وثيقة طريفة ولكنها ترصد حال المجتمع المصرى قبل قيام ثورة 1952 واعتداد كثير من طوائف الشعب وخاصة الطلبة بالملك فاروق حتى أن الحكومة المصرية كانت تقدم للمتفوقين فى الكليات المدنية والعسكرية هدية التفوق وهى عبارة عن صورة الملك فاروق وتحمل إمضاءه الكريم
وأصدق مثال على ذلك هى بطاقة الدعوة التى وجهها اللواء توفيق القاضى بك مدير عام كلية البوليس الملكية والتى تحمل الشعار الثلاثى ( الله .. الملك .. الوطن ) الى الكثير من الشخصيات العامة والوزراء والباشوات لحضور حفل توزيع صور الذات الملكية الكريمة المهداه من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الى المتفوقين فى الامتحان النهائى لعام 1951 حيث يتفضل بتسليمها اليهم حضرة صاحب المعالى أحمد مرتضى المراغى بك وزير الداخلية وذلك فى تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين 24 مارس سنة 1952 بثكنات الكلية بالعباسية وتؤكد بطاقة الدعوة أنها شخصية ...
ويتضمن برنامج الحفل ، إقامة عرض عسكرى عام لقوات الكلية وكلمة تحية لهذه المناسبة من أحد الأساتذة بالكلية ثم كلمة حضرة صاحب العزة مدير عام الكلية يليها تسليم الهدايا الملكية الكريمة للمتفوقين ثم ختام الحفل بنشيد « حفظ الله الملك « يلى ذلك حفل لتناول الشاى والاحتفال مع الطلبة المتفوقين ..ولم ينس من قام بإعداد الدعوة أن يذكر الكلمة الخالدة التى قالها الملك فاروق عند زيارته لدار الكلية يوم 8 مارس 1947 وهى « أن الجيش يدفع العدو من الخارج والبوليس يصون الأمن من داخل البلاد فكلاهما متمم للآخر «
ومن المعروف أن من أعظم الهدايا الملكية فى كل الممالك على مستوى العالم هو صورة للملك أو الملكة ممهورة بإمضائه وهى تعنى الكثير لمواطنى هذه الدول. بقى أن أقول إن كلية البوليس الملكية أو الشرطة حالياً لها تاريخ عظيم بدأ منذ عهد محمد على باشا حيث كانت قوات البوليس تتبع الإدارة العسكرية تحت رئاسة أحد الولاة يسمى ضابط مصر ، و فى 25 يونيو 1896 أنشأت أول مدرسة لإعداد ضباط البوليس فى عنبر صغير فى ثكنات عابدين واختير للالتحاق بها 16 طالباً من المدارس الابتدائية وكانت مدة الدراسة 5 شهور ثم نقلت المدرسة عام 1899 الى بولاق وفى عام 1901 جعل التعليم بالمدرسة بمصروفات قدرها 30 جنيها ثم زادت الدراسة من عام الى عامين وبعدها نقُلت الى القلعة ثم الى سراى شريف باشا ثم انتقلت الى العباسية وشيدت مدرسة أطلق عليها اسم « مدرسة البوليس والإدارة « وصدر أول تنظيم قانونى للمدرسة عام 1911 ثم تغير الاسم مرة أخرى الى « كلية البوليس الملكية « اعتباراً من 1941 ثم تغير الاسم نهائياً الى « كلية الشرطة « فى عام 1959 ...
والله .. الله على مصر زمان .
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.