريمة الشريف أحد من قدموا للشهادة أمام النيابة
قبل أن تُقتل فى 20 مايو عام 1983 حيث تم إلقائها من شرفة شقتها وظل الغموض يحيط بمرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها حول أنه تم التخلص منها من قبل بعض رجال السياسة ممن كانوا يشاركون فى إدارة شبكتها، وقُيدت القضية ضد مجهول.
عانت من ضيق اليد وشظف العيش ..ماجعلها تقدم علي معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء و الفنانين بوزارة الثقافة عام 75 ..عاشت محنة حقيقية مما أدى لإيداعها بإحدى المصحات النفسية بضعة شهور قبل ان تودع الحياة والدنيا بهذا الحادث المأساوي عام 84 عن عمر يناهز 71 عاما.
مثلت 160 فيلما، آخرها فيلم (السلخانة ) عام 82.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.