زرافة محمد علي التي أرسلها لفرنسا وبريطانيا بعد توتر العلاقات بينهما وبين مصر بعد دخول مصر حرب اليونان عام 1824.
وحينما كان "برناردينو دروفيتي" قنصل عام فرنسا فى مصر فى قصر محمد على بشبرا للتشاور حول تحسين العلاقات بين مصر و بريطانيا و فرنسا شاهد شيئاً عجيباً، زرافتان فى حديقة القصر أرسلهما أحد أعيان السودان كهدية للباشا، فوراً اقترح القنصل على الباشا إرسال واحدة لفرنسا و الأخرى لبريطانيا فهذه الهدية سيكون لها فعل السحر فى تحسين العلاقات.
اقتنع الباشا بالفكرة و بدأ فوراً تجهيزات الرحلة العجيبة، وظهرت مشكلة كبيرة، فإحدى الزرافتين لا تبدو بصحة جيدة والأخرى نشيطة قوية، فأيهما ستكون من نصيب البريطانيين وأيهما ستكون من نصيب الفرنسيين، حسم الأمر بالقرعة وكانت الزرافة القوية من نصيب الفرنسيين، أما الزرافة الأخرى فماتت بعد شهرين فور وصولها بريطانيا.
عامل الفرنسيون زرافتهم كملكة بالمعنى الحرفى للكلمة، حيث استقبلوها فى مارسيليا بأعداد كبيرة وإستقبلها الملك شارل العاشر فى باريس استقبالاً يليق بملكة، وأصبحت الزرافة حديث الفرنسيين وموضة وقتها، رسمت صورها وصدرت البطاقات البريدية تخلداً لقصتها، و أصبحت موضة الملابس لون جلدها، حتى أنه ظهرت فى هذا العصر فى فرنسا رابطة عنق بإسم الزرافة.
زار الزرافة أكثر من 600 الف زائر فى حديقة النباتات النادرة فى باريس، ماتت الزرافة عام 1845 فحزن عليها الفرنسيون واليوم توجد عظامها في متحف التاريخ الطبيعي بمدينة (لاروشيل) الفرنسية، الضجة التى أثارتها هذه الزرافة فى أوروبا جعلت محمد على باشا مضطراً لإرسال واحدة لبريطانيا و أخرى لإمبراطور النمسا لإرضائهما.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.