Free Web Submission http://addurl.nu FreeWebSubmission.com Software Directory www britain directory com education Visit Timeshares Earn free bitcoin http://www.visitorsdetails.com CAPTAIN TAREK DREAM: من ذاكرة التاريخ : مؤتمر الحسنة - أكتوبر 1968

Tuesday, May 1, 2018

من ذاكرة التاريخ : مؤتمر الحسنة - أكتوبر 1968


‏صفعة دبلوماسية من بدو سيناء لإسرائيل علي الهواء مباشرة

‏أنها صفحة ناصعة البياض في تاريخ مصر المعاصر ، عن عمد يتم طمسها ومحاولة إخفائها في خضم الاحداث المتوالية ، ونادرا ما نسمع او نقرأ عنها .

‏في هذا الموضوع البسيط نقدم لكم بطولة كبيرة من ضمن بطولات بدو سيناء الكثيرة خلال فترة حرب الاستنزاف – بطولة دبلوماسية وصفعة إعلامية كبري علي وجه إسرائيل في تلك الفترة كان يجب أن تلقي الإهتمام المناسب في مناهجنا التعليمية وفي صفحات تاريخنا لإظهار مدي صلابة ووطنية بدو سيناء الشرفاء

‏كانت الحالة النفسية للشعب المصري بشكل عام و للحكومة المصرية بشكل خاص في وضع حرج للغاية حيث تجرع الجميع مرارة الهزيمة بعد نكسة يونيو 1967، ولكن سرعان ما ظهرت القوي الوطنية لتبحث عن ما يعيد الثقة في النفس.

في عام 1967 وبعد النكسة، دخل اليهود سيناء، وبدأوا في جمع القبائل في مخيمات واستخرجوا لهم بطاقات هوية إسرائيلية، وبعد مرور ما يقرب من 3 أشهر، طلب بعض الضباط المصريين نصيحة من الشيخ سالم للدخول في المجتمع القبلي حتى يكونوا قريبين من المعسكرات الإسرائيلية، وعلى الفور قام الشيخ سالم بتدريب الضباط على اللهجة السيناوية، وألبسهم الزي البدوي، وبعدها أخذهم إلى المعسكر الإسرائيلي وقدمهم للإسرائيليين على أنهم مجموعة من أهله لم يكونوا موجودين وقت حصار القبيلة وبالتالي طالبهم باستخراج هوية لهم، وبالفعل استخرجوا هويات لهم، وانسدوا وسط الأهالي.

‏فى 1968 حاول الإسرائيليون تحريض أهالى سيناء على الإستقلال بها، وإعلان دولة سيناء، كانت القوات الإسرائيلية تعد إلى مؤتمر الحسنة، لشهور عديدة، وكانت القوات الإسرائيلية تتودد للشعب السيناوي بكافة الطرق لتوضح لهم أنهم كانوا مهملين من الإدارة المصرية، وقد أقنعهم الشيخ سالم، ذلك الوقت بأن الأرض مهيأة تمامًا، وأن كل السيناويين اصبحوا يحبون الإسرائليين إلى أن جاء وقت انعقاد مؤتمر الحسنة، وتجمع مشايخ سيناء جميعًا، وحضر "موشى ديان"، الذي اقتنع تماما ذلك الوقت بأن سيناء ستكون منطقة دولية لوقوعها في يد الاحتلال. وحشدت إسرائيل فى سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها فى نزع سيناء من مصريتها، وسعيا وراء الهدف إلتقت جولدا مائير و موشيه ديان عددا من مشايخ سيناء وأغدقوا عليهم الهدايا والأموال لإقناعهم بالفكرة.


‏فى نفس الوقت علمت السلطات المصرية بتفاصيل المخطط، فقامت بتكليف الضابط السيناوى محمد اليمانى بالقضية، فطلب من المشايخ وفق تعليمات القاهرة مواصلة خداع ومجاراة إسرائيل فى طلبها، ورصد تحركات العدو واتصالاته الدولية، فى وقت وافقت فيه أمريكا وحلفائها على دعم القضية وتدويلها.

‏إجتمعت جولدا مائير وديان بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل فى سيناء.


‏وفى عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة وحشد ديان وزير الدفاع عدته،


وجهت إسرائيل الدعوة لوكالات الأنباء العالمية ومراسلى التليفزيون والصحف من كل أنحاء العالم لحضور مؤتمر صحفى يعلن فيه موشى ديان وزير دفاع الإسرائيلى عن مفاجأة فى وجود كبار القيادات فى إسرائيل ... وقد رتب جيش الدفاع الإسرائيلى لهذا المؤتمر فى مدينة الحسنة بوسط سيناء وأحضر شيوخ وعواقل قبائل سيناء ليعلنوا على العالم المفاجأة التى ستفحم مصر ، وهى الإعلان عن رغبة أهالى سيناء فى تدويل سيناء وإعلانها دولة منفصلة"

‏وكانت الطائرات تنقل الطعام ومصورى وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية وكبار القيادات فى إسرائيل يتوافدون جوا على مكان التجمع بمنطقة الحسنة من أجل اللحظة الحاسمة وفى الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتحرك للقضاء على المحاولة الإسرائيلية.


‏تم تفويض الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث عنهم أمام الإسرائيليين ,لكن من الجانب المصرى يعد الشيخ سالم الهرش من أبطال سيناء الذين قدموا خدمات جليلة للجيش المصري خلال فترة احتلال إسرائيل لسيناء، وله مواقف مشهودة لن ينساها له التاريخ.

والشيخ سالم الهرش (1910 - 1981) هو شيخ مشايخ قبائل سيناء وزعيم قبيلة البياضة، أحد الابطال المصريون إبان حرب السويس 1956 وحرب يونيو 1967 والاستنزاف، وهو أحد المساهمين في اختصار عناصر تنظيم سيناء العربية، كما شارك بدور رئيسي في مؤتمر الحسنة والذي تسبب في إفساد خطة إسرائيل لتدويل منطقة سيناء

‏كانت قوات الاحتلال تعد لهذا المؤتمر قبلها بشهور وتقوم بترغيب وتدليل الشعب السيناوي لكي تجعل لسان حاله يقول إنهم "أحسن من المصريين"، وقد أقنعهم الشيخ سالم - حينها - بأن الأرض مهيأة لهم تماما - يقصد الإسرائيليين - في قلب كل سيناوي، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة وعقد مؤتمر الحسنة


‏كانت الأجواء مفعمة بالترقب وسط حضور كامل لمشايخ سيناء الذين طوقتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي آنذاك داخل خيمة كبيرة على أرض الفيروز تحوي لفيفًا من جنرالات الجيش الإسرائيلي، على رأسهم وزير الدفاع الإسرائيلي حينها موشي ديان، في انتظار إعلان سيناء دولة مستقلة، طبقًا للاتفاق المبرم

‏إستضاف المؤتمر مجموعة لا بأس بها من رجال "الأمم المتحدة" وبدأت فعاليات المؤتمر الذي تحدث فيه اليهود عما قدموه للأهل في سيناء وعن طموحهم وآمالهم بالنسبة لهم، وعندما طلبوا الكلمة من شيوخ سيناء وقع الإختيار الذي كان متفقا عليه مسبقا على الشيخ سالم الهرش


‏خدعه الشيخ سالم في بداية كلمته قائلا "أنتم تريدون سيناء دولية.. يعني أنا دلوقتي لو جعلت سيناء دولية هتحطوا صورتي على الجنيه السيناوي"، فأجاب ديان بإبتسامة مهللة وكأنه يقول "بالطبع"،‏وإذا باللحظة المشهودة التى لن ينساها التاريخ ،


‏أكمل الشيخ سالم حديثه "إذاً، فأما أرواحنا فزاهقة لله باريها، وإذا قلنا غير ما سنقول فباطن الأرض أولى بنا من ظاهرها، وأما سيناء فأؤكد لكم سيناء مصرية وستظل مصرية 100% وأهالي سيناء مصريون للنخاع، ومن أراد التداول فيها ليذهب ويقابل الزعيم جمال عبدالناصر فلا يملك الحديث فيها غيره" .

‏"إن سيناء يا سادة، مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلاً عن مصر، وما أنتم إلا إحتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، ولا نملك فيها شبراً واحداً يمكننا التفريط فيه".


‏الصفعة التي أرادوا توجيهها إلى الزعيم جمال عبد الناصر ارتدت إليه مدوية أمام العالم على عكس ما توقعوا، قالها السيناويون أمام جميع الوكالات العالمية، وكانت الصاعقة التي نزلت على الرؤوس الصهيونية وما كان من موشي ديان إلا أن أطاح بالمنصة وما عليها وإنصرف منفعلاً.

‏المصير الذي كان ينتظر الشيخ سالم هو "الإعدام على يد الإسرائيليين لولا أن المخابرات المصرية خططت لكل شيء بعنابة، فإنتظرته بسيارة جيب ورحلته إلى الأردن وأسرته إلى ميناء العقبة فإستقبل هناك إستقبال الفاتحين"


شيخ سالم الهرش مع وزير الدفاع الأسبق يوسف أبو طالب

‏بعد مرور شهور عاد مرة أخرى ليلتقي الزعيم جمال عبد الناصر الذي قدم له مجموعة من الهدايا عبارة عن "طبنجة وعباءة وسيارة جيب" ولكن الشيخ سالم تبرع بكل شيء للقوات المسلحة عدا العباءة التي اعتبرها رمزا وتذكارا من "ناصر"، وبعد نصر أكتوبر عاد لسيناء الحبيبة ليحفل بالنصر العظيم.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.