Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: تقرير كامل ((سرى للغاية)) الجاسوسة التى هزت عرش مصر : كاميليا تبيع أسرار مصر والعرب إلى أسرائيل

Sunday, September 21, 2014

تقرير كامل ((سرى للغاية)) الجاسوسة التى هزت عرش مصر : كاميليا تبيع أسرار مصر والعرب إلى أسرائيل


"بالنار يختبر الذهب وبالذهب تختبر المرأة وبالمرأة يختبر الرجل".. هكذا أوضح وليم شكسبير أن الشهوة هي المحرك الرئيسي للإنسان والمرأة شهوتها الرئيسية حب المال والمجوهرات واقتناء الأشياء الثمينة، أما الرجل فشهوته تكمن في اقتناء المرأة، وغالبا ما يسقط الرجل أمام هذا الاختبار الصعب مهما كانت مكانته وسلطته.


هل سمعت عن ليليان كوهين . 

كاميليا.. الحسناء اليهودية التي قتلها جمالها الباهر 

سعت إلى الزواج عرفيا من الملك فاروق مما عرضها لانتقام محيطه الرافض لهذه العلاقة


كاميليا (13 ديسمبر 1919 - 31 أغسطس 1950)، ممثلة مصرية.

بالخامسة

تلك الضريبة التي قد تُودي بحياتنا كلما حاولنا الوصول إلى السلطة، فضريبة السلطة قد تكون حياتَنا التي قد نفقدها فجأة ودون سابق إنذار.. تلك السلطة التي قد تتراءى للكثيرين حلاوتُها.. نساء وُلدن في أوساط فقيرة وذُقن شظف العيش ومرارات الحاجة.. اجتاحتْهُنّ رغبة كبيرة ومميتة في الانخراط -بأي ثمن- في كواليس الحُكم ودهاليز السلطة، أملا في قفزة كبرى في ما بعدُ قد تُوصلهُنّ إلى القمة، من خلال ارتباط بحاكم أو الفوز بمنصب سياسيّ كبير.. ملكاتٍ كنّ أو أميرات أو فنانات أو عشيقات أو نساءً عادياتٍ قرّرن «القفز» على العادات والتقاليد والمُضيَّ في الحياة كما تحلو لهن.. نساء ونساء تكبّدن «ضريبة» البحث عن السلطة والاقتراب منها أو التعرُّض لها.. إنهنّ نساء قتلتْهُنَّ السلطة!...

طفلة

لا تزال الأسئلة مطروحة حتى الآن في الساحة المصرية والعربية، وربما الإسرائيلية، عن هوية تلك المرأة اليهودية التي اخترقت المجتمع اليهودي والعربي، فبلغت القمة وأضحت الملكة غير المتوجة لعرش مصر، بعد دخولها قصور الحكم وارتباطها بعلاقات عاطفية مع الملك فاروق، آخر ملوك مصر، ومع عدد من كبار رجالات المجتمع المصري، من الفنانين والسياسيين في ذلك الوقت، قبل أن يرتبط اسمها بقصص وحكايات واتهامات العمالة (لإسرائيل) والتخابر لصالح أجهزتها المخابراتية...

فى سن البلوغ

اليهودية كوهين

اشتهرت في منتصف الأربعينيات لتصبح أكثر نجمات السينما المصرية تألقا وأعلاهن أجرا. ولدت في الإسكندرية لوالدين مسيحيين، لكن تبناها زوج أمها اليهودي الديانة حيث حملت اسمه.كانت كاميليا شخصية اجتماعية في الإسكندرية، كما كانت تتردد على حفلات الصفوة الإسكندرانية، وكانت تحوم حولها الكثير من الشائعات والشكوك. إرتبط اسمها بملك مصر آنذاك الملك فاروق وشاع بقوة بأن بينهما علاقة أو أنها حظيته بشكل يتخطى آخبار الجرائد الرخيصة.


تبناها زوج والدتها اليهودي الديانة حتى أنه قلدها باسمه تعلمت بالمدارس الانجليزية بالاسكندرية، اكتشفها المخرج احمد سالم بعد أن تعرفت عليه في صيف 1946بفندق "وندسور" وطلبت منه أن يمكنها من مشاهدة العرض الخاص لفيلمه الجديد "الماضي والمجهول". ولم يفت أحمد سالم الفرصة وسألها : "ألا ترغبين أن تكوني نجمة سينمائية ؟ فأجابت : ولم لا وهي التي تحلم بالثراء والشهرة والمجوهرات والملابس الغالية وتريد أن تكون نجمة مشهورة.


ليليان فيكتور كوهين المشهوره بـ كاميليا ( اسكندريه ،13 ديسمبر 1919 - البحيره ، 31 اغسطس 1950 ) ممثله مصريه من اصول يهوديه اتولدت فى اسكندريه و امها هى اولجالويس ابنور وهى مصريه من ام طليانيه و اب فرنساوى. اختلفو حوالين هويتها لما قالت انها مسيحيه اتعلمت فى المدرسه الانجليزيه فى اسكندريه. اكتشفها احمد سالم و قدمها للسينما المصريه سنة 1946 و لمعت فى الحياه الاجتماعيه و طلعت عليها اشاعات كتيره زى علاقتها بالملك فاروق الاول.اتجوزت تلات مرات و قدمت مسرحيه اسمها "خطف مراتى" اللى قدمتها للسينما بردو الفنانه الهام حسين . اتوفت فى حادثة طياره فى محافظة البحيره و دا خلاها تتحول لاسطوره و الهم كتاب كتير انهم يألفو اكتر من كتاب حوالين علاقتها بالسياسه.


اخرج عنها عاطف سالم فيلم اسمه " حافيه على جسر الدهب".اتميز ادائها بالتلقائيه.

فى الملهى

هي ليليان كوهين اليهودية، التي تم تسجيل ولادتها في القنصلية اليونانية في الإسكندرية بتاريخ 12 دجنبر 1929 من طرف والدها اليهودي اليوناني، فيكتور كوهين، الذي كان يعمل سمسارا في البورصة في الإسكندرية وأمها أولغا، المسيحية اليونانية التي عمدت إلى ترك بيت الزوجية لتستقر في الإسكندرية وتعمد إلى تنصير ابنتها ليليان، دون معرفة والدها كوهين، الذي هجر البيت في اتجاه اليونان... 


«نجمة» مصر الجديدة

عندما بلغت ليليان السادسة عشرة من عمرها، عمدت أمها إلى إخراجها من المدرسة لتُلحقها بوظيفة من الوظائف في الإسكندرية، فبدأت العمل في مطعم «البرج بلوي»، ذي الإطلالة الرائعة على البحر الأبيض قبل أن تتعرف عن طريق الصدفة على المخرج المصري المعروف احمد سالم (زير النساء آنذاك) ويعجب بها ويضرب لها موعدا في فندق «وندسور» الشهير في الإسكندرية، لمناقشة تفاصيل العمل في السينما.. كانت ليليان، ابنة السادسة عشرة، ذات أنوثة طاغية وتمتلك من الأنوثة والجمال ما يعجز معه أي رجل عن عدم التعلق بها...


من أفلامها

القناع الأحمر (1946)
الكل يغني (1948)
فاتنة (1948)
نص الليل (1949)
خيال امرأة (1949)
الروح والجسد (1949)
صاحبة الملاليم (1949)
شارع البهلوان (1949)
آخر كدبة (1950)
بابا عريس (1950)
العقل زينة (1950)
امرأة من نار (1950)
الطريق إلى القاهرة (1950)
المليونير (1950)
ولدي
قمر 14
أرواح هائمة
القاتلة
الستات كدة. 


لم يتفق أحمد سالم مع ليليان على شروط العقد وطبيعة العمل (كان سالم يريد فقط إغراءها للنيل منها) خاصة أمام شروطه التعجيزية، من جهة، وأمام رفض والدتها «أولغان»، من جهة أخرى، العمل مع هذا الشخص لسمعته السيئة وعلاقته آنذاك بالمطربة أسمهان، لكن سرعان ما تعرفت ليليان على الثري سيد اللوزي، صاحب مصانع الحرير في القاهرة، الذي فتح أمامها حياة الترف والبذخ لتُلفت إليها الأنظار (في النادي المصري الذي كانا يرتادانه دائما) لجمالها الصارخ، وهي تتأبط ذراع اللوزي...


سيدة القصر

في احدي الليالي الصاخبة، كان أنطوان بولي، سكرتير الملك فاروق الخاص، يتردّد على ذلك النادي لاكتشاف السيدات الجميلات واصطحابهن إلى القصر، حيث الملك فاروق.. وعندما وقعت عيناه على ليليان، انبهر بها وعرض عليها العمل في السينما وبعث بها إلى الفنان الشهير يوسف وهبي، طالبا منه إسناد دور البطولة لها في أي فيلم، على أن يتحمل القصر مصاريف الدعاية اللازمة في الصحف...


عهد أحمد سالم إلى الفنان محمد توفيق أن يتولاها ويعطيها دروساً في الإلقاء والأداء والحركة واللغة العربية وتولى أحمد سالم مسؤوليةوإظهارها إعلامياً في الصحف والمجلات والحفلات الخاصة والعامة إلا أنه لم يحقق وعده إليها بأن تقوم ببطولة أفلام سينمائية، قدمها يوسف وهبي بك في فيلم "القناع الأحمر 1947م" ثم تعددت افلامها بعد ذلك .

اهتم يوسف وهبي بليليان واختار لها اسما فنيا هو «كاميليا»، بعد أن اسند إليها بطولة فيلم «القناع الأحمر» في مطلع العام 1947، والذي دخلت من خلاله إلى قلب الملك فاروق، بعد رقصتها العارية أمامه في ملهى «الأهرام»، قبل أن يصطحبها معه على متن سيارته الحمراء إلى قصر عابدين، مخترقة بذلك حرسه الحديدي لتجد نفسها بين الملك فاروق ورجالاته المقربين، يوسف رشاد ومصطفى كمال صدقي وإلياس أندراوس ومحمد حسن وغيرهم...


شرعت كاميليا في وضع خطتها للسيطرة على الملك فاروق، فطلبت منه السفر في رحلة بحرية إلى قبرص، بعيدا عن العيون، خاصة بعد تواتر الشائعات والأقاويل عن علاقتهما، بعد أن كان قد اشترى لها فيلا فاخرة في الجزيرة، تحت اسم «أولغا كوهين»، لكن الصحف الإنجليزية والفرنسية اكتشفت السر، وحينما علم فاروق بذلك، أعطى أوامره لليخت «فخر البحار» لمغادرة الجزيرة إلى جزيرة رودوس وترك كاميليا في فيلا كوهن في قبرص...


كاميليا والوكالة اليهودية

كاميليا أو ليليان التى استولت على قلب الملك واسرار بلاده هل تعلم كيف كانت ليليان تستطيع أن تحرك جهاز الدولة بإشارة صغيرة من إصبعها فتنحنى الهامات ، وتنخفض الرءوس .. نفس الهامات والرءوس التى طالما إهتزت شواربها وهى تملأ كل جو مصر زئيراً مفزعا مجنونا .. !؟ 


إبنة كوهين 

كانت ليليان تستطيع أن تفعل كل هذا .. برغم أنها لم تكن تعرف لنفسها أباً .. ولا مقراً .. ولا أى شئ على الإطلاق سوى شقيقين كانا يظنان أنهما أبناء كوهين الذى ينتسبون إليه .. ثم عرفوا بعد أنهم أبناء رجل آخر ، إسمه قسطنطين ، لعب الدور الذى كان يجب ان يلعبه كوهين ، لولا أن الطبيعة لم تكن أعدته ليلبس دور الأب ، ولا دور الزوج أيضاً .


الملك فاروق ورغم أنه واحد من الأسرة العلوية وآخر من حكم مصر والسودان، إلا أن كل هذه الأشياء مجتمعة لم تمنعه من السقوط في "فخ" الفتاة الجميلة والابنة غير الشرعية ليسقط وتضيع معه أمة بحالها، بخسارة العرب حرب 48 وضياع فلسطين إلى الأبد.


أما هي.. "ليليان ليفي كوهين" أو الفنانة "كاميليا"، التى ولدت في 13 ديسمبر 1919 من أبوين مسيحيين بالإسكندرية، كانت أمها إيطالية ووالدها فرنسي، لكن لم يعترف بها الأب وتركها وهرب، فتزوجت أمها من اليهودى"ليفى كوهين" صاحب البانسيون الذي كانت تقيم به، فتبناها وأصحبت يهودية النشأة والتربية.


والدة ليليان تشاهد متعلقاتها

كانت ليليان تعلن كل ذلك ، وكانت تعرف أن أمها القبرصية اولجا جهدت كثيراً من أجل أن تعيش ، حتى تعرفت آخر الأمر بقسطنطنين أحد الرعايا الإيطاليين فى مصر .. ثم عثرت بعده على كوهين ، اليهودى اليونانى ، وتزوجته ثم أنجبت له رغم عجزه أبناء الثلاثة .. أدوار ولويجى وليليان ..


ظهور الفاروق

قدمها أنطون بوللي للملك فاروق عام 1947 وتوطدت علاقتهما وكادت تصل للقب ملكة مصر ، 


إستغلت كاميليا علاقتها بالملك فكانت تمد اسرائيل بالاسرار التى كان يبوح بها فاروق وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس لصالح اسرائيل اعلنت انها لم تسافر لاسرائيل أو القدس وقامت لاثبات ذلك بجمع تبرعات للجيش المصرى المحارب فى فلسطين.


ولعبت ليليان نفس الدور ، ولكنها فى دورها الجديد إستطاعت أن تجد من هو أكثر غنى ، وأشد نفوذاً ، من زوج أمها ..فقد وجدت الفاروق .. وصارت ليليان كوهين أو كاميليا .. إحدى عشيقات .. الفاروق .. ! 


بدأت فى قبرص

وكان الفاروق مولعاً بذلك الصنف من النساء .. وكانت هى تعرف ذلك السر جيداً .. فعملت على أن تلتقى بالصيد الثمين فى قبرص خلال إحدى رحلاته المشهورة ، وهناك قدمها له الحواريون على أنها فنانة .. وتركوا الصفة الثانية ليكتشفها هو برأسه العبقرى .. !


وتعددت مقابلات الفاروق وكاميليا فى قبرص ثم فى مصر وعرفت كاميليا طريقها جيداً إلى مخدع الملك الخاص .


أسرار القصور

وكان مخادع الصور فى مصر ، هى السبيل دائماً إلى معرفة كل أسرار مصر ، وكان مندوبوا الوكالة اليهودية فى الوقت الذى كانت الصهيونية تبحث فيه عن أسرار مصر يعرفون جيداً هذا السر ..


وكانوا يظنون أيضاً أن ليليان يهودية ، تماماً كما كانت هى نفسها تظن .. وعرفوا أنهم يستطيعون عن طريقها الوصول إلى كل ما يبغون ..


وعندما إتصل مندبوا الوكالة بها للإتفاق معها على إمدادهم بأسرار مصر ، وجيش مصر ، وعرش مصر .. ترددت فى أول الأمر ، فقد أكدت لها أمها عندما سألتها أنها ليست إبنت كوهين اليهودى ، بل إنه قسطنطين المسيحى ..



ولكن ترددها لم يدم طويلاً .. فالجاسوسة لا تعرف لنفسها ديناً ، ولا إيماناً ، بل تعرف قبل كل شئ إغراء المال .. وبذلت العروض لكاميليا .. وعرف ساحون أحد أعضاء الوكالة اليهودية كيف يقرب بين منطقها ومنطقه . وعندما إلتقت الوجهتان بدأت جميع أسرار مصر تتسرب عن طريق ما تحت الشوارب الضخمة من حكام مصر .. إلى آذان صهيون .. 


جدتها وجيران الأم 








والدتها 

دولاب ملابسها كان هو الباقى 



نفوذ ليليان

وبدأت كاميليا تلعب دوراً بارعاً فى تحويل سياسة عاهل مصر عن مساعدة العرب ، وتمكين الصهيونيين من الحصول على جميع مطالبهم آزاء مفتى فلسطين ، بل وإزاء الجامعة العربية أيضاً ..




وظل الفاروق يلعب بالنار ، ويحاول ان يلقى بمستقبل مصر كله ، ومستقبل العروبة كلها ، بين أمواج بحر العشق الفاجر .


هذه هى قصة سر من أسرار القصر وهذا ما تكشفه تلك الوثيقة التى عثر عليها بين مخلفات الفاروق .. بعد أن أكتشف سر ليليان .. وقبيل أن تأتى نهايتها بأيام .. ! 


لم يكن الملك فاروق يعلم أن برقية كاميليا إليه في البحر: «إما أن تعود إلى قبرص أو أنتحر».. قد وقعت بين يدي الوكالة اليهودية في القدس، والتي سارعت إلى الاتصال بكاميليا وتجنيدها للعمل لصالح إسرائيل، فسارع جيمس زارب، رئيس جهاز المخابرات في المركز الرئيسي للوكالة اليهودية في جنيف إلى الاتصال بمدرب الرقص الشرقي إيزاك ديكسوم وبمدير معمل أفلام أنور وجدي، لويس كازيس، لترتيب مقابلة مع كاميليا، لتجنيدها للعمل لحساب إسرائيل!...


"ليليان" كانت فائقة الجمال وتقدس المال، فعملت كداعرة في أحد ملاهى الإسكندرية وخلال تلك الفترة تحديدا تم تجنيدها لصالح الوكالة اليهودية، وقتها تعرفت على المخرج أحمد سالم وتحديدا في صيف 1946 بفندق "وندسور" وطلبت منه أن يمكنها من مشاهدة العرض الخاص لفيلمه الجديد "الماضي المجهول" لكنه سألها: ألا ترغبين أن تكوني نجمة سينمائية؟! فأجابته: ولم لا وهي، حيث كانت تحلم بالثراء والشهرة والمجوهرات وتريد أن تكون نجمة مشهورة، وبالفعل عهد أحمد سالم إلى الفنان محمد توفيق بأن يتولاها ويعطيها دروسًا في الإلقاء والأداء والحركة واللغة العربية، ولكن محمد توفيق بعد أول درس فر هاربًا من الوقوع في حب كاميليا وتولي أحمد سالم مسئولية شراء أفخر الثياب والمجوهرات وإظهارها إعلاميًا في الصحف والمجلات والحفلات الخاصة والعامة وقد منحها اسم "كاميليا" إلا أنه لم يحقق وعده بأن تقوم ببطولة أفلام سينمائية.


الفنان يوسف وهبي انتهز فرصة عدم التزام أحمد سالم بوعده لها فاتصل بها سرًا وطلب منها الحضور إلى فيلته بالهرم وبدأ التنافس بين وهبي وسالم حتى تنازل الأخير عنها عاطفيًا وسينمائيًا، وبالفعل تركها مقابل ثلاثة آلاف جنيه، وقدم يوسف وهبي لسالم شيكا بالمبلغ وقدمها في فيلم "القناع الأحمر".


أما علاقة كاميليا بالملك فاروق فبدأت عندما رآها ذات مرة في إحدي الحفلات بكازينو "حليمة بالاس"، وقدمها له مدير الشئون الخاصة للملك "أنطون بوللي" عام 1947، ليقع في غرامها، بعدها ظلت كاميليا المحظية الأولى للملك لمدة ثلاث سنوات، حتى اقتربت من لقب ملكة مصر، وعندها هلل رئيس الوكالة اليهودية آنذاك "جيمس زارب" قائلا مثلما ورد في مذكرات بن جوريون: "تحقق الحلم.. ستعود مملكة داوود.. ستعود إسرائيل".


الزواج العرفي بالملك فاروق

بدأت كاميليا أول مهامها في تزويد الوكالة اليهودية بسير العمليات القتالية في فلسطين، من خلال ما تحصل عليه من معلومات من الملك فاروق نفسه.. وبعد عمليات التجسس على الملك فاروق، تأخذ مجراها أولا بأول... لكنْ، مع بدايات العام 1949، وصل إلى علم كاميليا (عن طريق الوكالة اليهودية) خبر مفاده أن الملكة نازلي (والدة فاروق) تحضر لزواج ابنها الملك فاروق من ناريمان صادق (ابنة حسين فهمي صادق، وكيل وزارة المواصلات) في نهاية العام 1950.. فأصيبت كاميليا بالصدمة وعرضت على الملك فاروق الزواج العرفي، بعد أن قامت بتغيير ديانتها اليهودية إلى المسيحية، بصفة رسمية، في كنيسة سان جوزيف في القاهرة، لتصبح بذلك ملكة غير متوجة، على أن يتم الإعلان عن زواجهما في حالة أنجبت له وليا للعهد...


وبينما كان القصر الملكي يستعد للزواج الرسمي بين الملك فاروق وناريمان صادق، اتفق الملك مع كاميليا على إتمام الزواج العرفي في فرنسا، فطار مسرعا إلى «دوفيل»، طالبا من كاميليا اللحاق به بعد ذلك، ففهمت حينها أن خطتها مع الملك قد نجحت...


"مع نهاية عام 1947 جاءت كاميليا إلى الملك تشكو له خوفها من أن تعتقلها الشرطة المصرية باعتبارها يهودية، فقام فاروق بإعداد قصر "المنتزة" لإخفائها فيه، وكان يزورها سرا أثناء حرب فلسطين، وبعد الهزيمة ثارت الدنيا عليه وصارحه رئيس وزرائه محمود فهمي النقراشي بأن الراقصة التي يأويها جاسوسة وتنقل الأسرار للوكالة اليهودية، فثار عليه فاروق ونهره.


كما قال عنها ديفيد بن جوريون: "ليليان ليفي كوهين أعظم امرأة في تاريخ الشعب الإسرائيلي.. تمكنت من إمداد تل أبيب بمعلومات هامة عن تعداد الجيش المصري وعتاده وميعاد تحركه صوب فلسطين، وكذلك كل كبيرة وصغيرة عن الجيوش العربية التي تأهبت للعدوان على إسرائيل".


وعندما بدأت علاقة فاروق بكامليا حاول أن يبتعد عن العيون وسافر إلى جزيرة قبرص والتقى هناك بكاميليا، لكن تسربت إلى مصر أنباء العلاقة بين الملك فاروق والممثلة كاميليا، وأثارت سخطا عاما لدى الشعب، وأثارت غيظا شديدا لرئيس الوزراء إسماعيل صدقى، الذي أرسل عدة رسائل إلى الملك يطلب منه العودة إلى مصر حفاظا على سمعته، وليكون قريبا من الأحداث السياسية في بلاده خاصة وأن علاقته السيئة بالملكة فريدة قد أصبحت على كل لسان.


الملك لم يتأثر بكل هذه الرسائل وترك قبرص متجها إلى تركيا حتى تهدأ الأمور في مصر ويبتعد هو عن كاميليا، لكن كاميليا أرسلت إليه بأنها سوف تنتحر إذا لم يعد إليها فعاد من تركيا إلى قبرص، وبعد ذلك تردد اسم كاميليا في قضية الأسلحة الفاسدة وتجنيدها من الوكالة اليهودية ونشاطها كعميلة للمخابرات الإسرائيلية التي تأسست في عاصمة سويسرا برئاسة جيمس زارب الذي كانت له صلات بيهودى مصرى "إيزاك ديكسون" الذي كان يدير صالة لتعليم الرقص في القاهرة. 


ولم يكن اتهامها آنذاك مبنيا على دليل مادى وانماعلى مجرد تصورات واستنتاجات عامة منه وبراعتها فى الاتصال بالكبار بسرعة فائقة والتصاقها بالملك وكذلك ثراؤها الفاحش.


وقيل ايضا ان : الوكالة اليهودية وجهاز المخابرات الاسرائيلي برئاسة جيمس زارب، قد جندها للاستفادة من اختراق قصر عابدين. 
ضحية القصر

لكنْ، وعلى الجانب الآخر، كانت عيون مجموعة الحرس الحديدي في القصر ترقب تحركات كاميليا وتحركات الملك الأخيرة، بكل حنكة، محاولين في نفس الوقت إبعاد كاميليا عن الملك، وبأي ثمن، خوفا على العرش... وبينما كانت كاميليا تستعد للسفر للحاق بالملك فاروق الذي ينتظرها في فندق «دوفيل» لإتمام الزواج العرفي، كانت أيادي الحرس الحديدي قد زرعت قنبلة في حقيبتها، بعد أن حجزت مقعدا في رحلة «نجمة ميريلاند»، رقم 903 من مطار القاهرة الدولي والمتوجهة إلى روما (محطتها الأولى) ثم إلى فرنسا، حيث يوجد الملك فاروق...


كانت كاميليا ترتدي فستانا فستقي اللون وحذاء ساتان أخضر (الألوان التي يحبها الملك فاروق).. وكانت قد طلبت حينها التقاط صور لها قبل ركوب الطائرة، تداعب المودعين بابتسامة رسمت على محياها دون أن تعلم ماذا يخفي لها القدر في رحلة الموت رفقة 48 راكبا كانوا إلى جانبها على متن الطائرة...


وتأتى نهاية الجاسوسة الحسناء عندما أصيبت أثناء تصوير فيلم "صاحبة الملاليم" ببرد شديد وعلى أثره بدأت تنزف من فمها وبعد استشارة الطبيب فاجأها بأنها على مشارف الإصابة بالسل، ولابد من استشارة الأطباء في الخارج وبالفعل سافرت كاميليا إلى سويسرا. 


كانت تعاني بين الحين والآخر آلاما حادة في معدتها، وتطلب منها ذلك السفر الى جنيف لعرض نفسها على أحد الاطباء المشهورين، فذهبت الى مكتب شركة الخطوط العالمية لحجز تذكرة سفر بعد ان حدد لهاالطبيب الموعد، ولكنها لم تجد مقعدا .


ثم ذهبت وأمضت ليلتها مع الموسيقار فريد الاطرش الذي كانت قد مثلت معه آخر أفلامها "آخر كدبة"، وبعض الزملاء والاصدقاء، ولاحظ الجميع توترها، ولما سألها فريد الاطرش عن السبب روت له قصة شركة الطيران، ثم انهت حديثها قائلة: اعذروني، فأنا لا أدري هل سأكون مساء غد في القاهرة ام في طريقي الى جنيف.


في اليوم التالي، وفي حوالي العاشرة صباحا اتصلت بفريد الاطرش، وعبدالسلام النابلسي، وصلاح نظمي وباقى الزملاء الذين قضوا معها السهرة، واخبرتهم وهي في قمة السعادة أنها وجدت مكانا بعد إلغاء أحد الركاب سفره في آخر لحظة.ووكان هذا الراكب هو أنيس منصور .


وفاتها

في الواحدة من صباح 31 اغسطس عام 1950 أقلعت الطائرة الاميركية من مطار الملك فاروق في طريقها الى سويسرا، وعلى متنها 55 راكبا، بينهم كاميليا وبعد 20 دقيقة، كانت الطائرة قد وصلت الى قرية دست بمحافظة البحيرة، ولاحظ قائدها أن النار قد اندلعت في احد محركاتها فحاول الهبوط اضطراريا، لكنه فشل واشتعلت النيران في الطائرة وتفحم كل من بداخلها لدرجة انه لم يتمكن البعض من التعرف على ذويهم.

توفيت الفنانة كاميليا في حادث سقوط الطائرة TWA في 31 أغسطس 1950 رحلة 903 التي كانت تستقلها متجهة إلى روما، حيث سقطت الطائرة في الحقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة في 31 أغسطس 1950. متجهة إلى سويسرا بالقرب من منطقة الدلنجات في البحيرة واحترقت الطائرة تماما وعثر على جثتها متفحمة، لم يتبق منها سوي فردة حذاء ساتان أخضر بلون الفستان الذي كانت ترتديه وقتها.

بعد نصف ساعة فقط من إقلاع الطائرة من مطار القاهرة، اندلعت النيران فجأة فوق بلدة «الدلنجات» في محافظة «البحيرة» المصرية، ليشتعل المحرك وتهوي الطائرة من السماء ككتلة لهب مشتعلة، لتنتهي حياة كاميليا ومشوارها في الوصول إلى السلطة، بعد أن تربعت على عرش السينما المصرية وحققت لنفسها (بالأبيض والأسود) تراثا سينمائيا بدأته بفيلم «القناع الأحمر»، مع فاتن حمامة، و«الروح والجسد»، مع شادية وكمال الشناوي، و«القاتلة»، مع فريد شوقي وكمال الشناوي، و«امرأة من نار»، مع رشدي أباظة، و«المليونير»، مع إسماعيل ياسين، و«آخر كذبة» و«الطريق إلى القاهرة»، مع سامية جمال وفريد الأطرش، لينتهي بالطريق إلى الزواج العرفي من الملك فاروق والمخابرات الإسرائيلية والحرس الحديدي...


مفردات الحادث الأليم:
الطائرة 903... نجمة ميرلاند... الواحدة والنصف صباحاً... الدلنجات بحيرة!
آخر ما قالته كاميليا على سلم الطائرة:
هي الدنيا حتطير
وآخر ما تبقى منها:
حذاء ستان أخضر... وتايير فستقي؟

كانت ليلة لا تنسى في سماء القاهرة، ثم فوق صحراء الدلنجات في محافظة البحيرة، تحديداً المنطقة المسماة بـ}دست}... ليلة دخلت تاريخ الفن والاستخبارات والعشق والغرام... من أوسع أبوابه!

ليلة ما زالت تحيط بها الألغاز والأسرار وعلامات الاستفهام الحائرة حتى الآن، على رغم مرور أكثر من 60 عاماً على الحادث المثير الذي احترقت فيه الطائرة {903 نجمة الميرلاند} وعلى متنها أجمل فنانة عرفتها شاشة السينما المصرية... كاميليا صاحبة الأنوثة الصاعقة التي وقع في غرامها كبار رجال الفن والسياسة. أحبها دون جوان مصر آنذاك وقدمها للسينما كاكتشاف ساحر. تزوجها وسط حسد كل نساء مصر على هذه الحسناء التي خطفت معشوق النساء. ووقع في غرامها كامل الشناوي ونظم فيها شعراً! وقال يوسف وهبي إنها لحست عقله... وطاردها رشدي أباظة، وذاب فيها عشقاً ملك مصر فاروق الأول والأخير!

 كان يمكن للناس أن يعتبروا الحادث الذي وقع ليلة 31 أغسطس عام 1950 قضاء وقدراً، وينتهي الأمر عند هذا الحد. لكن سرعان ما أحاطت الشبهات بالحادث. وكان هناك شبه إجماع على أن سقوط الطائرة كان مدبراً ومؤامرة دنيئة هدفها الوحيد التخلص من جميلة الجميلات كاميليا... ولو على حساب عشرات الركاب الذين كانوا معها على متن الطائرة المنكوبة. لكن اختلف الجميع على صاحب المؤامرة الذي دبرها وأشرف عليها. هل هو ملك مصر؟ أم هي وكالة المخابرات اليهودية، التي صار اسمها في ما بعد الموساد؟ وإذا كان الملك هو مدبر الحادث فلماذا قرر تصفية المرأة التي أحبها بجنون بهذا الشكل المرعب؟ أم أن ثمة من كانوا يحرصون على سمعة مصر فأرادوا أن يبعدوا ملك البلاد عن صديقته اليهودية؟ وإذا كانت وكالة المخابرات اليهودية هي المدبر، فلماذا؟ ما دامت كاميليا، كما أشاع البعض عنها، كانت تقدم لهم الخدمات التي تطلبها الوكالة!
ربما تكون الإجابات بين سطور وتفاصيل وأسرار الحادث، وربما يكون جزء مهم منها في حكايات غرام كاميليا بالكبار، فهذا يكتشفها ويقدمها إلى السينما، وذلك يهديها قصراً في قبرص، وذاك ينفق عليها كل ثروته كي تمنحه بضع ساعات من وقتها داخل فيلته! وبحثاً عن هذه الإجابات سنفتح هذا الملف شديد الغموض بشكل جديد وغير مسبوق، سنتعرف إلى كاميليا الإنسانة والأنثى والنجمة من المذكرات الخاصة للذين كانوا بالقرب منها، خصوصاً مذكرات والدتها التي تنفرد بجانب منها. كيف ظهرت؟ وكيف تألقت؟ وكيف قطعت المشوار الصعب من فتاة صعلوكة إلى نجمة يوشك ملك مصر أن يتزوجها بعدما طلق الملكة فريدة وقبل أيام من خطوبته للملكة ناريمان؟ لكن قبل هذا كله علينا أن نطلع على تحقيقات الحادث... وتفاصيل ما حدث في تلك الليلة لحظة بلحظة.

حذاء بلون التايور؟

على رغم أن الطائرة أقلعت من مطار القاهرة في الواحدة وخمس وثلاثين دقيقة فجراً، فإن أحداً لم يستطع الوصول إلى مكان الحادث إلا مع أول ضوء للنهار. تم العثور على حطام الطائرة التابعة لشركة T.W.A، لكن الغريب والعجيب أنه لم يتم العثور على حقائب أو مجوهرات أو نقود ضحايا الطائرة. لم يجد رجال النيابة والبوليس سوى بعض جوازات السفر والأوراق التي لا قيمة لها، بينما تجمعت أحذية الركاب في مكان واحد، وكان من بينها حذاء كاميليا المصنوع بلون التايور الذي كانت تلبسه. الحذاء ستان أخضر والتايور فستقي وهي الألوان التي كان يحبها الملك فاروق! وكانت الطائرة المنكوبة قادمة من بومباي وفي طريقها إلى لندن وكان توقفها في مطار القاهرة للتزود بالوقود وحمل المسافرين إلى لندن، ومن بينهم كاميليا.
السؤال: لماذا قررت كاميليا السفر؟ ثمة إجابتان، الأولى يؤكد أصحابها أنها كانت في طريقها لمقابلة الملك فاروق الذي كان ينتظرها خارج أرض الوطن بعيداً عن أعين الرقباء! والثانية، وهي الأرجح طبقاً للمقربين من كاميليا، أنها كانت في طريقها للعلاج من نزيف دائم لا يتوقف أتعبها نفسياً إلى درجة هائلة، وأنها حجزت لدى طبيب فرنسي أستاذ في طب النساء والولادة. لكن الغريب أن كاميليا كانت ضمن ركاب آخرين لم يؤكدوا الحجز في شركات الطيران، لهذا رفض موظف المطار أو مندوب الشركة في المطار على وجه الدقة إدراج اسمها ضمن المسافرين على الطائرة نجمة الميرلاند، لولا أن هذا الموظف تم إبلاغه بأن أحد المسافرين ألغى حجزه فعاد وسمح لكاميليا باستكمال إجراءات سفرها على الطائرة. والمثير أن الراكب الذي تخلف عن السفر كان الكاتب الصحافي أنيس منصور، وقد كتب مقالاً في ما بعد عنوانه {ماتت هي لأعيش أنا}.


كيف وقع الحادث؟

تفاصيل الحادث لحظة بلحظة يرويها الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل من داخل مطار القاهرة وحتى مسرح النهاية في صحراء الدلنجات حيث سقطت الطائرة. ووصف هيكل مصرع كاميليا بأنها نار احترقت في نار. يقول:

بدأ القدر أول خطوة في لوحته المروعة في الساعة الثانية عشرة والنصف من صباح يوم الخميس آخر أيام أغسطس، وبدأ يختار أبطال لوحته في مطار فاروق!

كان مشهد المطار لحظتها عادياً... وكانت الطائرة رقم 903 نجمة ميرلاند قد هبطت أرض المطار قادمة من بومباي. ونزلت هيئة القيادة كي تترك الطائرة لهيئة قيادة جديدة تتولاها باقي الرحلة. وأمام الطائرة التقى القائدان، الذي انتهت نوبته والذي عليه الدور... وقال أولهما كابتن ريجنوز للثاني وهو الكابتن بوب:
- تسلم الطائرة... كل شيء فيها على ما يرام.
وصعدت هيئة القيادة الجديدة إلى الطائرة، وهكذا خطا القدر أولى خطواته. اختار الطائرة وهيئة قيادتها من الضحايا.
والسابعة


يمضي الأستاذ هيكل واصفاً ما كان يجري في المطار قائلاً:
وأقبلت السابعة تجري بعد قليل... وكانت فرنسية، طويلة، شقراء وجميلة. اسمها لورنزي وصاح بعض الركاب الذين كانوا قد فرغوا من إجراءات الجمارك والجوازات: هذه هي مضيفة الطائرة.
وصاح أحدهم بالمضيفة:
* متى نمشي؟!
وقالت البارسية الشقراء لورنزي وهي تنظر في ساعتها:
* بعد ربع ساعة... لا يزال هناك وقت!
وضحكت وهي تنظر لأحدهم قائلة:
* على أي حال، لن يكون هناك شيء تفعله الليلة إلا أن تنام... سوف تستيقظ في الصباح لتجد نفسك في بلد آخر!
وصعدت الباريسية الشقراء لتلحق بهيئة القيادة. وهكذا اختار القدر الضحية السابعة.

 

أنقذه القدر؟

وفي أرجاء المطار كان القدر يمهد للوحته بحكايات ساخرة وعجيبة. وقف رجل اسمه مستر فريمان أمام الأستاذ جمال زيتون من موظفي شركة الخطوط الجوية العالمية وقال له:
* ألا تفهم... يجب أن أسافر الليلة بالذات، وعلى هذه الطائرة. لا يمكنني الانتظار للغد!
وقال الموظف في أدب:
** آسف يا سيدي... لأنك لم تؤكد الحجز في مكتب القاهرة. وهكذا لم نرتب سفرك على هذه الطائرة.
وقال الرجل، مستر فريمان، للموظف:
* ولكني مضطر إلى السفر الآن!
ولجأ الموظف إلى مدير الحجز وأقبل المدير يقول للإنكليزي المتعجل:
** آسف يا سيدي، مكتب القاهرة لم يخبرنا بأنك أكدت حجز محلك. تنتظر إلى الغد وتأخذ الطائرة التالية.
واستدار مستر فريمان يائساً وانصرف وهكذا رفض القدر واحداً.
وأخذها معه؟


وأقبلت سيدة جميلة مسرعة، وعرفها بعض موظفي شركة الطيران. عرفوا أنها تسأل عن زوجها كابتن هاميت، أحد قواد الطائرة... ونزل لها زوجها ليسمعها تقول له في لهفة:
* ما رأيك، لوجئت معك؟!
ووجدها الكابتن تصر، وتدق الأرض عناداً بكعب حذائها الأنيق فقال لها:
** الطائرة مليئة، ولا يوجد بها مقعد خال.
وأراد أن يقنعها فمضى بها إلى مكتب الحجز في المطار، ووصلا في نفس اللحظة التي انصرف فيها الإنكليزي مستر فريمان يائساً، وقال الكابتن هاميت لموظف الحجز:
* أحاول أن أقنع زوجتي ومعها تذكرة مجانية مفتوحة، بأنه لا أماكن على هذه الطائرة، لكنها تصر، فقل لها أنت أنه لا يوجد مكان.
وابتسم الموظف مجاملاً وقال:
** من حسن الحظ أن أحد الركاب لم يؤكد حجز مقعده فمنعناه من السفر ومكانه خال حتى الآن.
وصاحت الزوجة في سعادة وهي تنظر إلى زوجها:
* إذاً... خذني معك!
وخط موظف الحجز اسمها بالقلم الرصاص على دفتر الركاب... وخط القدر اسمها في نفس اللحظة في لوحته. وأخذها زوجها معه.

حطام الطائرة

قبل أن تطير الدنيا

وسمع في أرجاء المطار صوت الميكروفون يقول: ركاب الطائرة 903 يتفضلون إلى الطائرة. وفعلاً اتجهوا إليها... وكان هناك زحام على سلم الطائرة. وعلى أولى درجات السلم وقفت الممثلة الفاتنة كاميليا، وكان أحد موظفي الدعاية في شركة الطيران وهو الأستاذ حسن سمرة، قد استوقفها كي يلتقط لها أحد المصورين صورة تستغلها الشركة في الدعاية.
وقفت كاميليا تضحك والتقطوا لها صورتين... وصاحت ضاحكة {كمان صورة}.
وقال لها الأستاذ حسن سمرة: تكفي صورتان لأن الطائرة على وشك القيام... وقالت كاميليا في إصرار.
- يعني هي الدنيا ح تطير!!
... والتقطوا لها صورة ثالثة قبل أن تطير الدنيا، وأقفلوا عليهم الباب. صعد الركاب (48 راكباً) ثم أقفل باب الطائرة عليهم جميعاً، الأبطال الذين اختارهم القدر ووضعهم في الطائرة، وبدأت المحركات تدور... وانزلقت الطائرة في مماشي المطار، وارتفعت في الجو، ولوح بعض المودعين لأنوارها الحمراء والخضراء الطائرة مع النجوم. وكانت الساعة الواحدة والدقيقة الخامسة والثلاثين وسمع موظف اللاسلكي في مطار فاروق صوت قائد الطائرة يقول {أوكي} أي أن كل شيء على ما يرام... ومرت اثنتان وعشرون دقيقة صامتة. وفي الساعة الواحدة والدقيقة السابعة والأربعين انبعث من جهاز اللاسلكي في مطار فاروق صوت {سبيلز} ضابط اللاسلكي في الطائرة يقول:
* نجمة ميرلاند تنادي القاهرة. هل تسمعني؟
وردت محطة اللاسلكي في المطار:
** نحن معك.
وقال سبيلز:
* نحن الآن في طريقنا إلى البحر... الجو هادئ. كل شيء على ما يرام؟

جثة كاميليا

شيء ما قد حدث

ومَرَّ نصف ساعة وتذكر موظف اللاسلكي في مطار فاروق أن الطائرة نجمة ميرلاند لم تتصل به للمرة الأخيرة قبل أن تغادر أراضي مصر كما تقضي القواعد... وبدأ يحاول الاتصال بها ولم يرد عليه أحد! وفي الساعة الرابعة بدأ القلق يستبد بموظف اللاسلكي فاتصل بمطار أثينا وكان المفروض أن الطائرة تتجه بموجاتها اللاسلكية إليه، بعد أن تعبر حدود مصر وتظل على اتصال به حتى تقترب من إيطاليا، فتتجه بموجاتها إلى مطار روما. وانطلقت الرسالة من مطار فاروق.
* القاهرة تنادى أثينا... هل اتصلت بك نجمة ميرلاند؟
وقالت أثينا إن الطائرة لم تتصل بها حتى الآن، واتصلت القاهرة بروما فجاء رد روما بأنها لم تتلق شيئاً من الطائرة. وفي الساعة الرابعة والنصف صباحاً كانت كل محطات اللاسلكي في شرق البحر الأبيض المتوسط على اتصال، تبحث في السماء عن نجمة ميرلاند. وفي الساعة الخامسة كان هناك يقين في كل هذه المحطات بأن شيئاً ما قد حدث للطائرة.


جثث كثيرة

في الساعة الخامسة والنصف صباحاً كانت أول خيوط الشمس تسقط على الرمال عند حدود مديرية البحيرة مع الصحراء. عند قرية {دست} ومن مركز كوم حمادة تحرك قطار صغير تابع لشركة خطوط الدلتا، وكان القطار في طريقه إلى المحاجر في وادي النطرون، وشاهد ركابه حطام الطائرة في الصحراء، فأبلغوا البوليس مؤكدين وجود جثث كثيرة فوق الرمال. وطار الخبر إلى كل أنحاء مصر.

جنازة كاميليا

الجميلة والملك

تكهرب الجو... أخيراً عرف الجميع مصير الطائرة التي اختفت من السماء. ونزل خبر مصرع كاميليا كالصاعقة على الرأي العام... وقبل أن يبدأ أي تحقيق رسمي قال كثيرون:
* قتلها الملك فاروق!
أصبحت جميلة الجميلات دمعة داخل كل عين وحكاية فوق كل لسان وحزناً داخل القلوب... وتساءل الناس: لماذا يقتلها الملك بهذه الصورة الوحشية... هل معكم دليل.
وأجابوا من دون تردد:
** نعم... معنا الدليل!

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.