الإعدام على مر العصور.. المنشار سلاح الإمبراطور الروماني «كاليجيولا».. ثور الطاغية «فلاريس» النحاسي يشوي المسجون حيًا.. المقصلة أعدمت«ماري» ملكة فرنسا.. والحرق للتخلص من الساحرات في أوربا
«الإعدام».. العقوبة القصوى التي تطبق على المتهم سواء كان سجينا سياسيا أو سجينا جنائيا، إلا أن طرق تنفيذ العقوبة تختلف من دولة إلى أخرى على مر العصور.
الإعدام في التشريع
أكد التشريع الجنائي الإسلامي على أهمية اختيار الآلية التي يتم من خلالها تنفيذ العقوبة، والابتعاد عن الطرق التي يكون فيها الإعدام مسبوقًا بالتعذيب، والمقصود بالقصاص في الشرع أن يعاقب المجرم بمثل فعله فيقتل كما قتل ويجرح كما جرح أي المساواة بين الجريمة والعقوبة.
من الأدلة على القصاص في القرآن الكريم قول الله تعالي «وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».
الصين أكثر الدول تنفيذًا للعقوبة
طبقا لتقرير منظمة العفو الدولية في شهر مارس الماضي السنوي حول عقوبة الإعدام في جميع أنحاء العالم، تأتي الصين على رأس قائمة الدول الأكثر في تنفيذ الحكم، تأتى إيران ثاني أكثر الدول بـ 369 حكم إعدام تليها العراق بـ 169 حكم إعدام، ثم تأتي السعودية في المركز الرابع بـ 79 حكم إعدام، الولايات المتحدة بـ 39 حكم إعدام، فيما جاءت الصومال في المركز السادس بتنفيذ 34 حكم إعدام.
ومنذ العام 1985 وحتى عام 2010 ألغت نحو 120 دولة عقوبة الإعدام، سواء كليا في 73 دولة، أو لبعض الجرائم في 13 دولة، وألغيت عمليا في 22 دولة، فيما أبقت 83 دولة تقريبا على هذه العقوبة.
طرق الإعدام
طريقة المنشار وتقضي بتعليق الشخص رأسًا على عقب ويتم ربط ساقيه بعيدًا عن بعضهما ويتم تقطيعه بمنشار من الأعلى إلى رأسه،
كانت تلك الطريقة توفر مقدارا كافيا من الدم للسريان في رأس الضحية وبالتأكيد يحس بالألم إلى أن يصل المنشار إلى الشرايين الرئيسية في منطقة البطن.
استعملت تلك الطريقة في الشرق الأوسط وبعض المناطق في آسيا، كما استعملها الرومان وكانت طريقة الإعدام المفضلة لدى الإمبراطور الروماني كاليجيولا.
الثور النحاسي
في القرن السادس قبل الميلاد حيث كان حاكم اليونان القديمة الطاغية "فلاريس" يبحث عن أداة إعدام مبتكرة فحقق له الحكيم "بيريلاوس" الاثيني أمنيته بابتكاره ثورًا نحاسيًا مجوفًا من الداخل وله باب يدخل منه الضحية ثم يتم إشعال النار أسفل الثور إلى أن يصل إلى درجة الاحمرار.
الثور كان يبنى بصورة معقدة ويتضمن قنوات وأنابيب توصل الدخان الصادر من لحم الضحية المشوى ويخرجها من أنف الثور بصورة سحب متصاعدة، كما أنها تحول صرخات الضحية، إلى أصوات تشبه خوار الثور.
بعد ما انتهى "بيريلاوس" من صناعة الثور أمر الطاغية "فلاريس"بتجريبها على "بيريلاوس" نفسه لكن اطلعوه من الثور قبل أن يموت وقتله فلاريس عن طريق رميه من فوق جبل.
عجلة التكسير أو دولاب كاثرين
الاعدام بعجلة التكسير
كانت تستخدم هذه الطريقة في القرون الوسطى في أوربا، وتتكون الأداة من عجلة خشبية يربط بها المحكوم عليه، بحيث تكون أطرافه مشدودة ويتم دورانها لجهة قضيب حديدي حتى تتكسر أطراف الشخص المربوط فيها وأحيانًا يساعد الجلاد في عملية التكسير بتوجيه ضربات عشوائية لأعضاء مختلفة من جسم المحكوم عليه بالإعدام باستخدام مطرقة ضخمة، وبعد تكسير عظام الشخص يترك ليموت ببطء.
ويستغرق الأمر أيامًا من الآلام المبرحة حتى تحدث الوفاة.
ويتم تعليق العجلة التي تحمل الجثة على مكان مرتفع لتأكلها الطيور. وإذا كان هناك أمر بإعدام الشخص إعدامًا رحيمًا يتم قطع رأسه بعد التكسير.
الحرق
الحرق على الوتد كان يطبق بطريقتين: الأولى هي أن يقتاد الشخص المراد إعدامه إلى منتصف دائرة أو مربع تكون عبارة عن حائط من العيدان الخشبية والقش ويربط هناك، بعد ذلك تملأ المسافة ما بين الشخص والحائط بالعيدان والقش وبعدها تشعل النار.
الطريقة الأخرى هي أن يربط الشخص وتدفن ساقاه حتى عضلتي سمانة الساق وتشعل النار بحيث يحترق من الأسفل للأعلى.
عندما يتم التنفيذ من قبل جلاد خبير في الحالات العادية، يحترق الشخص على الترتيب التالي، الساقين أسفل الركبة ثم الفخذين واليدين ومن ثم الجذع والذراعين وبعدهما الصدر والرأس إلى أن تحدث الوفاة.
أسباب الوفاة تختلف من حالة لأخرى عند استعمال الحرق، فمثلا عندما يتم حرق الكثير من الناس دفعة واحدة قد يموت البعض جراء التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، أو بسبب فقدان الدم، أو من جراء الصدمة والألم.
و استعملت تلك الطريقة لقتل الساحرات في جميع أنحاء أوربا.
استعملوها -قديمًا- ضد من اتهموهم بالكفر، الخيانة والسحر. الرومانيون أعدموا الكثير بهذه الطريقة على خلفية دينية.
الإعدام بالغلي
تعتبر هذه الطريقة بطيئة ومؤلمة جدًا، وأسلوب الغلي في السوائل استعمل قديمًا وحديثًا.
في هذا النوع من الإعدام يجرد الشخص من ملابسه ويوضع في قدر يحوي سائلا مغليا أو سائلا باردا ثم يبدأ بغليه.
استخدمت عدة أنواع من السوائل في تنفيذ الإعدام مثل الماء، الحمض، القطران، الزيت أو حتى الرصاص المصهور.
في عهد الملك هنري الثامن استعمل هذا النوع من الإعدام لقتل المذنبين المتورطين في مؤامرات القتل بالسم والتي كانت تعد خيانة عظمي.
السحق
هذه الوسيلة استعملت في جنوب آسيا وكانت تتم عن طريق سحق جسد الضحية إما عن طريق وضع الصخور عليه أو بالاستعانة بالفيل حيث يصعد على رأس المحكوم عليه بالإعدام.
الرمانة
يتم وضع الضحية في بركة ماء بعد أن يربطوه بالحجارة حتى لا يطفو،و في هذه الحالة يتوقف تزويد المخ بالأكسجين والنتيجة هي الموت.
وانتشرت تلك الوسيلة في أوربا في العصور الوسطى، وكانت عقوبة للنساء اللواتي يرتكبن جريمة السرقة، كما كانت هذه الطريقة تستخدم لمعرفة ما إذا كانت المرأة ساحرة أم لا، حيث يتم تغريق المرأة المشتبه فيها، فإذا طفت على السطح كانت ساحرة فعلا ووجب إعدامها، أما إذا غرقت فمعنى هذا أنها كانت بريئة!.
تم إلغاء الإعدام بطريقة الرمانة في إنجلترا عام 1623، وتبعتها بعد ذلك باقي الدول الأوربية.
كرسي الشنق
شبيه بالكرسي الكهربائي لكن هذا الكرسي مخصّص للشنق، استعملت هذه الطريقة في إسبانيا حتى نهاية عام 1974 عند سقوط حكم فرانسيسكو فرانكو.
الكرسي الكهربائي
استُحدثت طريقة الإعدام بالصعق الكهربائي، التي تنفذ عادة باستخدام كرسي كهربائي، في الولايات المتحدة حيث يُربط الشخص المحكوم عليه إلى كرسي خشبي مصنوع خصيصًا لهذه العملية ويُصعق بالكهرباء عبر أقطاب كهربائية توضع على جسمه.
و تمر في جسده تيارات كهربائية ويتم صعقه بقوة 2000 فولت لمدة 15 ثانية حتى يتوقف قلبه عن العمل.
تصل درجة حرارة جسم الضحية في هذه الأثناء إلى 60 درجة مئوية، ما يتسبب بأضرار شديدة للأعضاء الداخلية.
ويتم وضع شريط لاصق على عيون الضحية حتى لا تطير من مكانها أثناء عملية الإعدام، وصممت الصعقة الكهربائية الأولى على نحو تسبب فيه فقدانًا فوريًا للوعي وموتًا دماغيًا مباشرًا؛ بينما صممت الصعقة الثانية لتسبب أضرارًا مميتة لأعضاء الجسم الحيوية وتحدث الوفاة عادة بسبب الاستثارة الكهربائية الزائدة للقلب.
أول شخص أُعدم بالكرسي الكهربائي كان "ويليام كيملير" في نيويورك سجن أوبورن بتاريخ ٦ أغسطس ١٨٩٠.
أول ١٧ ثانية مرّ التيار الكهربائي خلال جسد "كيملير" أفقدته وعيه، لكن فشلت في إيقاف نبض قلبه وتنفسه. الأطباء الحاضرون، تقدموا لفحص كلمر.
وبعد التأكد من أن كيليمر ما زال حيًا، أعيد تشغيل التيار مجددًا، بسرعة، دون تأخير، يحتاج المولد زمنا لإعادة شحنه في المحاولة الثانية، تم صعق كملر بـ 2000 فولت تمزقت الأوعية الدموية تحت الجلد ونزفت، والمناطق المحيطة بالأقطاب الكهربائية أُصيبت بحروق واستغرقت عملية الإعدام كاملة ثماني دقائق.
الحقنة السامة
يقيد السجين ويوضع على نقالةٍ ذات عجلات، ويحقنه منفذو الإعدام بثلاث حقن وريدية، ويتم أولًا حقن السجين بجرعةٍ ضخمة من مادة "صوديوم ثيوبينتال" المخدِّرة، ثم يُحقَن بمادة "بانكورونيوم برومايد" التي تشلّ العضلات الإرادية لكنها تترك السجين واعيًا تمامًا وقادرًا على الإحساس بالألم بشكل كامل.
ثم تأتي حقنة "كلورايد البوتاسيوم" التي سرعان ما تسبب له نوبة قلبية؛ لكنّ هذا العقار مؤلم جدًا.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر لها: إنّ الإهمال وانعدام الكفاءة والمسئولية في بعض الولايات الأمريكية يُعرِّض السجناء المحكومين بالموت إلى خطر العذاب الأليم أثناء إعدامهم باستخدام الحقن القاتلة.
غرفة الغاز
استعملت هذه الوسيلة في أمريكا وكوريا الشمالية في بداية عام 1920.
يتم حبس الضحية في الغرفة الخاصة ومن ثم يفتحون أنبوبة الغاز القاتل وهذا الغاز مرئي وينصحون الضحية باستنشاقه بسرعة حتى يفقد الوعي بسرعة كي لا يتعذّب.
وتبدأ الآلام في الأيدي والكتف وفي الخصرين والصدر مثل الجلطة القلبية وبعدها تخرج العين من الحدقة إلى الخارج وينتفخ الجلد وفي الأخير يسيل ماء الفم إلى الخارج.
وهذه الطريقة من الإعدام لا تستخدم حتى لقتل الحيوانات في المختبرات وهذه الطريقة من الإعدام تحتاج إلى 9 دقائق ليموت المتهم.
ويشار إلى أنه في 1983عندما حكم على (جيمي ليجري) من ولاية ميسيسيبي الأمريكية بالإعدام بحقنه بالغاز واستنشاقه للهواء الملوث لم يظهر أي أثر عليه إلى 8 دقائق ولكنه بعد تحمله للألم الشديد ضرب رأسه بالكرسي الحديدي ومات على إثر هذه الضربة.
المقصلة
ينام الشخص على ظهره وهو ينظر إلى الأعلى، حتى تهوي السكين على رقبته فينفصل رأسه عن جسده وهى طريقة سريعة للموت.
اشتهرت المقصلة في فرنسا أثناء الثورة الفرنسية 1789–1799،وأعدمت بها "ماري أنطوانيت" ملكة فرنسا وقتها زوجها الملك "لويس السادس عشر".
الإعدام شنقا
يعتبر الإعدام شنقًا من أقدم وسائل الإعدام المعتمدة عالميًا، والموت لا يحصل إلا بعد مرور 4 إلى 20 دقيقة، وهذا يعني أن المحكوم يتعرض لعملية تعذيب من جراء الاختناق التدريجي والكسور في الفقرات الثالثة والرابعة أو الرابعة والخامسة من فقرات الرقبة.
هناك أربعة أشكال رئيسية للشنق
الشنق بالسقوط القصير المدي: يسقط السجين بضعة أقدام، إذ إن وزن جسمه والمعاناة الجسدية يؤديان إلى تشديد الخنق.
فالموت هنا ينجم عادةً عن الاختناق وتعتبر من أكثر الوسائل ألمًا.
الشنق بالتعليق: يتم رفع الشخص في الهواء باستخدام رافعة أو آلة أخرى.
الشنق بالسقوط النموذجي: يسقط السجين مسافة محددة مسبقًا،عادةً ٤ إلى ٦ أقدام ما يؤدي إما إلى كسر الرقبة أو عدم كسرها.
الشنق بالسقوط الطويل المدى: يتم مسبقًا حساب المسافة التي يسقطها الشخص حسب الوزن، الطول وبنية الجسم والهدف منها كسر الرقبة، فتكون بتلك الوسيلة الأكثر إنسانية.
الموت يكون محتوما بعد ٣٠ دقيقة بسبب افتقار الخلايا للأوكسجين. وبيّنت بعض الدراسات أن خفقان القلب ممكن أن يستمرّ ٢٥ دقيقة بعد تنفيذ الإعدام مما حثت بعض الأنظمة على حقن ١٠ ملل من مادة الكلورفورم بعد ٣٠ ثانية من تنفيذ الإعدام وذلك لتسريع عملية الموت.
الإعدام بالسيف
وهذه الوسيلة تستعمل في بعض الدول التي تحكم وفق الشريعة القصاص، ونجد لها -أيضا- استعمالا في «العراق، الفلبين، اندونيسيا، الشيشان، الصين، اليابان».
إذا كان السيف حادا جدا والضربة سريعة ودقيقة فالموت سيكون سريعا وغير مؤلم بينما لو كان السيف غير حاد والضربة غير قوية وغير دقيقة سيكون العذاب شديدا.
وفي الوقت الذي يعتبر قطع الرقبة أبشع منظر للمشاهد وأردعها، ولكن بالنسبة للجاني يعتبر أرحم له لأن الحبل الشوكي يقطع في أقل من جزء من الثانية ويفقد المقتول الإحساس بالألم تماما فهو قتل مريح.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.