رسميا ليبيا في قبضة "الإخوان والقاعدة".اختيار ابن شقيقة "السويحلي" رئيسا للوزراء."أحمد معيتيق" الوجه الليبرالي للتيارات الإسلامية.ورئيس الحكومة مكلف بتنفيذ تعليمات الدوحة ونال حماية "بلحاج"

أدى رجل الأعمال الليبي أحمد معيتيق اليمين القانونية اليوم الأحد، رئيسا لوزراء ليبيا بعد وقت وجيز من إعلان فوزه بالمنصب بعد جلسة شهدت حالة من الفوضى، وعلى الفور كلف نائب رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا صالح المخزون معيتيق بتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين وذلك في جلسة بثها التليفزيون.

وكان المخزون قد أعلن إثر جلسة للمؤتمر شهت حالة من الفوضى أن أحمد معيتيق صار رسميا رئيسا للوزراء في ليبيا، وطعن بعض النواب في هذا الأمر فورا قائلين إن معيتيق لم ينجح في الحصول على النصاب القانوني في عملية تصويت سابقة.

وكان معيتيق قد فشل للوهلة الأولى في الحصول على الأصوات اللازمة لنيل المنصب، حيث لم يحصل رئيس الوزراء الليبي الجديد على عدد الأصوات اللازمة لنيل ثقة البرلمان. وخلال الدورة الثانية تقدم أحمد معيتيق وهو رجل أعمال من مصراتة، على عمر الحاسي من بنغازي، بحصوله على 73 مقابل 43 صوتا. لكن معيتيق لم يحصل سوى على 113 صوتا من الأصوات الـ120 اللازمة لنيل ثقة البرلمان في الدورة الثالثة.

وأعلن نائب رئيس البرلمان عز الدين العوامي نتائج التصويت في نهاية الجلسة وسط أجواء من الفوضى لأن النواب طلبوا مواصلة المفاوضات لإقناع أعضاء بمنح الثقة لمعيتيق والحصول على الأصوات الـ120 اللازمة وفقا لصور بثها التليفزيون الليبي مباشرة.

"معيتيق" مرشح الإخوان 

وحظى رجل الأعمال أحمد عمر معيتيق (41 عامًا)، بدعم سياسي قوي من كتلتي "العدالة والبناء" الذراع السياسية لجماعة الإخوان، و"الوفاء للشهداء" الذراع السياسية للجماعة الإسلامية المقاتلة التي يتزعمها الجهادي السابق عبدالكريم بلحاج، ويملك رئيس وزراء ليبيا الجديد سلسلة من الاستثمارات الضخمة بمجال السياحة والفنادق.

وولد معيتيق بمدينة "مصراتة" الليبية، عام 1972، وهو متزواج ولديه أربعة أطفال، خريج جامعة لندن للدراسات الاقتصادية العالمية (1994- 1993)، وإدارة الأعمال من الجامعة الأوربية بلندن

السويحلى قائد ميليشيات مصراتة

وكشفت مصادر ليبية أن رئيس الوزراء الجديد، ابن شقيقة القيادي البارز بجماعة الإخوان الليبية وعضو المؤتمر الوطنى العام "عبدالرحمن السويحلى" والذي تتهمه أجهزة أمنية بتشكيل ميليشات تسمي بـ"ميلشيات الإخوان" حيث تعد ذراعا عسكريا للجماعة هناك، وقام السويحلى خلال الفترة الماضية، باستخدام هذه الميليشيات لمحاصرة مبانى حكومية شملت البرلمان، لإجبار النواب على الموافقة على قانون "العزل السياسي".

رئيس الحكومة ينال حماية "بلحاج" 

والداعم الآخر لـ" معيتيق" هو عبد الكريم بلحاج، القيادي بالجماعة الإسلامية المقاتلة، والذي شكل حزب "الوفاء للشهداء" وحصل على كتلة برلمانية لحزبه، ساهمت في عرقلة إجراءات الحكومات السابقة.

ويدفع ذلك الليبيون، إلى التخوف من فكرة سيطرة القاعدة والإخوان رسميا على القرار الليبي، عقب وصول مرشح توافقت عليه التيارات الإسلامية، والتي تتحرك داخليا بتعليمات مباشرة من قطر وتركيا، وهو ما يراه مراقبون إعلانا رسميا لطلاق ليبيا من محيطها العربي، خاصة في ظل مغادرة العديد من البعثات الدبلوماسية العربية، خوفا من هجمات ميليشيات تبنت العداء ضد عدد من الدول العربية من بينها مصر.

الجيش المصري الحر

وجاء الإعلان عن تعيين "معيتيق" مرشح التيارات الإسلامية لرئاسة وزراء ليبيا، متزامنا مع تأكيدات مصادر دبلوماسية لصحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، أن الضغوطات التي مارستها دول الخليج على قطر أجبرتها على ترحيل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من مصر في الدوحة إلى ليبيا.

وأضافت المصادر، أن أعضاء الإخوان تم ترحليهم إلى ليبيا من أجل الانضمام للجيش المصري الحر.

وأوضحت المصادر أن الدولة منحت الإخوان ثلاثة أيام لحزم حقائبهم وتسوية أمورهم والسفر على متن طائرة إلى طرابلس.

وهو ما يثير المخاوف التي باتت شبه مؤكدة، حول تحول أرض المختار إلى مغناطيس جاذب للإخوان والقاعدة، ووقوعه في قبضة هذه التنظيمات رسميا من خلال السيطرة على مراكز صناعة القرار بالحكومة والبرلمان.